'غيرلان' Guerlain: ملكة النحل الأسطورية...
عطور للنساء, ماسكارا, ألماس, غيرلان, مجوهرات, مهرجان الجوهرة, قارورة العطر
23 مارس 2011النحلة و «غيرلان» Guerlain
لنعد في الذاكرة عبر الزمن إلى الوقت الذي قامت به دار «غيرلان» Guerlain بنقش النحلة رمز الإمبراطورية على زجاجة العطر التي أصبحت من ابتكارات الدار المفضّلة.
في عام 1853، أراد بيار فرانسوا باسكال غيرلان أن يغزو العالم: وقاده الطريق إلى البلاط الامبراطوري، فابتكر كولونيا كهدية للإمبراطورة أوجيني أطلق عليها إسم Eau De Cologne Impériale. وطلب العطّار من صانع الزجاج الخاص به Pochet & du Courval تصميم الزجاجة المميزة التي تحمل شعار الإمبراطورة. وهكذا أصبحت قنينة العطر المزيّنة بتسعة وستين نحلة رمزاً متميزاً. وقد تمّ طلاء كل نحلة بالذهب على يد أمهر الحرفيين.
«لطالما ارتكز تاريخ «غيرلان» Guerlain على الاستثنائية، العطّآرين الاستثنائيين، العطور الاستثنائية، الموادّ الخام الاستثنائية التي لا ننفكّ نبحث عنها ونستعملها، الأماكن الاستثنائية حيث يجتمع الماضي والمستقبل والقوارير الاستثنائية التي تخبر كلّ منها حكاية شغف وفنّ وخبرة».
ومنذ ذلك الوقت حافظت «غيرلان» Guerlain على طابعها الملكي خلافاً للتاريخ الغابر حيث رافقت رفرفة النحل مرور السنين لدرجة أن ختمها لايزال يظهر على تحف الدار الفنيّة.
حلم تحقّق..
لطالما حلمت بزيارة دار «غيرلان» Guerlain العريقة التي كنت أتدثر بعطورها الجميلة منذ بلغت سنّ المراهقة. ومازالت عطور «غيرلان» Guerlain حتى اليوم تلهب قلبي بفضل نفحاتها التي تأسر أنفاسي طول النهار، وتغمرني بسحرها وجاذبيتها، وحضورها المميّز.. وأخيراً، جاء اليوم الذي تحقّق فيه الحلم، وزرت دار «غيرلان» Guerlain الواقع في 68، جادة الشانزيليزيه - باريس. هناك، تعرّفت على تاريخ هذه الدار التي تملك إرثاً لا يُضاهى من العطور المترفة والمميّزة التي تجاوز عددها 800 عطر إلى يومنا هذا.
استمتعت باكتشاف نسمات عطرية مختلفة بينما كنت أتجوّل في صالات عرض العطور داخل الدار، ولفت انتباهي تلك القوارير الفريدة التصميم التي تحتضن كل عطر والتي تشبه التحف الفنيّة. أذهلني عدد العطور، واحترت في اختيار الأجمل من بينها. لكن الدهشة الكبرى كانت لحظة وقع نظري على الجوهرة الماسية الثمينة التي صُمّمت على شكل النحلة النجمة رمز دار «غيرلان» Guerlain منذ 182 سنة.سمعت قصّة هذه «النحلة» الجالبة للحظ.. النحلة الامبراطورة، النحلة الأسطورية التي بدأت رحلتها مع الدار منذ ابتكار قارورة عطر الملكة أوجيني زوجة نابليون الثالث. لكنني لم أتصوّر يوماً أن دار «غيرلان» Guerlain ستبرع في تكريمها من خلال جوهرة تجمع بين فن صناعة العطور وبراعة صياغة المجوهرات وتقنية تصميم الساعات.
دنوت من هذه الجوهرة، لمستها بحذر، لكنني لم أشعر بروعة جمالها وبراعة تصميمها إلاّ عندما زيّنت عنقي بها، وشممت عطرها المنعش الذي سافر بي إلى المروج الخضراء التي تفترشها أزهار الصيف العطرية.
لقد نجحت دار «غيرلان» Guerlain في تكريم «النحلة» ليس فقط باختيارها رمزاً لها، وإنما باعتماد نقوشها في كل مستحضر مميّز صُمّم ضمن إصدار محدود. فظهرت رسوم «النحلة» على الماسكارا Mascara Le 2 de Guerlain Two Brush Mascara في مجموعة الماكياج الخاص بالأعياد، وداخل علبة ظلال العينين الرباعية Ombre Eclat 4 Shades Eye Shadow في ماكياج الشتاء، ومجموعة العناية الإستثنائية المرمّمة والمقاومة لشيخوخة البشرة Abeille Royale. ثم صمّمت قارورة لعطر النحلة محدودة الكمية (47 قارورة) على شكل تحفة من بلّور باكارا Cristal de Baccarat خصّها تييري فاسر Thierry Wasser خبير الشمّ ومبتكر الجيل الجديد من عطور «غيرلان» Guerlain بعطر دافئ ومتوّهج استوحاه من أزهار السوسن، والياسمين والميموزا والعسل. يقول تييري: «لقد تبعت النحلة التي تتنقّل بين أزهار صفراء كبيرة كتلك التي تراها صيفاً في حقول كولزا». ومن هذه الرحلة عاد تييري فاسر بعطر يتناغم مع قارورة النحلة المصنوعة من كريستال باكارا: «فلونه الخافت يتألّق مع الكريستال كشعاع الشمس، وروعته العطرية تليق بالجمال النادر لهذه التحفة».
كوني مميّزة مع آخر ابتكارات «غيرلان» Guerlain الإستثنائية «سرّ الملكة» أو Secret De La Reine، جوهرة ثمينة تحتضن عطرك المفضّل.
عندما تصبح القارورة عطراً وجوهرة..
«هل هو حلم أم أنه تأثير النحلة التي لم تعد منحوتة ثمينة وإنّما باتت جوهرة ثمينة»؟!. اكتفت النحلة بالتحوّل ببساطة إلى ما كانت عليه دائماً. عندما تختارك سلالتا «بونابارت» Bonaparte و«ميروفنجيون» Merovingian كرمز لحكمهما أو أمجادهما، تكون معتاداً على الذهب والأحجار الكريمة، وسترغب في شيء يرمز إلى شباب ولمعة جديدة، ويمكن لدار واحدة أن تقدّم هذا التجدّد. إنها الدار التي لطالما كانت حليفة النحلة واختارتها كشعار لها، إنها دار «غيرلان» Guerlain المولعة بالتقاليد والنابضة بالحياة والتي رغبت في متابعة القصّة حتى نهايتها لمنح النحلة شكلها المطلق في جوهرة عطرية ثمينة سمّتها «سوكريه دو لا رين» Secret de La Reine يمكن وضعها كدبوس زينة أو قلادة معلّقة بسلالة مرصّعة بحبيبات ماسية تكشف عن رسالة رقيقة برمز شيفرة المورس: »أحبّي الحياة وعيشي لتحبّي»، تشعّ هالتها عبر الشفافية البرّاقة للبلّور الصلب والغلاف البلاتيني الثمين.
يلعب الماس دوراً أساسياً في هذا الابتكار الاستثنائي الذي يجمع بين مهارة صانع الساعات في صنع الآلية الداخلية، وصانع المجوهرات في قصّ البلّور ورصف الماسات. وأخيراً، العطار لتركيب المادة العطرية التي يحتضنها قلب النحلة والذي يمكن تزويدها بالعطر المفضّل لديك من «غيرلان» Guerlain إذا أردت اختيار عطر مختلف عن عطر النحلة. تضمّ هذه الجوهرة الثمينة أكثر من 14 قيراطاً من الماس تطلبت أكثر من 500 ساعة عمل كرّست للرسم والقصّ والصقل والرصف والجمع.
إنها جوهرة نقية ومتألّقة، بسيطة وفخمة، فريدة من نوعها صمّمت لتزيين عنقك أو فستانك. تتوقين إلى مداعبة أطرافها بأصابعك وإلى حملها بين يديك ومراقبة كيف تأسر النور وتعكسه مراراً وتكراراً. وأكثر من أي شيء، ترغبين في تنشّق عطرها الرائع. إنها رمز «غيرلان» Guerlain المطلق. يكفي أن تضغطي بنعومة على البخّاخ المصنوع من الماس الذي يزيّن صدرها، فتفتح جناحيها وتحرّر عطرها الفوّاح الذي يعانقك طوال النهار. وفي هذه اللحظة بالذات، تنسين ساعات العمل الطويلة وآلية الساعة الصغيرة في الداخل ووزن الأحجار... تنسين كل شيء ما عدا الأمور الأساسية. إنها الروعة والبهجة.. إنها حقاً مُذهلة!.