أندريه سكاف: افتقدوني فأطلقوا شائعة وفاتي ليعرفوا مكاني

لها (دمشق) 03 ديسمبر 2017


من يذكر اسم أندريه سكاف، يتبادر الى ذهنه النجم الكوميدي المعروف، الذي كانت انطلاقته الأهم في مسيرته الفنية من خلال مشاركته الدرامية الأولى مع المخرج نجدت أنزور في مسلسله «نهاية رجل شجاع»، بدور «زلقط»، الشخصية التي رافقت تطوّر حياة سكاف الفنية، لتكون علامة فارقة في رصيده الفني، إضافة إلى الكثير من الشخصيات المهمة، والتي أبرزها شخصية «برهوم» في مسلسل «الفصول الأربعة»، ولتأتي انطلاقته الكوميدية من خلال شخصية «أحمد» في مسلسل «عيلة خمس نجوم». في حوارنا مع الفنان أندريه سكاف، استرجعنا 25 عاماً من العمل الفنّي، وسلّطنا الضوء على أهمّ المحطات في مسيرته الفنية وحياته العائلية... 


-ما جديد اليوزباشي في «حريم الشاويش»؟
نعم، أنا اليوزباشي «نشأت» في مسلسل البيئة الشامية «حريم الشاويش»، رئيس «الكركون»، أتحدّث باللهجة الشامية، واليوزباشي من أهل الحارة وليس تركياً، وهو معروف بقسوته على عنصرين من الشاويش، ويجسد دوريهما كلّ من زهير رمضان وحسام عيد، فنحن ثلاثي «الكركون»، ونقدّم شخصيات تميل إلى الكوميديا. يُرتشى اليوزباشي من الناس ليمارس سلطته وقسوته عليهم، ونقطة التحوّل الأساسية في الشخصية تحدث عندما يقع اليوزباشي في حبّ بنت الشاويش، فيصبح إنساناً  إيجابياً.

-بمَ سيختلف «حريم الشاويش» عن غيره من أعمال البيئة الشامية؟
سيكون هذا العمل مختلفاً عما سبق وقدِّم في هذا الإطار. فرغم المواقف الجادة والرسائل التي يحملها العمل، إلا أنها تظهر بقالب كوميدي لطيف.

-بعيداً من البيئة الشامية، هل من أعمال أخرى؟
هناك عمل جديد، من إخراج طارق سواح، وهو بعنوان «سعادة الوزير».

-«جنان نسوان» هو العمل الذي شاركت فيه الموسم الماضي، فهل وجد شعبيته بين الجمهور؟
بصراحة، لم أتابع العمل، لكن عموماً لأعمال فادي غازي شعبية وهي محبّبة لدى جمهوره الخاص. وشخصياً أحبّ أعماله وأدافع عنها لأنها نوع من أنواع الكوميديا. صحيح أنها أوفر مادياً من غيرها، لكنها في النهاية نوع درامي.

-وماذا عن الانتقادات الدائمة التي تطاول أعمال فادي غازي؟
الانتقادات سببها أنه يذهب مباشرة إلى النكتة، وهناك من لا يرضون بذلك ويريدون أعمالاً غنية بالدراما ومكلفة أكثر مثل «بقعة ضوء»، لكن أعمال فادي غازي من نوع الكوميديا الخفيف، والنوعان مختلفان عن بعضهما بعضاً.

-انتُقد مسلسل «سليمو وحريمو» كثيراً، حتى من بطله الفنان عبدالمنعم عمايري، هل بدا النص أفضل من العمل بعد عرضه؟
عبدالمنعم عمايري عُرف بأعماله التراجيدية الناجحة، وفجأة رأيناه في عمل كوميدي، بالتالي لا شك في أنه سيتعرض لانتقادات، لكنني أرى أن علينا أن نتقبّل كل أنواع الدارما، فحين نتابع عملاً كوميدياً مشابهاً، لماذا نتقبّله رغم أن بعض لوحاته فجّ بصورة مبالغة، وعندما ننجز نحن هذا النوع من الأعمال، لا نسمع سوى الانتقاد؟!

-رغم مرور سنوات طويلة على «زلقط» في مسلسل «نهاية رجل شجاع»، ما زالت الشخصية راسخة في ذاكرة الناس، فهل تعتبرها نقطة تحوّل في حياتك الفنية؟
لا أعتبر «زلقط» نقطة تحوّل في حياتي الفنية، إذ كنت آنذاك في بداياتي الفنيّة، وأهمية شخصية «زلقط» نابعة من النص المكتوب بحرفيّة، والدور كان لينجح في كل الأحوال بسبب هذا النص، واللازمة التي كنت أردّدها في المسلسل كانت أيضاً موجودة على الورق مع بعض الإضافات التي زدتها عليها، لكن «زلقط» ليس الدور الأهم في مسيرتي الفنية، إذ سبق أن جسّدت الكثير من الشخصيات المهمة. لكن مسلسل «نهاية رجل شجاع» هو في حد ذاته نقطة تحوّل في الدراما السورية، إذ كان التصوير خارج الاستديو، وأضاف المخرج نجدت أنزور رؤية جديدة الى الصورة، لهذا فوجئ الجمهور بالعمل، وما زال المسلسل يحتفظ بقيمته الفنية إلى اليوم.

-هل بات صعباً الخروج من عباءة الكوميديا؟
نعم، لأن الكوميديا أمتع بكثير من التراجيديا التي نراها يومياً في حياتنا، حتى أنني أنزعج من متابعة عمل تراجيدي وأفضّل عليه العمل الكوميدي. فالناس في غالبيتهم لا يعيشون حياة سعيدة، وبالتالي من المهم أن نلوّن واقعهم ونرسم على وجوههم الابتسامة ونخلق نوعاً من التوازن بين ما يعانونه في الحقيقة وما يتابعونه في أوقات فراغهم. وكما نعرف فالضحك يجلب السعادة ويطيل العمر.

-هل يمكن أن يكون هناك عمل يشبه «الفصول الأربعة» الذي جسّدت فيه شخصية «برهوم»، أم أنه عملٌ لن يتكرّر؟
«الفصول الأربعة» عملٌ له حالته الخاصة، والمُشاهد تقبّله عن طيب خاطر، لأن أحداثه تشبه ما يدور في حياتنا ومجتمعنا، ونحن ميّالون لأن نرى مجتمعاً بهذا الرقي الذي ظهرت فيه العائلة في المسلسل. فالعمل اعتمد على الجانب الإنساني والثقافي والفني في الحالة الاجتماعية، بما يليق بمستوى المدينة المتطوّرة، وقد كتبته دلع الرحبي وريم حنا، وكان صنّاع العمل يفكرون في تقديم جزء ثالث منه، لكنني لا أعرف التفاصيل.

-«عيلة خمس نجوم»، هل هو الأهمّ بين ما قُدّم من أجزاء أخرى؟
كل من عمل في «عيلة خمس نجوم» ظهر مميّزاً، من سامية الجزائري، إلى أمل عرفة، وأنا، وعصام عبجي، ورياض شحرور... بدونا كعائلة في موقع التصوير، ونجحنا جميعاً بجدارة، وكانت المرة الأولى التي تُقدّم فيها أعمال «السيت كوم» في سورية، ثم قدّموا «عيلة ست» و»سبع» و»ثماني نجوم»، ونجحوا أيضاً، لكن تبقى للعمل الأول دائماً نكهته الخاصة، وإذا تكرّرت التجربة فلن تحقق النجاح الذي حصدته في البداية.

-لماذا لم تشارك في الأجزاء التالية من «عيلة النجوم»؟
في الأجزاء التالية، لم يتبقّ من فريق العمل سوى سامية الجزائري، فاعتذرت عن المشاركة عندما عُرض عليّ الدور، إذ شعرت أن الاختلاف الكلي في فريق العمل أفضل من الاختلاف الجزئي. وفي النهاية أنا أؤمن بالنصيب، وربما لو عملت معهم لكان ذلك جيداً، لكنني اعتذرت.

-أنت خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية، أيٌّ من زملائك الفنانين كان في دفعتك؟
تخرّجت في الدفعة الرقم 12، وقد رافقني فيها كلٌ من أمل عرفة، سامر عمران، وهو عميد المعهد حالياً، شاب اسمه حسام شحادات، إدريس الطيب من السودان... وسوسن أبو عفار، فهناك تعرّفت إليها وبعد التخرّج تزوجنا.

-لو لم تكن أكاديمياً، هل كانت موهبتك ستوصلك إلى ما أنت عليه اليوم؟
الموهبة من عند الله، وكنت أتفاجأ بتقبّل الناس لي وبقولهم إنني فنان ظريف. وربما لو لم أدرس التمثيل لما كنت قد حصلت على هذه النجومية، لكن بالتأكيد كنت سأستمرّ، فلكل شخص «سوسة» معينة وأنا «سوستي» التمثيل.

-سبق وحصلت على الجائزة الذهبية عن أفضل دور ثانٍ في مسلسل «أيام الولدنة» في مهرجان القاهرة، هل تعتبر جوائز المهرجانات ترضية ومحسوبيات؟
سبق وقدّمت الكثير من الأدوار المهمة، لكن بالمصادفة حصلت على جائزة عن هذا الدور، كذلك نال مسلسل «أيام الولدنة» خمس جوائز آنذاك، وهو عمل ما وراء السطور ويعتمد على الانتقاد. أما عن جوائز المهرجانات، فعندما يتم تخصيص خمس جوائز لعمل واحد، فهذا يدعو للشك، رغم أن العمل يستحق كل هذه الجوائز. كانت هناك أعمال أخرى أهم منه على صعيد الصورة والإخراج والموسيقى، لكنهم ركّزوا على هذا العمل ليدفعوا الناس باتجاه ما يريدونه، وهذا ما لا نعيره انتباهاً  أحياناً. ورغم حصولي على جائزة، إلا أنها لا تعنيني.

-هل كنت تتوقّع نجاحاً أفضل للعمل الذي كتبته، «خمسة وخميسة»، وأخرجته رشا شربتجي؟
كل فنان يطمح إلى أن يكون كاتباً أو مخرجاً. وفي فترة ما أحببت أن أكون كاتباً فكتبت «خمسة وخميسة»، وأخرجته رشا شربتجي، وشعرت كأنها أُجبرت على ذلك، لا بل مترددة ومتعالية على العمل، فاعتذرت عن استكمال كتابة العمل واكتفيت بلوحتين فقط، واستكمله من بعدي الفنان معن عبدالحق.

 -«يا قدس»... فيديو كليب للفنانة أصالة نصري من إخراجك، لماذا لم تكرّر التجربة؟
كليب «يا قدس» هو تجربتي الأولى في هذا المجال، وما كُتب في سيناريو الكليب كان أجمل بكثير مما ظهر على الشاشة، فالكليب كان يحتاج إلى إمكانات مادية أكثر بكثير مما تمّ تقديمه، ويتطلب تنفيذه وقتاً أطول أيضاً، فالتصوير في مجمله تمّ في يوم واحد فقط، ولو تسنّى لنا التصوير ليوم آخر، لكانت النتيجة أفضل مما ظهرت عليه.

-كيف تعاملت مع شائعة وفاتك التي أُطلقت أخيراً؟
كنت يومها في بيروت أصوّر عملاً، وغبت عن الوسط المحلي لفترة، ويبدو أنهم افتقدوني، فخطر في بال أحدهم أن يطلق هذه الشائعة لكي يعرف مكاني.

-يؤخذ عليك تقديم أدوار لا تليق بك في الفترة الأخيرة، هل السبب يعود الى ضغوط الحياة أم إلى طبيعة العروض؟
سأذكر مثالاً على ذلك، أم كلثوم غنّت ما يقرب من 200 أغنية، لكن ما حصد النجاح الباهر بينها واستقطب اهتمام الجمهور هو 15 أغنية فقط، كما أُخذ على عبدالحليم أنه غنّى بعض الأغاني الخفيفة، وهذا ما نلمسه منذ أن دخلنا معترك الحياة الفنية التي لها علاقة بشركات الإنتاج، فإما أن أكون ضمن مشروع ناجح، أو فاشل، وهذه ليست مسؤوليتي، وأنا أحاول دوماً أن أتحاشى هذه الأمور، لكن أحياناً أُضطر للمشاركة في أعمال من الممكن ألا تنجح، وهي في النهاية مهنتي، ومن واجبي أن أقدّم أفضل ما عندي.

-سمعنا عن خطوبة ابنتك «سوناتا» التي تمت أخيراً.
هذا صحيح، «سوناتا» في الثالثة والعشرين من عمرها، وهي تدرس سنة أولى ديبلوم إخراج سينمائي، وخطيبها يتخصّص في مجال المرئيات والصوتيات السينمائية، وكان شرطنا ألّا يتزوّجا قبل التخرّج.

-هل صحيح أن «سوناتا» تقدّمت لمسابقة ملكة جمال سورية؟
أبداً، فهي لا تزال تدرس الإخراج وتحب أن تصبح مخرجة، حتى أنها رفضت أن تدخل مجال التمثيل وأنا احترمت رأيها.

-زوجتك الفنانة سوسن أبو عفار هي ابنة الوسط الفني، ما سبب غيابها الطويل عن الشاشة؟
 بعد تخرّجنا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وُلدت ابنتي «سوناتا»، فانشغلت بها سوسن لفترة طويلة، وقررت التوقف عن التمثيل، لكنها عادت أخيراً إلى العمل الدرامي، وكل من تابعها أثنى على عودتها وحضورها، وحصدت جوائز عن أدوارها.

-هل شجّعت سوسن على العودة إلى العمل الفني؟
أنا من شجّعها على العمل، خاصة عندما اختارها المخرج سامر البرقاوي لتشارك في مسلسل «تشيللو». كانت متردّدة في البداية، لكن حين جسّدت الدور نجحت فيه، وفي ما بعد شاركت مع المخرج رامي حنا في عمله «غداً نلتقي»، ومع المخرج فهد ميري، وقدّمت الموسم الماضي في مسلسل «باب الحارة» دور جدّة النمس، واليوم تشارك في عملنا هذا، وقد حصلت على الكثير من الثناء عن مجمل مشاركاتها الأخيرة.