هيلاري كلينتون: المرأة التي لا تعرف الفشل

جولي صليبا 28 أكتوبر 2017

نجحت دوماً في تخطي العراقيل والعقبات التي تعترض طريقها. لا تسمح لأي شيء بأن يثنيها عن عزيمتها أو يثبط همتها. إنها هيلاري كلينتون، المرأة المناضلة التي كانت يوماً زوجة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ومن ثم طمحت لتولي هذا المنصب بنفسها لكنها هزمت بسبب دونالد ترامب.


أحد عشر شهراً مرّت على هزيمتها أمام دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. أحد عشر شهراً اختفت فيها هيلاري كلينتون عن رادارات الإعلام. أحد عشر شهراً مضت ولم نسمع فيها خبراً واحداً عن هيلاري كلينتون.
هل كانت الضربة قاضية إلى هذا الحد؟ هل أصيبت هيلاري كلينتون بالصدمة؟ هل أرادت الانكفاء بعيداً عن الإعلام والاهتمام فقط بعائلتها الصغيرة؟
لا. فهيلاري كلينتون ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة. إنها امرأة لا تعرف الفشل وتصرّ على النهوض مجدداً بعد كل خيبة تصيبها. لا تسمح لأي شيء أن يذلّها، حتى لو تمثل ذلك في هزيمة هائلة حرمتها من الوصول إلى البيت الأبيض بعد حملة انتخابية مكثفة كلّفتها الكثير من الجهد والأموال الطائلة.
صحيح أن هيلاري كلينتون خسرت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكنها لم تهزم. قررت النهوض مجدداً لمتابعة حياتها العامة واستعانت هذه المرة بكتاب. نعم، أصدرت هيلاري كلينتون كتاباً بعنوان What Happened بيعت منه 300 ألف نسخة في الأسبوع الأول، مما يجعل الكتاب في مصاف الكتب الأكثر مبيعاً.
في هذا الكتاب، تروي هيلاري تجاربها. تعترف بأخطائها. تتحدث عن خيانة البعض لها، وتحكي عن زواريب السياسة ودهاليزها.
تؤكد كلينتون في كتابها أنها لم تكن يوماً امرأة ضعيفة. توجب عليها أن تكون قوية مثل الرجال لتتمكن من منافستهم على المناصب. توجب عليها أن تكون قوية في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، يوم تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. توجب عليها الظهور مبتسمة في حفل تنصيب الرجل الذي أصرّ على تحطيمها دون هوادة طوال فترة الحملة الانتخابية، لدرجة أنها شعرت بأنها على وشك الموت. تقول هيلاري في كتابها: «شعرت بالذعر يوم اضطررت إلى التصفيق لرجل وضع يده على الكتاب المقدس وأقسم على الدفاع عن دستور الولايات المتحدة... لكني كنت مجبرة على فعل ذلك. توجب عليّ وضع مشاعري جانباً والذهاب إلى حفل التنصيب...».


طموح
لا يعرف الحدود
كان عمرها أربعة عشر عاماً فقط عندما كانت هيلاري رودهام تلميذة متفوقة في المدرسة، وبعثت برسالة إلى النازا تستفسر فيها عن الشروط الضرورية لتصبح رائدة فضاء. جاء الرد مخيباً يومها: «عذراً. لا يمكن أن تصبح النساء رائدات فضاء». عرفت هيلاري أن طريقها لن يكون سهلاً، وأن النجاح لن يأتي على طبق من فضة.
ضاعفت جهودها، وعملت بكدّ، وتسجلت في جامعة يال حيث التقت بفارس أحلامها بيل كلينتون. تزوجته عام 1975، حين كان عمرها 22 عاماً، وانتقلت للعيش معه في ولاية أركنساس، التي أصبح حاكمها عام 1979، فيما عملت شخصياً في أحد أهم مكاتب المحاماة الأميركية.
باتت هيلاري تحت الأضواء عام 1992، ودخلت إلى البيت الأبيض في العام التالي بصفتها سيدة أولى.
انفجرت قضية مونيكا لوينسكي عام 1995، واهتزت أميركا كلها. ماذا يجدر بها أن تفعل؟ هل تبقى مع زوجها أم تطلب الطلاق؟ قررت البقاء على أن تنتقم لاحقاً.
لا تخفى قساوة هيلاري على أحد. إنها امرأة حديدية. ويقول جميع الذين عملوا معها عن كثب خلال فترة تواجدها في البيت الأبيض إنها امرأة عصبية وشديدة الانفعال. يهمها النجاح مهما كلف الأمر، وتعتبر كل التعب مجرد تفاصيل.
إلا أن هيلاري إنسانة عاطفية، ترغب في البكاء عند التعرض للهزيمة وتفرح لأي حدث سعيد يحصل في حياتها. وها هي الآن تستمتع بحفيديها اللذين أنجبتهما ابنتها الوحيدة تشيلسي.