معرض نادر يروي تاريخ النساء: المرأة... قوة السلطة والإيمان

مصطفى الفقي,مكتبة الإسكندرية,معرض,معرض «المرأة... قوة السلطة والإيمان»,تاريخ النساء,المرأة,السلطة,الإيمان,لوحات,الفن الإسلامي

طارق الطاهر (القاهرة) 16 يوليو 2017

حرص الدكتور مصطفى الفقي، الرئيس الجديد لمكتبة الإسكندرية، على أن يبدأ مهام عمله الجديد بافتتاح معرض مهم يستعرض تاريخ المرأة وإنجازاتها ومساهماتها في مختلف المجالات، الثقافية والسياسية والاجتماعية، ويعيد الى الأذهان الأحداث التاريخية الكبرى التي ارتبطت بالمرأة.


حمل المعرض عنوان «المرأة... قوة السلطة والإيمان»، وأقيم في بيت السناري السيدة زينب، وفيه تم عرض مجموعة من لوحات الفن الإسلامي المرتبطة بتراث المرأة في الحضارة الإسلامية؛ كتاج محل الذي يعد رمزاً دولياً للحب والوفاء، وهو واحد من أشهر المزارات الهندية. وفي المعرض كذلك، لوحات تعود الى عصر الملكة أروى الصليحية، ملكة اليمن، ومجموعة من الأعمال التي تركز على دور الملكة شجر الدر في مصر، وهو الدور الذي ارتبط بنهاية العصر الأيوبي وبداية العصر المملوكي.

يعدّ المعرض أيضاً، وثيقة لتطور زي المرأة من عصر إلى عصر، وما صاحب ذلك من تغير في العادات والتقاليد وطريقة اللبس، وقد خُصصت مجموعة من الأعمال التي بينت تطور المجوهرات ورمزها للعصور المختلفة، لا سيما المجوهرات التي كانت ترتديها الأميرات والملكات في مختلف العصور الإسلامية.

وأوضح الدكتور مصطفى الفقي أن هذا المعرض الذي يقام بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في ماليزيا واللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف، يعد بداية لسلسلة معارض تبرز الحضارة الإسلامية، بخاصة المناطق التي لم يتم إبرازها في العقود الأخيرة.

وأشار الدكتور خالد عزب، مدير قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، الى أن المعرض يركز على بيان تنوع الأزياء في العصور المختلفة، وهو أمر يشير إلى اختلاف الذوق والأهواء ومراعاة البيئة المحلية، بخاصة عندما تلعب الظروف الاجتماعية دوراً مهماً في تشكيل هذه الأزياء وتنوعها عند النساء، فلكل عصر طابع خاص يميزه عن غيره.

 وأضاف أن المرأة ساهمت على مر العصور في الحياة العامة من خلال المهن التي مارستها، وبقيت لنا أسماء لنساء في شتى المجالات، فنجد نساء طبيبات، عالمات، أديبات، شاعرات، وحتى خطاطات، ومن هؤلاء النساء زينب طبيبة بني أود، وهي طبيبة تخصصت في طب العيون، ظهرت في العصر الأموي، وابنة أبي العلاء بن زهر، وهي سيدة من أسرة ابن زهر المعروفة بسمعتها في الطب، وهي ابنة أم عمرو بنت أبي مروان بن زهر، وقد كانت عالمة بصناعة الطب والولادة، وأم عمرو بنت أبي مروان بن زهر، كانت متقدمة في الطب وجاءت شهرتها من علاجها نساء أمراء بني عبدالمؤمن، الذين حكموا المغرب الإسلامي، وهو ما تناوله الكثير من معروضات هذا المعرض المهم.

وعن أهمية مشاركة متحف الفنون الإسلامية بماليزيا، قال الدكتور خالد عزب: «يعد من أكبر متاحف الفنون في ماليزيا وجنوب شرقي آسيا، إذ يضم أكثر من سبعة آلاف قطعة فنية تعود إلى أيام المماليك وحتى العهد العثماني، ويوجد به أكثر من مائتي مخطوطة إسلامية، ومكتبة إسلامية زاخرة بكتب الفنون الإسلامية، ويسلط المتحف الضوء على الفنون الإسلامية في الصين، الهند، وماليزيا، بحيث يبرز الدور الإسلامي في تنمية هذه الفنون في شرق آسيا.

وأكد الباحث أيمن منصور، مدير إدارة المشروعات الخاصة في مكتبة الإسكندرية، أن المرأة تمتعت بقدر وافر من الاحترام في العصور الوسطى، سواء في طبقة الحكام أو سائر طبقات الشعب، فلم يضن الحكام على نسائهم بالمال والمتاع، وأضفوا عليهن ألقاب التشريف، وخاطبوهن في المكاتبات بعبارات التشريف والتكريم، أما عامة الشعب فقد أطلقوا على نسائهم ألقاباً تنم عن التقدير، مثل «ست الخلق» و«ست الحكام»، وذلك من باب الفخر والتزكية والثناء والتعظيم. وأضاف أن المعرض أوضح أن مشاركة المرأة فعالة في الحياتين العلمية والدينية، فقد أقبلت النساء عموماً على مجالس العلم والدين، فحرصت كثيرات منهن على الذهاب إلى المجالس، حيث كن يجلسن في مكان منفرد عن الرجال لسماع الدروس الدينية.

ولمناسبة هذا المعرض، صدرت الترجمة العربية لكتاب «الإيمان والسلطة... المرأة في الإسلام»، تحرير لوسيان دوجير، ترجمة الدكتور خالد عزب وعزة عزت وشيماء السايح، ومراجعة وتقديم الدكتور خالد عزب. ويلقي الكتاب الضوء على أعمال المعرض والشخصيات النسائية التاريخية المرتبطة به، وسرد السير الذاتية لعدد من النساء اللاتي كانت لهن أدوار رئيسية في تاريخ الإسلام، ومنهن آسية بنت مزاحم، مريم بنت عمران، السيدة خديجة بنت خويلد، الملكة أروى، الملكة شجر الدر، السلطانة راضية، ست الملك، روكسانا وغيرهن من النساء اللاتي كان لهن دور فعال في التاريخ.

يأتي هذا الكتاب ثمرة تعاون بين المركز القومي للترجمة ومتحف الفنون الإسلامية في ماليزيا، وقد تم التعاون سابقاً بين هذا المتحف العريق ومركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية؛ لنشر كتالوغ «أنغام وآيات... روائع الخط الفارسي»، وهو أحد معارض المتحف باللغة العربية والخاص بمجموعة من المخطوطات المنفردة، التي تم إبداعها في الفترة ما بين القرن السادس عشر والتاسع عشر.