مصمّمة المجوهرات لينا الخريجي: مجوهراتنا تجمع بين سحر الشرق وأناقة الغرب

لينا الخريجي,مجوهرات,سحر الشرق,أناقة الغرب,مصمّمة مجوهرات,إبداع

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 06 أغسطس 2017

تمتلك مهارة إبداعية في عالم المجوهرات، وتغوص بين أحجارها بعشق لا مثيل له، لتعرف أسرارها وتكتشف سر جمالها الذي يأخذ الألباب، حين تلفُّ معاصم النساء، وتشرق في أجيادهن إشراق الحياة معبّرة عن أناقتهن وسحرهن وجمالهن.
لينا الخريجي مصمّمة المجوهرات دخلت هذا العالم الواسع من الخيال، والذي يتميز بالجمال والإبداع والثراء، لاكتشاف عالم من السحر الآسر والذي يعود إلى حضارات قديمة اندثرت منذ آلاف السنين، دخلته وأختها هلا التي تُعنى بالإدارة والتنسيق... التقتهما «لها» لتعرف أكثر عن هذا العالم المليء بالحكايات الجميلة.


-  ما هذا الهوس الجميل الذي سرقكِ من عالم الإدارة إلى عالم الأعمال؟
بعدما تخرجت في كلية دار الحكمة، وحصلت على إجازة في إدارة نظم المعلومات، سافرت إلى جنيف وعملت في مجال الخدمات المصرفية، كذلك أختي هلا تخرجت في قسم المالية وحصلت على الماجستير في الموارد البشرية، لكنني اخترت طريقاً آخر ودخلت عالماً سحرياً يحمل بصمتي ويلفت الأنظار.

- ما الذي شدّ هلا نحو لينا العاشقة للفن؟
كون أختي لينا عاشقة للفن، وروحها تموج فيه، كان عليها أن تصقل هذا العشق بالدراسة، فسافرت إلى لندن ودخلت مدرسة (GIA) لدراسة تصميم المجوهرات، وشدّتني لأكون رفيقة دربها العملي في هذا العالم الذي يعجُّ بالسحر، فاهتممت بالمال وعالم الأعمال والترتيب والتنسيق وبدأنا المشروع معاً، نكمل بعضنا البعض حتى تبلورت شركتنا، وركزت كل واحدة منا على اختصاصها فعملنا على تطويرها بحيث تدعم كل واحدة الأخرى، كما سعينا الى إدراجها في سوق الأسهم العالمية مستقبلاً.

- ماذا تتضمن الدراسة في ( GIA
تصميم المجوهرات و«التكنيك»، أما فحص الألماس والأحجار الكريمة فيتمَّ في مدرسة (GIA) في نيويورك لكونها أوسع وأكبر، ذلك كي أُشعِر عملائي بالأمانة والصدقية في هذا المجال من حيث الوزن والحجم والشكل واللون، ومن ثمَّ أقدّم رؤيتي في التصميم، لذا درست التصميم في لندن (GIA)، وفحص الألماس والأحجار الكريمة في نيويورك (GIA).

- صنعتِ وأختك هلا عالماً جميلاً... هل هو شغف بعالم فني ساحر، أم لجمع المال؟
لينا: هو الشغف والصدق في الإحساس حين يخرج العمل من القلب فيدخل في القلب مبتكراً وجميلاً وجديداً، ولو كان هدفي جمع المال لما خرجتْ مجوهراتي إبداعية وساحرة تنافس العالم وتجمع بين سحر الشرق وأناقة الغرب.
هلا: ليس المال من يضعنا في منافسة عالمية بقدر أناقة العمل، فمنذ معرضنا الأول كنت شاهدة على إعجاب العملاء بقطعنا الماسية الجميلة، وكيف يلمسون بإحساسهم هذا الجمال، مما دفعنا لنقدم كل عام تصاميم مبتكرة وجديدة في عالم المجوهرات... هو الشغف باقتناء المجوهرات، وكيف حققوا ذكريات معها، ودخلت قلوبهم.

-  من القلب إلى القلب، مجموعة لينا الجديدة تتحدّث عن القلوب...
«قلبي دائماً وأبداً» اتخذته شعاراً لمجموعتي الجديدة لكون القلب منبع الإحساس عند الإنسان، وهو الذي ينبض بالحياة، فصنعت قلباً جديداً يبهر المرأة ويحمل لها معنى جميلاً، واعتدت في كل مجموعة أن أصمم قطعة فريدة من نوعها، فجعلت أحد القلوب يفتح من الخلف بطريقة جميلة ليقول للمرأة «افتحي قلبكِ للعالم»، واستلهمت ستة قلوب، لكل شخصية قلب يناسبها في اللون، وكل لون يمتلك صفة معينة، وجعلت لكل قلب حجره المميز ولونه في المجموعة.

- بأي معنى تترجم لينا وهلا تلك القلوب للمرأة في «قلبي دائماً وأبداً»؟
لينا: كون المرأة عاطفية تؤمن بكل ما تحب فعله، وربما تؤمن بالأساطير والسعادة الأبدية، فتسرح بخيالها بعيداً من كل ما هو عادي، لينبض قلبها البريء بالحياة، وربما يقودها قلبها الفضولي إلى عوالم أخرى جريئة، تقع من حين إلى آخر لكنها لا تنظر خلفها أبداً. هناك وعدٌ بمغامرات جديدة.
هلا: دائماً مصدر قوة المرأة هو قلبها المحب فيبقى فضولياً شغوفاً، مغامراً خيالياً، ومندفعاً جريئاً.

- ثمة شخصية استوحيتما منها تلك التصاميم؟
لينا: استوحيت من الشخصية الكرتونية «أليس في بلاد العجائب» وتعلمت منها حِكَماً كثيرة... تلك الشخصية الخيالية والجريئة والمندفعة، يجب أن تتلبّسها كل امرأة، لينبض قلبها بحسها، فتبدع وتبتكر وتحب الحياة.
هلا: أحببنا أن يكون لكل قلب مسمّى وصِفة، فإن كانت القلوب للحب، فلكل امرأة صفات معينة ينبض القلب بها. حين صدرت المجموعة، بهرت العالم في المعارض محلياً وإقليمياً، فقد أحبوا تلك القلوب المميزة في التصميم والتقنية واللون.

- كيف أُطلِقت التسميات؟
حجر Malachite للقلب المغامر، حجر Lapis Lazuli للقلب الساحر، حجر Pink Mother of Pearl للقلب الشغوف، حجر Whithe Mother of Pearl للقلب الخيالي، حجر Curious للقلب الباحث عن المعرفة، وحجر Wild للقلب الجامح.

-  لكنْ لكل امرأة قلب...
لينا: لكل امرأة أكثر من قلب، والشخصية هي التي تختار القلب حين تحب الحياة.
هلا: ربما تكون المرأة شغوفة ولديها حب الاستطلاع وفي شخصيتها قلب جامح.

- حين تدخل لينا وهلا عالم الكبار وتثبتان وجودهما بقوة في السوق السعودية، ما الدلالة على ذلك؟
لينا: منذ البداية لم يكن هدفنا المجوهرات بلمعانها بقدر ما هو العمل الجاد والمميز والذي يحمل طابعاً متفرداً، لذلك كان هدفنا منذ المجموعة الأولى إدراج اسمينا مع الأسماء الكبيرة في المعارض، فكان شغلنا الشاغل البحث والاطلاع، ومن أهم نجاحات الشركة أن تكون مرتكزة على قاعدة التطور والتميز والابتكار مع فريق متكامل من اليد العاملة الوطنية لنضع اسمينا على الخريطة.
هلا: لم ندخل من باب «البزنس» كغيرنا، بل من الشخصية التي تحمل الحس والمشاعر والقلب المفعم بالعطاء، وكل ما يخرج من القلب يصل الى القلب، مع الجودة العالية والخدمة المميزة والتصميم الجميل، وكيفية تحريك المشاعر.

- عالم واسع يتطلب الاطلاع والدراسة باستمرار لمعرفة أسراره، كيف تتابعان هذا العالم؟
لينا: أتابع المعارض باستمرار وأفتح صفحات نفسي صفحة صفحة، وكل ما يحرك مشاعري، ويحفّز قلبي على العطاء بانفتاح كبير على العالم، وأبدأ بجمع الأفكار من خلال كلمة أو بيت شعر أو رحلة لأصيغ الدراسة من حياة مليئة، وتغص بالجمال لأضع بصمتي وأعيد تطويرها سنوياً بشكل جديد.
هلا: أحرص على البحث الدائم والمتواصل من دون كلل أو ملل مع المتابعة الحثيثة لهذا العالم المتغير باستمرار، والتدوين لكل صغيرة وكبيرة للحصول على إنتاج يخرج من القلب، ويعمل على الكيف وليس الكم.

- من يفك تلك الأحجية؟
الفكرة الجيدة التي تخرج من الدماغ المبدع الذي يعمل باستمرار بعد الجلوس مع النفس، مع ما تتطلب من عمل متواصل لتتطور إلى الأفضل.

- للمجوهرات عالمها الواسع وسحرها الخاص، كيف تنتقي لينا وهلا الأحجار المميزة؟
لينا : نختارها برفقة أناس متخصصين، لأن مجوهراتنا مميزة لكونها خليطاً من الماس والأحجار الكريمة ومن مختلف بلدان العالم مقرونةً بالتصميم المميز، فتخرج عالمية بهوية سعودية عربية تنطق بكل لغات العالم.
هلا: كون لينا متخصصة بفحص الماس وتملك شهادة في هذا المجال، فهذا يسهّل الاختيار بعد الفحص الكامل لكل قطعة وحجر.

- أي الأحجار يستهوي المرأة السعودية، وما التصميم الذي يأسرها؟
لينا: يستهويها الماس والملاكيت، وهما من اللونين الأبيض والأخضر، أما التصميم الذي يأسرها فهو الذي يلامس أحاسيسها ويحاكي قلبها.
هلا: تختار الألوان القوية واللافتة والتي تحدّد هويتها، ويغريها الزمرد.

-  أطلقت على تصاميمك مجموعات شعرية جميلة... ما الذي دفعك لذلك؟
الشعر يخطف القلوب ويحرّك المشاعر، وكل سنة نطلق على التصاميم مجموعة شعرية، وعلى سبيل المثال لا الحصر اخترت من كلمات الشاعر ابراهيم ناجي «أعطني حريتي أطلق يديّ»، ومن كلمات الشاعر أسير الشوق «الحب تدري ما هو بيدي سيدك... تراه الهوى سيدي»، ومن كلمات الشاعر نزار قباني «أتحبني بعد الذي كان... إني أحبك رغم ما كانا»، ومن كلمات الحلاج «إن لم تكن لي فمن لي».

- لهذا السبب جمعت التصاميم بين عبق الماضي وجمال الحاضر.
لينا: أنا الماضي بعبقه، أطوره لكنني لا أعيش فيه، أقيّمه وأستقي منه، فتراثي هو هويتي العربية التي أعشق.
هلا: اخترنا تصاميم من وحي التراث السعودي، لكنها تكلمت لغة العالم حين صمّمت لينا خريطة شبه الجزيرة العربية وكتبت عليها «لا وطن كوطنك».

- ما هو حجرك المفضّل؟
لينا: الماس هو زينة وخزينة، ومن الممكن أن أقتنيه لأورّثه للأجيال.
هلا: أحب كل الأحجار، لكن يبقى الماس سيّدها.

-  ماذا يمنحك الماس؟
لينا: القلب كالجوهر.
هلا: طاقة إيجابية.