تجربة شخصية مع سرطان الثدي

سرطان الثدي, علاج كيميائي, الأدوية, تساقط الشعر

04 أكتوبر 2010

خلف كل تجربة تعيشها مريضة سرطان الثدي حكاية. يختار البعض الاختباء والتستر عن الموضوع، فيما يفضل البعض التحلي بالشجاعة وإخبار قصة تتحوّل إلى رسالة تساعد كل من يقع في هذه التجربة وترشده ليتخطى هذه المرحلة الصعبة بضرر أقل. السيدة زينب عاشور عاشت تجربة المرض وتخطتها محافظةً على نشاط وحيوية لطالما تحلّت بهما. في هذه السطور، تروي قصتها مع المرض.

على الرغم من صعوبة الوضع الذي تعيشه زينب عاشور منذ إصابتها بسرطان الثدي قبل 9 سنوات، بدت راضية ومتقبلة للحياة التي تعيشها. ظهر سرطان الثدي لديها عندما كانت ابنتها الصغرى في سن السنتين، فشكل الخبر صدمة كبيرة لها وللعائلة، خصوصاً أنها كانت شابة في سن 33 سنة. تتذكر زينب ما حصل حينها قائلة «كنت شابة لكن وجود حالات سرطان ثدي في العائلة لدى عماتي، وإصابة والدي بسرطان الثدي ووفاته بسبب انتشار المرض في جسمه، دفعاني إلى إجراء الفحص الشعاعي للثدي الذي أظهر وجود المرض. كانت صدمة كبيرة لي، فابنتي الصغرى في سن السنتين وكان الوضع شديد الوطأة علي. خضعت للعلاج الكيميائي لمدة 8 أشهر، وكان زوجي إلى جانبي ويحل مكاني إلى جانب أطفالنا في الوقت نفسه في المنزل. تقبلنا الوضع كما هو. في البداية كان زوجي قلقاً جداً ومهموماً، لكن سرعان ما تأقلمنا مع الوضع، فأجد أن وضعي أفضل من وضع أولئك الأشخاص الذين يموتون فجأة دون سابق إنذار. خضعت أيضاً للعلاج الشعاعي وشفيت. لكن النوع الذي أصابني لا يشفى نهائياً، بل يجب متابعته باستمرار لأنه يعود في أماكن أخرى».
 بعد حوالي خمس سنوات ظهر المرض مجدداً، فكان لا بد لزينب من أن تعيش التجربة نفسها والخضوع للعلاج الكيميائي، لكنها لم تخضع للعلاج الشعاعي لأنه كان قد أثر على الرئة.
حتى الآن خضعت زينب لثلاث عمليات تم فيها استئصال الثدي. علماً أنها لم تخضع لعملية استئصال في المرة الأولى التي أصابها فيها المرض. «لم يستأصل الثدي إلا في المرة الثانية، عندها عرف أطفالي أني مريضة. كنت أحاول أن أخفي الأمر عليهم في البداية، لكنهم عرفوا. حتى أنه صادف أني كنت قد وضعت الحجاب قبل شهرين من ظهور الورم في المرة الأولى، مما سهّل مسألة تساقط الشعر نتيجة العلاج الكيميائي عليّ وعلى عائلتي. فكنت أحرص على وضعه طوال الوقت وحتى في المنزل، حتى لا يرى أطفالي أن شعري قد تساقط. تقبلت وضعي وصارت مسألة العلاج روتينية لي فأذهب كل أسبوعين لأخضع للعلاج الكيميائي لأني أتجاوب معه أكثر من الأدوية والعقاقير، وأعود إلى منزلي لأرتاح خلال ثلاثة أيام قبل معاودة العمل. أشكر الله أن جسمي يتجاوب مع العلاج وأني أعيش وأقول لنفسي دائماً إن آخرين يموتون فجأة في حوادث سيارة دون أن يحظوا بفرصة العيش. لذلك أعتبر أن وضعي أفضل ويكفي أني أعرف أني مريضة وأني قادرة على معالجة نفسي. الكل حولي يحسدني على نفسيتي فأنا أضحك كثيراً وباستمرار، وهذه نعمة من الله. حتى أني عندما رأيت طفلتي حزينة لتساقط شعري، أكدت لها أني لست حزينة، فلمَ تحزن هي؟ أعرف أن الحزن سيؤدي إلى ضياع عائلتي ويخرب بيتي، ولن أسمح بذلك. أريد أن أبقى سعيدة دائماً».
بدأت زينب بالعلاج الكيميائي للمرة الثالثة لدى ظهور المرض مجدداً من سنة ولا تعلم إلى متى سيستمر ويصعب تحديد ذلك. لكنها شديدة التفاؤل لأن جسمها يتجاوب مع العلاج، ولا مشكلة لديها في متابعته لأنها اعتادت الأمر، كما أن عائلتها تقبلت الوضع وتأقلمت معه دون أن تتأثر بذلك.