بدأ المصور اللبناني روجيه مكرزل حياته المهنية كمصور لأحداث الحرب اللبنانية في حقبة الثمانينات. ويؤكد مكرزل لـ«لها» أن حياته تعرضت مراراً  للخطر بسبب القصف العشوائي. وعقب تلك الفترة، قرر السفر الى باريس  والعمل في عدد من المجلات العالمية، التي كان أبرزها ELLE  بحيث صور اهم العارضات في تلك السنوات، مثل نعومي كامبل،  فضلاً عن ممثلات ومغنيات شهيرات مثل باتريسيا كاس وصوفي مارسو. وعن واقع  الصورة في ذلك الزمن،  يقول مكرزل: «كان تنقيح الصورة يتم من خلال أشخاص متخصصين يصحّحون الألوان بالأقلام، لكن بعد ذلك تطورت الامور بسرعة وأصبح «الفوتوشوب» العامل الاساس في تظهير الصورة. وبالنسبة إليّ، لم أستخدم  الفوتوشوب يوماً لتغيير الملامح، لي أسلوبي الخاص، وأي نجم يقصدني للخضوع لجلسة تصوير خاصة، يكون على علم مسبق بالنتيجة التي سيحصل عليها».
ويضيف: «لقد صورت السيدة فيروز، التي تربطني بها علاقة صداقة قوية، وبعد عودتي الى لبنان، التقطت صوراً لعدد من النجمات اللبنانيات، ومنهن إليسا ونانسي عجرم ونجوى كرم» . ويؤكد مكرزل ان التصوير في السابق كان أفضل وأجمل من اليوم، إذ كان المصوّر يحب عمله ويجد فيه متعة، فرغم تحميض الأفلام كانت اللقطات متقنة ومحترفة وزواياها مختارة بحرفية، بخلاف عصرنا الحالي بحيث سهّل «الديجيتال» مهام المصور، وأصبح في إمكان أي شخص ان يلتقط عشرات الصور ويختار عدداً قليلاً منها ويحسّنها بالفوتوشوب .. اليوم، لم يعد روجيه مكرزل يهتم بتصوير المشاهير، بل يدير معارض فنية كبيرة في اوروبا .

من الأزياء والمشاهير إلى المعارض العالمية
خلال مسيرة استمرت ٣٧ عاماً في مجال التصوير، شارك المصوّر الفوتوغرافي روجيه مكرزل في معارض فنية في العالم، وقد أقام أخيراً معرضاً بعنوان «الحجاب» في مدينة أبو ظبي، وهو يعتبر الأكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يستعد حالياً لإقامة معرض للبيت الأوروبي للتصوير Maison Européenne de la Photographie في فرنسا، ذلك بمناسبة مرور ٤٠ سنة على إنشائه، وفيه سيصوّر أربعين امرأة ممن تعاملن مع هذا الصرح، سواء كنّ فنانات أو عاملات...  ومن المقرر أن يبدأ هذا المعرض في ٨ آذار/مارس ٢٠١٨ بالتزامن مع يوم المرأة العالمي مع تحضير فيلم وثائقي عنه. كذلك بدأ الإعداد لمعرض بطلب منphotorio  لعرض صور خاصة بـ diaspora  في ريو ديجنيرو في العام ٢٠١٩، هذا فضلاً عن معارض أخرى لا تزال قيد التحضير. والجدير ذكره أن مكرزل حصد جوائز عالمية عدة عن أعماله منذ العام 1987 إلى اليوم.