أم ليست كالأمهات

فاديا فهد 20 سبتمبر 2017

هذا الصباح، مثل كلّ صباح. العودة الى المدرسة لن تغيّر في واقع رامي شيئاً. هو مختلف، له عالمه الخاص، وصفوفه الخاصة، وإيقاع حياة مختلف. وهي أمّ متفهّمة تناضل من أجل تلطيف واقع طفلها، ومساعدته على تخطي مصاعبه. أصوات الأطفال في الشارع يهمّون بالصعود الى باص المدرسة تعصُر قلبها، فتواجهها بابتسامة هادئة. كلٌّ يسير الى حياته، وهي تهمّ بدخول عالم رامي المختلف على رؤوس الأصابع. إنها الوحيدة القادرة على فعل ذلك، من دون أن تحطّم شيئاً! تدخل عالمه بحبّ كبير. الحبّ يشفي. تغرقه بحنانها، فتعوّض عليه غياب الرفاق والأصحاب، ولا تصبح وحدته القسرية فراغاً قاتلاً. إنها صلة الوصل بينه وبين العالم الآخر: تمدّ الجسور، فيمشي فوق ذراعيها، خطوة بعد خطوة. في وقت ينبذه العالم عن جهل، سيعرف ذات يوم أن قلباً وحيداً لم ينبذه، ولم يتعب من لملمة أحلامه.
لكلّ الأمهات اللواتي يحملن اختلاف أبنائهنّ في قلوبهنّ وفوق أكتافهنّ، ألف تحيّة.


نسائم

... وتقيمُ لكَ منزلاً في قلبي

حيث تتّخذ السماء ألوان كلماتك

ويسافر الغيم في أثير صوتك.

هناك تنبت أزهار فوق جبينك

ولا تشرق شمس إلا بعد أن تبتسم.