يموت نصف عدد المدخنين بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين. وإذا كنت تدخن من سنوات طويلة، يُتوقّع أن تعيش عشر سنوات أقل ممن لا يدخن. وبقدر ما تبدأ التدخين في سن مبكرة تصبح أكثر عرضة للاستمرار بذلك لفترة أطول مما يزيد احتمالات الوفاة في سن مبكرة سبب التدخين. وتكمن خطورة التدخين في أنه غالباً ما لا تحصل الوفاة بسببه بسرعة بل تطول مدة عذابات المريض وتقسو عليه آلامه نتيجة أمراض ناتجة عن التدخين لسنوات طويلة وأكثرها شيوعاً الانسداد الرئوي المزمن الذي يعيش فيه المريض سنوات طويلة من العذاب والمرض والآلام قبل الموت. ولا تنسَ أنك عندما تدخن لا تؤذي نفسك وصحتك فحسب، بل تؤذي من حولك أيضاً من أطفال وكبار. كذلك عندما تقرر الإقلاع عن التدخين لا تستفيد وحدك، بل تفيد كل من حولك.

السيجارة وأسرارها

النيكوتين: يعتبر النيكوتين من المواد المؤثرة في الدماغ. إذا كنت مدخّناً، وفي حال انخفاض مستوى النيكوتين لديك تعاني أعراضاً ناتجة عن ذلك كالقلق والتوتر وآلام الرأس والجوع وصعوبة التركيز. وسرعان ما تزول هذه الأعراض لدى تناول سيجارة. لذلك يحتاج معظم المدخنين إلى التدخين بانتظام لتجنب الأعراض الناتجة عن انخفاض مستوى النيكوتين.

القطران: يحتوي على نسبة كبيرة من الكيماويات التي تتكدّس في الرئتين وقد تصل إلى الشرايين وتنتقل إلى مواضع أخرى في الجسم. يحتوي دخان السيجارة على أكثر من 4000 مادة كيميائية منها 50 مادة سامة مسببة للسرطان.

الكربون الأحادي الأكسيدMonoxide Carbon:يؤثر في قدرة الدم على نقل الأكسيجين. وبشكل خاص، يحد لدى الحامل من كمية الأكسيجين التي تصل إلى الجنين مما يؤثر سلباً في نموّه. وهذا ما يعتبر العامل الأخطر في التدخين في ما يتعلّق بالحامل والجنين.

- ما الأمراض التي يسببها التدخين التي تزداد سوءاً بسببه؟
سرطان الرئة: تزداد الوفيات بشكل ملحوظ بسبب سرطان الرئة لدى المدخنين.الانسداد الرئوي المزمن: يموت الآلاف في العالم سنوياً بسبب هذا المرض الرئوي الخطير الذي يسبب آلاماً حادة ومشكلات صحية صعبة لدى المريض قبل الوفاة.

أمراض القلب: نسب مهمة من الوفيات التي تحصل جراء الإصابة بأمراض القلب ناتجة عن التدخين.

أنواع أخرى من السرطان:كسرطان الفم والأنف والبلعوم والمعي والبنكرياس والطحال والدم والكلى، وهي من السرطانات الشائعة لدى المدخنين.

الدورة الدموية:  تؤثر الكيماويات الموجودة في التبغ سلباً في الشرايين وفي مستويات الدهون في الدم مما يساهم في زيادة خطر تصلّب الشرايين الذي يعتبر المسبب الرئيسي لأمراض القلب والجلطات وأمراض الشرايين.

المشكلات  الجنسية: يعتبر المدخنون أكثر عرضة للعجز الجنسي، كما يجد المدخن صعوبة في تحقيق الانتصاب كون التدخين يؤثر سلباً في شرايين العضو الذكري.

آثار التقدم في السن: تظهر التجاعيد وآثار التقدم في السن في وجه المدخن قبل غيره، مما يجعله يبدو أكبر سناً.

مرحلة انقطاع الطمث: تصل المرأة المدخنة إلى مرحلة انقطاع الطمث عادةً قبل سنتين من الأخريات.

إضافة إلى مشكلات أخرى تزداد سوءاً بسبب التدخين كالربو والزكام والالتهابات الصدرية واعتلال الشبكية المرتبط بالسكري ومشكلات الغدد والتصلّب اللويحي وغيرها...

هذا إضافةً إلى أمراض أخرى تظهر نتيجة التدخين كأمراض اللثة وفقدان الأسنان وترقق العظام واعتلال الشبكية والماء الأزرق Cataract ...

- ماذا عن تأثير التدخين على الحامل؟ يسبب التدخين أخطاراً عدة لدى الحامل وأهمها:

•  الإجهاض
•  مضاعفات الحمل كالنزف وانفصال الرحم والولادة المبكرة ...
•  ولادة طفل أقل وزناً حيث يولد الطفل الذي تدخّن أمه بوزن أقل بحوالي 200 غرام. كما يعتبر أكثر عرضة للأمراض والالتهابات.
•  ظهور تشوهات خلقية لدى الطفل
•  زيادة  خطر الوفاة خلال الأسبوع الأول من الولادة .
•  النمو البطيء للطفل في المدى البعيد حيث يعتبر الأطفال الذين يلدون من أمهات مدخنات أقل حجماً ولديهم قدرات أقل في القراءة والحساب. كما يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالربو.

- كيف يؤثر التدخين في الأشخاص الآخرين؟ لا يؤذي التدخين المدخّن فحسب، لا بل تطال آثاره السلبية  من يحيط به أو يعيش معه.

الأطفال:

•  يعتبر الأطفال الذين يعيشون في منزل فيه مدخنون أكثر عرضة للإصابة بالربو وبالتهابات الأذن والأنف والالتهابات الصدرية.
•  يعتبرون أكثر عرضة للموت المفاجئ. فقد تبيّن أن الحوامل اللواتي يدخنّ هن أكثر عرضة لإنجاب أطفال دون الوزن الطبيعي. وإذا أقلعت الحوامل عن التدخين يمكن أن ينجو 4000 طفل من الموت في كل عام.
•  هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين لاحقاً في حياتهم.
•  هم أقل كفاءةً في القراءة والتحليل مقارنةً بالأطفال الذين لا يتعرضون للدخان.
•  هم أكثر عرضة للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن والسرطان لاحقاً في حياتهم.

الراشدون:

• يعتبر الراشدون الذين يتعرّضون لفترات طويلة للتدخين في المحيط الذي يكونون فيه، أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب. كما قد يجعل حالة الربو وغيرها من الأمراض أكثر أسوأ .
• ما الآثار المزعجة الأخرى التي قد تنتج عن التدخين؟
•  رائحة النفس المزعجة ورائحة الشعر والبشرة بسبب التبغ. علماً أن المدخّن قد لا يلاحظ هذه الرائحة المزعجة إلا أن الآخرين يشمّونها وينزعجون منها.
• حاستا الذوق والشم تتأثران سلباً بالتدخين وتضعفان. وبذلك لا يعود المدخن يستمتع كغيره بلذة الأكل.
•  تتأثر العلاقات الاجتماعية سلباً كون التدخين لا يعطي صورة جميلة عن الشخص.

- كيف تظهر حسنات الإقلاع عن التدخين؟
تظهر فوائد الإقلاع عن التدخين مباشرةً بعد وقفه، حيث يخفف ذلك خطر الإصابة بمرض خطير أياً كانت السن التي يتم وقف التدخين فيها. لكن لا بد من الإشارة إلى أنه بقدر ما يتم وقف التدخين في مرحلة مبكرة أكثر يكون تقليص الخطر أكثر أهمية. فإذا كنت تدخن منذ أن كنت مراهقاً أو شاباً تكون فائدة الإقلاع عن التدخين بالشكل الآتي:

• في حال الإقلاع عن التدخين قبل سن 35 سنة، من المتوقع أن يكون عدد سنوات حياتك أقل بقليل مما هو متوقع لغير المدخن.
• في حال الإقلاع عن التدخين قبل سن ال 50، تخفف خطر الوفاة بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين بنسبة 50 في المئة.
•  أياً كان الوقت الذي يتم فيه الإقلاع عن التدخين، لا يمكن الاستخفاف بالفائدة التي قد تنتج عن ذلك. حتى في حال الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن أو بأمراض القلب تتحسّن حالة المريض بشكل ملحوظ في حال الإقلاع عن التدخين. ويلاحظ التحسن سواء في حال الإصابة بالمرض أو حتى لدى الشخص الصحيح الذي لا يعاني مشكلة.

- كيف يمكن الإقلاع نهائياً عن التدخين؟
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للإقلاع عن التدخين. إذ أنه يمكن اتخاذ القرار، لكن يبقى الامتناع النهائي عن التدخين صعباً إذا لم تترافق الإرادة مع إجراءات عملية ضرورية.

•  يجب تحديد تاريخ معيّن للإقلاع عن التدخين. وإذا كان ذلك ممكناً من الأفضل الاتفاق مع صديق على الإقلاع عن التدخين في الوقت نفسه.
•  يجب التدقيق في الأوقات التي تدخن فيها أكثر. حاول إيجاد الأمور الروتينية التي تقوم بها في الوقت الذي تدخن فيه كشرب فنجان القهوة الصباحي أو قيادة السيارة.
•  غيّر عاداتك في التدخين، على سبيل المثال احفظ السجائر في مكان مختلف أو احمل السيجارة باليد الثانية.
•  لا تقم بأي عملٍ فيما تدخّن وفكّر جيداً بما تشعر به أثناء التدخين.
•  دخّن فقط في أماكن معينة كخارج المنزل والمكتب.
•  عندما تشعر بالرغبة في التدخين انتظر بضع دقائق وحاول التفكير بأمر آخر تقوم به غير التدخين. يمكن أن تمضغ علكة أو أن تشرب كوباً من الماء.
•  اشترِ علبة واحدة من السجائر في كل مرة.
• بدّل نوع السجائر التي تدخن إلى آخر لا تحبه.

في اليوم الذي تقرر فيه الإقلاع نهائياً...

•  تخلّص من كل السجائر التي لديك.
•  بدّل الروتين اليومي الصباحي الذي تتبعه:
•  عندما تتناول الفطور لا تجلس في المكان نفسه واشغل نفسك بأمور مختلفة.
• عندما تشعر بالرغبة في التدخين، قم بعملٍ يشغلك. واحتفظ دائماً بأطعمة بديلة كالعلكة أو السكاكر.
• كافئ نفسك في المساء لأنك لم تدخّن.
•  يمكنك أن تتناول العشاء خارج المنزل أو أن تذهب إلى السينما.

فوائد أخرى للإقلاع عن التدخين...

•  زوال رائحة التبغ من النفس والملابس والشعر والوجه
•  يصبح مذاق الأطعمة والمشروبات ألذ
• الشعور بمزيد من الثقة بالنفس
•  تراجع نسبة الإصابة بالبرد وبالتهابات صدرية

لكي لا تعود مجدداً إلى التدخين...

•  لا تقلق إذا كنت تشعر بالنعاس أو التوتر، فسرعان ما يزول ذلك.
•  مارس الرياضة كالمشي وركوب الدراجة.

•  فكّر في الأمور الإيجابية في الإقلاع عن التدخين كزيادة ثقتك بنفسك والفوائد الصحية لك ولعائلتك. كما أنك بالإقلاع عن التدخين تكون مثالاً للآخرين. كن متفائلاً للتمكن من تخطي هذه الأوقات الصعبة.
•  عندما تشعر بالتوتر، حاول أن تبقي نفسك منشغلاً وحاول التفكير بطرق فضلى لمعالجة المشكلة. كما يجب أن تفكر دائماً أن التدخين لن يجعل وضعك أفضل بل حاول القيام بأمر آخر أكثر فائدة.
•  تناول الوجبات الغذائية بانتظام لأنه غالباً ما نخلط ما بين الشعور بالجوع والرغبة في التدخين.
•  أخبر الآخرين أنك أقلعت عن التدخين ومن الطبيعي أن يدعمك المحيطون . وقد يسألك أصدقاؤك المدخنون عن الطريقة التي تخلّيت فيها عن التدخين. في هذه الحالة من المفيد أن تتحدث عن نجاحك في هذه التجربة.
•  إذا ضعفت وعدت إلى التدخين، لا تشعر باليأس إذ أن الكثير من المدخنين الذين يريدون الإقلاع عن التدخين يحاولون مرات عدة قبل أن ينجحوا بذلك. لذلك، امتنع مجدداً عن التدخين.

 

مدة الامتناع عن التدخين	الفوائد الصحية
72 ساعة	تحسّن القدرة على التنفس ومستويات الطاقة.
شهر واحد	تحسّن شكل البشرة
ثلاثة أشهر أو تسعة	تحسّن في مشكلات السعال والعطس والتنفس وتحسّن وظائف الرئتين بنسبة 10 %
سنة	تراجع خطر حصول ذبحة قلبية بنسبة إلى النصف مقارنةً بالمدخن
عشر سنوات	تراجع خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف مقارنةً بالمدخن
15 سنة	تراجع خطر الذبحة القلبية إلى المستوى نفسه الذي هو عليه لدى من لم يدخن يوماً