دراسة استصائية دولية تؤكد: تحقيق المساواة بين الجنسين ممكن في مجتمعات الشرق الاوسط وشمال افريقيا

كارين اليان ضاهر 18 ديسمبر 2017

في دراسة استقصائية دولية هي الأولى من نوعها بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في إطار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة أبعاد ومؤسسة الربط بين الابحاث والتنمية، ظهر موقف إيجابي من قبل الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، إزاء المساواة بين الجنسين، فيما أظهرت النساء مواقف أكثر إنصافاً من الرجل.

في المقابل، عندما سئل المشاركون عن مواقفهم من مشاركة المرأة في المناصب القيادية، عبّر الرجال عن دعمهم لوصول النساء إلى رئاسة المنظمات غير الحكومية، فيما بدوا أقل دعماً للمرأة في رئاسة الأحزاب السياسية والدول وكضابطات عسكريات وفي المراكز الدينية.

وفي لبنان، تسلط الدراسة الضوء على أكثر من نصف النساء اللواتي أبلغن عن تعرضهن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة، فيما أفاد ثلث الرجال بارتكابهم هذا النوع من التحرش.

وبين الرجال الذين يميلون إلى عدم المساواة بين الرجال والنساء، بدا أن الرجال الذين تعرضوا للعنف في الطفولة هم أكثر ميلاً لارتكاب التحرش الجنسي.

ومما لا شك فيه، أن الدراسة أظهرت ميلاً إيجابياً إلى المساواة بين الجنسين. وانطلاقاً منها يؤكد المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، محمد الناصري، أهمية مناقشة المعايير المجتمعية المتجذرة التي أوضحتها الدراسة، وتشكيل أنشطة التواصل المجتمعي.

وتعكس هذه الدراسة السلوكيات والاتجاهات المختلفة، وتظهر تشابك المعايير القائمة على النوع الاجتماعي التي تشكّلها التقاليد. فالرجال بشكل عام يدعمون بعض أشكال المساواة، ويبدو الشباب أكثر إنصافاً من الرجال الأكبر سنّاً. لكن، رغم ذلك، تبيّن النتائج أن النساء عامةً يظهرن اتجاهات أكثر ميلاً للمساواة من الرجال.

ويضيف الناصري في حديث مع "لها" أن اللوم يقع أولاً في مجمعاتنا على الثقافة الذكورية المترسخة حتى بين النساء. فأشار إلى أنه في الدراسة أجابت نساء أنه إذا لم يضربهن الزوج فهو لا يحبهن، في توضيحهن لمفهومهن للرجولة. وبالتالي، فهذه الثقافة موجودة في عقول الرجال والنساء، ومن الصعب أن تزول بين ليلة وضحاها. وثمة مساعٍ كثيرة مطلوبة لتحقيق ذلك.

وأظهرت نتائج الدراسة أيضاً الحاجة إلى إجراء إصلاح قانوني وسياسي يتم دمجه مع التغيير في التوجهات بين الناس لمعالجة التمييز القائم على النوع.

ومع إطلاق الدراسة، تم عرض فيلم "المفروض" الوثائقي الذي أنتجته منظمة أبعاد بمشاركة الاتحاد الأوروبي ليسلط الضوء على تأثير الحرب في سوريا وتحوّل الأدوار التقليدية للجنسين، من خلال التركيز على الروايات المباشرة لأربع عائلات من سوريا. ويكشف الفيلم واقع قوة النساء حتى في أسوأ الظروف.