مع إطلاق مجموعتها العصرية لفساتين الزفاف المصممة ساندي نور: تصاميمي تحفظ هوية المرأة مع جانب جريء يعكس أسلوبي

كارين اليان ضاهر 18 أغسطس 2017

من منا لا يعشق عالم الموضة بعروضه وأضوائه وأزيائه، إلا أن للنجاح فيه والاستمرار جانباً آخر كثرٌ يجهلونه. ثمة أسرار تكفل نجاح مصمم، وأخرى تضمن فشل آخر. المصممة ساندي نور اختارت كآخرين مجالاً عشقته، إلا أنها عرفت من البداية سر النجاح فيه فاختارت خطاً خاصاً بها تقيّدت به لتستمر وتبرز في عالم كثُرت فيه المنافسة. أسلوبها الخاص المميز العصري والرومانسي في آن واحد هو أحد أسرارها. أما التجدد الدائم فضروري في كل مجموعة تقدّمها حتى لا تقع في فخ التكرار. وفيما قد يبدو التجدد في تصميم فساتين الزفاف محدوداً، ابتكرت ساندي ما يناسب العروس العصرية لتتمتع بطلّة ملكية، رومانسية وعصرية في الوقت نفسه فتكون مرتاحة وعلى طبيعتها في يوم زفافها. عن البداية وأسرار النجاح، وعن مفاتيح الأناقة ومجموعتها الاخيرة المميزة لفساتين الزفاف، تحدثت المصممة.

-كيف اتجهت إلى عالم تصميم الأزياء الذي يجذب كثراً فيما يبدو الاستمرار فيه والنجاح صعباً؟
لطالما تمتعت بجانب يميل إلى الفن. لكنني درست مجال إدارة الأعمال والتسويق في البداية، تابعت بعدها في الدراسات العليا ثم اكتشفت أنني أدرس ما هو ليس عشقي الحقيقي. لهذا قررت العودة إلى عشقي الأساسي فتوجهت إلى ميلانو ودرست تصميم الازياء في أكاديمية الموضة Istituto Marangoni School of Fashion، ثم بدلاً من التدرّب في دور الأزياء، قررت البدء مباشرةً في محترفي الخاص.

-مَن مِن المصممين كان مصدر إلهام لك؟
لطالما كان فالنتينو مثالي الأعلى في عالم تصميم الازياء. وكان هذا مشروعي الذي قدمته عند التخرج في الجامعة. أيضاً ديور ملهمي، وإيلي صعب طبعاً. هذه أسماء لا يمكن ألا يتأثر بها كل من يعمل في مجال الموضة والازياء.

-في رأيك، ما هو سر نجاح المصمم، بوجود هذا الكم من المنافسة؟
بالنسبة إليّ، الخبرة هي الأساس. فالسر ليس في ما نراه في العروض وما يمكن مشاهدته من خارج هذا العالم المبهر. على المصمم اختيار خط خاص به يمشي فيه خطوةً خطوةً، والخبرة في هذا المجال هي التي تعلّمه حُسن الاختيار. يجب أن يكون لكل خطوة وقتها الكافي، فالتسرّع يؤذي المصمم.

-كمصممة، أين يكمن سر أناقة المرأة في رأيك؟
لا يمكن تقديم نصيحة واحدة تطبّق على الكل. فمع خبرتي خلال 12 عاماً في مجال الموضة، ومع التعاطي مع نساء كثيرات، لاحظت أن مفهوم الأناقة يختلف بين امرأة وأخرى باختلاف شخصيتها. فقد تكون المرأة محافظة وأنيقة، أو جريئة وأنيقة. لكل امرأة شخصيتها أو هويتها التي تميّزها عن الأخريات. أهم ما أنصح به المرأة أن ترتدي ما يعكس شخصيتها ويلائم طبيعتها وهويتها، لا أن تتبع الموضة بطريقة عشوائية. فمظهرها الخارجي هو مرآة لشخصيتها.

-يبدو اللون الأسود حاضراً في عروض المصممين عامةً ولا يغيب عادةً عن اي مجموعة، ومما لا شك فيه أنك تعشقينه كأي مصمم آخر، لكن ما لونك المفضل من بعده؟
اللون الاسود هو المفضل عندي بلا منازع. يبقى في كل المراتب ولا أختار غيره.

-في ظل التغيرات المستمرة في الموضة، من أين تستوحين تصاميمك فيما تحافظين على اسلوبك الخاص وتقدمين كل جديد؟
أستوحي من كل ما يحيط بي، من أسفاري، من الموضة، من المعارض، من المتاحف، من الموسيقى، من الحفلات الموسيقية... وبشكل خاص من الناس، أي مما يرتدون ومن تصرفاتهم. أستلهم من الأشخاص حولي لأقدم كل جديد.

-من هي المرأة الأكثر أناقة في رأيك في العالم العربي؟
بالنسبة إليّ، تتمتع الشيخة موزا بأناقة لافتة، لا بل أعتبرها أيقونة الأناقة. أما بين النجمات فأجد أن الفنانة نانسي عجرم تتمتع بأسلوب جميل دائماً... أسلوبها عصري ويواكب الموضة في كل الاوقات والمناسبات.

-ما سر هذه العودة إلى الوراء في عالم الموضة... هل بات التجدد صعباً اليوم؟
ليست المشكلة في غياب التجدد، بل في موضة الامس التي تعود اليوم، لكن بطريقة متجددة عصرية. هذا طبيعي، سواء في الموضة أو في السينما، فثمة حنين دائم إلى الماضي، لكننا نعيده متجدداً ليلائم العصر.

-تبدو تصاميمك في مجموعة فساتين الزفاف التي أطلقتها شبابية بامتياز، إلى اي مدى تسعين إلى الحفاظ على هذا النمط الذي يعكس أسلوبك ليبقى بمثابة توقيع لك؟
بالنسبة إليّ، ليست الفساتين شبابية فحسب بقدر ما أقدّمها للمرأة العصرية التي ستحبها من دون أدنى شك. فقد أدخلت إليها إضافات تميّزها. تبقى العروس التي تختارها في غاية الأنوثة والرومانسية، لكن في الوقت نفسه تخطيت في ذلك الفستان الثقيل الوزن الذي تعجز العروس عن التنقل به يوم زفافها.

-بين العروس الكلاسيكية وتلك الجريئة، من تختارين؟
يمكن أن تكون العروس رومانسية وكلاسيكية وعصرية في الوقت نفسه. يجب أن تكون جريئة ومرتاحة، وهذا واضح في المجموعة التي أقدمها مع Twist. هي تدخل إلى حفل الزفاف بفستانها الملكي الكلاسيكي في الظاهر فتترك تأثيراً لدى الحاضرين بطلّتها اللافتة، ثم خلال السهرة تكون مرتاحة وعلى طبيعتها مع المدعوين بعد أن تنزع عنها القسم الكبير والطويل الظاهر من الفستان في مجموعة الفساتين الـ2 in 1 التي أصممها لهذه الغاية، فترقص وهي مرتاحة من دون ان يزعجها الفستان الطويل في السهرة.

-ماذا عن فكرة الـMix&Match التي اعتمدتها في فساتين الزفاف، هل تنطلق أيضاً من رغبتك في تقديم فساتين عصرية؟
في الدرجة الأولى، أردت أن يشبه فستان الزفاف العروس التي تختاره. أقدم أسلوبي في فستان رومانسي، لكن لكل امرأة هويتها ويجب أن يعكسها الفستان الذي ترتديه. من خلال ذلك، يمكن أن تختار، بحسب شخصيتها، Top مع تنورة طويلة، أو قصيرة، أو مع شورت. تختار ما تحب. ففي هذا اليوم المخصص لها، يجب أن ترتدي ما كانت تحلم به طوال حياتها، لا ما ينصحها به الآخرون. يجب ألا تتأثر بكلام من حولها.

-في ظل كثرة المصممين الموجودين في عالم تصميم الازياء، ما الذي يميز تصاميمك بشكل خاص؟
تصاميمي أنثوية بامتياز وجريئة في الوقت نفسه. يكفي أنها تجمع صفتين تبدوان متناقضتين لكنهما في الواقع تكمّلان بعضهما. تصاميمي تُبقي على صورة المرأة التي ترتديها وهويتها لتحفظ ذاك الطابع الرومانسي، لكنها في الوقت نفسه جريئة وواثقة من نفسها.

-إلى أي مدى يبدو صعباً تصميم مجموعة كاملة للعروس مع الحفاظ على جانب الإبداع؟
من المؤكد أن في كل مجموعة أقدمها ثمة تحدّياً، سواء في مجموعات الأزياء الجاهزة أو في فساتين الزفاف. لكن مما لا شك فيه أن التحدي قد يكون أكبر عند تصميم مجموعة فساتين زفاف لأنها محدودة نوعاً ما، في اختيارات القماش والموديلات والتصاميم وقد يكون التنويع صعباً. لكنني تخطيت ذلك، كما يبدو في مجموعتي التي قدمتها حيث ابتكرت فكرة القطع المنفصلة  2 in 1، وهي فكرة جديدة مبتكرة راقت لكثيرات وأتمنى أن أقدم افكاراً جديدة اخرى في المستقبل.

-أي نصيحة تقدمين إلى العروس لتكون مميزة، وفي الوقت نفسه تحفظ صورة العروس الراقية؟
نصيحتي الاساسية، أن تكون العروس على طبيعتها، وأن ترتدي ما تحبه هي لتنظر إلى صورها بعد سنوات عديدة وتعشقها كما في اللحظة الأولى.