الفوازير الرمضانية تعيش هاجس المقارنة مع الأمجاد السابقة
ريتا حرب, غادة عادل, نيللي كريم, رزان مغربي, ميريام فارس, شيرين رضا, أعمال رمضانية, صابرين, رندلى قديح, فوازير رمضان, شهر رمضان
16 سبتمبر 2009 نيللي كريم: نصف تجربة
وعلى سبيل التجربة قدمت الفنانة نيللي كريم الفوازير قبل عدة سنوات وتقاسمت بطولتها مع الفنانة ياسمين عبد العزيز حيث قدمت كل منهما 15 حلقة من 30 حلقة في شهر رمضان. تقول نيللي: كنت أشارك في أحد الاستعراضات التي تقدم في احتفالات تشرين الأول/أكتوبر كل عام بصفتي راقصة باليه، وفوجئت بترشيحي لبطولة الفوازير لأقدمها في 15 حلقة بالتناوب مع الفنانة ياسمين عبد العزيز واشتركت فيها على سبيل التجربة لكن لم أضع نفسي في مقارنة مع نيللي أو شيريهان لأن لكل منهما تاريخاً حافلاً من النجاح ارتبط باسميها، فقد امتلكت نيللي كل مواصفات نجوم الاستعراض العالميين وبعدها أيضاً شيريهان، ولكن تجربتي أكدت لي أن الفوازير كعمل استعراض تحتاج قدرا من الإبهار البصري في الأزياء والديكور ما يتطلب إنفاقا سخياً لكن هذا لا يحدث دائماً.
شيرين رضا: لم أملك الخبرة الكافية
وكانت الفنانة شيرين رضا خطفت الأبصار بجمالها الأوروبي ورشاقتها حين قدمت فوازير رمضان خصوصاً أنها ابنه الفنانة الكبير محمود رضا الذي أسس فرقة رضا للفنون الشعبية مع شقيقه المخرج الراحل علي رضا وزوجته النجمة الأولى للفرقة فريدة فهمي. تقول شيرين: كانت الفوازير هي أول عمل فني أقدمه ولم تكن لدي خبرة بالفن أو التمثيل لكن مجرد متابعة وهواية، وتعاملت دائماً مع الفن بروح الهواية وليس الاحتراف لهذا غبت كثيرا ثم عدت إليه. وتضيف: طبعاً الفوازير ارتبطت باسم الفنانة نيللي التي أحبها جداً وأرى أنها نموذج لنجمة الاستعراض، كما حققت نجاحا موازيا بعدها الفنانة شيريهان ولا أحد ينكر أنهما نجمتا الفوازير حتى الآن.
دموع نيللي تتحدث
حين تتحدث نيللي عن الفوازير وتستعيد أيامها الجميلة فيها لا تملك دموعها إلا التدفق على وجهها، فقد عاشت للفوازير وأحبت شهر رمضان وصارت إحدى علاماته. تقول نيللي: أنا وشيريهان وسمير غانم قدمنا فوازير جميلة لاقت نجاحاً وتجاوباً كبيراً من الجمهور، وقدمتها سبع سنوات مع المخرج الراحل فهمي عبد الحميد ثم قدمتها على مدى خمس سنوات بعد رحيله مع المخرجين جمال عبد الحميد الذي كان يعمل مونتيراً قبل ذلك واخترته لعمل الفوازير معي، فقدمنا «عالم ورق» ثم قدمتها مع المخرجين محمد عبد النبي وأشرف لولي. وعن نفسي لا أستطيع أن أحكم على تجارب الأخرين أو الأخريات لأنني أثق أن كلا منهم بذل أقصى جهده والعمل في الفوازير مجهد وقاس لمن لا يحبه، أما بالنسبة لي فأنا أعشق الفوازير وأراها فناً قائماً بذاته مثل المسرح والتلفزيون، وقد يكون عدم النجاح البعض سببه أنهم لم يبحثوا عن شكل جديد يناسبهم وأخذوا القالب الجاهز، فحين قدمت الفوازير مع المخرج الراحل فهمي عبد الحميد اخترت الشكل الاستعراضي الذي يناسبني وكان جديداً على الفوازير في ذلك الوقت لأنني أملك مقومات الاستعراض، وأحب هذا الفن ثم جاءت بعد ذلك شيريهان وقدمت نفس الشكل ونجحت، بالنسبة لي فحتى الآن يسألني الجمهور أين الفوازير، وأفكر في تقديمها لكن في إطار فكرة جديدة ومختلفة عما قدمته. عمل في الفوازير كل كبار الملحنين بمن فيهم الموسيقار أحمد صدقي وكنت أقدم من خلال الفوازير أغاني طربية لأنني درست الموسيقى، وتحتاج الفوازير لصوت جميل لديه القدرة على الغناء. وعن سن معينة للاستعراض تقول نيللي لا توجد سن معينة للاستعراض طالما يملك الفنان إمكاناته ويحافظ على لياقته ورشاقته وصوته وحيويته، لكن هناك سنا لائقة للعمل الدرامي، فأنا لا استطيع مثلا أن أؤدي دوراً أصغر من سني الحقيقي الذي يعرفه الناس ولا أستطيع أن أخدعهم أو أخدع نفسي ولهذا أثور بشدة حين تعرض علي أعمال أصغر بسنوات من سني الحقيقي، لأنني متصالحة مع نفسي وأرى أن لكل مرحلة أعيشها أدوارها وأعمالها التي تناسبها.
ارتبطت فوازير رمضان بشكلها الاستعراضي الغنائي باسم الفنانة نيللي التي قدمتها على مدى 12 عاماً (غير متتالية) ولكنها نجحت في أن تحقق مع مخرجها المبدع الراحل فهمي عبد الحميد شكلاً مميزاً، قدمت بعدها النجمة شيريهان التي نجحت أيضاً في جذب الجمهور بقدراتها كنجمة استعراضية، لكن محطة الفوازير بعد نيللي وشيريهان تعثرت، وشاركت فيها ممثلات ومطربات وقعن في دائرة المقارنة الصعبة مع النجمتين نيللي وشيريهان ولم تكن المقارنة في صالحهن، فلم يحققن القدر نفسه من النجاح. فلماذا تراجعت الفوازير بعد نيللي وشيريهان وكيف نقوّم تجارب الممثلات اللواتي قدّمنها في مصر ولبنان والخليج. منهم من اعتبر سبب ركود الفوازير الرمضانية تكاليف الإنتاج والأجور العالية ومنهم من ردّ الإستعراض الشاحب إلى إختيار غير صائب وآخرون وجدوا فيه إنبهار ينهار مع كثرة الفضائيات التي باتت تسوّق لمادة إستعراضية من نوع آخر، إلاّ أن آخرون وجدوا في الفوازير فناً متجدداً وعالماً في إنتظار وجوهٍ جديدة ليكتمل مشهد من الخيال وكرنفال الألوان والإثارة البصرية. نجمات خضن تجربة الإستعراض وكتّاب ومعدّون يدلون بشهاداتهم الصريحة في هذا التحقيق.
آراء الفنانين والنقاد في الفوازير الرمضانية القديمة والجديدة
التقت «لها» عدداً من الفنانين والنقاد واستطلعت آراءهم حول الفوازير الرمضانية فكانت هذه الإجابات:
بخيت بيومي: الأصل هو الأبقى
يقول الشاعر بخيت بيومي الذي قدم تجربة واحدة مع نيللي «التمبكة» وكتب حلقات الفوازير على مدى 17 عاماً للإذاعة: نعم لا يوجد كتاب للفوازير بعد عمنا صلاح جاهين وشاعرنا الكبير عبد السلام أمين، فقد كان كل منهما يقوم (بتفصيل) الحلقات على نيللي التي امتلكت قدرات فنية تفوقت فيها على شيريهان. فقد كانت نيللي تؤدي الأغنيات داخل الفوازير بشكل مضبوط ومن دون نشاز لأنها درست أصول الغناء وامتلكت صوتاً حلواً، كما أنها تتمتع بخفة الروح والحضور الطاغي، ورغم نجاح شيريهان من بعدها إلا أن النجاح الأكبر ينسب لنيللي، ونجاح الاثنتين ينسب أولاً للمؤلفين الكبار جاهين وعبد السلام أمين، والمخرج المبدع فهمي عبد الحميد الذي أخلص للفوازير وظل يقدمها على مدى سنوات طويلة في إطار مختلف تضمن الأغنية والاستعراض والدراما. ويفسر بيومي فشل كثير من نجمات الفن اللاتي حاولن تقليد نيللي وشيريهان بقوله: لأن الأصل هو الأبقى والتقليد صورة باهتة لذلك مرت عليها كثير من الفنانات مرور الكرام ولم يتحقق لأي منهن القدرة على الاستمرارية لأنهن أيضاً لم يملكن التنوع والثراء في الموهبة مثل نيللي ومن بعدها شيريهان.
ميريام فارس:ما زلت أذكر فستان شيريهان الأخضر وأغاني «أم العريف»
توضّح ميريام حقيقة عرض قطاع الإنتاج البرامجي في مدينة الإنتاج الإعلامي لها لتقديم فوازير رمضان نافية أن يكون مردّ تعثّر التعاون الأجر الباهظ الذي طلبته والذي تردّد أنه مليونا دولار، كما نفت كون المغني المصري محمد حماقي كان سيشاركها في الظهور على الشاشات الرمضانية مع أنها لا تعارض فكرة الثنائي في الفوازير. وتضيف ميريام أن الفوازير «تم تأجيلها ولم يتم إلغاؤها لأنني تلقّيت العرض في وقت متأخر، وقد تحمست للفكرة لأنها خطوة ترعاها الدولة وليس القطاع الخاص الذي يتهدّد أعماله الفشل بسبب تدني المستوى الفني وغياب الإتقان. لقد فرحت كثيراً حين تلقّيت العرض لكنني كنت قد إرتبطت بعمل ضخم هو فيلم سينمائي إستعراضي من إخراج حاتم علي عنوانه «سيلينا» وهو مقتبس عن مسرحية السيّدة فيروز «هالة والملك». وعن متابعتها للفوازير تقول: «لا أزال أذكر فستان شيريهان الأخضر الخيالي، كنت أحلم بإرتدائه وامتلاكه كما أنني لا زلت أردّد أغنيات «أم العريف» نيللي، لقد كنت أراقب الرقصات وأتملّى الأزياء وأدوّن الأغاني».
غادة عادل: لست ممثلة استعراض
وبين القبول والرفض لفكرة تقديم فوازير رمضان تقف كثير من الممثلات اللواتي يترددن في خوض التجربة خوفاً من الدخول في دائرة المقارنة الصعبة مع نجمتي الفوازير، ومن بينهن الفنانة غادة عادل التي تقول: عرضت علي بطولة فوازير رمضان أكثر من مرة ورفضتها من منطلق أنني لست ممثلة استعراضية، صحيح أنني فنانة ويجب أن أؤدي كل الأدوار وأستطيع أن أفعل ذلك، فقد غنيت في مسلسل «مبروك وبلبل» وفي أكثر من فيلم من بينها «خليج نعمة» إلا أنني أرى أن النجاح الكبير الذي حققته نيللي وشيريهان لا تستطيع ممثلة أخرى أن تحققه كما أن الأفكار التي تطرح للفوازير لا تزال تسير في نفس الإطار ويجب حين يتم تقديمها في الوقت الحالي أن تكون مختلفة شكلاً ومضموناً.
ميرنا خياط:الفوازير مشروع يحمل الكثير من المجازفة
المخرجة اللبنانية ميرنا خياط خاضت تجربة فوازير «مشاوير» إلى جانب الممثل اللبناني الكوميدي فادي شربل أمام عدسة زوجها المخرج طوني أبو الياس وقد تكون بطلة فوازير للمرّة الثانية. تقول عن تجربتها: «لقد قدّمنا 30 حقبة من التاريخ ونلنا إعجاب الصغار قبل الكبار لأننا إعتمدنا أسلوب السهل الممتنع، لقد تعبنا كثيراً في البحث والتحضيرات وذلك على مدى سنة ونصف السنة. الفوازير مشروع كبير يحتاج إلى الإتقان والحرفية والتقنية الكبيرة والأرشيف الثري، التحدي الحقيقي يكمن في مدى صلاحية عرض هذه الفوازير وبقائها في ذاكرة من يراها». كمخرجة تقول: «قد لا يصلح كل مخرج لتنفيذ الفوازير، فهي تشمل الدراما والقصة المحبوكة والإبهار المشهدي والسمعي وهي عالم من الألوان والتصاميم الغربية الخلابة التي تذهل العين. الفوازير قرار يحمل الكثير من المجازفة، فقد يفشل في حصد مردود جيّد كما أنه يتطلّب العمل مع أسماء ساطعة باتت تطلب أجوراً عالية وخيالية». وتعود إلى فوازيرها فتقول: «لقد عرُض «مشاوير» على شاشتي المحطة اللبنانية للإرسال LBC والـART وكان العرض آنذاك مختلف المقاييس وحظي بمتابعة كثيفة كأوّل فوازير لبنانية ونال جائزة أيضاً». وتضيف: «لا أجد من يستطيع منافسة نجاح شيريهان التي أدّت بصوت صحيح ولم تكن مطربة بل ممثلة موهوبة وهذا ما أراه نقطة إرتكاز أساسية لنجاح الفوازير».
بشير سيمون الأسمر:
أنا مستعد للتعاون مع رزان المغربي وأقول لحليمة بولند: جرّبي مرّة أخرى يعرض المخرج بشير الأسمر تجربته الأولى في مجال الفوازير: «لقد عانينا من ضيق الوقت، فمدّة شهرين لا تكفي لإنتاج عمل إستعراضي في 30 حلقة، كنا نحتاج إلى 3 أشهر إضافية. تجربتي مع باسم فغالي تستحق إعادة الكرّة وهذا ما قررناه لكننا حصلنا على موافقة شاشة العرض بعد فوات الأوان، فأجلنا العمل للسنة القادمة الذي سنعتمد فيه أسلوب الـSitcom». ويقول بشير: «أن فوازير «ألف ليلة وليلة» تطلّب مني عملاً متواصلاً 2424 ساعة طوال 30 يوماً، وكنت أفضل لو عُرض بعد النشرة الإخبارية لا عند موعد الإفطار لكسب مشاهدين أكثر». وعن باسم فغالي يقول: «باسم ظاهرة حقيقية أضفى أجواء كوميدية طريفة على العمل وبرع بحرفية عالية في تقليد الشخصيات العربية والعالمية التي إستقبلها شهريار(الممثل الكويتي يعقوب عبدالله)، فهو يستطيع الخروج من ذاته وإقتباس مئات الشخصيات. لقد نلنا جائزة أفضل برنامج رمضاني لعام 2007 من قبل لجنة الموركس دور». ويعلّق بشير على «فوازير حليمة» السنة الماضية: «لا تشبه عام 2008 بل هي نسخة عن شيريهان أي «دقة قديمة» ولم تحمل أي جديد، تجربتي بكل تواضع تسبق فوازيرها بأشواط حتى من خلال الجنريك، أقول لها جرّبي مرّة أخرى». ويرد بشيرعلى الأقاويل التي إتهمته بتقليد فوازير شيريهان: « لم نسعَ في الجنريك إلى تقليد شيريهان بل كانت لفتة تكريمية وتحية وعربون محبة لشيريهان أيقونة الفوازير العربية، لقد تردّد أن شيريهان لم يرُقها ما قدّمه باسم لأنه شاب، ربما شعرت بمنافسة حقيقية إلى جانب إسمها». وعن مواصفات النجمة الإستعراضية يقول: «الجمال والموهبة، وقد تغطي الأخيرة على المظهر إذا كانت النجمة تمتلك قدرات نادرة كخفة الظل والليونة. أظن أن النجمة اللبنانية رزان المغربي تبرع في تقديم الفوازير وأنا مستعد للتعاون معها لحساب شاشة الـMBC، كما أن ميريام فارس نجمة إستعراضية مذهلة وماهرة في صنع الشخصيات». وعن غياب الفوازير اللبنانية يقول: «الفوازير تتطلب البذخ، ونحن في لبنان مررنا بأوقات عصيبة للغاية، كنا نريد الحصول على المال دون المجازفة، فالفوازير مشروع ضخم وكليب طويل نسيج من المسلسل والكليب الغنائي، ويجب أن يحمل روح النكتة وأنا أسميه فواكه رمضان، أما المسلسلات فهي الطبق اليومي». أما فشل الفوازير عربياً فمردُّه إلى: «إعطاء الفرص للشخص الخطأ وغير المناسب وغياب الإبتكار والمنتج الذكي، فالفوازير مربحة للغاية وأكثر من المسلسلات لأنها تغطي فئة عمرية أوسع بكثير».
وائل فهمي عبد الحميد:
كان المخرج محمد سالم هو أول من قدم الفوازير في التلفزيون معتمداً على ثلاثي أضواء المسرح سمير وجورج والضيف أحمد، لكن المخرج فهمي عبد الحميد قدم شكلاً ومضموناً مختلفاً للفوازير حتى ارتبطت باسمه. ويقول ابنه المخرج وائل فهمي عبد الحميد: الفوازير لم تحقق نفس النجاح بعد رحيل أبي الذي كان مخلصاً وعاشقاً لهذا الفن وكان يهتم بكل تفاصيل الفوازير من غناء استعراضي وحدوته درامية وهو الذي ارتبطت الفوازير باسمه، وكل الفوازير التي قدمت بعد رحيله كانت تكراراً لما قدمه ولم تنجح في أن تقفز بأسماء أصحابها فوق اسم فهمي عبد الحميد. وحول عدم استكماله للفوازير بعد رحيل والده يقول وائل. لا أجرؤ على تقديم الفوازير بعد أبي ولم أفكر في استكمال مسيرته خوفاً من المقارنة لأنها لن تكون في صالحي في كل الأحوال ولا في صالح أي مخرج آخر بعد فهمي عبد الحميد، وهذا ليس تحيزاً لوالدي وإنما باعتباري مخرجاً أفهم حجم المجهود الذي يجب أن يبذله أي مخرج لتقديم هذا العمل، وباعتباري ابنه فقد اقتربت منه بشكل يجعلني أثق أنه لا يوجد من يحمل موهبة وروح فهمي عبد الحميد الذي قدمها على مدى 13 سنة منها 7 سنوات مع نيللي و3 سنوات مع كل من شيريهان وسمير غانم. ويرفض وائل أن يكون النجاح في الفوازير مقروناً بنيللي وشيريهان فقط، ويقول: ولماذا ننسى تجربة أبي مع الفنان سمير غانم وكانت رائعة وناجحة وبنفس درجة نجاح نيللي وشيريهان، بل وتفوقت عليها بشخصية فطوطة التي حققت نجاحاً ذائع الصيت وصل إلى حد ظهور تي شيرتات واستيكرز تحمل ملامح فطوطة، وأعتقد أن أي محاولة لتكرار وتقليد ما قدمه فهمي عبد الحميد سيكون مصيرها الفشل وهذا ما حدث مع تجارب كثيرة.
ريتا حرب:لا أتوقّع النجاح الباهر لأي فوازير
تقول مذيعة قناة أوربت ريتا حرب: «إن الفوازير لم تعد موضة بعد إنتشار الفضائيات والكليبات الغنائية التي تقدّم إستعراضاً Show بديلاً في غضون أقل من خمس دقائق، كما أن المشاهد بات يفضّل متابعة البرامج السياسية والجدلية التي تحمل سجالاً». ريتا كانت قد خاضت تجربتي فوازير في «كوابيس» و«فوازير شامية» لصالح شركة الشام الدولية للمسلسلات والدراما: «لقد قدّمت الفوازير منذ10 سنوات على شاشة الـART، لم يكن هناك ضخ إعلامي وفني تسوّق له عشرات الفضائيات المتنافسة، وقد شاركني البطولة في «كوابيس» الممثل السوري سامر المصري الذي لمع نجمه بقوة أخيراً». وعن تجربتها تقول: «الفوازير ليست عملاً سهلاً فهي تطلّبت مني أن أكون مذيعة ومغنية وممثلة، وقد لاقت تجربتي إستحساناً مقبولاً لأننا لم نكن بعد قد دخلنا عصر الفضائيات الذي بسببه لا أتوقّع النجاح الباهر لأي فوازير حتى لو كان عملاً رائعاً». وفيما يتعلّق بفوازير السنوات السابقة تقول: «لقد كانت تلفتني بساطة وعفوية نيللي أكثر من شيريهان، قد يعود السبب إلى كوني شقراء مثلها، لقد تأثرت بأدائها كثيراً».
صابرين: نجمة بمواصفات خاصة
في قائمة «المعترفات» بأنه لا فوازير بعد نيللي وشيريهان تقف الفنانة صابرين التي قدمتها لمدة عام واحد مع الفنانة الراحلة هالة فؤاد والنجم يحيى الفخراني. تقول صابرين: لا أحد ينكر موهبة كل من نيللي وشيريهان اللتين ارتبطت باسمهما وباسم المخرج الراحل فهمي عبد الحميد فكرة فوازير رمضان لأن كلا منهما كانت قمة من قمم الاستعراض وأحسن من قدم فن الاستعراض. أما الفوازير التي قدمتها مع المرحومة هالة فؤاد والفنان يحيى الفخراني فقد اعتمدت بشكل أكبر على الدراما أكثر منها على الاستعراض. وأراد فهمي عبد الحميد أن يقدمها بهذا الشكل لأننا لم نكن نجوم استعراض لكننا ممثلون بالدرجة الأولى. وتضيف صابرين: من الصعب أن نضع فنانا أو فنانة قدموا الفوازير لمدة سنة واحدة في مقارنة مع نجمة مثل نيللي قدمتها على مدى سنوات وكانت أكثر تأثيراً، لكن النجاح لم يكن حليف نيللي وشيريهان فقط بل كان أيضاً من نصيب الفنان الكبير سمير غانم الذي استغل المخرج فهمي عبد الحميد إمكاناته كممثل كوميدي وقدمها في إطار مختلف بشخصية فطوطة التي حازت على إعجاب الصغار والكبار وقلبت الدنيا بنجاحها. وتؤكد صابرين أن الفوازير تحتاج ممثلة بمواصفات خاصة تمتلك القدرة على تقديم الاستعراض والغناء وخفة الدم والتمثيل، أو بمعنى آخر فنانة تملك مواصفات الفنان الشامل وهو ما تحقق لنيللي وشيريهان.
رندلى قديح:أحاول في كليباتي تصوير Miniفوازير
تقول المخرجة اللبنانية رندلى قديح إنها لا تشاهد اليوم عرضاً مدهشاً وخرافياً ونصاً مدروساً مثل ما كانت تراه في فوازير شيريهان ونيللي. وتسلّم بامتلاك شيريهان قدرة كبيرة على المزج بين الجدية والطرافة وهي إمرأة قوية الجاذبية. وبرأيها الفوازير تحتاج إلى: «وجه محبّب يستطيع تأدية دور الطفل والمرأة الجميلة والشخصية العفوية». وتجد في رزان المغربي الشخصية المناسبة للعمل الإستعراضي: «هي تجيد الأداء الغنائي والتنقّل بخفة كما أنها كتكوتة، فالفوازير لا تليق بصاحبة القامة الطويلة والمثال الأكبر هو بريق سعاد حسني في العمل الإستعراضي رغم أنها ليست مطربة بل برعت في سرد «الحدّوتة» من خلال حركة عينيها وخفة ظلّها والكاريزما الذي تميّزها». وعن عملها في مجال الفيديو- كليب تقول: «لقد حاولت في بعض الكليبات المصوّرة أن أصنع مصغّر فوازير، ففي أغنية «حادي بادي» جسّدت المغنية روزي شخصية شاب وقلّدت اللعبة Poupee كما تخلّل الكليب لقطات راقصةعلى أنغام الفلامنغو في برشلونا. وقد إتبعت الأسلوب نفسه مع المغنية اللبنانية الصاعدة إليز التي أدت دوري بياض الثلج وسندريللا في كليب «خبّرتني العصفورة». كما أقدّمت على ذلك في كليب «فرحة عينيي» للمغنية ألين خلف حيث مزجت بين الماء(ألين) والنار(الحبيب)». وعن مشروع فوازير محتمل تقول: «سأخرج من حدود الإنتقال من بلد إلى آخر أو حضارة إلى أخرى أو فكرة تقمّص الشخصيات، قد أدخل عالم الحيوان والغابات أو أسافر إلى الفضاء الخارجي». وتختم رندلى: «أن الشاشات باتت تستقطب «مسلسلات الصحارى» على حساب كل الإنتاج الفني خاصة الفوازير التي تتطلّب ضخامة إنتاج وفنان ظاهرة مثل باسم فغالي».
تيسير عبدالله:
نفرض على الجيل الجديد رموز السبعينات والثمانينات يعتبر الكاتب والصحافي القطري تيسير عبدالله أن الفوازير العربية: «فن بكر وما زال في الناس شغف كبير به وشوق لإكتشافه وحسب رأيي على القنوات أن تتنبّه لأهميته وتدعمه بالإنتاج وتتسابق على الفوز بالتعاقد مع النجوم الذين يقدّمونه بشكل جيّد». ورغم كتابته لفوازير «وراها وراها» التي قدّمتها النجمة الخليجية ميساء المغربي إلا أنه إكتفى بإبداء رأيه كمشاهد: «أنظر لميساء بنظرة إيجابية جداً فهي عبرت إلى نقطة ومحطة مهمة في حياتها الفنية وكرّست إسمها بقوة هذا العام عندما قدمت فوازير «وراها وراها»، وقد حظيت بدعم إعلاني ضخم. موهبة ميساء التمثيلية ومخزونها الثقافي ساعداها على تقديم عمل مهم حظي بمتابعة عالية». وحول الجديد في هذه فوازير يقول: « لقد قدمنا أسماء جديدة في المجال الفني الإستعراضي مثل ميساء ومحمود بوشهري وهزار، كذلك الحس واللهجة والثقافة الخليجية التي كانت غائبة، والجديد كذلك إستثمار الأغاني والإستعراضات في نغمات الموبايل ورسائل الـSMS». ويشيد عبدالله بشيريهان ونيللي اللتين سجلتا إسميهما في الذاكرة لكنه يرى أن: «الجيل الجديد يود أن يعيش بمتعة وحلاوة الجديد الراهن لذا يجب أن لا نمارس الوصاية علىالجيل الجديد بفرض رموز السبعينات والثمانينات عليه». وينظر عبدالله إلى تجربة المذيعة الكويتية حليمة بولند السنة الماضية شخصياً وفنياً: « أقدّر تجربتها ويكفي أنها فتحت الباب من جديد للفزورة الخليجية وأقنعت المحطات بتبنيها ودعمها وأتمنى أن تعيد الكرّة فلديها الحضور والجاذبية مع الناس». وعن مقوّمات الفوازير الناجحة يقول: «العمل الفوازيري يتطلّب إنتاجاً ضخماً وبذخاً في الملابس والراقصين والموسيقى والملحنين والمواقع لأن الإرث الفني للفوازير رائع وثري جداً، لذا لن يقبل المشاهد في ظل التقنية الحديثة إلا بعمل ضخم يشبع نهمه لمثل هذا اللون الفني الذي أظن أن القادرين على كتابته قلّة على المستوى العربي وندرة على المستوى الخليجي».
رزان المغربي: مستعدة لتقديم الفوازير
كانت المذيعة والممثلة والمطربة رزان مغربي رشحت أيضا لبطولة الفوازير ووافقت على المبدأ إلا أن التجربة لم تتم، تقول رزان: نيللي فنانة استعراضية كبيرة ارتبطت بها الفوازير وشيريهان نجمة استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً فيها وكل منهما كان لها نصيب من النجاح لم يحققه آخرون بالقدر نفسه، وعن نفسي فإنني أحببت الاستعراض من نيللي، وأجد في نفسي القدرة على تقديمه، والمهم أن تكون هناك فكرة مثيرة وإنتاج سخي لأنها تحتاج لعناصر إبهار وميزانيات ضخمة للإنفاق على الاستعراض والملابس والديكورات، وإذا وجدت ما أتمناه لن أتردد في خوض التجربة.