أصغر سائقتين للفورمولا آمنة وحمدة القبيسي: ساعات التدريب لا تتعارض مع الدراسة... ووالدنا بطل سباقات التحمّل

أبو ظبي (لها) 11 نوفمبر 2017

آمنة خالد القبيسي (17 سنة) وشقيقتها حمدة (14 سنة) فتاتان في عمر الزهور، قدمتا المثال الرائع لطفولة رياضية تؤهلهما لمستقبل واعد في رياضة سباقات السيارات عالمياً، حيث حققت الكبرى آمنة بطولة الإمارات في الروتاكس ماكس كارتينغ- فئة سينيور، ولاحقتها شقيقتها حمدة في المراكز الأولى في بطولة الإمارات إكس 30 كارتينغ- فئة جونيور، لتتنافسا على حصد المراكز الأولى في تلك الفئات، مما يؤهلهما للمشاركة في سباقات جديدة ومتنوعة، الى جانب اعتبارهما قدوة للشباب في مثل عمرهما، حيث تشاركان في محاضرات تعليمية لفئات الأطفال والشباب في سباقات الفورمولا. تُعدّ آمنة أول فتاة عربية إماراتية تشارك في سباقات الفورمولا 4 بدعم من كاسبيرسكي لاب، والمشارِكة العربية الأولى رغم حداثة سنّها في السباقات الأوروبية مع فريق عريق يعتبر أفضل فريق إيطالي في فئة سباقات المقعد الأحادي بعد فيراري وتورو روسو، والصغرى حمدة القبيسي بطلة في فئتها العمرية وقد حصدت جائزة الإنجاز الرياضي لتشارك أيضاً في سباقات عالمية.

«لها» التقت هاتين الشقيقتين وكان هذا الحوار.


- كيف كانت البدايات مع رياضة قيادة السيارات؟ ولماذا اخترتما هذه الرياضة بالذات؟
البداية كانت منذ حوالى أربع سنوات. كنا نتابع والدنا خالد القبيسي في سباقات التحمّل، وانتقل هذا الشغف منه إلينا بسرعة، وقد دعمنا والدنا في هذا المجال، كما أن وصولنا إلى العالمية وسباقات الفورمولا 4 لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة دعم ورعاية فريق أبو ظبي للسباقات وأكاديمية ضمان للسرعة، فهما وفّرا لنا كل مقومات التميز والوصول إلى العالمية في وقت قصير.
تقول آمنة القبيسي: «رحلتي مع سيارات الكارتينغ بدأت بالتزامن مع إطلاق أكاديمية ضمان للسرعة في العام 2013. وخلال أربع سنوات فقط نجحت في أن أكون ضمن فريق الفورمولا 4، وهو إنجاز عالمي بفضل الدعم القوي من هذا الثنائي المدهش».

- كيف كانت ردود فعل الأهل والمقرّبين حول اختياركما لهذه الرياضة؟
تجيب حمدة القبيسي مؤكدةً: «بالنسبة الى الأهل، كانت ردود فعلهم إيجابية. ولولا دعم أبي وأمي لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. أما بالنسبة إلى المشاركين الآخرين، ففي البداية لم يعيرونا أي اهتمام، ولكن مع تطورنا في سباقات الكارتينغ باتت الأنظار تتجه إلينا، والإنجازات والنتائج التي حققناها خير دليل على ذلك».

- لنتحدث عن التدريبات. أين بدأتما التدريبات؟ ومن كان المسؤول عن التدريب؟
تقول آمنة: «البداية كانت مع أكاديمية ضمان للسرعة التي أسّستها أبو ظبي للسباقات بالتعاون مع الشركة الوطنية للتأمين الصحي «ضمان» منذ أربع سنوات، وقد وفّرت لنا الأكاديمية كل ما يحتاج إليه المتدرّب أو السائق، بدءاً من اللباس الخاص بالسباقات وصولاً إلى أفضل عربات الكارت في العالم، الى جانب فريق تقني ومدربين يتمتعون بمستوى عالٍ من الاحترافية. لدينا عدد من المدربين لمختلف الأعمار والفئات، وهم أبطال عالميون في الكارتينغ».

- من المعروف أن رياضة قيادة السيارات من أصعب الرياضات وأكثرها تكلفة، كيف استطعتما التغلب على هذه الصعوبات؟
أيضاً تردّ آمنة بسرعة موضحةً: «هذا صحيح، ولكن بفضل الله، وبجهود أكاديمية ضمان من بعده، تمكّنا من تجاوز تلك الصعاب لناحية التكلفة. كل رياضة تتخللها صعوبات خاصة بها، ولكن بالإصرار والعزيمة يمكن تحقيق نتائج مذهلة».

- في المراحل المتقدمة من التدريب، هل تعاملتما مع مدربين محترفين من الخارج؟ وهل تتدربان في حلبات خاصة خارج الدولة؟
تواصل آمنة حديثها قائلةً: «نخضع لتدريبات مكثّفة خلال الأسبوع وبشكل منسّق بحيث لا تتعارض ساعات التدريب مع ساعات الدراسة، ونتمرّن على أيدي مدربين محترفين، كما نستمع جيداً إلى إرشادات والدنا ونعمل بنصائحه، لكونه بطلاً في سباقات التحمّل العالمية، وبالتالي نستفيد من خبرته الطويلة. نحن محظوظتان به كثيراً، حتى أننا نتدرب معه في حلبة الفرسان في أبو ظبي».

- لا تخلو رياضة قيادة السيارات من المواقف الصعبة، ما أخطر الحوادث التي تعرّضتما لها؟
ينتقل الحديث هذه المرّة الى حمدة القبيسي فتقول: «هذا أمر طبيعي في أي رياضة، ولكننا نرى أن مستويات السلامة والأمان في سباقات السيارات قد وصلت إلى أبعد الحدود. المخاطر تنحصر في الاصطدامات بين السائقين، ولكن كما ذكرت فعوامل السلامة تقينا من تلك الحوادث».

- ما أهم الإنجازات التي حققتماها؟
تقول آمنة: «أعتبر نفسي أول فتاة إماراتية (عربية) تفوز بلقب بطولة الإمارات روتاكس ماكس للكارتينغ، واحتللت المركز الثالث ضمن فئتي في بطولة إكس 30، وسأمثّل دولة الإمارات في نهائيات بطولة العالم للكاريتنغ (روتاكس) في البرتغال، كما شاركت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في نهائيات بطولة العالم إكس 30 في لومان. كذلك فزت بالمركز الأول في النسخة الأولى من أكاديمية السائقين الشباب لدول مجلس التعاون الخليجي، وحصدت جائزة الإنجاز الرياضي المتميز في الإمارات. وأود أن أشير إلى أنني أول فتاة إماراتية تشارك في سباقات الفورمولا 4، وسيكون ذلك في الموسم المقبل مع فريق بريما الإيطالي بدعم من كاسبيرسكي لاب».
تقاطعها حمدة قائلةً: «فزت بالمركز الثالث في بطولة الإمارات إكس 30 ضمن فئتي، وسأشارك في نهائيات بطولة العالم  في لومان، وحزت أيضاً جائزة الإنجاز الرياضي المتميز في الإمارات ضمن فئتي العمرية».

- كيف تستطيعان التنسيق بين الدراسة وساعات التدريب الطويلة؟
تقول آمنة: «ننظم أوقاتنا بحيث لا تتعارض ساعات التدريب مع ساعات الدراسة. ومن أهم شروط أكاديمية ضمان للسرعة، الالتزام بالدراسة والحصول على نتائج ممتازة. وهو أمر علمنا الالتزام بمواعيد التدريبات، وتحقيق نتائج مبهرة في السباقات.

- ماذا عن المستقبل، هل تفكران بامتهان هذه الرياضة، أي هل تخططان للعمل ضمن مجالات رياضة المحركات؟
وتواصل آمنة الإجابة مؤكدةً: «الدراسة مهمة كثيراً، وهي تتصدّر اهتماماتنا، ولكننا سنستمر في هذه الرياضة إلى أن نحقق الهدف في الوصول إلى قمة رياضة السيارات وتمثيل دولتنا خير تمثيل»..

- بمَ تنصحان الراغبين في احتراف هذه الرياضة؟
عدم الاستسلام، الإصرار والعزيمة والتمسك بتحقيق الهدف وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، لكن شرط ألا يكون ذلك على حساب التحصيل العلمي.