مراكش تستعد للاحتفاء بمصمّم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران بعد نصف قرن على زيارته الأولى للمغرب

فاطمة عاشور (الرباط) 17 سبتمبر 2017

لا تزال الاستعدادات تُجرى على قدم وساق، لافتتاح متحفين مخصصين للمبدع، مصمّم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران في كل من باريس ومراكش في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.


وكان بيير بيرجي، رئيس «مؤسسة بيرجي سان لوران»، قد قال في ندوة صحافية سابقة، إنه حين زار إيف سان لوران مراكش عام 1966، كان لاكتشافه معالمها وقع الصدمة في نفسه، حيث قرر على الفور أن يشتري فيها منزلاً ليتردد عليه بشكل منتظم. وبعد مضي خمسين عاماً على زيارته الأولى الى المغرب، كان من الطبيعي أن يُقام متحف مخصص لأعماله في هذا المنزل. أما في باريس، يضيف بيرجي، فمن الضروري التوضيح أن فيها أبدع إيف سان لوران كل أعماله، وبنى مساره.

وفي بيان لـ «مؤسسة بيرجي إيف سان لوران»، أوضحت أن متحف إيف سان لوران في مراكش، يؤكد أهمية المغرب في أعمال المصمم كما أن المتحف سيُقام بالقرب من حديقة ماجوريل التي أصبحت اليوم، ومن خلال متحفها الأمازيغي، تستقبل نحو 700 ألف زائر في السنة.

وكان  المكتب الفرنسي «استوديو كو»، الذي عُهد إليه بوضع تصميم متحف «إيف سان لوران» في مدينة مراكش، قد كشف عن شكل المتحف المقبل وصوره، مؤكداً أن هذا المبنى الجديد الذي تبلغ مساحته الإجمالية 4000 متر مربع، لن يبقى مجرد متحف بسيط، بل سيضم فضاء لعرض أعمال إيف سان لوران في سينوغرافيا أصلية لكريستوف مارتان، وقاعة عرض موقتة وصالة احتفالات ومكتبة للبحث، إضافة إلى مطعم ومقهى.

ويضم هذا المتحف مجموعة تتألف من 5000 تصميم أزياء و 15000 قطعة أكسسوار، وعشرات الآلاف من الرسوم، إضافة إلى الصور والمقالات والوثائق التي تتحدث عن أشهر مصمّمي الأزياء في القرن الماضي. أما متحف باريس فسيُقام في دار الأزياء التاريخية، حيث مقر المؤسسة منذ عام 2004 والذي خرجت منه إلى العلن إبداعات إيف سان لوران طوال 30 سنة.

ويتوجه هذان المتحفان إلى المولعين بالموضة والفن، وإلى جمهور يتطلع إلى اكتشاف أعمال إيف سان لوران.

وثمة أفلام تتناول سيرة إيف سان لوران، من بينها فيلم «سان لوران» للمخرج الفرنسي برتران بونيلو، و«رقة البجع» حيث كان غاسبار أوليال «swann» يتقمص شخصية إيف سان لوران. و«سوان» إحدى أهم شخصيات الكاتب العظيم مرسيل بروست، وهذا الاسم المستعار كان سان لوران يستخدمه لحجز الغرف في الفنادق. وفيلم آخر صدر في فرنسا للمخرج جليل لسبير.

ويعد إيف سان لوران إحدى أساطير عالم تصميم الأزياء، بحيث افتتح دار أزياء خاصة به عام 1962 مع شريكه بيير بيرجي باسم «إيف سان لوران»، وأصبحت في ما بعد من أهم دور الأزياء في باريس والعالم. وبعد 40 عاماً على عمله في تصميم الأزياء الفريدة والراقية، أعلن اعتزاله في 2002 بسبب ظروفه الصحية، وتوفي في الأول من حزيران/يونيو عام 2008 في العاصمة الفرنسية باريس.

واشتهر سان لوران بتصاميمه التي عكست بأناقتها الدور المؤثر الذي لعبته المرأة في المجتمع الغربي. ومن الشهيرات اللواتي ارتدين من تصاميمه، النجمة الفرنسية كاترين دونوف وأميرة موناكو غريس. وهو كان من أكثر المصممين تأثيراً في المستهلكين، وسرعان ما أصبحت له بصمته الخاصة في عالم الأزياء بين عامي 1960 و1970. كما كان سبّاقاً في تصميم أول فستان سهرة للنساء، واستمر بعدها في تصميم الملابس النسائية وإنتاجها. بقي سان لوران يصمّم لجميع دور أزياء الوكالة إلى أن ساءت حالته الصحية وتقاعد عام 1980 فاضطرت الوكالة للتعامل مع عدد من المصممين من أمثال توم فورد.

وتتعاون إيف سان لوران مع (لوريال) في تصميم العطور، وسعت في نطاق عملها لإنتاج مستحضرات التجميل، ودخلت عالم العطور في عام 1964، مع إنتاجها أول عطر نسائي «واي»، تلاه عطرا «أوبيم» 1977 واستمرت بعدها في إنتاج العطور المميزة وهذا العام، أصدرت الدار عطر «Y» للرجال، وعطر Blak Opium Floral Shock للنساء.