منظم حفلات الأعراس طوني بريس يرسم الأحلام ويحقق الرغبات

نور قطان 26 أغسطس 2017


يلمع دائماً اسم المصمم ومنظم حفلات الأعراس طوني بريس في إقامة هذه المناسبات الخاصة وتنظيمها. وفي لقاء خاص مع مجلة «لها»، قدم آخر اتجاهات الديكور في عالم الأعراس والمناسبات، كما أضاء على اهتمامات وحوافز يتطلع إليها كل من يبحث عن حفل زفاف أنيق ومميز.
يشير طوني بريس إلى أن الأطر التي يُستند إليها في تنفيذ حفلات الأعراس قد تغيرت بين الأمس واليوم، سواء في طريقة تقديمها أو مضمونها.
واليوم تتوجه الأعمال إما الى خلق أجواء، أو إلى سرد قصة أو إلى تحقيق حلم أو رغبة، وذلك من خلال تنفيذ عمل على مساحة الحدث المنتظر... لذلك ينطلق العمل مع بريس من فكرة يبلورها ليقدمها حدثاً كاملاً وغير مألوف.


- ما هي أبرز المواد والتصاميم التي تدخل في هذا الحدث؟
المواد المستعملة ترافق موضوع الحدث المقرر. واليوم كثيرة هي المواد المستخدمة في حفلات الأعراس، وأبرزها الورد، الفلين، الحديد، الكريستال، الرخام... فالإنتاج يتحقق من خلال الطلب. ومثال ذلك، إذا كانت الفكرة تتمحور حول «حديقة» فتطغى الورود في الأعمال، أما إذا كانت تدور حول «قصر» فيسود الرخام، الفلين، الثريات، الكريستال ومواد أخرى...

- إذاً، الفكرة هي التي تحدد المواد المستخدمة في العمل، وهي بالطبع متنوعة، لكن في هذا الموسم ما هي المواد الأكثر رواجاً؟
في هذه المرحلة نلحظ عودة الأعمال الكلاسيكية والملكية والابتعاد من الأعمال العصرية. لكن كل مصمم يقدّمها بطريقته الخاصة...

- تطغى الورود بقوة في حفلات الزفاف، لكن ما أكثر الأنواع حضوراً في هذا الموسم؟
هنا يجب احترام رغبة العروس في اختيار نوع محدد من الورود، وأعتبرها نقطة مهمة أنطلق منها لتصميم ديكور تبرز كالملكة فيه.
لكن ولأن الديكور يتواصل مع الجدران، السقف، الطاولات وغيرها من العناصر حتى يصبح «مادة» في وسط الحدث، أرى أن اختيار نوع معين من الورود ليس مهماً بقدر ما يحققه هذا النوع من انعكاس للرؤية الجمالية.

- هل تتحكم الأمكنة في تحديد مسار عملكم؟
بالتأكيد، فطبيعة الأمكنة والمساحات تلعب دوراً مهماً في تنظيم حفل الزفاف، فإذا كان العرس سيُقام في الهواء الطلق، فهو حتماً تليق به تصاميم تختلف عن تلك المعتمدة في الأماكن الداخلية المغلقة، مع العلم أنه أصبح في إمكاننا اليوم استخدام المؤثرات الخارجية ضمن مساحات داخلية مقفلة، بفضل التكنولوجيا المتطورة.
كما يلعب عدد المدعوين دوره، وكذلك اختلاف المواسم، فمراسم الزفاف التي تتم في فصل الشتاء تختلف عنها في فصل الصيف!

- هل تتأثر تصاميم الأعراس بموضة العصر؟
في الغالب تتأثر تصاميم حفلات الزفاف بالموضة الرائجة. اليوم نشهد عودةً الى الكلاسيكية، لكن ليس بالصورة التي عرفها الأجداد، وإنما الكلاسيكية المطعّمة بالعصرية.
رغم أن الكل يتأثر بالكل تبقى الموضة أكثر ليونة في التغيير... كما تلفتنا العودة إلى الألوان الأساسية المعروفة كالأبيض والذهبي والفضي، والابتعاد عن الألوان الغريبة كالأسود والأحمر والبنفسجي، علماً أننا ننفذ أحياناً أعمالاً بهذه الألوان الأخيرة احتراماً لرغبة الزبون.
على سبيل المثال، كنا في الماضي نعتمد ألوان الذهبي والأسود والتركواز، أما اليوم فقد غابت تماماً عن أعمالنا لأننا نواكب صيحات الموضة. ومن هنا كلما غابت الأعمال عن أنظار الناس، ابتعدوا عنها، والعكس صحيح.

- كيف ترى نجاح العمل؟
نجاح العمل يكمن في حرفيته ودقة تنفيذه، إضافة إلى الفكرة الجديدة التي تقدَّم الى الزبون، فالعملاء يسألون دائماً عن الجديد والمصنوع بحرفية عالية، ويهتمون بالتنفيذ والإنتاج.

- ما هو العمل الأكثر نجاحاً في مسيرة طوني بريس؟
لطالما لاحقني هذا السؤال، ودائماً أؤكد أنني أعمل بدقة وحرفية، وأخصص لكل عرس وقته الكافي وأُضيف إليه من خبراتي، لذا لا أستطيع الجزم بأن هذا العمل فاق غيره من الأعمال نجاحاً، فهذا الأمر في غاية الصعوبة.

- تنفيذ أي مشروع كم يتطلب من الدراسة؟ ومتى يتوجب على العروسين التوجّه الى مكتبكم لتنظيم الحفل؟
ستة أشهر هو الوقت المثالي، لكن غالباً ما يأتينا زبائن قبل أربعة أشهر، وفي الفترة الأخيرة نفّذنا عملاً في غضون شهرين، وأرى أن الوقت الأنسب هو الذي يراوح ما بين الستة والثمانية أشهر، فيكون لدينا متسع من الوقت لنقدّم أروع الأفكار.

- هل تحدد مساحات الأمكنة عدد الأشخاص المدعوين؟
بالتأكيد، فمن الضروري أن يشعر المدعو بالارتياح في حفل الزفاف، لذا تختلف الديكورات والأفكار وفخامة الأجواء تبعاً للمساحات.

- يلي الورود عنصرا الشموع والإضاءة، لكن أيّهما يعتبر مادة أساسية في العرس؟
كلاهما أساسيان، فالشموع والإضاءة يكمّلان بعضهما البعض. الإضاءة المشغولة بحرفية تعطي الديكور أهمية وتساهم في نجاحه. أما الشموع فإن أعدادها وتوزيعها بطريقة مدروسة على كل طاولة هما ضروريان لتحقيق أجواء مريحة، كما يبعث حضورها على الشعور بالرومانسية.

- هل تحترم رغبة الزبون وتتقيد بالمكان الذي فضّل إقامة عرسه فيه؟
في حال جاءني زبون لا يزال في طور البحث عن مكان يقيم فيه عرسه، أو لم يحدد عدد الأشخاص المدعوين بعد أو الأماكن التي سيأتون منها، أقدّم له نصائح في اختيار المكان فقط. وهذا ما يحدث غالباً، لكن ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً في تحديد موقع حفل الزفاف وتنظيمه، كأن يكون المدعوون مثلاً قادمين من خارج لبنان ويقيمون في فنادق لبنانية.

- ما هي العناصر التي قد تسهّل مسار عملك أو تعرقله؟
كثيرة هي الأعمال التي يتم تصميمها، لكن تبقى هناك المقدرة على تنفيذها... أحياناً يتوجب علينا جلب المواد من خارج البلاد كالأقمشة المستوردة من أميركا. وفي المقابل، هناك صالات في الدول العربية لها قوانينها وتتحكم في سير الأعمال وتزيدها صعوبة... لكن في النهاية عندما تُنفّذ الأعمال بدقةّ وحرفية فهي حتماً تسير في طريقها الى النجاح. هذا من دون أن ننسى موافقة العروسين فهي أساس كل الأعمال.

- هل من الضروري أن يتناغم ديكور منزلَي العروسين مع موقع حفل زفافهما؟
لا، ليس ضرورياً أن يلتقي تصميم ديكور العرس مع زينة منزل العروسين. فالأحداث يجب أن تختلف من مكان الى آخر، لذا نستعين بمؤثرات صوتية وضوئية بطريقة مدروسة تفادياً لإزعاج الحاضرين، كما نحرص على عنصر المفاجأة الذي يبقى ذكرى خالدة في أذهان المدعوين.

- ما هي تطلّعاتك المستقبلية في هذا المضمار؟
رغم تشوّق الناس لرؤية كل ما هو جديد وجميل في هذا المضمار الغني بالأعمال المتنوعة، دائماً ما أطمح الى تقديم أعمال مميزة ولا تشبه بعضها البعض، وفي سبيل ذلك أبذل جهوداً كبيرة مع فريق عمل متخصص.

- ما هي تكلفة حفل الزفاف اليوم؟
بما أن لكل عرس متطلباته، يصعب تحديد التكلفة.

- وإذا حضر زبون حاملاً مبلغاً محدداً؟
أقدّم له كل ما يرغب في معرفته، وأحصر العمل بهذا المبلغ المحدد. كما أحدّد له واجباته، خاصة أننا نقدم أفكارنا ونوضح نقاط العمل قبل المباشرة به، ونتلاعب بطبيعة الأمكنة بما يتلاءم مع رغباته، فيبقى عرسه ذكرى لا تُنسى.