سلمى المصري: تعبت في تربية أولادي... ويفتخرون بكوني فنانة

الفنانة,مها المصري,مسلسل,التصوير,العلاقة,النجوم السوريون,الفنانين السوريين,المخرجون,الزواج,الصعوبات,العمل الفني,الدراما السورية,النجم,الدراما

لها (دمشق) 16 يوليو 2017

ياسمينة شامية، لا يزال عبقها منتشراً في الدراما السورية منذ بداياتها إلى اليوم. تنتقل من عمل الى عمل ومن دور الى دور، لتُغني أرشيفها الفني بالعديد من الشخصيات التاريخية والكوميدية والاجتماعية المميزة.
هي الفنانة القديرة سلمى المصري، التي كانت بداياتها الفنية مع انطلاق الدراما السورية، والتي تميزت بتألقها والابتسامة التي لا تفارق وجهها، فتضفي جواً من التفاؤل والمرح على أي عمل تشارك فيه.
في لقائنا معها، تعرفنا أكثر إلى سلمى الإنسانة، بعد أن حدّثتنا عن يومياتها، وسبب تفاؤلها الدائم، والصعوبات التي واجهتها في تربية شابين بمفردها، وتكلّمت عن أختها الفنانة مها المصري، والنقد القاسي الذي طاولها أخيراً، وكشفت عن علاقتها بابنتها الفنانة ديمة بياعة...


- ما سر تألّق سلمى المصري الدائم؟
هذه نعمة من الله، وبالتأكيد أحاول الاعتناء بنفسي قدر الإمكان، وخصوصاً لناحية الطعام، وغالباً ما تنعكس روح الإنسان على مظهره الخارجي، وليس شرطاً أن يكون شكل الشخص هو ما يجذبنا إليه، فيمكن أن تطغى روحه الحلوة على ملامحه، وطالما أن الانسان صادق ومحب ومتصالح مع نفسه، فهذه الصفات ستنعكس حتماً على شكله الخارجي.

- أنت معروفة بالطاقة الإيجابية التي تبثّينها في من حولك خلال العمل، من أين تستمدين هذه الطاقة؟
أستمد الطاقة الإيجابية من محيطي، وأمدّ كل من حولي بها، فالابتسامة وحدها كفيلة بنشر التفاؤل وجو الصفاء بين الناس، وأنا من الأشخاص الذين ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل، ويؤكدون أن الآتي أفضل وأجمل، ومهما قست الظروف، أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الحزن، فأنا أكره أن أكون حزينة.

- بمَ تنصحين المرأة عموماً؟
أنصحها بأن تحب نفسها، وأن تطيل الوقوف أمام المرآة، وأن تهتم دائماً بجمالها، ليس فقط من أجل الزواج، بل من أجل نفسها في الدرجة الأولى، فعندما تكون المرأة جميلة تحب نفسها أكثر وتشعر بالسعادة والألق، مما يساعدها على تقبّل الحياة وعيشها بطريقة أفضل.

- لديك بُحّة صوت مميزة، كيف توظفينها في التمثيل؟
الدور هو الذي يفرض على الفنان طبيعة الشخصية وصوتها والحالة التي يجب أن تكون عليها، فمثلاً في حالة الحب تكون نبرة الصوت رومانسية، وفي حال الانفعال والغضب والعصبية تكون النبرة حادة وواضحة، فالمشاعر هنا هي التي تتحكم في الصوت وتظهره بالشكل الملائم لما يتم تقديمه على الشاشة، وذلك بعفوية وبعيداً من التصنّع.

- خلال مسيرتك الفنية الطويلة، قدمت مختلف أنواع الدراما، الاجتماعي والكوميدي والتاريخي، أي تلك الأنواع هو الأقرب إليك؟
هناك أعمال تاريخية جميلة وموظفة بشكل جيد، وأحب الكوميديا عندما يكون النص جميلاً ويعتمد على كوميديا الموقف كمسلسل «الفصول الأربعة»، ففيه مواقف جميلة ومهمة، ولا يزال يُعرض إلى اليوم والناس يتابعونه، حتى أن محبّي العمل يطالبوننا دوماً بأجزاء أخرى منه.
فأنا أحب كل أنواع الأعمال الدرامية، لكن أحبّها إليّ هو العمل الاجتماعي لكونه يعبّر عن واقعنا الحالي وحياتنا اليومية الأقرب إلى الناس.

- من هي الفنانة التي تسير على خطى سلمى المصري اليوم؟
لا يمكنني أن أحكم في ذلك، وليس شرطاً أن تكون فنانة معينة مثلي أو تسير على خطاي، بل يجوز أن تكون أفضل مني ومن سواي أيضاً، مع كثرة المواهب الشابة في وسطنا الفني اليوم.

- بمَ يختلف مفهوم النجم بين الماضي والحاضر؟
ما يميز عملنا السوري هو البطولة الجماعية، فما من نجم يحمل العمل كله ويكون بطله الأوحد، وما من أعمال تُفصّل على قياس نجم معين، بل هناك دائماً مجموعة من النجوم المهمين يشاركون في عمل درامي، مما يعطي العمل السوري ثقله وتميزه.

- وماذا عن الغرور الذي أصبح يصم نجوم اليوم؟
لا أعرف سبباً لهذا الغرور، فالغرور يقتل الفنان، وكلما كان الفنان متواضعاً، كان أكثر قرباً من الناس، لكن بعض الفنانين ضعاف النفوس يظنون أنفسهم إذا قدموا دوراً واحداً أنهم نجحوا وأصبحوا نجوماً، إلا أن هذا لا يستمر طويلاً، فيمكن أن يقدم الفنان في عمل ما دور نجومية، ويمكن أيضاً ألا يتكرر، فيُصاب بعقدة نفسية.

- ماذا تقولين لكل فنانة أو نجمة مغرورة اليوم؟
أؤكد لها أن الغرور لم ولن يصنع نجماً، فأساس النجومية هو التواضع، والجمهور هو سبب نجاح أي فنان ونجوميته.

- شكّلت ثنائيات مع أهم نجوم الدراما السورية، ما هي الثنائية الأنجح في رأيك؟
عملت مع نجوم كبار، مثل: ياسر العظمة، دريد لحام، أيمن زيدان، سلوم حداد، سليم صبري، عباس النوري، وكلهم مهمّون ولا يمكنني أن أحدد اسماً معيناً، فهم أساتذة ولكل منهم لون فني يميزه.
والجمهور هو الذي يحكم من هي الثنائية الأفضل، وعموماً أنا لا أعمل مع أحد إلا إذا ارتحت إليه، وهم في النهاية أصدقائي، وبيننا عِشرة عمر طويلة.

- كيف اختلف العمل الفني بين الماضي والحاضر، وهل كان جو العمل أكثر حميمية؟
بالطبع هناك اختلاف، سابقاً كنا كممثلين نحفظ أدوار بعضنا البعض لأن التصوير كان يعتمد على ثلاث كاميرات، فنبقى شهراً أو شهرين نعمل على الشخصيات ونُجري البروفات حتى نستوعب كل شخصيات العمل.
أما اليوم فالوضع مختلف تماماً، خاصة مع وجود كاميرا واحدة، فأصبح الاعتماد الكبير على الممثل في ظل غياب البروفات، وبسبب سهولة العمل الفني اليوم، هناك فنانون يحفظون أدوارهم في موقع التصوير. أما أنا فما زلت أعمل بالعقلية القديمة... أقرأ العمل كاملاً وأحفظ دوري فيه جيداً.

- انتقالك من دور الفتاة المحبوبة إلى دور الأخت الكبرى، وأحيانا الأم والجدّة، هل وجدت فيه صعوبة؟
على الفنان أن يقدم مختلف الشخصيات، مهما كان عمرها وموقعها في العمل الفني، فأنا مثّلت كل الأدوار، وقدمت دور الأم منذ زمن طويل عندما كان أولادي صغاراً، ولا مشكلة لدي في تجسيد أي شخصية مهما كانت، لكن شرط أن أحبّها وأقتنع بها.

- تحمّلت مسؤولية العائلة لكونك الأخت الكبرى، فهل كانت أختك الفنانة مها المصري هي الدلوعة في المنزل؟
بالفعل، تحمّلت مسؤولية العائلة منذ صغري، وكنت القدوة لإخوتي، مما عزّز ثقتي في نفسي، وزادني إصراراً على الاعتماد على النفس، وأختي مها كانت الصغرى والدلوعة، وكانت المسؤوليات تُلقى دائماً على عاتقي لأنني أكبر منها سناّ.

- قدّمت مع أختك مها الكثير من أدوار الأخوّة في الأعمال الفنية، لكن في أيٍ من تلك الأعمال ظهر شعور الأخوّة بينكما جلياً؟
في مسلسل «الفصول الأربعة»، كنا أختين وكانت العلاقة واضحة في هذا العمل، فالمطلوب عند أداء أي دور هو عيش الشخصية والشعور بها، خاصة في الشخصيات التي تجمع في ما بينها صلات كالأخوّة، فكيف الحال إذا كانت العلاقة حقيقية؟ عندها تكون الأحاسيس والمشاعر عفوية، ويظهر ذلك جلياً في الأداء.

- بقيت سنوات طويلة أماً عزباء لشابين، ما الصعوبات التي واجهتها في تربيتهما؟
بغياب الأب تكون الأم هي الأب والأم معاً، وتربية الفتاة أسهل من تربية الشاب، وأنا ربّيت شابين وكنت ديكتاتورية في تعاملي معهما، وذلك من شدّة خوفي عليهما، فكنت أتابعهما في دراستهما وحياتهما بأدق تفاصيلها، لئلا يُقال إن تربيتهما هي تربية امرأة، وفي معظم الحالات لا تكون تربية الأب والأم معاً ناجحة، وأثبتت تجارب كثيرة أن تربية الأم بمفردها ناجحة، لأنها تشعر حينها بمسؤولية أكبر، والحمد لله أًصبح ولداي اليوم رجلين متعلمين ومثابرين في عملهم.

- من ساعدك في تربيتهما؟           
في السابق كانت أمي تساعدني في تربيتهما، وبعد أن توفي زوجي ومن ثم أمي، أًصبح العبء كله عليّ، خاصة أن أغلب إخوتي يقيمون خارج البلاد.

- هل طلب منك ولداك هاني وداني بعد أن أصبحا شابين أن تبتعدي عن الفن؟
لا، بل على العكس، هما يفتخران بكوني فنانة، وابني داني يعمل الآن في الإخراج، أما هاني فقد درس إدارة الأعمال وهو يعمل اليوم في الإمارات.

- هل أصبحا رجلَي حياتك الآن؟
بالطبع أنا أمّهما وصديقتهما، نتحدّث معاً بمحبة واحترام، وأعني لهما كثيراً، فقد تعبت في تربيتهما وضحيت بالكثير من الأمور، وهذا ما يقدّرانه ويحترمانه فيّ.

- من الأقرب إليك بينهما؟
كلاهما قريب مني، لكن هاني يعمل في الخارج، أما داني فيعيش معي في المنزل، لذلك هو يشاركني في كل شيء.

- زوجة ابنك داني هل أخذته من حضنك، أم أنها جاءت لتكمل مشوارك في الحياة؟
الأم هي التي تفرض المحبة والاحترام في علاقتها مع عائلتها، فكنّتي التي تعيش معي هي بمثابة ابنتي، ولم تأتِ لتأخذ ابني من حضني كما يُقال، فالأم الواثقة في نفسها تهمّها سعادة ابنها، وأنا أعتبر كنّتي ابنتي، وعندما أغيب طويلاً تشتاق إليّ وتسأل عني وتستعجل رجوعي الى المنزل الذي تراه فارغاً من دوني.

- أطلق ابنك اسم «سلمى» على ابنته، هل كان ذلك بطلب منك؟
كانت مفاجأة حلوة بالنسبة إليّ، فقد اخترت لها اسماً معيناً، وفي آخر لحظة سمّاها والدها «سلمى» على اسمي.

- بعد كل هذه السنوات من الوحدة، هل الزواج هو بر الأمان بالنسبة الى المرأة؟
في رأيي، مهما كانت المرأة مُحاطة بالأولاد والناس، يبقى وجود الزوج أهم، فهناك بعض الأمور التي لا يمكنها الإفصاح عنها لأولادها، بل تكشفها لزوجها فقط، فعلاقة المرأة بزوجها هي علاقة مشاعر وأحاسيس.

- هل تفكرين في الزواج ثانيةً؟
لا أعرف، لكن إذا تقدّم لي رجل وأعجبني، من الممكن أن أقبل الزواج به، والمهم أن يكون متفهماً وصديقاً أكثر منه زوجاً.

- وجود «سلمى» الصغيرة في حياتك، ماذا غيّر فيها؟
«سلمى» الصغيرة تؤجّج في داخلي عواطف لم أشعر بها من قبل، ومعها أعود الى طفولتي.

- من هم المخرجون الذين تعاملت معهم أكثر؟
عملت مع أغلب المخرجين، كـ سليم صبري، غسان جبري، هشام شربتجي، حاتم علي، سيف سبيعي...، لكنني تعاونت مراراً مع رشا شربتجي في مسلسلات مثل «أشواك ناعمة»، «غزلان في غابة الذئاب»، و»يوم ممطر آخر».

- هل يعود الفضل في ظهورك الفني الى زوجك الراحل شكيب غنّام؟
لا، أنا بدأت ببرامج الأطفال، ثم عملت مع الفنان دريد لحام، وتعاونت في ما بعد مع زوجي شكيب غنّام، ومن ثم تزوجنا.

- من بدأت مسيرتها الفنية أولاً، أنتِ أم أختك مها المصري؟
بدأنا العمل في الفن معاً تقريباً، ويمكن أن تكون مها قد سبقتني بوقت قليل.

- درست الحقوق... لو لم تكوني فنانة، هل كنت لتصبحي محامية ناجحة؟
بالطبع كنت سأنجح في المحاماة.

- ما رأيك في ظهور الفنانين السوريين الشباب في الأعمال العربية المشتركة؟
إذا كان وجودهم في العمل المشترك لمجرد تلوين العمل، تظهر الشخصية كأنها مُقحمة في الأحداث، لكن منهم من نجح في أعمال معينة وُظّفت في شكلها الصحيح، وأنا أحبهم جميعاً... قصي خولي، تيم حسن وباسم ياخور، عملوا معي سابقاً، وتحديداً قصي خولي لأن أول عمل شارك فيه معي كانت له ذكرى خاصة عندي.

- لماذا لم نرَك في عمل عربي بعد؟
لا أستطيع المشاركة في عمل إلا إذا كان دوري فيه موظفاً بشكل يفيد العمل ويظهر في مكانه، لذلك إذا عُرض عليّ دور يستوفي هذه الشروط، فبالتأكيد سأشارك في الأعمال العربية.

- هل يمكن أن يعود النجوم السوريون إلى بلدهم مجدداً؟
بمجرد أن تهدأ الأوضاع في سورية وتعود الأمور الى سابق عهدها، فبالتأكيد سيعود نجومها، وتستعيد الدراما السورية ألقها، وأنا كلي أمل بأن المستقبل سيكون أفضل.

- هل كنت تتمنين أن تكون لك ابنة؟
أنا بطبعي أحب البنات كثيراً، ولكن الآن وجود حفيدتي «سيسي» كما أدلّعها، عوّض عليّ كثيراً، فهي حفيدتي وابنتي أيضاً.

- يقال إن الخالة كالأم، هل تشعرين بذلك مع الفنانة ديمة بيّاعة ابنة اختك؟
بالفعل ديمة كابنتي، وكما يقول المثل الشعبي «الخالة والدة»، وأنا أمها الثانية.

- هل حاولت إصلاح العلاقة بين ديمة وتيم حين قررا الطلاق؟
بالطبع كلنا حاولنا إصلاح الأمور بينهما، لكن كان هناك شيء كُسر ومن الصعب إصلاحه، واليوم لكل منهما حياته الخاصة.

- هل تستشيرك عادة في أمور حياتها؟
من الممكن أن أنصحها، لكنني لا أتدخل كثيراً في حياتها الخاصة.

- هل أخذت رأيك في زواجها الثاني؟
لا، كان هذا قرارها، واليوم نعيش في زمن غريب، فحتى الطفل الصغير لا يمكن أن نفرض رأينا عليه، فكيف الحال مع شخص بالغ وراشد!

- كيف تمضين يومك بعيداً من التصوير؟
أمضيه في المنزل، أشاهد التلفاز، وبما أنني شامية أحب الطبخ وكل ما يتعلق بالمطبخ.

- ماذا عن شخصيتك في مسلسل «ترجمان الأشواق»؟
في مسلسل «ترجمان الأشواق»، أؤدي شخصية «جيهان» زوجة «نجيب» السابقة، تدبّ بينهما الخلافات وينفصلان، وتبدأ معاناة الأم بعد أن تُخطف ابنتها، وتعود في ما بعد الى زوجها ليصبح همّهما المشترك البحث عن ابنتهما الضائعة...


مها والتجميل...

- ما سبب النقد الكبير الذي طاول الفنانة مها المصري بعد خضوعها لعمليات التجميل المتكررة؟
في الحقيقة لا أعرف شيئاً عن الموضوع، المشكلة أن هناك بعض الصفحات على «فايسبوك»، كصفحات «أخبار الدراما» وغيرها، تتعمّد شتم الفنان السوري، ومن يعلّق على تلك الصفحات هم قليلو الأدب والسفهاء، ولا أعيرهم أي اهتمام.
أما بالنسبة الى أختي مها والانتقادات التي طاولتها أخيراً، فالمسألة ليست عمليات تجميل متكررة، بقدر ما هي مشكلة قديمة حاولت مراراً تصحيح نتائجها لكنها لم تنجح، فالناس فهموا الأمر بشكل خاطئ، وإذا كره الناس فناناً معيناً فلماذا يشتمونه؟ ولا أعرف كيف وصلنا الى هذه المرحلة من الانحطاط الأخلاقي لدى ضِعاف النفوس.