Dior Couturier du Rêve معرض ديور: «مصمّم الأحلام» يرسم تاريخ الدار العريقة

المصمم,متحف الفنون الزخرفية,باريس,كريستيان ديور,الأزياء الراقية,الفساتين,Miss Dior,بيلا حديد,Bella hadid,كارلي كلوس,دار ديور,فساتين النجمات

Laila Hamdaoui باريس - ليلى حمداوي 06 أغسطس 2017

احتفالاً بأحد أهم المصممين في القرن الحادي والعشرين، فتح متحف الفنون الزخرفية في باريس ( Musée des Arts Décoratifs in Paris ) أبوابه للكشف عن أحد أكبر المعارض التي شهدتها المدينة. إنه معرض «ديور: مصمّم الأحلام» ( Dior: Designer of Dreams ). أقيم هذا المعرض لمناسبة العيد السبعين للدار، ولدعوة الزوار إلى اكتشاف أروع أعمال المصمم المبدع الذي اشتهر بإحداثه ثورة في أسلوب الأزياء. يفتح المعرض أبوابه بين 5 تموز/ يوليو 2017 و7 كانون الثاني/ يناير 2018، ويستطيع الزوار القيام برحلة في حياة المؤسس كريستيان ديور من خلال 3000 متر مربع من الأغراض الشخصية والرسوم، وطبعاً، فساتين الأزياء الراقية.

حفل افتتاح المعرض كان مهيباً، مثلما هو متوقع، وحضره العديد من المشاهير الذين شاركوا في إعلانات الدار وخلّدوا رؤية ديور. بين الحاضرين، كانت العارضة كارا دولوفين التي شاركت في العديد من عروض أزياء الدار، وناتالي بورتمان التي كانت وجه عطر Miss Dior، وروبرت باتنسون، الوجه الحالي لعطر Dior Homme. حضرت أيضاً كارلي كلوس وبيلا حديد، السفيرة الحالية لماكياج ديور، والسيدة الفرنسية الأولى بريجيت ترونيو للاحتفال بالمساهمة التاريخية لدار ديور في الهوية الثقافية الفرنسية. تجدر الإشارة إلى أن آخر تكريم باريسي لكريستيان ديور أقيم عام 1987 في المتحف نفسه، أي متحف الفنون الزخرفية في باريس. ركز المعرض يومها على عشر سنوات من تصاميم المبدع، بين 1947 و1957. لكن هذا المعرض يلقي الضوء على حياة المؤسس ديور، وكذلك على حياة الذين خلفوه - أي إيف سان لوران، ومارك بوهان، وجيانفرانكو فيري، وجون غاليانو، وراف سيمونز، وأخيراً ماريا غراتسيا كيوري.

ثقافة وفن وموضة

أراد القيّمان على المعرض، فلورانس ميلر وأوليفييه غابيه، إظهار الروابط القوية بين الدار والفن الراقي، التي ألهمت فتى من النورماندي بابتكار «الطلة الجديدة» التي أصبحت جزءاً أساسياً في الوعي الثقافي. يقول ميلر: «من المهم أن يفهم الناس أن الموضة ليست مسألة سهلة. كان السيد ديور، والآخرون، في غاية الثقافة. لقد فهم السيد ديور تعقيد الأشياء، لكنه أحب البساطة». تناول المعرض كل الركائز الإبداعية المتأصّلة في ديور، والتي أعاد المصممون الآخرون ابتكارها في غالبية الأحيان، بحيث تحولت إلى روح ديور: الفن والتصوير الفوتوغرافي، تفجر الألوان والأقمشة، الأناقة الباريسية الرزينة، إشارات إلى الأسلوب الزخرفي الكلاسيكي الجديد، روعة الغرابة، وعشق نقوش الأزهار. تم إحياء هذه العناصر في أشكال مختلفة توحي بمعرض فني، ومحترف، وشارع، وصالون صغير، وحديقة متفتحة بهدف منح الزائر تجربة لا تنسى. ينطلق المعرض بالبدايات المتواضعة للسيد ديور، حين كان يبيع رسوم تصاميم الأزياء للمارة، تليه محاكاة لمعرض صغير يمثل عشق ديور للفن وعمله لفترة وجيزة في تجارة اللوحات الفنية، وعقده صداقة مع سالفادور دالي (الذي علقت لوحاته على الجدار المقابل لأحد أول تصاميم ديور). استهل ديور عمله في الأزياء عام 1937، وعمل مع بيار بالمين ومارك بوهان لمصلحة روبير بيغيه. علمته تلك التجربة فضائل البساطة والقصات الكلاسيكية. وبعد رفض عروض للتصميم لدور أخرى، قرر ديور شق طريقه لوحده، وأسس دار ديور في 16 كانون الأول/ ديسمبر 1946، في منزل خاص في 30 جادة مونتاين في باريس، المكان الذي شهد لاحقاً ولادة أول مجموعة كاملة لديور. ثمة محاكاة أيضاً لعرض مجموعة ربيع وصيف 1947، الذي أطلقت عليه رئيسة تحرير مجلة Harper's Bazaar ، كارمل سنو، اسم «الطلة الجديدة». تأثر المصممون المعاصرون بالموقف الثوري الذي اعتمده ديور حيال أزياء النساء، ومنهم ألبير الباز، ثورن براون، لوي فويتون، كوم دي غارسون، يوهجي ياماموتو، جان بول غوتييه، ألكسندر ماكوين، وغيرهم... لقد أضفى السيد ديور بعداً جديداً على الشكل الأنثوي، وقلل من أهمية الطلة الرجولية في سنوات الحرب، بحيث نجحت فساتين ديور في التعبير عن أنوثة معاصرة تميزها المنحنيات الجميلة وهيبة راقصة الباليه الكلاسيكي.  نتيجة ذلك، يقال إن ديور أعاد إحياء صناعة الأزياء الفرنسية، وأضفى الطموح على الأزياء الراقية، الأمر الذي تعتبره المديرة الإبداعية الحالية، ماريا غراتسيا كيوري، براعة حرفية مبتكرة. «تحتاج دور الأزياء الراقية إلى الحفاظ على النوعية والبراعة الحرفية والمعرفة. الفخامة غير باهظة بالضرورة. الفخامة بالنسبة إليّ هي الاهتمام بشيء ما... الفخامة لا تتمثل فقط في الملابس ذات الأسعار الباهظة، وإنما أيضاً في القيمة واللمسة الأنثوية. الفخامة هي الإحساس بالإبداع». عند التقدم أكثر في المعرض، يصل الزائر إلى محترف مليء بالخياطات اللواتي يجمعن فساتين الأزياء الراقية بشكل مباشر، وهذا تذكير بالعمل الشاق الذي يجري وراء الكواليس لابتكار بعض التصاميم اللافتة.

يصل الزائر بعدها إلى صالة عرض فسيحة، فيها غرف مخصصة لكل واحد من المصممين الذين استلموا زمام الدار بعد موت السيد ديور، أي الجريء إيف سان لوران، والدقيق تقنياً مارك بوهان، والمهندس جيانفرانكو فيري، والمثير للجدل جون غاليانو، وسيد العصرية راف سيمونز، وبطلة الأنوثة تشوري التي تتخطى مساهماتها في الدار جدران هذا المعرض وتصل إلى منصة عرض الأزياء.

لا شك في أن المعرض التفاعلي لا يقتصر فقط على الملابس والأكسسوارات، وإنما يشمل كل جوانب الدار العالمية، بما في ذلك العطور ومستحضرات التجميل التي تشكل غالبية مبيعات الدار، متخطية مبيعات الأزياء الجاهزة. سيفرح عشاق الجمال بالجدران المليئة بقوارير العطور الكلاسيكية، بدءاً من العطر Miss Dior الذي تم إصداره عام 1948، وحقق نجاحاً تجارياً هائلاً، علماً أنه جرت تسميته تيمناً بالآنسة كاترين ديور (أخت كريستيان ديور)، ومستحضرات التجميل التي ابتكرها رواد الصناعة مثل سيرج لوتنز، وتاين، وبيتر فيليبس، المدير الإبداعي الحالي لماكياج ديور، إضافة إلى العطور التي ابتكرها فرانسوا ديماشي.

فساتين النجمات

ولعل المحطة الأكثر أهمية تتمثل في القاعة الأخيرة - وهي قاعة فخمة تمثل قاعة المرايا في قصر فرساي، وتعرض أروع فساتين ديور خلال السبعين عاماً الماضية، والتي يراها الناس مع بعضها للمرة الأولى.

تكاد هذه الفساتين تنطق حياة بالشخصيات التي ارتدتها يوماً، مثل ديانا، أميرة وايلز، وتشارليز ثيرون، وجنيفير لورانس، علماً أنه تم استعارة العديد من هذه الفساتين من الاتحاد الفرنسي لفنون الأزياء، وقصر غاليارا، ومعهد الأزياء في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، مما يجعل من معرض «مصمم الأحلام» تجربة قلّ نظيرها في الحياة..