ثقافة لندن غنية بالنساء الشرق أوسطيات

جولي صليبا 09 ديسمبر 2017

يقطن آلاف الشرق أوسطيين في لندن، ويتخذون من مدينة الضباب مقراً لعيشهم وعملهم. وفي أغلب الأحيان، ينظر الغرب الى النساء الشرق أوسطيات على أنهن زوجات خاضعات ومقموعات أو ثريات مدللات يشترين أغلى الماركات. لكن هذه النظرة تسقط أمام إرادة هؤلاء النساء في إثبات أنفسهن وقدراتهن ومواهبهن. فمدينة الضباب لندن هي أيضاً مقر لعدد من المواهب المبدعة الآتية من الشرق الأوسط. في ما يأتي لمحة عن بعض النساء الموهوبات والمبدعات...


رشا خليل: فنانة
درست رشا خليل رسوم الغرافيك، لكنها عشقت التصوير الفوتوغرافي. ونجحت في عرض أعمالها في دول عدة.
عاشت رشا طفولتها في لندن، بعد أن هاجرت عائلتها من لبنان هرباً من الحرب الأهلية. وبعد هدوء الوضع السياسي، انتقلت مع عائلتها إلى لبنان عام 1992. سافرت مجدداً إلى لندن لقضاء ستة أشهر فيها، لكنها وقعت في غرام تلك المدينة ولا تزال فيها منذ 12 عاماً. لندن هي مركز الإبداع الدولي، على حدّ قول خليل، وتعطي الإنسان كل الفرص الممكنة لتخطي حدوده.
يعتبر مشروع «في منزلك» أشهر أعمال خليل على الإطلاق، وهو عبارة عن سلسلة من الرسوم الذاتية في منازل الأصدقاء حول العالم. لاقت هذه الصور رواجاً كبيراً.
تقول خليل إنها أرادت تقديم لوحاتها في معرض معين لجمهور معين، وعدم نشرها عبر شبكة الانترنت. فهي لم تشأ إحداث أي صدمة لدى الجمهور. تفتخر رشا بجذورها اللبنانية، لكنها تعتبر نفسها إنسانة عالمية.

آنوم بشير: صاحبة مدوّنة
تفتخر آنوم بشير بهويتها الدولية. فقد ولدت وترعرعت في قطر، ونالت شهادة من جامعة «كارنيجي ميلون» في بيتسبورغ، وتقضي الآن وقتها بين الدوحة، فهي مسؤولة الاتصالات في المركز الإبداعي Doha Fire Station، ولندن، حيث تدير مدوّنتها الخاصة بالأزياء Desert Mannequin. تقول بشير إنها اختارت لندن دون سواها، لأنه يسهل الوصول إليها والعمل فيها أكثر من الكثير من المدن الأخرى، ولا سيما نيويورك. فالتنقل بين لندن والدوحة سهل جداً ولا يستغرق الكثير من الوقت. تحاول آنوم من خلال مدوّنة الموضة Desert Mannequin، أن تثبت للجميع أن النساء الشرق أوسطيات لسن فقط هاويات فخامة وبذخ، وإنما أيضاً عاشقات للموضة الراقية. تفتخر بشير أيضاً بجذورها الآسيوية. فوالدها مهندس أفغاني-هندي، ووالدتها طبيبة باكستانية.

نور فارس: مصمّمة مجوهرات
انتقلت نور، ابنة نائب رئيس الوزراء اللبناني السابق عصام فارس، للعيش في لندن عام 2009. تشعر نور أن لندن باتت مدينتها، لكنها تفتخر حتماً بجذورها اللبنانية، لا سيما أنها تجيد اللغة العربية وتعرف تاريخ بلادها.
ترعرعت نور في باريس ودرست تاريخ الفنون في جامعة «تافتس» في بوسطن. كما تحمل شهادة ماجستير في تصميم المجوهرات من كلية سانت مارتنز (Central Saint Martins)، وقد أطلقت ماركتها الخاصة للمجوهرات قبل سبعة أعوام. كان تصميم المجوهرات هواية بالنسبة إلى نور قبل أن يتحول إلى شغف حقيقي. وباتت تصاميمها الفاخرة محط اهتمام العديد من نجمات هوليوود، مثل سيينا ميلر وأليسيا فيكاندر.
ثمة تأثير واضح للجذور الشرق أوسطية في تصاميم نور، لأن المجوهرات متأصلة في ثقافة العرب وتحمل دوماً رموزاً مهمة على حد قولها.
تعيش نور فارس اليوم مع زوجها ألكسندر خوام في بلغرافيا، وتعتبر الراحلة زها حديد مثالاً لها، لأنها نجحت في تغيير صورة المرأة العربية في العالم.

أنيسة حلو: ملكة المطبخ ومقدمة برامج
عملت أنيسة، في البداية بائعة وجامعة أعمال فنية ومستشارة فنية، لكنها ما لبثت أن تخلصت من القيود التي فرضتها عليها أسرتها وتمكنت من بناء حياة مهنية جديدة ألا وهي الكتابة في مجال الطهو، خصوصاً مطبخ وطنها الأصلي لبنان. تقول أنيسة إنها لم تخطط لهذا التحول، وإنما حدث الأمر مصادفة.
عام 1994، نشرت أنيسة كتابها «المطبخ اللبناني»، وأعقبته بخمسة كتب أخرى عن أطعمة لبنانية وشرق أوسطية، وأخرى مميزة لحوض البحر المتوسط.
أول حدث بدّل المسار المهني في حياة حلو، كان غزو صدام حسين الكويت وحرب الخليج عام 1991. كانت حلو تعمل آنذاك مستشارة فنية لبعض الأميرات الكويتيات، واضطرت يومها إلى ترك عملها لأن الأميرات شعرن بالكثير من القلق على ما يجري في بلادهن، ولم يعدن راغبات في شراء قطع فنية.
كما أن الحرب الأهلية اللبنانية التي عصفت بلبنان زادت الرغبة لدى أنيسة في كشف النقاب عن فن المطبخ اللبناني القائم على الخضراوات الطازجة وزيت الزيتون والنكهات الغنية المميزة لدول حوض البحر المتوسط، خصوصاً أن العديد من اللبنانيين هجروا بلادهم ونسوا طعامهم التقليدي.
لذا، نشأت لدى أنيسة رغبة حقيقية في تأليف كتاب عن الطهوبحيث يستطيع الجميع استخدامه، سواء كان أجنبياً أو لبنانياً يعيش في الخارج.
تصف أنيسة حلو المطبخ اللبناني بأنه صحي وطبيعي، ويأتي في مصاف أعظم المطابخ العالمية، مثل المطبخ الصيني، الفرنسي، الفارسي والياباني. ويعتبر المطبخ اللبناني المفضل لديها شخصياً، علاوة على مجموعة من المطابخ الشرق أوسطية، مثل المطابخ السورية والتركية...
ولدت حلو لأم لبنانية وأب سوري، ولم تنجذب أبداً الى الحياة التقليدية المرتبطة بالتعليم والزواج وإنجاب الأطفال. لذا، اختارت بمحض إرادتها عدم الزواج. وقد واجهت القليل من العقبات لأنها عربية، وصادفت الكثير من التحيز ضدها في حياتها المهنية لكونها امرأة.
تتولى أنيسة حلو حالياً تدريس الطهو في لندن، وتعمل مستشارة، وتصطحب عملاء في جولات تتركز على الطعام في الشرق الأوسط. وللعلم فقط، فإنها تكنّ بداخلها عشقاً للطعام، ونفوراً شديداً في الوقت ذاته من السمنة.

فلافي عودة: فنانة
ولدت فلافي عودة في باريس من أبوين لبنانيين، واستقرت في لندن منذ أكثر من عشرة أعوام بعد أن جاءت لدراسة الهندسة المعمارية في كلية الفنون الملكية. فالدراسة في لندن تتيح لها التمرد في أفكارها، على حد قولها.
اشتهرت فلافي، 29 عاماً، بأعمالها الزجاجية المبتكرة، علماً أن مجموعة Cosmic Clouds هي مزيج من الفضّة المؤكسدة والزجاج بحيث جاءت التصاميم على شكل منحوتات مذهلة.
عرضت فلافي أيضاً أعمالها في نيويورك مع Ai Weiwei، ويفترض أن تشارك في معرض  Fitzrovia، تريستان هواري. ومعرض  فني آخر في بيروت، علماً أنه تم نفخ الزجاج للمرة الأولى في لبنان في مدينة صيدا. «تتحدر عائلتي من بلد وُلد فيه الزجاج، ولا شك في أن هذا مصدر إلهام دائم بالنسبة إليّ».
إلا أن فلافي لا تريد حصر موهبتها الفنية في الأعمال الزجاجية، بل ترغب في استكشاف مجالات فنية أخرى، خصوصاً أن لندن توفر لها كل الخيارات الممكنة.

لينا لازار جميل: فنانة معاصرة
لم تكمل لينا لازار جميل عامها الثلاثين، لكنها نجحت في تحقيق شهرة من خلال إبراز الفن العربي المعاصر في واجهة المشهد الفني العالمي.
من أصول تونسية، وُلدت لينا في الرياض ونشأت في جنيف، قبل أن تنتقل الى لندن للدراسة الجامعية. تعشق الرياضيات لأنها تبدو لها بمثابة «الحقيقة المطلقة، لكننا لا نعرف مثلاً حقيقة مفهوم اللانهاية... إنها في الحقيقة مجموعة من الافتراضات التي تنطلق منها، وهذا ينطبق أيضاً على قواعد اللوحة».
ترى عملها في صناعة الفن امتداداً طبيعياً لدراستها الإحصاء في معهد لندن للاقتصاد. «الرياضيات هي لغة عالمية. تاريخ الفن أكثر تمركزاً في أوروبا منه في جزئنا من العالم الذي غالباً ما يتعرض للتهميش».
كان والدها كامل لازار مصرفياً عاشقاً لجمع الأعمال الفنية خلال أسفاره في المنطقة. فنشأت لينا مع الفنانين العرب الذين كانوا يزورون والدها لمناقشة أعمالهم على مائدة العشاء كثر منهم فنانون معاصرون من حقبتيّ الخمسينيات والستينيات، وأصبحوا في ما بعد في الطليعة.
قررت لينا دراسة تاريخ الفن في سنّ الثامنة عشرة، ثم اختارت الإحصاء عوضاً عنه. «اعتقدت أن الرياضيات مادة رائعة وأنها المفتاح السحري لحل مشاكل العالم». إلا أن عملها في أحد المصارف لم يكن ما تصبو إليه، فغادرت العمل المصرفي.
تلقت عرض تدريب في دار سوذبيز Sotheby’s ، رغم عدم اهتمامها ببيع الفن. «لم أكن أعرف كيف يمكنني أن أشكّل قيمة مضافة لدار سوذبيز في ذلك الوقت». إلا أن شغفها كان كبيراً بالمعارض الفنية في الشرق الأوسط، ولذلك أدركت في النهاية أن مبنى المزاد هو أفضل طريقة لتغذية هذا الشغف.
عام 2006، قررت المساعدة في تنظيم المبيعات الفنية لسوذبيز في مزاد العالم الإسلامي، قبل أن تنشئ وحدها مبادرة تنظيم أول مزاد للفنّين العربي والإيراني المعاصرين في السنة التالية.
قامت أيضاً بتنظيم مزاد سوذبيز للفن الحديث في العاصمة القطرية، الدوحة، وبلغ إجمالي مبيعاته ثمانية ملايين و6625 دولاراً. وأطلقت منتدى «إبراز» عبر شبكة الانترنت بدعم من مؤسسة كمال لازار. ومن شأن هذا المنتدى فتح المجال أمام تبادل الآراء والنقد. ولا تزال لينا تسعى لإنشاء مساحة للفن المعاصر في تونس، قامت المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد بتصميم هندستها قبل تسعة أعوام، لكن المشروع لم يبصر النور بعد.

ميسلون فرج: فنانة ونحاتة ورسامة
ولدت ميسلون فرج في الولايات المتحدة من والدين عراقيين، وعادت إلى العراق عام 1968 حيث تابعت تحصيلها العلمي ونالت شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة بغداد. تركت العراق وسافرت إلى لندن عام 1982، وعملت في النحت والرسم. لقيت أعمالها رواجاً كبيراً وتم عرضها في المتحف البريطاني، ومتحف روتردام ويريلد، والمتحف الوطني للنساء في الفنون (واشنطن، الولايات المتحدة)، والمتحف الوطني الأردني (عمان)، ومؤسسة برجيل للفنون (الإمارات العربية المتحدة)...
أطلقت فرج العديد من المشاريع الفنية، وأسست عام 2002 معرض آية للفنون، وأشرفت على العديد من المعارض المهمة مع تركيز كبير على الفن العراقي. سعت دوماً إلى عرض الفن العراقي في المتاحف والمعارض العالمية، وتسعى إلى المساهمة في إعادة إحياء التراث الفني العراقي.
تجدر الإشارة إلى أن ميسلون تعيش وتعمل في لندن.

ميرا ميقاتي: مصممة أزياء
عرفت ميرا ميقاتي في عمر السادسة أن هناك مهنة اسمها تصميم الأزياء. فجذبتها وأرادت تجربتها، إذ لجأت إلى ستارة الصالون، وأخذت منها المادة الضرورية، وحاكت من قماش الستارة ملابس لدميتها «باربي». إلا أن ميرا تلقت توبيخاً قاسياً لتصرفها المشين هذا.
درست ميرا تصميم الأزياء في معهد Esmod الشهير في باريس، ومن ثم تدربت لثلاثة أسابيع فقط لدى دار كريستيان ديور. كما تدربت لمدة شهر لدى دار  Nino Cerruti للرجال.
وباتت اليوم مصممة للألبسة الجاهزة الفرنسية الصنع المعروفة باسم Mira Mikati . وتباع تصاميمها في كبرى المتاجر والمحلات في إيطاليا، باريس، ألمانيا، أثينا، لندن، نيويورك، اليابان، هونغ كونغ، إندونيسيا وسيدني.
تتميز أزياء ميرا ميقاتي بالمزج بين الفن التشكيلي والأزياء، إذ تلجأ الى الرسم والطباعة على أزيائها. وغالباً ما يتم الرسم في شكل يدوي بواسطة الألوان الزيتية، تماماً كمن يرسم لوحة، فتغدو أزياؤها أعمالاً حرفية مذهلة. ولا تقتصر الطباعة على الأقمشة العادية، بل تتعداها الى الجلد أيضاً. أقمشتها المفضلة هي الجلد والكشمير والقطن الصافي، لأنها لا تحب الأقمشة الممزوجة بمواد صناعية.
يتم تصنيع تصاميم ميرا في باريس، وفق المقاييس الفرنسية الصارمة التي تحوز ثقة المشترين، ويتم التسويق عبر مكاتب لندن، حيث تسكن ميرا. كما تصمم ميرا حقائب يدوية، تصنعها في لبنان، وتلقى رواجاً عالمياً لافتاً.

أنيسة لالاهوم: خطاطة تجريدية
أنيسة لالاهوم فنانة فرنسية جزائرية. ولدت في منطقة مونتروي الباريسية. حين كان عمرها 5 سنوات، قرر أهلها العودة إلى الجزائر، حيث اكتشفت اللغة العربية. لكن عام 1991، ومع اندلاع الحرب الأهلية، غادر أهلها الجزائر ولجأوا مجدداً إلى فرنسا. عاشت في عائلة عاشقة للفن والأعمال الحرفية.
عملت أنيسة لمدة 15 عاماً في المجال المصرفي. أرادت ذات يوم تزيين منزلها بلوحة فنية، لكنها لم تجد ما يرضي طموحاتها فقررت أن ترسم أول لوحة لها. شجعها المحيطون بها على المضي قدماً في الرسم، فقررت حينها تبديل مسار حياتها المهنية وجعل الرسم مهنتها الجديدة. أقامت أنيسة معرضاً للوحاتها الفنية في الأونيسكو عام 2015، وتعرف إليها الجمهور العالمي.
تمتاز أعمال الأكريليك التي تصنعها بزخرفة الخطوط العربية، في إشارة إلى ثقافتها المزدوجة. كما ترتكز أعمالها على الألوان والتلاعب بالمواد.

ليلى صنصور: مخرجة أفلام
ولدت ليلى في موسكو لوالد فلسطيني وأم روسية، وانتقلت مع عائلتها عام 1973 للعيش في مدينة بيت لحم. في عمر الثامنة عشرة، اكتشفت ليلى أن مدينة بيت لحم صغيرة ولا تتسع لأحلامها وطموحاتها، فأكملت دراستها في جامعة السوربون في باريس، وجامعة موسكو الحكومية، وجامعة وورك في إنكلترا.
عملت مع قناة الجزيرة حيث قدمت أفلاماً وثائقية كثيرة، ومع قناة إم بي سي (MBC) في لندن. قدمت فيلماً وثائقياً طويلاً مع كوميدي بريطاني اسمه جيريمي هاردي، يواجه الجيش الإسرائيلي أثناء الحصار على غزة عام 2003. وزع هذا الفيلم في شكل واسع في السينما البريطانية عام 2005.
عادت ليلى الى بيت لحم عام 2004، عندما شعرت بأن عليها فعل شيء لمنع إكمال الجدار العازل الذي بدأت اسرائيل تشييده عام 2003. انخرطت حينها أكثر مع الناس والمؤسسات، وأحست بأنها يمكن أن تكون جسراً بين فلسطين والعالم لإيصال رسائل شعبها.
قادت حملة مناهضة لبناء الجدار العازل، وسعت إلى وضع المدينة القديمة على خريطة العالم كنموذج للتنوع في الشرق الأوسط. أمضت ليلى أربعة أعوام تؤسس لحملة «افتحوا بيت لحم» للترويج لتراث المدينة والضغط من أجل هدم الجدار. وعندما شعرت بأن مصادر التمويل لهذه الحملة نضبت، قررت صنع فيلمها «الطريق الى بيت لحم»، الفيلم الوثائقي الذي استغرق تصويره أعواماً عدة، واعتمد على 700 ساعة من اللقطات المصورة. وقد أدى العمل على هذا الفيلم الى جمع أرشيف نادر وواسع لمدينة بيت لحم.
يروي الفيلم الممتد على 90 دقيقة، يوميات شخصية وقصصاً حقيقية داخل مدينة بيت لحم، ويوثق أحداثاً حقيقية مثل هدم البيوت وقطع الأشجار وإعاقة الحياة بأبسط تفاصيلها. هكذا، نجحت ليلى في تسليط الضوء على بيت لحم، المدينة التي تفتخر بتنوعها الثقافي والديني، ودعت الناس إلى زيارتها. شارك هذا الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية والعربية، وعرض في بريطانيا، هولندا، بلجيكا، النروج، وأوستراليا، إضافة طبعاً إلى بيت لحم. وتمت ترجمة الفيلم إلى اللغتين الفرنسية والروسية.

أفنان الشعيبي: سيدة أعمال
أفنان الشعيبي سيدة أعمال سعودية، تشغل منصب الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية - البريطانية في لندن. حصلت على بكالوريوس أدب إنكليزي من جامعة الملك سعود، وماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة الأميركية في واشنطن، ودكتوراه من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة.
التحقت عام 1996 بـ«وكالة الاستثمار في أبو ظبي» في واشنطن، حيث كانت مستشارة في المؤسسة. تبرع الآن في قيادة غرفة التجارة العربية - البريطانية، وتثبت قدرة المرأة العربية بعامة، والسعودية بخاصة، على القيادة والإدارة. وفي ظل قيادتها، شهدت الغرفة إطلاق الكثير من المبادرات التجارية والثقافية التي تؤهلها لتكون وجهة رجال الأعمال، وبناء شراكات استراتيجية ثقافية وعلمية

لمياء السديري: مصممة أزياء
لمياء مصممة سعودية ترعرعت في لندن. عشقت تصميم الأزياء منذ نعومة أظافرها وأدركت أن هذا هو مستقبلها المهني. كانت طفلة مزعجة، على حد قولها، ترغب في لمس كل شيء في كل مكان. ونظراً الى عمل أمها في الخياطة، كانت لمياء محاطة دوماً بآلات الخياطة، ما عزز لديها عشق الأزياء.
ولدت لمياء في الولايات المتحدة وترعرت في بريطانيا. تخصصت في مجال الأزياء في جامعة سنترال سانت مارتنز في لندن. وتدربت في بداياتها لدى دار ألكسندر ماكوين، وكانت التجربة صعبة جداً، وإنما رائعة أيضاً.
عام 2007، أسست دار أزياء خاصة بها، بدعم من عائلتها، حملت اسم Asudari. تعشق مزج النقوش مع بعضها، وتحرص على انتقاء الأقمشة التي تجمع بين الرقي والطابع العملي في الوقت نفسه، وتحرص دوماً على تنويع التصاميم في مجموعاتها لتناسب كل الأذواق والمناسبات، وتصرّ على أن تكون كل التصاميم عملية بامتياز ولا تحتاج إلى الكيّ.
تحب لمياء المرأة صاحبة الشخصية القوية التي لا تخشى التعبير عن أفكارها، وأن تكون مختلفة وتلفت الأنظار. تبتكر تصاميمها للمرأة التي تعشق اختبار الجديد في عالم الموضة.

لورا الطنطاوي: مصورة فوتوغرافية
مصورة مصرية، وُلدت في ورسسترشاير، إنكلترا، من والدين مصريين. ترعرعت بين مصر والسعودية والولايات المتحدة.
تخرجت في جامعة جورجيا في أثينا عام 2002، ونالت شهادة مزدوجة في الصحافة والعلوم السياسية. امتهنت التصوير الفوتوغرافي وأنجزت العديد من المشاريع الشخصية. حصلت عام 2011، على شهادة ماجستير في الفن وممارسة الإعلام من جامعة وستمنستر، لندن.
حصل أحد كتبها «ظل الأهرامات» (2015) على جائزة البورصة الألمانية للتصوير، علماً أن هذا الكتاب مرتكز على الثورة المصرية التي حصلت عام 2011. تقول الطنطاوي إنها حضرت أحداثاً مهمة وخطيرة في ميدان التحرير في القاهرة، وقامت بتصوير الأحداث برمتها.
نالت الطنطاوي العديد من الجوائز العالمية تقديراً لبراعتها في التصوير الفوتوغرافي.

فلوة الناظر: فنانة
فلوة الناظر فنانة سعودية ولدت في بريطانيا، وتعيش بين جدة ولندن. حصلت على شهادة البكالوريوس في تصميم الأزياء من ميلانو، إيطاليا، حيث بدأت حياتها المهنية كمتدربة لدى جيانفرانكو فيري عام 1995. عملت حتى عام 2003 في صحافة الموضة في لندن، ثم أطلقت مجموعتها الأولى لقفطانات رمضان وعرضتها في بوتيك خالتها في مدينة جدة. كانت حائرة بين رغبتها في التصميم وشغفها في الفن، واختارت فلوة عشقها للفنّ والتحقت بالعديد من الدورات القصيرة المتعددة التخصصات، بما في ذلك دورات التصوير والرسم في مركز صفية بن زقر.
عرضت فلوة الناظر أول أعمالها الفنية، التي تألفت من ثماني لوحات، في القنصلية الإيطالية في جدة. كما عرضت أعمالها الفنيّة في معرض «المجهولة» في غاليري حافظ، جدة. وقد عالجت الناظر من خلال أعمالها الفنيّة الصور القديمة، واعتمدت أسلوب محو وجوه الأطفال والنساء وإخفاء الملامح الشخصية واستبدالها بالأشكال المجردة. كما عمدت الناظر إلى إلقاء الضوء على أسلوب تدريس النساء على محو أنفسهن وهوياتهن من التاريخ بكامل إرادتهن.
تتابع الناظر مهنة الأزياء أثناء القيام في البحث عن المشاريع الفنية التي تتطرق إلى مواضيع مختلفة، مثل: الهوية العاطفية والنفسية، والتأثيرات الاجتماعية والسياسية في البيئة المحلية، والهروب من الواقع، وغيرها من المواضيع. وذلك باستخدام الفن التصويري كوسيلة للتعبير. تحضر فلوة العديد من المعارض، وتسافر، وتقرأ الكثير للحصول على الإلهام لأعمالها الفنية في مثل هذا المشهد المحدود والجديد نسبياً في المملكة العربية السعودية.