آسر ياسين: استعنت بطبيب نفسي وأبعدت أبنائي عن الأضواء

سعيد فراج(القاهرة) 24 سبتمبر 2017

بعد غياب دام عاماً ونصف العام، عاد من خلال مسلسل «30 يوم» الذي عُرض أخيراً، والذي يكشف لنا عن كواليسه وأصعب مشاهده وكيف تخلص من تأثيراته النفسية فيه.
النجم آسر ياسين يتحدث للمرة الأولى عن حلوله بديلاً للفنان الراحل أحمد زكي في أحد أعماله الشهيرة، وسر الاختيار الذي وقع عليه، ويكشف لنا الكثير من أسراره الخاصة التي لا يعرفها أحد عنه، وسبب إبعاد أبنائه عن التمثيل، ولماذا استعان بطبيب نفسي.


- لماذا تغيّبت العام الماضي عن المشاركة في أي عمل فني؟
لم أتغيّب تماماً العام الماضي، فقد شاركت في فيلم «من ضهر راجل» الذي عُرض مطلع عام 2016، وحقق صدى جيداً، وفي الوقت نفسه رزقني الله بابني «أمين»، فاهتممت به كثيراً، كما عُرضت عليَّ أعمال درامية لكنها لم تكن تناسبني.

- هل تأخذك حياتك الأسرية أحياناً من عملك؟
على الإطلاق، لأنني أكرّس لكلٍ من حياتي الأسرية وعملي ما يحتاجان اليه من الوقت، ومع ذلك أُفضّل التركيز في العمل الذي أتعاقد عليه، حتى يخرج بصورة جيدة، فقد اعتدت ذلك منذ بداية مشواري الفني وحتى قبل تحقيقي الشهرة.

- ولماذا لم تستثمر نجاحك في مسلسلَي «العهد» و«ألف ليلة وليلة» عام 2015، واستمررت العام الماضي؟
أرفض فكرة الاستمرار في الظهور لمجرد أنني حققت نجاحاً، فأنا أنظر الى أعمالي بشكل مختلف، وأختار عملاً مهماً أُطل من خلاله على الجمهور.

- وكيف اخترت مسلسلك «30 يوم»؟
عُرض عليَّ المسلسل منذ فترة طويلة، أي في عام 2011، وقد أعجبني وبدأت الاستعداد لتقديم الشخصية بشكل جيد مع المخرج حسام علي، الذي نجح في تحضير الديكورات واختيار باقي الممثلين المشاركين في المسلسل.

- ولماذا تحمست للدور وقررت العودة بـ«30 يوم»؟
الدور صعب جداً، ومختلف عن كل ما قدمته من قبل، ففي هذا المسلسل أغيّر جلدي إذ أقدّم ضمن أحداثه شخصية الطبيب النفسي والتي هي من أصعب الشخصيات التي قدّمتها، والتي تحمل تشويقاً للجمهور، ولا سيما الصراع الذي يحدث بينه وبين «توفيق» (باسل خياط)، الذي يحاول تدميره نفسياً يوماً تلو الآخر، كما أن الأضرار النفسية تظهر على ملامح الشخصية مع تتابع الحلقات.

- هل أثّر فيك الدور بعد انتهاء التصوير؟
أبداً، لأنني بمجرد الانتهاء من تصوير مشاهدي أخرج من الحالة التي كنت أعيشها بشكل تام، وأعود الى حياتي الطبيعية، ومن الممكن أن أسمع الموسيقى في سيارتي أثناء عودتي الى المنزل لأنفصل عن الشخصية التي أقدّمها.

- وماذا عن تعاونك الأول مع المخرج حسام علي؟
هذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع حسام علي، فلا يعرف الكثيرون أننا صديقان منذ فترة طويلة، وقد تعاونا في العديد من الأفلام القصيرة في بداية مشواري الفني، كما عملت معه مساعد مخرج في عدد من الأعمال، لكنها المرة الأولى التي أتعاون معه فيها كمخرج لأعمالي.

- وهل ساهمت الصداقة في التعاون بينكما؟
أحرص دائماً على أن تجمعني كيمياء مع أي فنان أرغب في العمل معه، حتى يخرج العمل بشكل جيد للجمهور، وصداقتي مع حسام علي أثمرت بالتأكيد عن هذا التعاون الناجح بيننا في المسلسل.

- وماذا عن تعاونك مع باسل خياط؟
لا شك في أنه ممثل جيد، وأنا سعيد بتعاوني معه منذ عامين، وكان من المفترض أن يشاركني في مسلسل «العهد»، لكن ذلك لم يحدث، وباسل من أكثر الفنانين الذين استمتعت بالعمل معهم، وأتمنى أن تتكرر التجربة مرة أخرى.

- حدّثنا عن ردود الفعل التي تلقيتها على المسلسل؟
ردود الفعل كانت مميزة هذا العام، فكثيرون تحدثوا عن المسلسل بإيجابية، مثل الفنانة إسعاد يونس ومحمد العدل وعمرو أديب، وعلى المستوى الشخصي هنّأني محمد ممدوح، وأروى جودة، وآخرون، وما أسعدني أن هذه التهاني ترافقت مع بداية عرض المسلسل.

- كيف تنظر الى المنافسة عامة وخلال الموسم الرمضاني؟
لا أنظر الى المنافسة أبداً، بل يهمّني مستوى العمل الذي أقدّمه، فيجب أن يكون جديراً بمنافسة الكثير من الأعمال، خاصة أن معظم المسلسلات كان مستواها جيداً هذا العام، وبالتالي لا يمكننا أن نحدد أفضلها وسط هذا الكم الكبير من الأعمال، ورغم ذلك يبقى هناك مسلسل يحصد نِسَب مشاهدة أكثر من آخر، لأن المشاهد هو الذي يختار العمل المفضّل بالنسبة إليه، ولذلك حرصت على أن يجذب مسلسل «30 يوم» الجمهور من خلال أحداثه، ومن هنا أجدني لا أنافس أحداً إلا نفسي، فأسعى الى تقييم أعمالي السابقة لأقدم ما هو أفضل منها وما يتناسب مع رؤيتي الفنية.

- كيف كانت كواليس هذا المسلسل؟
كانت جميلة جداً، واختصرتها بفيديو «رمضان جانا»، وهي أغنية شارك فيها كل العاملين في المسلسل، وأهديناها للمشاهد قبل أن يتابع أحداث المسلسل، وهذا الفيديو من بنات أفكاري، وقد أخرجته بنفسي وتوليت عملية مونتاجه، وبعد أن وضعته على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي؛ فوجئت بكم المشاهدات وردود الفعل عليه، وتلك الأغنية تعكس أجواء كواليس العمل التي اتسمت بالتعاون والحب والاحترام المتبادل بين كل المشاركين فيه.

- كيف تبدأ يومك عندما يكون لديك تصوير؟
في البداية، أحب أن أستكشف طبيعة المشاهد التي سأصوّرها خلال هذا اليوم، فمنها ما يحتاج الى المذاكرة قبل الذهاب الى الاستوديو، فأنكب على دراستها، ثم أصل إلى موقع التصوير قبل موعدي المحدد لأتحدّث مع المخرج أو زميلي الفنان الذي يشاركني المشهد إذا تطلب الأمر، ومن ثم أرتّب هندامي، وأقوم بتمارين مسرحية كالصوت والإلقاء والحركة، وبعدها أبدأ في التصوير.

- ما أصعب المشاهد التي قدّمتها في المسلسل؟
هناك مشاهد كثيرة صعبة، تتمثل في تدهور صحة الشخصية التي قدمتها، فقد كانت من أصعب المشاهد التي صوّرتها، بحيث تقمّصت معاناة الشخصية ومثّلت تدهور حالتها النفسية بشكل متدرّج خلال الحلقات.

- كيف تختار أدوارك؟
أبدأ أولاً بقراءة السيناريو حتى أقتنع بالدور المعروض عليَّ، ومن ثم أتناقش مع المؤلف والمخرج، لنتفق على الأحداث وكيفية التفاعل بين الشخصيات، كما أحرص على الدقة في اختيار أعمالي الفنية، مثل «الوعد» و»زي النهاردة»، وفيلم «رسائل البحر» الذي لعبت فيه دوراً بدلاً من الراحل أحمد زكي حيث كان مرشحاً له، لكن حالته الصحية وقتذاك لم تكن تسمح له بتقديمه.

- وهل التشابه بينك وبين أحمد زكي هو الذي حسم أمر المشاركة في فيلم «رسائل البحر»؟
لا علاقة للشبه بترشيحي لدور في فيلم «رسائل البحر». وإن كان الاختيار يعتمد على أوجه الشبه، أرى أن هيثم أحمد زكي هو الأقرب للعب هذا الدور، كما أن الدور الذي أدّيته كُتب بأسلوب مختلف حتى يتناسب مع سنّي، بخلاف ما عُرض على الراحل أحمد زكي، وفكرة تبادل الأدوار في الفن واردة، ولطالما حدث ذلك مع العديد من الفنانين، واختياري بديلاً لأحمد زكي في فيلم «رسائل البحر» كان قسمة ونصيباً، ليس أكثر.

- بعد نجاح فيلمك الأخير «من ضهر راجل»، ما هي مشاريعك السينمائية المُقبلة؟
أحضّر لفيلم «تراب الماس»، وسيكون أول أعمالي التي أعود بها الى السينما بعد فيلم «من ضهر راجل»، بالإضافة إلى العديد من الأفلام التي تُعرض عليَّ حالياً، لكنني لم أستقر على أيّ منها بعد.

- تعاونت مع العديد من الفنانين، لكن من هو الفنان الذي شعرت بأن هناك «كيمياء» مشتركة بينك وبينه؟
معظم الفنانين الذين تعاونت معهم كانت هناك كيمياء تجمعني بهم، مثل أروى جودة في «زي النهاردة»، ومحمد ممدوح «تايسون» في «بيبو وبشير»، وأحمد عزمي في «الوعد»، وغادة عادل في «العهد»، ومنى زكي في «أسوار القمر»... ومن الممكن أن تحدث الكيمياء مع أي فنان من خلال مشهد واحد فقط وليس العمل كله.

- حدّثنا عن تجربة إخراجك لكليب «أهواك» وهل يمكن أن تتجه الى الإخراج السينمائي أو الدرامي في ما بعد؟
في الحقيقة، لا أعلم، لكنني أحب الموسيقى والفيديوات الموسيقية كثيراً، لما فيها من إبداع، وهذا دفعني لإخراج هذا الفيديو كليب، وأرغب في تكرار تلك التجربة مرة أخرى، لكنني لا أعرف ما إذا كانت ستتحول الى مجال الدراما والسينما أم لا، ويمكنني أن أؤكد أنني أحصر تركيزي في مجال التمثيل فقط، وهذا العمل قمت به على سبيل الهواية فقط.

- أرى في منزلك «درامز» وآلات موسيقية تدل على حبّك لها، فهل هناك هوايات أخرى تحبّها؟
أحب الموسيقى كثيراً، كما أنني أعشق الرسم والنحت والكتابة والقراءة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات أيضاً، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة يومياً.

- هل تشعر زوجتك بالانزعاج من كثرة معجباتك؟
أبداً، فأنا أوازن بين تلك الأمور، وأردّ على المعجبات ضمن نطاق معين، وأحرص على أن يكون التواصل في ما بيننا مبنياً على الاحترام، ومعظم جمهوري أخلاقهم حميدة، حتى في الأماكن العامة عندما أكون برفقة زوجتي، ويطلب أحد المعجبين أو المعجبات التقاط صورة تذكارية معي، يستأذنها أولاً، وهي بدورها ترحّب وتوافق بكل طيبة خاطر.

- هل تهتم بعقد صداقات أم أنك إنسان غير اجتماعي؟
بالعكس، أنا شخصية اجتماعية جداً، لكن في بعض الأحيان أنعزل عن العالم، وتحديداً عندما أكون في صدد التحضير لعمل جديد فأعكف على دراسة الدور حتى أنجح في تجسيده، لكنني كنت خجولاً بعض الشيء في الفترة التي سبقت دخولي عالم الفن، وقبل مشاركتي في التمثيل في الجامعة.

- لماذا لم تظهر أبناءك إلا بعد مضي فترة طويلة على ميلادهم؟
بعد ولادة كل طفل ينتابني شعور بالخوف والحرص الزائد عليه، ولذلك أرفض اصطحاب أولادي الى المناسبات الاجتماعية إلا في حال الضرورة القصوى، فأخفيهم عن العيون... أما «السوشيال ميديا» فأستخدمها فقط للتحدّث عن أعمالي، أو لأتشارك موقفاً مع المحيطين بي.


أتأثّر...

- من أكثر فنان تأثرت به؟
لا فنان محدداً تأثرت به، لأن ما من فنان مماثل للآخر، أو انتهج أسلوبه نفسه في الفن، لكن حبي للتمثيل وتأثري به نابعان من تجربة التمثيل التي كنت أتابعها على خشبة مسرح الجامعة الأميركية في القاهرة، فكنت أشاهد كل أفلام الراحلَين أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز، وأفلام نجوم عالميين مثل آل باتشينو، روبرت دي نيرو، صامويل جاكسون وغيرهم الكثير... كنت أركز على أعمال هؤلاء وأحفظها جيداً، ومن هنا قررت أن أبني شخصيتي المستقلة كممثل.