«حرفيات الإخراج السينمائي» أول كتاب للمخرج الكبير علي بدرخان

الإخراج السينمائي»,علي بدرخان,الساحة الفنية,الأفلام المؤثرة,المخرج الكبير,الإنسان المعاصر,الكتاب,الأعمال السينمائية,العمل الفني,الفيلم السينمائي,فنية سينمائية,التفاعلات الكيميائية,السينما,تكوين الصورة,الجمهور

طارق الطاهر (القاهرة) 30 يوليو 2017

عرفته الساحة الفنية باعتباره مخرجاً موهوباً، صاحب العديد من الأفلام المؤثرة في مسيرة السينما المصرية والعربية، منها « الكرنك » ، « شفيقة ومتولي » ، « الجوع » ، « أهل القمة » ، « الرغبة » ، « الراعي والنساء » ، « الرجل الثالث » ، و « نزوة ».


بعد هذه التجارب الفنية، أراد المخرج الكبير علي بدرخان أن يقدم خبرته للأجيال الحالية والقادمة، فأصدر أول كتاب له بعنوان «حرفيات الإخراج السينمائي»، وفي المقدمة أوضح فكرته من هذا الكتاب: «يعد فن السينما والتلفزيون واحداً من أهم الفنون التي تؤثر في حياة الإنسان المعاصر، وهو فن له أصوله التي يجب أن يدركها المخرج، كي يصبح عمله أكثر متعة وإتقاناً ليتناسب مع أهمية الدور الذي يقدمه، وهذه محاولة لتقديم دليل أو مرشد عملي لفنون الإخراج السينمائي، تم إعداده من ثلاثة أجزاء: وهذا هو الجزء الأول؛ أساسيات الإخراج السينمائي، يلية جزء ثانٍ عن حرفيات الإخراج السينمائي؛ وثالث مخصص لكيفية التنفيذ الإخراجي للفيلم».

وعن محتوى المادة التي يتضمنها هذا الكتاب، يقول علي بدرخان: «بعد الاطلاع على العديد من الكتب والمراجع، ومن واقع التجربة العملية، إضافة إلى المشاهدة وتحليل الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، آملاً أن يساهم في تنمية مهارات دارسي الإخراج بشكل واعٍ متبصر وبأسلوب يبتعد عن التعقيدات؛ وفي ذات الوقت يمكن تطبيقه لمن لا يوجد لديه معرفة سابقة بالفنون السينمائية، وقد حاولت التركيز على المعلومات الضرورية فقط، وتقديمها بطريقة واضحة ومباشرة؛ حتى تعين القارئ على فهم المعاني بسرعة، فهو مرشد بعين القارئ على اكتشاف الجوانب المعقدة للفن السينمائي والتلفزيوني وفهمهما».

يبدأ بدرخان من تعريف لماهية الفن، ويرى أن من خلال العمل الفني يستطيع التأثير بشكل أو بآخر في إدراك الناس، وهذه التأثيرات تنعكس بمستويات مختلفة على حياة البشر، وبالتالي فإن الفن لا يعني إعادة تشكيل الحياة فحسب، وإنما هو أداة للتأثير فيها.

ومن وجهة نظر علي بدرخان، فإن الفيلم السينمائي المقنع هو الذي يتعامل معه الجمهور على أنه حقيقة كما في الحياة، على رغم معرفته بأن كل ما يجري أمامه هو لعبة فنية سينمائية؛ أي يجب أن يتلقى الجمهور على الشاشة (غير الحقيقية في الواقع) كأنها حياة حقيقية.

ومن وجهة نظره، أن السينما لا يقتصر مجهودها على سرد القصص والروايات، بل لها مكانة عظيمة في ميدان العلوم والفنون، لأن القيمة التعليمية في الصورة أقوى منها في الكتاب والقراءة.
فبواسطة السينما عرفنا كيف تعيش الحشرات والحيوانات المفترسة في الأدغال والأسماك في أعماق البحار، وأخذنا فكرة صحيحة عن حياة الميكروبات والتفاعلات الكيميائية، وجمال العناصر المتبلورة، وبواسطة البطء والسرعة في التصوير، حللت السينما حركة الطائر في تحليقه، والحصان في عدوه والرياضي في حركاته، وركبت لنا في لحظات نمو الزهور الذي يحتاج إلى شهور... وباختصار، وصفت لنا أسرار الحياة بدقة تعجز عنها الكلمات مع احتفاظها بكل ما في الحياة من جمال وشاعرية.

يستعرض الكتاب تاريخ نشأة السينما، ويلقي الضوء على وظائف «صانعي الأفلام»: المنتج، مدير الإنتاج، المخرج، مدير التصوير، كاتب السيناريو، المونتير، مهندس الصوت، مهندس المناظر، وغيرها من الوظائف الملازمة لإنتاج أي فيلم. ويحلل بدرخان عناصر اللغة السينمائية وكيفية تكوين الصورة، وعنصر الزمان والمكان في الفيلم السينمائي ومتى يبدأ المشهد، وفكرة المونتاج، ودور المخرج في توجيه الكاميرا.
الكتاب صادر عن هيئة قصور الثقافة ويقع في 50 صفحة من القطع الكبير.