كيف احتفلت الإمارات بنسائها في عيدهن السنوي؟

أبو ظبي (لها) 17 سبتمبر 2017

احتفالية غير مسبوقة شاركت فيها كل الوزارات والمصالح الحكومية والخاصة في أنحاء الإمارات كافة، لتكريم المرأة في عيدها الذي يوافق في 28 آب/أغسطس من كل عام، تكريم النساء هذا العام عمّ أنحاء الإمارات تعبيراً عن الفخر بالعطاء والإنجاز الذي تقدمه نساء الإمارات في مواقع العمل كافة، بخاصة أن مؤشرات التنافسية العالمية تضع نساء الإمارات في المرتبة الأولى في مجالات عدة، مثل التعليم الجامعي والعمل وتمكين المرأة وعدم التمييز بين الجنسين،  وهو ما اتضح في التشكيل الوزاري الأخير الذي شهدته دولة الإمارات في العام الماضي، والذي تمثل في زيادة عدد النساء اللاتي تقلدن مناصب وزارية، حيث زاد من 4 إلى 8 وزيرات.

وفي المجال الاقتصادي، قدمت العديد من المبادرات لدعم المرأة من خلال تنمية الكوادر النسائية وبناء قدراتها، حيث بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات نحو 23 ألف سيدة يدرن مشروعات تزيد قيمتها عن 50 مليار درهم، ويشغلن 15 في المائة من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الإمارات. وتشكل النساء الإماراتيات 25 في المائة من القوى العاملة و4.5 في المائة من النساء الإماراتيات اللاتي يعملن في قطاع الأعمال الحرة، وتشارك المرأة الإماراتية بنسبة 30 في المائة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة. اما في مجال الوظائف الحكومية، فقد استحوذت المرأة على نحو 66 في المائة من القوة العاملة في القطاع الحكومي، 30 في المائة منهن في مراكز قيادية مرتبطة باتخاذ القرار.


من الاحتفالات المميزة لهذا العام بيوم المرأة الإماراتية للعام الثالث، احتفالية مجموعة الاتحاد للطيران، التي نظمت باقة من النشاطات التي تهدف إلى تسليط الضوء على فعاليات هذا العام التي تُقام تحت عنوان «النساء شريكات في الخير»، وذلك في ضوء مبادرة «عام الخير» التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان اللافت للنظر خلال تلك الاحتفالية، ما أكدته الأرقام من أن النساء يمثلن 36 في المائة من موظفي مجموعة الاتحاد للطيران البالغ عددهم ما يقرب من 26 ألف موظف، واللاتي يعملن بجد في مجالات كانت حكراً على الرجال في وقتٍ ما، حيث نجحت المرأة الإماراتية في العمل كمهندسة وقائدة طائرة وموظفة شحن. وتعتبر نسبة النساء مرتفعة في هذه الأقسام، وقد شارك البعض منهن في جلسة نقاش أقيمت في أكاديمية التدريب التابعة للاتحاد للطيران، حيث توظف الشركة 2,859 مواطناً إماراتياً، من بينهم 1,462 موظفة إماراتية و1,394 موظفاً إماراتياً، في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم.

نورة الكعبي: المرأة الإماراتية ساهمت في تغيير النظرة إلى الدور النسائي
وتعبيراً عن مدى أهمية تلك الاحتفالية السنوية، قالت نورة الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن الإمارات أحرزت تقدماً هائلاً في تسليط الضوء على النساء في مراكز القيادة، وتجاوزت المرأة الإماراتية الحدود من خلال تفانيها المتواصل حتى بلغت مستويات جديدة.
وشدّدت على أنّ المرأة الإماراتية مشاركة نشطة في مختلف القطاعات، وأنّ النساء يتشاركنَ في ما بينهن صفات متشابهة في مسيرتهن المهنية، فجميعهن يعملن بلا كلل أو ملل لتحقيق أهدافهن، وقد اعتادت المرأة مواجهة التحديات بالصبر والمثابرة، والدخول إلى سوق العمل متسلحة بالشغف والطموح. والأهم من ذلك، أنها أخذت على عاتقها مسؤولية إلهام النساء الإماراتيات من خلال المساهمة في تغيير النظرة السائدة للدور النسائي في المجتمع.»
وأضافت: «لدينا في حكومة دولة الإمارات عدد من الوزيرات والمسؤولين رفيعي المستوى من النساء الإماراتيات، وعلى الصعيد الدولي، لدينا نماذج نسائية رائدة تعمل في المجال الديبلوماسي وسفيرات وممثلات لدولة الإمارات في عدد من كبرى المنظمات الدولية، بما فيها منظمة الأمم المتحدة. تشغل المرأة الإماراتية اليوم، منصب رئيس تنفيذي لكبرى شركات التجزئة والشركات العقارية، كما أن هناك شابات إماراتيات مبدعات ومبتكرات في مجالات كثيرة، وفي مقدمها المجالات التقنية، لا بل تشارك المرأة الإماراتية اليوم في قطاع الأمن والدفاع لتكون في مقدمة المدافعين عن وطنها ورفعة شأنه.
ودعت معاليها النساء إلى تحقيق أحلامهنّ وعدم التردد في الأمر لمجرد كونهنّ نساء. فقد قالت: «تشجعنا قيادتنا الحكيمة باستمرار على تحقيق أحلامنا مهما كان طريق النجاح محفوفاً بالمخاطر، ولأننا نعلم يقيناً بأنّ كوننا نساء لن يحد على الإطلاق من آمالنا وطموحاتنا.

نسبة قياسية للإماراتيات في سوق أبو ظبي للأوراق المالية
في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، اكتسب الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية خصوصيةً لافتة، كونه يُسجّل هذه السنة تحقيق نسب مشاركة  قياسية  للمرأة الإماراتية  في العمل الوظيفي التشغيلي والقيادي في السوق، فقد أظهرت الأرقام أن نسبة حضور المرأة الإماراتية  في قوة العمل الإجمالية في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، وكذلك في المناصب الإدارية العليا هي من أعلى النسب على المستوى الإقليمي، فمن إجمالي موظفي السوق البالغ عددهم 121 موظفا، تضطلع المرأة الإماراتية بـ53 وظيفة  تعادل 44 في المئة، وبلغ عدد الموظفات الإماراتيات في مناصب مديري أقسام ورؤساء إدارات 8 موظفات، أي ما نسبته نحو 31 في المئة من إجمالي هذه المناصب في السوق، وهي نسبة قياسية في أسواق الأوراق المالية على المستويات الإقليمية والدولية.
ويشار إلى أن السجل الوظيفي لسوق أبو ظبي للأوراق المالية شهد منذ تأسيسه عام 2000، نماذج نسائية مواطنة لافتة في التأهل والترقي في مراتب المسؤولية. فقد ابتدأت فاطمة صالح المهيري العمل في السوق برتبة ضابط إعلام وعلاقات عامة، لتتولى الآن رئاسة إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بالإنابة في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، وعلى خلفية تأهيلها الأكاديمي في إدارة الأعمال من كليات التقنية العليا، عملت المهيري مبكراً في سوق أبو ظبي للأوراق المالية منذ تأسيسه، وقبل ذلك في وكالة أنباء الإمارات ثم في غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي.
كما وأمضت أميرة فاضل العبيدلي قرابة 15 عاماً في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، حافلة بالإنجاز الذي أهلها لرئاسة قسم الإدراج والمتابعة في السوق، علماً أنها خريجة بكالوريوس إدارة أعمال وتمتلك خبرة في القطاع البنكي في بنك دبي الوطني وبنك الاتحاد الوطني.
كذلك، تترأس نورة السليماني والتي تحمل شهادة الماجستير من جامعة غرينوبل الفرنسية، مكتب أمن المعلومات في السوق منذ عام 2014، والذي يعنى بتحسين معايير وممارسات أمن المعلومات وحماية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالسوق، فضلاً عن تسهيل الكشف عن مخاطر واختراقات الإنترنت ومنع حدوثها وتوفير الاستجابة الضرورية لها. 
وعلى الصعيد نفسه، فإن الموظفة هيفاء العبدولي تشغل منصب مهندس أول شبكات وأنظمة في السوق، وتتضمن مسؤولياتها دراسة وتصميم الشبكات الحاسوبية وتحديد الاحتياجات تماشياً مع استراتيجية إدارة نظم المعلومات في السوق والإشراف على تنفيذ مشاريع تركيب الشبكات الحاسوبية.  
وتعتبر الموظفة لطيفة محمد العامري، نموذجاً آخر من التميز النسائي في التأهيل والترقي الوظيفي الذي أناط بها الآن ضابطية قسم عقود الصحة والسلامة في سوق أبو ظبي للأوراق المالية. وكانت العامري تأهلت أكاديمياً في الصحة والسلامة الوظيفية إلى جانب شهادة البكالوريوس في المالية.
يشار الى أن عدد  المستثمرات الإماراتيات في سوق أبو ظبي للأوراق المالية بلغ 219 ألف مستثمرة مع نهاية النصف الأول من العام 2017. وخلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ عدد الأسهم التي يمتلكنها نحو 3 مليار سهم والتي وصلت قيمتها السوقية إلى 18.8 مليار درهم، كما ارتفع إجمالي قيمة التداولات  للمستثمرات الإماراتيات في الفترة نفسها الى 2.7 مليار درهم بيعاً وشراء بنمو نسبته 19.4 في المئة مقارنة مع  2.26 مليار درهم في النصف الأول من العام 2016.

المرأة في البرلمان... وأول رئيسة للوطني الاتحادي
توجت مكاسب المرأة في الإمارات بحصول 24 امراة على عضوية المجلس الوطني الاتحادي على مدى 3 فصول تشريعية، وتمكنت 3 عضوات من الحصول على عضوية المجلس الوطني الاتحادي عبر صناديق الاقتراع والانتخاب المباشر، هن: الدكتورة أمل عبدالله القبيسي في انتخابات الفصل التشريعي الرابع عشر، الدكتورة عائشة العري عن الفصل التشريعي الخامس عشر، فيما فازت ناعمة الشرهان بعضوية المجلس بالانتخاب عن الفصل التشريعي السادس عشر الحالي.
وتوجت المرأة الإماراتية نجاحاتها بتعيين الدكتورة أمل القبيسي نائباً لرئيس المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الخامس عشر، قبل أن يتم تزكيتها لمنصب رئاسة المجلس الوطني الاتحادي في الفصل الـ 16 الحالي، في خطوة غير مسبوقة على المستوى العربي والإقليمي وكان الفصل التشريعي الرابع عشر في العام 2006 المحطة الأولى لابنة الإمارات على المستوى البرلماني، حيث تمكنت المرأة من حجز 9 مقاعد من أصل 40 مقعداً في ظهورها الأول، وسجلت الدكتورة أمل القبيسي أول فوز لابنة الإمارات بالانتخاب.

على مقاعد القضاء والنيابة
يعد تعيين عالية محمد سعيد الكعبي أول امرأة تتولى منصب عضو سلطة قضائية ووكيل نيابة عام 2007 لتشغل منصب مديرة نيابة الأسرة في أبو ظبي، وخلود أحمد جوعان الظاهري أول قاض نسائي عام 2008 في منصب مديرة قطاع الحلول البديلة لفض النزاعات بدائرة القضاء نموذجاً وقدوة تُحتذى لتشجيع المرأة على الانخراط في سلك القضاء وبداية الانطلاقة لفتيات الإمارات الطموحات للدراسة والعمل في مجالات القانون والقضاء، وإشراك العنصر النسائي في العمل القضائي في تجربة فريدة من نوعها في دولة الإمارات.
كما تعد الدكتورة سميرة محمد حسن الحمادي، أول طبيب شرعي في دولة الامارات، وتشغل منصب رئيسة قسم الطب الشرعي بدائرة القضاء منذ عام 2009، وهي حاصلة على شهادات عليا في الطب العام والجراحة من باكستان، كما درست الطب الباطني وأمراض الكبد في المملكة المتحدة وعملت 10 سنوات في هيئة الصحة.
كما يسجّل للحمادي أنها أول قاضي جنائي من العنصر النسائي في المحكمة الابتدائية على مستوى دولة الامارات والخليج.
ومن النماذج المشرفة الأخرى، مدينة العامري قاض ابتدائي مدني في المحكمة الابتدائية، سارة عبيد الظاهري قاض ابتدائي في المحكمة الابتدائية بالدائرة المدنية الكلية، عائشة المحرمي، عفراء عبيد الظاهري، القاضيتان في الأحوال الشخصية، والمستشارة هدى العبري التي تعمل في دائرة القضاء في أبو ظبي ككاتب عدل.

مديرة الذكاء
بينما تفخر الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام مكتب دبي الذكية، بكونها واحدة ممن أوكلت لهم مهام فريدة، وهي واحدة من أهم مشاريع دخول المستقبل، وهي مهمة بناء المدينة الذكية، مؤكدة أن وجود المرأة في مختلف الميادين ليس شكلياً، بل في أهم وأرفع المهام التي تتطلب كفاءة وتخصصية، واليوم أصبح احتفال القيادة بتميز المرأة في مختلف المناسبات وحتى منذ نعومة أظفار الإماراتيات، مشيرة إلى أن المواطنة اليوم سواء كانت طفلة أو طالبة أو موظفة أو مسؤولة حكومية، تشعر بمكانتها غير التقليدية التي تميزها عن أكثر دول العالم تقدماً في مجال تمكين المرأة، ويوم المرأة الإماراتية موعد متجدد لنتحدى أنفسنا كمواطنات لنكون في مقدمة القدوة الحسنة لبناء ما يتطلبه مستقبل الإمارات، ولنقطع عهداً على أنفسنا كمواطنات بألا نكتفي بأي إنجاز مهما كان، وأن نسعى دوماً لنكون الرقم 1.

70 في المئة من العاملين في القطاع المصرفي نساء
كشف جمال الجسمي، مدير عام معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، أن المرأة الإماراتية تمكنت من الوصول الى مواقع لا تقتصر فقط على الرجال، ولعل الشاهد على ذلك كون المرأة الإماراتية تشكل أكثر من 70 في المئة من إجمالي عدد المواطنين العاملين في القطاع المصرفي البالغ عددهم 10 آلاف موظف وموظفة.
وأشار إلى أن نسبة مشاركة المرأة في التدريب وصلت إلى 43 في المئة من إجمالي عدد المشاركين في البرامج التدريبية في 2016، وكذلك ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في التعليم الأكاديمي في المعهد إلى 55 في المئة من إجمالي الطلبة المسجلين للعام الدراسي 2016، حيث بلغ إجمالي المشاركات 9977 من إجمالي عدد المشاركين البالغ 23197، وهذا يعد إنجازاً نقوم به بهدف تحقيق المزيد من النجاحات للمرأة استرشاداً برؤية القيادة الرشيدة في دعم المرأة وتمكينها.

مفتشات على الرقابة النووية
وفي احتفالية الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، نظمت فعاليات متنوعة لموظفي الهيئة لإبراز دور المرأة الإماراتية ومساهماتها في دعم الدور الرقابي للهيئة، حيث تشكل الإماراتيات العاملات في الهيئة أكثر من 38 في المئة من إجمالي 211 موظفاً، وتتبوأ حوالى 42 إماراتية مناصب قيادية وحيوية في إدارة العمليات بالهيئة، والتي تشمل أقساماً مختلفة مثل الأمان والأمن النووي والأمان الإشعاعي والضمانات، وغيرها من المهام التي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الدور الرقابي للهيئة.
ومنذ تأسيس الهيئة في عام 2009، تمكنت الهيئة من إعداد وتمكين مواهب إماراتية في مجال الطاقة النووية، لا سيما الرقابة النووية من أجل المساهمة في استدامة واستمرارية القطاع النووي في دولة الإمارات، وتضم هذه الكفاءات الإماراتيات ميرة المهيري - والتي تعد أول مفتشة بالهيئة وتعمل على إجراء عمليات التفتيش لضمان امتثال مختلف المنشآت والمعدات لبنود القانون النووي واللوائح التنفيذية، إضافة إلى جميلة السويدي - أخصائية أول تقييم الأمان النووي بإدارة الأمان النووي، وهي تتولى مسؤولية فريق فني لتقييم الاحتمالي للمخاطر ومهمتها أمان محطات الطاقة النووية بالدولة، وسارة السعدي - أخصائية أمن نووي بالهيئة، التي تعمل على ضمان الحماية المادية للمرافق النووية بالإمارات، وسارة الهنائي - المتدربة بالهيئة - والتي حصلت أخيراً على لقب أول إماراتية تحصل على الاعتماد المهني العالمي في مجال الأمن النووي.

كابتن طيار ومهندسات واستشاريات
وتؤكد أماني الهاشمي، المسؤولة عن التوطين في مجموعة الاتحاد للطيران، أن هناك 13 إماراتية يقدن الطائرات ويعملن «كابتن طيار» وبعضهن للطائرات العملاقة، و20 من بنات الإمارات في المكاتب التابعة لطيران الاتحاد خارج الإمارات في عواصم العالم، بجانب 32 سيدة يشغلن مناصب عليا في المجموعة، و237 مديرة ومهندسة واستشارية، و888 إماراتية في وظائف متنوعة أخرى.
مريم العبيدلي، مهندسة فنية وإحدى المواهب المكتشفة من قبل الاتحاد للطيران قبل أربع سنوات، حيث قدمت لها فرصة الالتحاق ببرنامج الاتحاد للطيران الهندسي الفني، في إطار استثمار الشركة بتطوير وتنمية القدرات المواطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واليوم، تعد مريم واحدة من بين 42 فتاة إماراتية تستعد لإتمام برنامج تدريبي على رأس العمل مدته عامين، لتتمكّن من الحصول على شهادات في هندسة الطائرات معتمدة من قبل الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.
وكما تؤكد مريم، فهي تستيقظ في الرابعة صباحاً للحاق بالاجتماع اليومي الذي يقام في الاتحاد للطيران الهندسية في الخامسة والنصف، وتلفت الى أن سعادتها لا توصف بمجرد رؤية الانطباع الذي يرتسم على وجوه المهندسين من حولها عندما يرون مواطنة إماراتية تعمل في مثل هذه الظروف القاسية، ومعرفتهم بأن هذا الخيار كان بناء على رغبة داخلية حقيقية منها، وهو ما يجعلها تشعر بالفخر.
وكانت إلى جانب مريم في حلقة النقاش، فتيات متميّزات أخريات، من بينهن قائدة الطائرة ومديرة المطار، وجميعهن شاركن الحضور تجاربهن المتفردة كشريكات فاعلات إلى جانب الرجل في المجتمع.
وهنا تشير أمينة طاهر، نائب الرئيس لشؤون الشركة في مجموعة الاتحاد للطيران، بالقول: «النساء والرجال متساوون في الحقوق والالتزامات وفق دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتيح إمكانية الحصول على الخدمات التعليمية والصحية والوظائف من دون تمييز. ولا ريب أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، كانت ولا تزال المحرك الرئيسي لنجاح المرأة الإماراتية. وترسّخ ذلك منذ زمن طويل في الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة بصفتها قوة دافعة لمسيرة التنمية المستدامة في الإمارات.
وأضافت: «نحرص في الاتحاد للطيران على تعزيز المواهب الإماراتية من الذكور والإناث، وذلك عبر تشجيعهم على العمل معاً لشحذ روح الإبداع وتعليم زملائهم الأقل خبرة والمشاركة في نشاطات التطوع التي تخدم المجتمع وحب العطاء وعمل الخير، أما على مستوى بيئة العمل فمن الأهمية بمكان أن نقف معاً ليس فقط من أجل تطوير الشركة بل أيضاً للعمل نحو تطوير دولة الإمارات العربية المتحدة ومجتمعنا بصورة عامة».