ملحم زين: شهادتي مجروحة في كاظم الساهر وما حدث مع سعد لمجرد لا يقبله عقل

محمود الرفاعي (القاهرة) 20 أغسطس 2017


في الوقت الذي كان فيه النجم ملحم زين يحتفل بردود الأفعال الطيبة على ألبومه الجديد «الجرح اللي بعدو»، تعرض لحادث سير مروع أثار قلق الجميع عليه، لكن ملحم، واحتراماً لجمهوره، خرج من المستشفى إلى المسرح مباشرة لإحياء الحفلة التي كان متعاقداً عليها في ليلة الحادث نفسها.
"لها" كانت قد التقت ملحم زين في حفلته الأخيرة بمصر، فتكلم عن موقفه من الغناء باللهجة المصرية، وعلاقته بكاظم الساهر، وتعاونه مع وائل كفوري ومروان خوري، ورأيه في ما حدث لسعد لمجرد، والتصنيف الذي يرفضه، كما كشف لنا كيفية إمضائه وقته بعيداً عن الفن، ودور زوجته في نجاحه.


- ما هي تطورات حالتك الصحية بعد الحادث المروّع الذي تعرضت له أخيراً؟
أنا بخير، وشعرت بأنني نجوت من الموت بسبب دعوات جمهوري ومحبيَّ، وكنت حريصاً على أن أغني رغم الإصابة احتراماً للجمهور، الذي أشكره على قلقه واهتمامه بحالتي.

- ما هي ردود الفعل التي وصلتك على ألبومك الجديد «الجرح اللي بعدوى»؟
أعلم جيداً أنني تأخرت على جمهوري، إذ مرت ثلاث سنوات على طرحي آخر ألبوماتي، لكن الجمهور أصبح ينتظرني مهما تأخرت، وأنا محظوظ بتلك الجماهير الرائعة. ردود الأفعال على الألبوم كانت رائعة وفاقت توقعاتي، وبعد عرض كليب أغنية «ما في جرح»، التي صورناها في دولة أوكرانيا، هناك أغنية أخرى سأصورها من الألبوم، لكن لم أستقر عليها بعد.

- كيف جاء التعامل مع كاظم الساهر في الألبوم؟
أنا وكاظم تربطنا علاقة صداقة قوية للغاية، فأنا واحد من عشاقه، ودائماً ما كنا نتحدث عن أهمية أن يجمعنا عمل غنائي، واستطعنا خلال الفترة الماضية أن نترجم تلك العلاقة إلى أغنية ضمن الألبوم بعنوان «العدل يا حبيبتي»، وقد كانت مفاجأة قوية لجمهوري.
أما عن شخصية كاظم، فلست أنا من سيتحدث عن هذا العملاق، لأن شهادتي ستكون مجروحة، فهو متواضع الى أقصى الحدود ومهذب ويحب الجميع، وهو إنسان قبل أن يكون فناناً، ويكفي أخلاقه الكريمة.

- ما تقييمك لحفلتك الأخيرة التي أحييتها في مدينة شرم الشيخ؟
حينما تعرض عليَّ المشاركة في أي حفلة بمصر لا أتأخر أبداً عن تلبيتها، وحفلتي الأخيرة بشرم الشيخ تعد الثانية لي خلال ستة أشهر، وهو شرف كبير لي أن توجّه لي الدعوة مرتين للغناء بشرم الشيخ أو في مصر، والأخيرة كانت حفلة للعمر، حيث غنيت أمام جمهور كبير ملأ قاعة الحفلة، وتضمن الجاليات العربية كافة: الفلسطينية والسورية والأردنية واللبنانية والخليجية... وقدمت خلالها مجموعة من أشهر أغنياتي، وأجمل ما في الحفلة أن الجميع تفاعل معها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.

- لماذا أنت مقلّ في تقديم الأغنية المصرية؟
لا بد أن أعترف بتقصيري تجاه الأغنية المصرية، وبأنه يجب عليَّ زيارة مصر من فترة الى أخرى لكي أجلس مع شعراء وملحنين، وأزور استوديوهات التسجيل من أجل التقرب الى الأغنية المصرية.
وخلال مسيرتي، قدمت أغنية مصرية مع الملحن المبدع محمود الخيامي بعنوان «إنسي»، وأخذت حينها صدى رائعاً ومتميزاً، لكن ربما لم أدعمها بالشكل الذي يليق بها. لكن أعد جمهوري بأن الفترة المقبلة ستشهد مفاجآت جديدة وأغنيات مصرية، فلا يوجد فنان لا يحب أن يقدم الأغنية المصرية.

- هل تجد صعوبة في إنجاح أغنياتك في مصر والخليج؟
إطلاقاً، المصريون يعشقون الأغنية اللبنانية، لكون اللهجة الصعيدية تتماشى أحياناً مع فكرة الدبكة اللبنانية، كما أن الرحابنة من قبلنا نجحوا في إيصال الأغنية اللبنانية الى مصر والخليج وبرعوا فيها.
وأنا حينما أذهب إلى مصر والمغرب والخليج، أرى أن الأغنية اللبنانية ناجحة وراسخة في أذهان الجمهور، والجميع يفرح فيها ويتراقص على أنغامها طيلة الحفلات، ربما يجدون صعوبة في كلمات عدة، مثلما حدث معي في أغنية «علواه»، لكن نحن أيضاً حينما نسمع الأغنية المغربية أو أغاني شمال أفريقيا نجد صعوبة في بعض الكلمات، لكننا نحبها ونستمع إليها.

- يصنّفك بعض النقاد ضمن المطربين المحافظين على هوية الأغنية اللبنانية مع وائل كفوري وعاصي الحلاني ومعين شريف، فما رأيك في هذا التصنيف؟
لا أفضّل فكرة التصنيفات، فأنا لا أصنف نفسي ضمن أي فريق، وعلى أي حال أنا أشكر كل من قال في حقي جملة أو كلاماً جيداً، فالأغنية اللبنانية بدأت مع الجيل المؤسس بالرحابنة وفيروز ووديع الصافي، وازداد تألقها خلال فترة السبعينات ومع ملحم بركات، وسواء أنا أو وائل كفوري أو معين شريف فنحن نكمل الأجيال الماضية ولا نلغيها، وذلك كما في مصر، فإن شيرين عبدالوهاب وعمرو دياب وتامر حسني لا يلغون الأجيال السابقة. وفي النهاية، أتشرف بكوني أخدم أغنية بلدي، وأتمنى أن أظل محافظاً عليها.

- هل تؤيد رأي الراحل ملحم بركات بأن الغناء بغير اللهجة اللبنانية خيانة؟
الغناء بأي لهجة عربية هو شرف كبير، وأنا كنت دائماً رافضاً لفكر الراحل الكبير ملحم بركات ونهجه، لأنني ضد التقوقع والاكتفاء بالأغنية اللبنانية، فنحن لا نعيش لوحدنا بعالمنا العربي، ولدينا جمهور في الدول العربية كافة، وعلينا أن نغني له، ونغني لهجته، فالجمهور المصري والخليجي يحب اللبنانيين، وعلينا أن نرد له الحب بالغناء، فلا توجد مشكلة في أن يكون لدينا ألبوم غنائي يتضمن عشر أغنيات نقدم منها سبع أغنيات باللهجة اللبنانية وننوع بباقي الأغنيات ما بين المصري والخليجي والمغربي والتونسي وباقي اللهجات العربية المختلفة.

- البعض انتقدك بسبب طرحك أغنيتك «أحلى مرا» التي تعاونت فيها مع الموسيقار ملحم بركات بعد يوم من رحيله؟
ملحم بركات بالنسبة إلي هو أكثر شخص أثر في حياتي الشخصية، فأنا كنت عاشقاً له ولكل أغنياته، إذ أتذكر وأنا صغير أنني كنت أجلس لكي أستمع إليه، وأحضر الميكروفون لأغني الأغنيات التي كانت تذاع عبر التلفزيون والراديو، مثل «لما حبيبي غاب عنك» و«تعا ننسى»، وحينما تعرفت عليه وبدأنا نتعاون معاً، ازداد حبي وافتخاري بمعرفته، وقبل رحيله بأسابيع كنا نعمل على أغنية «أحلى مرا»، وحينما رحل من بيننا كانت صدمة كبيرة لي ولكل محبيه، فلم أكن أمتلك في جعبتي تحية أرسلها له بعد رحيله، إلا أن أطرح الأغنية في اليوم التالي من دفنه، لكي أشارك في تخليد فنه.

- تربطك علاقة قوية بالفنان وائل كفوري، هل يمكن أن تُترجم هذه العلاقة إلى عمل فني؟
في الوقت الحالي، لا يوجد أي عمل فني يجمعنا، فنحن أصدقاء على المستوى الشخصي وتجمعنا علاقة قوية وبيننا «كيمياء» فنية، لكننا قليلاً ما نتقابل معاً، رغم أنني من عشاق صوته، ومن محبي أغنياته، ودائماً ما أستمع إلى كل عمل جديد يطرحه في الأسواق.

- ما مصير الدويتو الغنائي الذي يجمعك بالفنان سعد لمجرد؟
سجلنا الأغنية عند الموزع ميشال فاضل، لكن بسبب ظروف سعد الأخيرة، تأجل كل شيء، وربما نستكمل العمل عليها بعد أن تستقر ظروفه

- ما الذي دار بينك وبين سعد لمجرد عقب إطلاق سراحه الموقت؟
كنت دائماً ما أتحدث مع سعد خلال فترة حبسه في باريس، وعقب إطلاق سراحه تحدثنا معاً، وكانت المحادثة بيننا عبارة عن ضحك ومزاح، وقد شعرت من خلال المكالمة أن سعد قد عاد إلى حالته الطبيعية التي كنا قد اعتدنا عليها منه، وإن شاء الله سيكون أفضل من الأول ويكون «المعلم» ويكسر الدنيا بأعمال وأغنيات جديدة.

- كيف تنظر الى المشكلة التي وقع فيها؟
الموضوع لا يقبله عقل ولا يصدقه أحد، فالقصة ملفّقة، ولها ترتيبات مسبقة، فكيف تم تصوير سعد بكل هذه الدقة، وتم التقاط الصور والفيديوهات في الساعة الخامسة صباحاً؟ فأنا أرى أن نجاح سعد لمجرد أضرّ عدداً كبيراً من الناس، والبعض أحب أن يلحق به الضرر. سعد شاب ذو أخلاق وأنا لا اصدق أنه يفعل هذا الأمر، وأحمد الله أنه خرج بالسلامة، وأدخل الفرحة والسعادة مرة أخرى إلى قلوب أسرته ووالده والدته، وكل جمهوره في دول العالم العربي كافة.

- من الفنان الذي يطربك فنياً؟
كاظم الساهر.

- ما الأصوات المصرية التي تحب الاستماع إليها؟
مصر بلد الفن، فأنا عاشق للأصوات القديمة وبالتحديد كوكب الشرق أم كلثوم، وأتذكر أنني في عمر الثماني سنوات كنت أغني لها في أفراح أهلي ومناسباتهم، والآن يوجد في مصر عدد من الأصوات الرائعة، من بينها صوت الفنان الكبير هاني شاكر الذي أحبه وأقدره، وأيضاً عمرو دياب وتامر حسني، وصوت الفنانة الجميلة شيرين عبدالوهاب.

- هل تفضّل أن يطلق عليك لقب "الريس"؟
لا يوجد فنان لا يُسعد بالألقاب التي تطلق عليه، فهذا اللقب رافقني منذ أن ظهرت على الساحة الفنية. الألقاب شيء جميل، لكنها لا تساعد على نجاح الفنان، فأنا أحب أن يناديني الناس باسمي "ملحم زين" أو "أبو علي".

- ما تقييمك لبرامج المواهب الغنائية، لا سيما أنك تخرّجت في برنامج «سوبر ستار» منذ 11 عاماً؟
اختلاف كبير بين ما نشاهده اليوم وما كنا نشاهده منذ 11 عاماً، ففي الماضي لم يكن هناك اهتمام كبير بتلك البرامج، ولم تكن نسب مشاهدتها عالية.
أما اليوم، فمواقع التواصل الاجتماعي جعلت من تلك البرامج عالماً كبيراً له عشاقه ومتابعوه. وربما كانت الفكرة في الماضي أصدق وأقوى، وقدمت عدداً قليلاً من الأصوات الجيدة، لكن المميز في الفترة الأخيرة أن تلك البرامج ساهمت في ظهور أصوات كبيرة رائعة وبروزها، وأتمنى أن تظل تلك البرامج على قوتها وتقدم كل عام عشرات الأصوات لكي تثري الساحة الفنية العربية.

- ما النصيحة التي تقدمها الى مواهب تلك البرامج؟
لا بد أن نعترف بأن تلك البرامج تختصر للفنان سنوات طويلة من العناء والمشقة في الوصول إلى الجمهور، لكن على الفنان أيضاً ألا يكتفي بتلك الميزة، فبعد الخروج من البرنامج عليه أن يضع لنفسه خطة جديدة ويرسم طريقه.
وأولى النصائح التي لا بد أن يعمل بها هي الابتعاد عن الغرور، واليقين بأن الله هو صاحب الفضل الأول والأخير في نجاحه، وثانياً أن يصنع لنفسه شكلاً وكاريزما خاصين به يميزانه عن باقي أقرانه من الفنانين، لأن النجاح الحقيقي يبدأ بعد التخرج في برامج المواهب، بدليل أن هناك عشرات المواهب التي فازت بألقاب تلك البرامج، ولا أحد يسمع بها الآن.

- كيف تتعامل مع زوجتك في منزلكما؟
أتعامل في البيت كأنني إنسان عادي متزوج من إنسانة عادية، فأنا لست فناناً في منزلي، ولا أذكر الفن والغناء في المنزل، ولا أشاهد أعمالي وأنا مع أفراد أسرتي في البيت، بل أمارس حياتي الطبيعية مع زوجتي وأولادي، وأحب دائماً أن أكون بجوارهم ولا أتركهم، وأحمد الله أنه رزقني بزوجة شديدة الذكاء ومتقبّلة لعملي ومتفهّمة لطبيعته، لذلك أحاول دائماً أن أسعدها ولا أغضبها، ويكفي أنها لا تغار أبداً عليَّ من المعجبات.
وأنا في المقابل، أتعامل بشكل جيد معها، فهي بالنسبة إلي زوجتي وروحي وحبي وعمري، وأدعو الله أن يحفظها لي هي وأولادي الثلاثة، علي وفاطمة وحسين.

- لماذا استغرب البعض إطلاقك أسماء دينية على أولادك الثلاثة؟
لا أعرف السبب وراء اهتمام البعض بأسماء أولادي، فأنا أرى أن الأسماء طبيعية والجميع يطلقها على أبنائهم، فأولادي أسماؤهم علي وفاطمة وحسين، وهي أسماء مكررة ومحفوظة، واخترت الأسماء بناء على أمور شخصية، فحسين هو اسم والدي، وعلي هو اسم والد أمي أي جدي، لكن هناك البعض الذي يرغب دائماً في تضخيم الأمور، وإحداث أزمات وفتن ليس لها أي داعٍ.
فأنا أحب الأسماء كافة وأرحب بإطلاق أي أسماء على أولادي ما دامت طبيعية وجيدة ولا تحدث مشاكل أو أزمات خلال حياتهم اليومية. وفي النهاية، هذا أمر شخصي ولا علاقة لأحد به.

- لماذا لم تتعاون مع مروان خوري في الألبوم الجديد؟
نحن تعاونا من قبل، ومؤكد سنكرر التعاون الأيام المقبلة عندما نجد عملاً مناسباً يجمعنا.