غادة موصلي: أنا مدلّلة... وهذا ما يقلق الضيف والمشاهد

كارولين بزي 08 نوفمبر 2017

خفيفة الظل والضحكة لا تفارق مبسمها، تستطيع أن تريح ضيفها ومحاورها من خلال روحها الفكاهية، إذ تتصرف على طبيعتها. تعترف بأن فترة عملها في لبنان بصمة لا تستطيع أن تلغيها، وفخورة بالتحاقها بشاشة MBC، وتشير إلى أنها ترغب في المشاركة ببرنامج Arab Idol لأن المواهب فيه مدللة، لكنها توضح أنها مدللة أيضاً... تشيد مقدمة البرامج السعودية غادة موصلي باحتواء قناة MBC هذا الكم من المواهب وتتحدث عن برنامج «صباح الخير يا عرب» وعلاقتها بزملائها في هذا الحوار...


- هل صحيح أنك دخلت مجال الإعلام بالصدفة؟
بالفعل لم أكن أخطط لهذا الأمر، فمنذ 13 عاماً، التقيت بأحد الأشخاص العاملين في «روتانا»، وكان مجتمعاً بفريق عمل إحدى المحطات في بيروت فعرضوا عليّ أن أكون مذيعة، فقبلت العرض، علماً أنني في طفولتي شاركت على الدوام ضمن فريق إذاعة المدرسة.

- تنقلتِ بين العديد من القنوات الفضائية العربية وكان للمرأة وجود كبير في برامجك، ما هي اهتمامات المرأة التي اكتشفتها من خلال عملك؟
كنت من أوائل السعوديات اللواتي أطللن عبر الشاشة. اهتمامات المرأة اختلفت في شكل كبير منذ بداياتي وحتى اليوم، فالمرأة أصبحت أقوى وأثبتت نفسها في كثير من المجالات، وحققت العديد من المطالب التي نادت بها. حكومتنا في المملكة العربية السعودية أعطت المرأة الكثير. عندما سافرت إلى أوروبا بهدف السياحة، تعرفت إلى اهتمامات المرأة هناك وهي نفسها اهتماماتنا، لكن للأسف الشديد إعلامنا يحاول أن يسلط الضوء فقط على المشاكل، فلماذا لا يسلّط الضوء على الإيجابيات؟ لماذا إذا أراد أحدهم أن يشتهر، عليه أن يفتعل مشكلة، فلنتكلم عن الإيجابية لكي نكون منصفين.

- لكن لا يمكننا أن ننكر أن العالم العربي يعيش أزمات حالياً أكثر من السابق!
نعيش جميعنا أزمات، وربما أزمات الأمس كانت أكثر من أزمات اليوم، حتى تناول وسائل الإعلام الخبر كان مختلفاً وأسلوب تعاملها مع الأحداث تغيّر. ما أتحدث عنه هو دورنا في أن نسلط الضوء على الأشياء الجميلة في بلادنا. وأحد أهم أهدفي منذ بداياتي هو أن أنقل صورة المرأة السعودية.

- قمت بتغطية حرب تموز/يوليو عام 2006 وحزت جوائز على هذه التغطية، حدثينا عن هذه التجربة.
أشكر ربي أنني وُضعت في هذا النوع من التجارب لكي أعرف ما هي المعاناة، ما هي الحرب، وبتّ أفهم معاناة الناس الذين يعيشون الحروب وشعورهم. تعلّمت في لبنان الكثير، وهي مرحلة هامة من عمري، حيث تعرفت إلى الإعلام الحقيقي. تعلمت من زملاء كبار، مثل مارسيل غانم وجورج غانم وندين فلاح وجومانة بو عيد... احترام المواعيد، احترام الاستوديو والتحدث إلى الضيف قبل الحلقة والتحضير قبل الانطلاق على الهواء. تعلمت في مدارس متعددة، وما يسعدني اليوم أن لدي متابعين كثراً في لبنان وعلاقتي بكل من ساعدني جيدة.

- في عام 2011، حزت جائزة تكريم لتعزيز السلام إحياءً لذكرى محمد العزيزي، كيف تسعين من خلال عملك في الإعلام إلى تعزيز السلام؟
أنا إنسانة مسالمة جداً، وحتى لكثرة ما كنت مسالمة أضعت بعض حقوقي، لكن كل شيء يدعو إلى السلام أنا أدعمه.  إلا أنني مقلّة في ظهوري الإعلامي، وحتى منذ بداياتي كنت كسولة في التعامل مع الصحافة. تلقيت دعماً من  الصحافة اللبنانية، والتقصير كان مني تجاه الصحافة السعودية ربما بحكم المسافة.

- ما مدى صعوبة أن يُطل المذيع لنحو 11 سنة على الهواء يومياً أو أسبوعياً ولا يجعل المُشاهد يملّ منه؟
يستطيع المذيع أن يحفظ دوره بطريقة جيدة، لكن عندما يُطل على الهواء فقد لا يُشعر ضيفه بالراحة، إذ يهتم بشكله ربما أو مادته وكيف سيطل، وبالتالي يقلق الضيف والمُشاهد، ويحاول في الوقت نفسه استعراض عضلاته لإيصال المعلومة. أنا كمذيعة أسأل سؤال المُشاهد وسيدة البيت، لا أستعرض معلوماتي على ضيفي. هدف برنامجنا التوعية من الناحية الصحية والاجتماعية والنفسية، ومن هنا يهمني أن يعطيني الضيف كل المعلومات التي في حوزته. مشكلة المذيع النجم أن تفكيره الأول والأخير هو بلباسه وشكله وطريقته. أنا أقول دائماً إن المذيع هو روح، إذا أحب المشاهد روحه سيتقبله في كل أشكاله، وبالتالي اليوم لم نعد نسمع تعليقات أن غادة جميلة، بل تتنوع التعليقات، مثلاً أحب عفوية غادة أو أسلوبها أو كلامها وصوتها، وهذا ما أطمح إليه.

- هل البرنامج اليومي يُشكل ضغوطاً عليك كمذيعة؟
اعتدت الظهور يومياً على الهواء، وبالتالي لا أشعر بهذه الضغوط، وأيضاً أجد نفسي في هذه البرامج لأنها الأقرب إلى الناس، ويسعدني عندما يتحدث إلي المشاهد ويشعرني بأنني أعرفه منذ سنين وبأنني جزء من عائلته وجزء من كل بيت عربي يشاهدني.

- هل تشعرين بأن تقديم برنامج بمشاركة أكثر من مذيع أصعب من تقديم برنامج بمفردك؟
لا على العكس، أسهل وبالتالي نضفي نوعاً من التنوّع للمشاهد، ما يميز «صباح الخير يا عرب» حقيقةً أننا عائلة واحدة.

- هل التفاعل المريح الذي نشاهده من خلال الشاشة موجود فعلاً بينكم أم هو فقط للشاشة؟
هذا التفاعل حقيقي ونحن فعلاً عائلة واحدة، والناس يلمسون هذا التقارب. كما أن علاقتي بسارة مراد، ليست علاقة عادية بل رائعة ولا وجود لمنافسة بيننا.

- تزامنت مشاركتك في البداية مع وجود لجين عمران، كيف كانت علاقتكما؟
لجين زميلة منذ فترة طويلة، وعلاقتي بها رائعة جداً، وعندما بدأت في البرنامج كانت مرحبة بي جداً.

- في إحدى الصور التي نشرتها على «إنستغرام»، كنت تتصفّحين الجريدة، ما هو أول خبر تبحثين عنه في الصحف، وهل تفضّلين الصحيفة الورقية أم الإلكترونية؟
بالتأكيد الورقية، وللأسف نحن نفقد كل شيء قديم، وأتمنى أن نحافظ على الكتاب والجريدة، لأنهما من رائحة الماضي، فأنا أستمتع برائحة الكتب. أعلم أن علينا أن نواكب كل جديد، لكن فلنحافظ على القديم فهو جزء من الذكريات. وبالنسبة إلى الخبر الذي أقرأه في البداية، أذهب مباشرةً إلى المقالات، إذ هي تنقل الأخبار أيضاً.

- نشرت صورة خلال وجودك في برنامج Arab Idol في موسمه الأخير، وعلّقت عليها بالقول: «سأجري عملية تجميل لصوتي وأشارك في البرنامج». هل تؤيدين عمليات التجميل التصحيحية أم التغييرية؟
كان ذلك على سبيل المزحة. في MBC، هناك قوة في إنتاج برامج المواهب، وفخورة لأنني ابنة هذه الشاشة. التجربة فيها مختلفة وغنية وعلمتني الكثير. اليوم، عندما أدخل استوديو the Voice أو «آراب إيدول»، تفاجئني التكنولوجيا والتطوّر وقدرة احتواء هذه المواهب، كل من شارك في هذه البرامج هم أبناء MBC، وتأثرت حينها بتلك الأجواء وبالدلال الذي يتلقاه المشتركون، وقلت إنني سأشارك علماً أنني مدللة أيضاً. وبالنسبة إلى عمليات التجميل، لو أردت أن أغيّر لغيّرت شكلي منذ فترة طويلة، لكن الفرق الوحيد هو أنني نحفت قليلاً وبالتالي تأثر وجهي، لكنني لم أغيّر شيئاً وربما أكثر شيء يمكن أن أقوم به هو البوتوكس في إطار التصحيح.

- كنت تقرأين كتاب «كلام من ذهب»، ومعنى الكلام الذي نشرته هو كنْ إنساناً جيداً وطيباً في جميع الأحوال، هل تطبّقين هذه الأقوال؟
بالطبع، وهذه الكتب ينسبها البعض إلي. بعضنا يتحلى بالمبادئ والقيم، وتؤثر ظروف الحياة فينا، فيلجأ الآخرون إلى دفعنا لأن نكون أقوياء، لكن بطريقتهم ليبعدونا عن مبادئنا وقيمنا. تحولت بيئتنا إلى بيئة منافسة، وكل واحد يفكر بأنه يريد أن يكون الأفضل ويحل مكانك، وبالتالي علينا أن نعرف أننا الصح ومن المفترض ألا نتغير.

- تعرضت لحالة إغماء على الهواء، وانتشر الخبر على مختلف المواقع الإلكترونية، كيف تقيّمين تناول وسائل الإعلام مختلف الأخبار اليوم؟
في تلك الفترة كنت أتعرّض لضغط العمل، وكنت أعاني من فقدان والدتي، ولم تتحْ لي الفرصة لكي أحزن على أمي، قرّرت الهرب من أجواء الحزن من خلال ضغط العمل، لكن بعد هذا الكم من الضغوط نقع، وهذا ما حصل معي. ومنذ فترة بسيطة تنبّهت للخبر، إلا أنه لا يعنيني أن يراني الناس بهذه الحالة، بل أود أن يروني وأنا أضحك، وهذه هي الصورة التي أرغب في أن أحافظ عليها،

- أخطأت باسم بدر آل زيدان مراراً وكان الموقف مضحكاً جداً، كيف يستطيع المذيع أن يتلقّف الخطأ على الهواء بأسلوب طريف؟
أود أن أوجّه الشكر لبدر، فهو شخص معروف، وقد تعامل مع الخطأ بطريقة لطيفة. وهذه مشكلتي، إذ أحياناً أعطي لأشخاص ألقاباً وأسماء بعيدة كلياً عن الأشخاص الذين أتواصل معهم.

- لكننا لم نعرف من هو فهد الذي ناديتِ بدر باسمه!
(تضحك)، أنا صدقاً لا أعرف من هو فهد. وهذه إحدى نهفاتي، إذ أعطي البعض أسماء ليست أسماءهم. كما أن بدر شخص رائع، الفريق بأكمله  مميز.

- استضفت أكثر من عشرة آلاف ضيف، من هم الضيوف الذين طُبعوا في ذاكرتك؟
أكبر ضيف لا يقلّ عن أصغر ضيف قدراً وقيمةً، لأن كل ضيف أطلّ على الهواء قدّم معلومة استفاد منها شخص ما، كل الشخصيات التي استضفتها أثرت فيّ وتعلمت منها.

- من هو الإعلامي الذي ترغبين في استضافته؟
أرغب في استضافة زميلي علي العلياني، لأنه شخصية بسيطة ومتواضعة وطيب القلب.

- ما هو طموحك في مجال الإعلام؟
أن يكون لي برنامج اجتماعيّ يوميّ، كالذي أقوم به في «صباح الخير يا عرب»، وطموحي في الإعلام هو نفس ما أقوم به في «صباح الخير يا عرب». تعلمين أن أي واحدة منا ترغب في أن تكون «أوبرا العرب»، وهذا ما أفعله في صباح الخير يا عرب. أكون على طبيعتي وأضحك مع ضيوفي وأمازحهم وأتعامل معهم كأنهم في بيتي.

- كيف هي علاقتك بالموضة؟
أنا كسولة جداً في ما يتعلق بالموضة، عندما ألبس من تصميم أحد المصممين أقوم بنشر هذه الصور، الأمر الذي يُفرح الجمهور. ما يهمني هو أن أكون مقتنعة بما أرتديه.