انتشرت إلى حد كبير حالات التسمم الوشيقي Botulism في الماضي حيث شاع تعليب اللحوم والأسماك في المنازل مما كان يساعد في إفراز المادة السامة فيها عند توافر الظروف. أما اليوم فقلّت حالات التسمم الوشيقي إلا أنها لا تزال موجودة في كثير من المجتمعات. ونظراً إلى الخطورة الكبرى لهذه الحالة التي قد تسبب الوفاة، لا بد من الإجابة عن أهم الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع. ومن أبرز ما يجدر قوله أن الطبيب اللبناني الاختصاصي في الأمراض الجرثومية جاك مخباط يدعو إلى عدم إعطاء الطفل دون عمر السنة عسلاً لأن ذلك قد يتسبب بوفاته.

- ما هو التسمم الوشيقي؟
ينتج التسمم الوشيقي عن مادة سامة تصنعها جرثومة Clostridium Botulinium الموجودة في الطعام حيث تصنع تكيّسات صغيرة تمكث فيها إلى أن تتوافر الظروف الملائمة لكي تنمو. وتعتبر هذه المادة التي تصنعها الجرثومة أقوى سم ّعلى الإطلاق.

- ما الظروف التي تسمح بنمو الجرثومة وتصنيع المادة السامة؟
تنمو الجرثومة وتفرز المادة السامة في المواد المخمّرة وفي الأطعمة التي تحتوي على الحوامض وفي حال انقطاع الأوكسجين وفي الأطعمة غير المحفوظة بطريقة سليمة كالأطعمة المعلّبة في المنازل خصوصاً اللحوم والأسماك.

- هل هناك ما يشير إلى إمكان وجود المادة السامة في الطعام؟
تكمن المشكلة في أنه لا توجد أي مؤشرات لوجود المادة السامة في الطعام. فهي لا تصدر أي رائحة، كما أن شكل الطعام لا يوحي بوجودها.

- كيف يحصل التسمم وما أعراضه؟
تساعد الظروف الملائمة في نمو الجرثومة التي تنتقل من الأمعاء إلى الدم خلال ساعات من تناول الطعام. عندها تدخل الجرثومة إلى ما بين العصب والعضل فتشل العضل. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الشلل تبدأ بعد ست ساعات من تناول الطعام، إضافةً إلى التقيؤ وانتفاخ الأمعاء والشلل في العين. ويمتد الشلل شيئاً فشيئاً إلى الأطراف وعضلات التنفس خلال 12 ساعة ويسبب الشلل التام.

- ما المضاعفات التي قد تنتج عن حالة التسمم هذه؟
يمكن أن تؤدي حالة التسمم هذه إلى الوفاة خلال يوم واحد.

- ألا يمكن التقاط الجرثومة بطريقة أخرى غير الأكل؟
أحياناً يمكن التقاط الجرثومة عبر جرح فيه مواد مخمّرة تسمح بنمو الجرثومة وتصنيع المادة السامة داخل الجرح. ويمكن أن تتشكل التكيسات أيضاً لدى الرضيع بعد أن يبتلع الجرثومة. علماً أننا كلنا نبتلع الجرثومة إلا أن الجراثيم الموجودة في الجهاز الهضمي تؤمن المناعة ضدها. أما لدى الرضيع فلا تكون الجراثيم التي تؤمن المناعة متكاملة بعد وتعجز عن تأمين الحماية ضد هذه التكيسات في أمعائه. وفي هذه الحالة، تدخل المادة السامة إلى دم الرضيع وتشل العضل وتسبب الوفاة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التكيسات موجودة في العسل. لذلك، يمنع إعطاء الطفل الذي هو دون عمر السنة العسل.

- كيف يعالج التسمم البتولي؟
يتم العلاج بمعالجة وقف التنفس وذلك بوضع المريض على جهاز التنفس وبإفراغ الأمعاء. كما تعطى أدوية مسيّلة للدم لتجنب خطر حصول جلطة وأدوية مضادة للمادة السامة لتقصير مدة الشلل التي تمتد عادةً حتى ثلاثة أسابيع. وتجدر الإشارة إلى أن العلاج يشفي إلا أنه يمكن أن تحصل مضاعفات واشتراكات خلاله. إلا انه إذا لم يعانِ المريض أي اشتراكات خلال الثلاثة أسابيع يشفى تماماً.

- هل يعتبر التسمم الوشيقي شائعاً؟
لم يعد التسمم الوشيقي شائعاً، إذ أنه لم تعد تعلّب اللحوم في المنازل. رغم ذلك، لا يزال هذا النوع من التسمم موجوداً لدى الرضّع.

- هل يمكن الإصابة بهذا النوع من التسمم مرات عدة؟
لا يعني التسمم مرة اكتساب المناعة ضد الجرثومة، بل يمكن أن يحصل التسمم مرات عدة.

- هل صحيح أنه يمكن استعمال المادة السامة كعلاج في بعض الحالات؟
يعاني بعض الأشخاص من عمل العضلات المفرط أو من انقطاع في النخاع الشوكي مما يسبب تشنجات في الساقين. وفي هذه الحالة تعطى المادة السامة كعلاج لارتخاء العضلات.

سلامة عائلتك في يديك
أنت مسؤولة عن حماية عائلتك من الأمراض التي قد تصيبها جراء تناول أطعمة ملوّثة. اتبعي هذه النصائح الأساسية للحفاظ على نظافة الطعام وسلامته وحماية عائلتك من الأمراض التي قد تنتج عن الإهمال:

• بعد التسوّق، ضعي الأطعمة مباشرةً في الثلاجة وأبعدي اللحوم والدجاج والسمك والبيض عن غيرها من الأطعمة لتجنب تلوّثها.
• لا تشتري الأطعمة إلا إذا كانت محفوظة بطريقة سليمة.
• لا تشتري المعلّبات التي فسدت العلب التي تحويها أو تلك التي تعرّضت لكسور.
• استعملي لوح تقطيع الأطعمة البلاستيكي لأن الجراثيم تتكدس في ألواح التقطيع الخشبية.
• اغسلي يديك لمدة 20 ثانية بالماء الدافئ والصابون قبل تحضير الطعام
• تجنبي تلوّث الأطعمة بفصل الأواني التي تتلوّث من اللحوم النيئة والدجاج عن تلك التي تستعمليها لتحضير طعام جديد. ولا تنسي أنه يجب استعمال أواني مختلفة للأطعمة المطهوة عن تلك التي استعملت للأطعمة وهي نيئة.
• اغسلي الفاكهة والخضر جيداً قبل تقديمها.
• اغسلي الأطباق بالماء الساخن بعد وضع اللحوم النيئة فيها.
• أبعدي الحيوان الأليف عن المكان الذي تحضرين فيه الطعام.
• اطهي الأطعمة جيداً لقتل الجراثيم التي تحتوي عليها.
• ضعي بقايا الطعام في الثلاجة ولا تتركيها أبداً في حرارة الغرفة.
• لا تحفظي بقايا الطعام والمشروبات بعد المباشرة بتناولها.

• سخني بقايا الطعام جيداً قبل تناولها.