أحمد زاهر: منعت ابنتيَّ من التمثيل وزوجتي وراء نجاحي

مؤمن سعد (القاهرة) 12 نوفمبر 2017

يعترف بأنه منع ابنتيه «ملك» و«ليلى» من التمثيل، وهذا هو السر وراء اختفائهما عن الشاشة خلال السنوات الخمس الماضية، موضحاً لنا أسباب اتخاذه هذا القرار المفاجئ. النجم أحمد زاهر يتحدث أيضاً عن أعماله الفنية الجديدة، ورأيه في مسلسلات عادل إمام ويسرا وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز ونيللي كريم ودنيا سمير غانم ويوسف الشريف، وعلاقته بزوجته «هدى»، كاشفاً أكثر ما يعجبه فيها وما يضايقه منها.


- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «الطوفان» الذي عرض أخيراً؟
هذا المسلسل يعتمد على فكرة البطولة الجماعية، ويضم أكثر من اثنين وعشرين نجماً ونجمة، وكل اسم منهم يحمل بطولة عمل درامي بمفرده في الأحوال الطبيعية، وأبرزهم ماجد المصري ووفاء عامر وفتحي عبدالوهاب وروجينا ودينا وريهام عبدالغفور، وأعتقد أننا كنا نحتاج في تلك النوعية من الأعمال الدرامية الشاملة الى أكثر من نجم في عمل واحد، لذلك قررت تدعيم الفكرة بالعمل في المسلسل، خصوصاً أنه يتضمن أيضاً كل عناصر العمل الفني المميز، بداية من القصة المميزة للكاتب الكبير بشير الديك، والسيناريو الجيد للمؤلف وائل حمدي، مروراً بالمخرج خيري بشارة، والذي شرفت بالعمل معه وأضاف إليّ الكثير في أدائي للشخصية، وصولاً الى شركة الإنتاج «فنون مصر» التي بذلت أقصى جهودها لتوفير الإمكانات كافة، ليخرج العمل بالشكل الذي يليق بالمشاهد المصري والعربي.

- وهل أحزنك خروج المسلسل من السباق الرمضاني الماضي في اللحظات الأخيرة؟
إطلاقاً، خصوصاً أن عرض العمل خارج رمضان جاء في مصلحته، وذلك حتى نستطيع استكمال التصوير بشكل هادئ من دون تسرع.
كما أن هناك أعمالاً درامية كثيرة تحقق نجاحاً ضخماً ونسب مشاهدة عالية عند عرضها في مواسم بعيدة من رمضان، مثلما حدث معي في مسلسل «اختيار إجباري»، والذي حقق النجاح بمجرد عرضه، واستطاع أن يحظى بنسب مشاهدة كبيرة، فاقت كل التوقعات، وأجسد من خلاله دوراً مختلفاً وقريباً من قلبي، وهو لشاب يعمل مهندس ديكور ويحب الرسم.

- شاركت في دراما رمضان الماضي بمسلسل «الحالة ج»، كيف استقبلت ردود الفعل على العمل؟
أبحث دائماً عن التنوع والاختلاف في الأعمال التي أشارك فيها، وفي هذا العام عرض عليَّ العديد من السيناريوات، لكنني اخترت من بينها مسلسل «الحالة ج»، لأنه يقدمني بدور جديد ومختلف تماماً عما جسدته من قبل طوال مشواري الفني، وهو شخصية الضابط «حازم»، البعيدة كل البعد في سلوكياتها عن شخصيتي الحقيقية، وهذه النوعية من الشخصيات «تستفزني»، لأنها تجعلني أُخرج مناطق تمثيلية جديدة، إلى جانب أن العمل يتضمن عدداً من مشاهد الأكشن، وهي نوعية جديدة بالنسبة إليّ في الدراما التلفزيونية، لذلك تحمست لخوض تلك التجربة، ومعرفة مدى إقبال الجمهور عليها، وقد حقق العمل تفاعلاً كبيراً مع الجمهور بدليل التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي وصلتني عن العمل عموماً، ودوري فيه خصوصاً.

- ما حقيقة استعانتك بدوبلير لتجسيد مشاهد الأكشن بدلاً منك؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ولا يمتّ الى الواقع بصلة، ذلك أنني جسدت كل مشاهد الأكشن والمطاردات بنفسي، وهذه ليست بطولة مني، بالعكس أعترف بأن تلك المشاهد كانت مترافقة مع عناصر حماية، ولم يكن يتخلل تقديمي لها أي نسبة من المجازفة أو حتى يشكّل خطورة عليَّ، وخضعت للتدريبات المكثفة خلال فترة التحضير للمسلسل وقبل البدء بتصويره، لأنفذ تلك المشاهد بحرفية عالية، وأعتقد أنني قدّمتها كما يجب، ونالت إعجاب كل من شاهد العمل.

- تعاونت للمرة الأولى مع حورية فرغلي، فكيف كان شكل العلاقة بينكما؟
حورية تعتبر من الفنانات اللواتي يمتلكن موهبة جبّارة في الأداء التمثيلي، وسعيد جداً بالعمل معها، رغم أنه تأخر بعض الشيء، لأنه كان من المفترض أن نتعاون معاً من قبل في عمل درامي، لكن تم تأجيل المشروع في اللحظات الأخيرة، ولم أظهر أنا أو حورية في أي مسلسلات أخرى، وبالمصادفة عرض علينا هذا العام مسلسل «الحالة ج»، واكتشفت أنها إنسانة طيبة جداً، وتربطنا الآن صداقة قوية نشأت من خلال العمل، فقبل ذلك كانت العلاقة بيننا لا تتخطى حدود الزمالة.

- كيف وجدت المنافسة مع باقي نجوم رمضان؟
المنافسة الشريفة بين الأعمال مطلوبة، والجميع يجتهد ويبذل قصارى جهده ليقدم أفضل ما لديه، وفي النهاية الجمهور هو الذي يحكم.
وما يسعدني هو صعود الدراما المصرية على مدار السنوات السبع الأخيرة بشكل ملحوظ، وصنّاع الأعمال يبحثون دائماً عن التطور والارتقاء بمستوى الموضوعات المقدمة والقضايا التي تتم مناقشتها، وحتى في طريقة الإخراج والتقنيات المستخدمة في التصوير والديكورات والإضاءة والملابس، والاهتمام بالتفاصيل كافة، وهذا الصعود والنجاح يعودان بالإيجاب على كل من هو داخل المنظومة الفنية، لذلك أفرح كثيراً لنجاح أي عمل فني، حتى لو لم أشارك فيه، لأنني أثق بأن ذلك النجاح سيعود عليَّ بطريقة غير مباشرة، من خلال إنعاش الصناعة بشكل عام.

- ما سبب ابتعادك عن السينما خلال الفترة الماضية؟
أتعامل مع الفن والتمثيل بإحساسي، ويمكن أن تصنّفني بأنني محترف لكنني هاوٍ في الوقت نفسه، بمعنى أنني أشارك في الأعمال التي تلمس إحساسي فقط، ولا أحسب المسألة بالتواجد، فمثلاً تغيبت عن الدراما في رمضان الماضي ورفضت أكثر من ستة مسلسلات آنذاك، لأنني شعرت بأنها لن تضيف إليّ، والأمر نفسه بالنسبة الى السينما التي أعشقها، وأتمنى أن أتواجد فيها، لكن عندما أجد العمل الجيد الذي يجذبني.

- ما سبب حماستك للظهور كضيف شرف في فيلم «هروب اضطراري» مع أحمد السقا؟
هذا الفيلم ضم مجموعة كبيرة من النجوم كضيوف شرف في مشهد واحد أو مشهدين، وأبرزهم أحمد حلمي وباسم سمرة وروجينا ودينا الشربيني وعزت أبو عوف وبيومي فؤاد وإيمان العاصي ومحمد فراج ومحمد شاهين وأحمد وفيق، وجميعنا شاركنا في العمل بكل محبة، لأنه عمل فني محترم يستحق أن ندعمه بالمشاركة فيه، حتى ولو بمشهد واحد فقط.
وبالنسبة إليّ، تجمعني علاقة صداقة قوية ببطل العمل أحمد السقا، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي حمّستني على تقديم الدور، إلى جانب صداقتي لمؤلفه محمد السيد بشير، كما كنت أتمنى التعاون مع المخرج أحمد خالد موسى، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية.

- لكن، ألا تقلل من قيمتك كممثل عودتك الى السينما بظهور خاص بعد غياب عنها في الفترة الماضية؟
لا أفكر في هذا الأمر أبداً، خصوصاً أنني أُعجبت بالدور، فعلى رغم صغر حجمه وجدته مؤثراً في الأحداث، كما أنني كنت متشوقاً للعمل مع السقا، الذي لم يجمعني أي عمل فني معه طوال الأعوام العشرة الماضية، وهذا الظهور لا يمكن أن يقلل من شأني، لأنني أبذل مجهوداً في الدراما، ومشارك كبطل في عدد من المسلسلات، وتمنيت كل النجاح لهذا الفيلم، كأنني واحد من أبطاله، لأنه من الأعمال المميزة، وقد بذل أبطاله مجهوداً كبيراً فيه، وعلى رأسهم أحمد السقا وغادة عادل وأمير كرارة وفتحي عبدالوهاب.

- هل هناك فنانون ما زالت تراودك أمنية العمل معهم؟
طوال مشواري الفني تعاونت مع مجموعة كبيرة من الفنانين، سواء من النجوم الكبار أو الشباب، وكنت أتمنى العمل مع الراحل محمود عبدالعزيز، وظل ذلك الحلم يراودني إلى أن وافته المنية.
أما في الفترة المقبلة فأتمنى التعاون مع النجمة نيللي كريم، التي لم يحالفني الحظ أن أعمل معها من قبل، وهي تمتلك موهبة تمثيلية جبارة تؤهلها لتجسيد الأدوار كافة بشكل مبهر ورائع، كذلك أتمنى العمل مع كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وآسر ياسين، وهناك من يسعدني تكرار التعاون معهم، مثل منة شلبي التي قدمت معها من قبل فيلم «كلم ماما»، ومسلسل «حديث الصباح والمساء»، وشريف منير الذي عملت معه قبل ذلك في مسلسل «برة الدنيا».

- ما هي المسلسلات التي لفتت انتباهك أخيراً؟
تابعت بالتأكيد مسلسلَي «الحالة ج»، لأنني لم أكن حريصاً على حضور مونتاج الحلقات، ولست من الممثلين الذين يهتمون بمشاهدة كل مشهد بعد تصويره مع المخرج. أيضاً انجذبت الى مسلسل «الحصان الأسود» لأحمد السقا، الذي يقدم من خلاله شخصية جديدة عليه تماماً، وأُعجبت بأداء كريم عبدالعزيز وشريف منير في مسلسل «الزيبق»، ونيللي كريم في مسلسلها المميز «لأعلى سعر»، ويوسف الشريف في مسلسل «كفر دلهاب»، كما أحرص بشغف كل عام على مشاهدة أعمال « الزعيم» عادل إمام، واستمتعت كثيراً بمسلسله «عفاريت عدلي علام»، كما انبهرت بأداء الفنانة يسرا في مسلسل «الحساب يجمع». أما بالنسبة الى الأعمال الكوميدية فقد تابعت مسلسل «في اللا لا لاند» من بطولة دنيا سمير غانم.

- هل تتفق مع مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة»؟
أتفق معها تماماً، لأنها تتماشى معي، فجزء كبير من النجاح الذي حققته في حياتي المهنية كان سببه زوجتي هدى، ولولا وقوفها الى جانبي في الكثير من المواقف التي مررت بها، لما كنت استطعت الوصول الى ما أنا عليه اليوم، فهي ليست شريكتي في بناء الأسرة فقط، لكنها أيضاً مديرة أعمالي والمسؤولة عن تفاصيل عدة في عملي، فأستشيرها في الأعمال الفنية المعروضة عليَّ، لأنني أثق في رأيها، إضافة إلى أنها تشاركني في التحضير لأي شخصية جديدة، مثلاً تختار لي الملابس الملائمة للدور، وغيرها من الأشياء الخاصة بالأدوار التي أجسدها على الشاشة.

- كيف تصفها في المنزل؟
هي مسؤولة عن تربية البنات وكل ما يتعلق بأمور المنزل اليومية، ورغم أنها تساعدني في عملي إلا أنها لا تقصّر أبداً في واجباتها الأسرية، ودائماً أجدها تتحمل المسؤولية الموكلة إليها، وتحرص دائماً على توفير الجو الملائم لي للعمل، وإبعادي عن أي مشاكل متعلقة بالبنات في فترة انشغالي بالتصوير أو التحضير لعمل جديد، فهي شريكة حياتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأي كلام عنها لا يمكن أن يصف مقدار حبي لها.

- ما هو أكثر ما يعجبك في زوجتك؟
شخصيتها، فهي تتميز بالهدوء ولا تنفعل بسرعة، أيضاً يعجبني فيها أنها تفهمني جيداً، بمعنى أنها تعرف ما يسعدني فتحاول فعله، وتعلم ما يزعجني فتبتعد عنه، كما تتميز علاقتنا بالتفاهم والمناقشة في الأمور كافة المتعلقة بحياتنا، فلا يتشبث أيٌ منا بوجهة نظره، بل إننا نتحدث معاً ونطبق الأصلح لنا ولأسرتنا.

- ما الشيء الذي يزعجك فيها؟
ليس هناك ما يضايقني منها، فالذي يحب إنساناً يعشق كل ما فيه، ويحوّل عيوبه إلى مميزات، بل ويحاول التغاضي عن مساوئه، ولا يرى إلا الجميل فيه فقط.

- ما سبب غياب ابنتيك «ملك» و«ليلى» عن المشاركة في أي أعمال فنية لأكثر من خمس سنوات؟
قررت وزوجتي أن تتوقفا عن التمثيل تماماً خلال تلك الفترة حتى تكبرا، وبعدها أترك الخيار لهما في العودة مجدداً الى التمثيل أو العمل في أي مجال آخر، حتى طفلتي الثالثة «منى»، فقد رفضت أن تشارك في التمثيل خلال فترة طفولتها، واتخذت هذا القرار بعد طول تفكير، ولا يمكن أن أعدل عنه، رغم رفض ابنتيّ هذا القرار.

- ألم تحاولا أن تتناقشا معك في هذا الأمر؟
تحدثنا كثيراً، وابنتي الكبرى «ملك» تفهمت المسألة ونسيت الفن تماماً، أما «ليلى» فلا تزال تحدّثني في الأمر بشكل يومي، وتحاول إقناعي بالعودة الى التمثيل مرة أخرى، وقد عُرضت عليهما مشاريع فنية في السينما والدراما، لكنني اعتذرت عنها من دون أن أقرأها.

- لماذا اتخذت هذا القرار رغم تحقيقهما نجاحاً كبيراً؟
دخولهما التمثيل جاء من طريق المصادفة، بل إنه كان دعابة بيني وبين تامر حسني، وتحول في ما بعد إلى جد، ذلك حين طلبهما للعمل معه في فيلم «كابتن هيما»، ولم أكن مقتنعاً آنذاك بأنهما تمتلكان أي موهبة فنية أو تمثيلية، لكن لأن تامر من أقرب أصدقائي وفي مكانة أخي، وافقت على طلبه، وتكررت مشاركتهما له في فيلم «عمر وسلمى»، وفوجئت بأنهما حققتا نجاحاً ضخماً مع الجمهور، وصار يُعرض عليهما العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وبقيتا على هذه الحال سنوات عدة، لكنني قررت إبعادهما عن الساحة نهائياً لأسباب عدة، أولها تفرغهما لدراستهما، وبعد الانتهاء منها يمكنهما أن تختارا ما يناسبهما، والسبب الثاني أن إبعادهما في هذه المرحلة العمرية يمكن أن يكون في مصلحتهما، لأنهما لو استمرتا في الظهور على الشاشة بينما تكبران في السنّ، سيقلّ حجم نجوميتهما بشكل كبير، وستظل صورتهما هذه راسخة في أذهان الجمهور، وسيتعامل معهما على أنهما طفلتان، ولن يصدق أنهما كبرتا في العمر وأصبحتا فنانتين شابتين، وهناك نماذج كثيرة تؤكد ذلك.


الزواج الناجح...

- ما هي مواصفات العلاقة الزوجية الناجحة؟
المشاركة والتفاهم من أهم العوامل التي يجب أن تتوافر بين أي زوجين حتى يعيشا حياة ناجحة، ومن دونهما لا يمكن أن تستمر العلاقة، لأن الحياة في الأساس تُبنى على المشاركة، وأي شخص بمفرده لا يمكن أن يفعل كل شيء، بل يحتاج إلى من يدعمه ويشجعه في مشواره، حتى يسير بخطى ثابتة ويحقق مزيداً من النجاحات في كل خطوة، والزوجة بالتحديد قادرة على دفع الرجل إلى الأمام أو تراجعه وفشله، على حسب مقدار حبها له.