ولد الطفل المغربي يحيا الجبالي وهو يعاني من تشوهات عدة في وجهه. فقد كان دون عينين وفك سفلي. كما حل ثقب محل أنفه. وهكذا لم يكن بإمكانه اللعب. كما عمد والداه في الكثير من الأحيان إلى إخفاء وجهه تجنباً لنظرات الآخرين.

ولم يوافق أي جراح على إجراء عملية ترميم له. وأجمع الأطباء على أن احتمالات موته كبيرة أثناء العملية بسبب الالتهابات.

ورغم ذلك نشر الوالد صور ابنه عبر حسابه على «فايسبوك». وطلب المساعدة من كل من يستطيع ذلك.

وبعد مرور أشهر أظهرت امرأة مغربية تدعى فاطمة بركة تقيم في أستراليا تعاطفها مع يحيا. وأبدت تفهمها لعذاب الوالدين خصوصاً أنها عانت بنفسها من مرض سرطان الثدي.

ولم تتردد في الاتصال بجراح أسترالي يدعى طوني هولمز وطلبت منه تولي مهمة الاهتمام بالطفل.

كما أمنت لأسرته مكاناً للإقامة في أستراليا وجمعت التبرعات من أجل العملية. وبالفعل التقى يحيا ووالداه الطبيب وفاطمة. وقالت الأخيرة: «احتل هذا الطفل مكاناً في قلبي. لقد جذبني إليه. لا أرى سوى طفل مشوّه لكنه أيضاً صبي صغير رائع، روح مميزة. هذا كل ما أراه الآن».

وخضع الطفل لسلسلة فحوصات وأجريت له بعد ذلك عمليات عدة لتقريب جزئي الجمجمة وإعادة تشكيل الأنف.

واليوم يبلغ يحيا عامه الخامس وقد عاد إلى منزله بعدما أمضى 18 شهراً في أستراليا. ومن المتوقع أن تجرى له عمليات أخرى. إلا أن فصلاً جديداً من حياته قد بدأ ولم يعد عليه إخفاء وجهه.