في اليوم العالمي لمكافحة السرطان: الوراثة ليست وحدها السبب...

مرض السرطان, محاربة الإكتئاب, فحص الحزازة / فحص الزجاجة, الوراثة, عدم التدخين, مواد كيميائية, مأكولات / أطعمة مؤذية, التعرض لأشعة الشمس, الحزن, مأكولات / أطعمة, اللحوم, العامل الجيني, الوزن الطبيعي, الألياف الغذائية, حماية الجلد / البشرة من أشعة الشم

08 فبراير 2011

يصل عدد الأشخاص الذين تشخص حالة السرطان لديهم إلى 12،7 مليون شخص في  كل سنة، فيما يموت 7،6 ملايين من المرض. العدد مخيف والتوقعات تبدو مخيفة أكثر بعد، إذ يتوقع أن يصل عدد الإصابات التي يتم تشخيصها إلى 26 مليون إصابة وأن يصل عدد الوفيات الناتجة عن المرض إلى 17 مليوناً في عام 2030. قد يبدو لنا أن الإنسان لا يملك سوى أن يقف عاجزاً فيما يشاهد التزايد السريع للإصابات بالمرض، لكن في الواقع، تبيّن أنه يمكن الوقاية من نسبة تصل إلى 30 أو 40 في المئة من الحالات. كما أنه يمكن أن تعالج ثلث الحالات من خلال الكشف المبكر. ثمة عوامل عديدة تلعب دوراً فتزيد احتمال الإصابة بالمرض، وبالتالي يمكن التصدي. لمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي صادف في 4 شباط/فبراير، تحدث الطبيب اللبناني الاختصاصي بالأورام السرطانية فادي نصر عن كيفية ظهور المرض في الجسم وعن مختلف الحقائق المتعلّقة به، مشدداً على الدور المهم الذي تلعبه العناصر الخارجية في الإصابة بالمرض وتحديداً مبيدات الحشرات Pesticides والمواد الكيميائية التي كثر استعمالها في الزراعة، إضافةً إلى التلوّث والتدخين.


- يقال إن السرطان ينتج عن استعداد جيني لدى بعض الأشخاص، ما مدى صحة ذلك؟
السرطان ينتج بشكل أساسي عن عامل جيني ويتطور بعدها إلى أكثر من ذلك. يبدأ المرض مع خلية واحدة فقط مريضة تتكاثر. وتكمن المشكلة في تكاثر الخلايا السرطانية بشكل كبير بحيث يؤذي المرض الأعضاء المحيطة وينتشر في كل الجسم. في الواقع، انتشار المرض هو ما يسبب الوفاة وليس ظهوره في موضع معيّن. لكن لا بد من التوضيح أن كون العامل الجيني هو السبب لا يعني أن الوراثة تشكل السبب الأساسي للإصابة بالمرض.

- هل صحيح أن الحزن والاكتئاب يلعبان دوراً في الإصابة بالمرض؟
ليس للحزن أي تأثير في الإصابة بالسرطان، كما هو شائع.  في المقابل قد تؤثر العوامل النفسية بطريقة غير مباشرة بحيث تدفع بالشخص إلى التدخين أو إلى الإفراط في الأكل مما قد يساهم في إصابته بالمرض، إذا كان عرضة لذلك.

- هل هذا يعني أن العوامل الخارجية تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالمرض؟
من المؤكد أن العوامل الخارجية لها تأثير في الإصابة بالسرطان كنمط الغذاء والمحيط من تلوّث وما يمكن التعرّض له من مواد كيميائية ومبيدات الحشرات في الخضر والفاكهة والتي تلعب دوراً مهماً في الإصابة بسرطان الثدي والورم اللمفاوي.

- ما دامت العوامل المسببة للسرطان معروفة وتؤثر إلى هذه الدرجة، هل هذا يعني أنه يمكن اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الإصابة بالمرض؟
ثمة نصائح معينة نعطيها تسمح بالحد من خطر الإصابة بالمرض، خصوصاً أن العوامل الخارجية تلعب دوراً أهم لدى الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بالسرطان بسبب وجود العامل الجيني. ومن الإجراءات الوقائية التي يتم اتخاذها والتي تقضي باتباع نمط حياة صحي:

  • تناول 5 حصص من الخضر والفاكهة يومياً.
  • عدم تناول الأطعمة «المحروقة» أي المطهوة بشكل مفرط.
  • ممارسة الرياضة بمعدل 3 ساعات في الأسبوع على الأقل.
  • تناول اللحوم القليلة الدهون.
  • الحفاظ على وزن طبيعي.
  • الإكثار من تناول الألياف.
  • .عدم التدخين
  • أما بالنسبة إلى تناول الحليب، فليس صحيحاً ما يقال عن أنه مضر بل يمكن تناوله لكن باعتدال.

وأشير إلى أنه في أوروبا صدر Le Code Européen contre le Cancer وهو عبارة عن مجموعة من التعليمات التي يمكن اتباعها لمكافحة السرطان من خلال نمط حياة صحي وهي:

  • لا تدخن وإذا دخنت لا تدخن أمام الآخرين.
  • تناول المزيد من الخضر والفاكهة وأكثر من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
  • تجنب زيادة الوزن وقلل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون وأكثر من ممارسة الرياضة.
  • تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس، وتجنب ضربات الشمس، خصوصاً في مرحلة الطفولة.
  • تجنب التعرض للمواد المسببة للسرطان.
  • استشر طبيباً في حال ملاحظة جرح لا يلتئم أو ورم أو شامة تبدّل لونها أو شكلها أو حجمها.
  • استشر طبيباً في حال ملاحظة أمر مريب كسعال يدوم لفترة طويلة أو بحة في الصوت أو انخفاض مفاجئ في الوزن أو تغيّر في الخروج(إسهال أو إمساك بشكل غير معتاد).
  • في ما يتعلّق بالمرأة، اخضعي بانتظام لفحص الحزازة للكشف المبكر لسرطان عنق الرحم
    وافحصي ثدييك بانتظام، وباشري الفحص السنوي الشعاعي للثدي من سن 40 سنة.

 - هل للتدخين دور مباشر في الإصابة بأنواع معينة من السرطان؟
للتدخين علاقة مباشرة بالسرطان، خصوصاً في ما يتعلّق بسرطاني الرئة والمثانة، فهو المسبب الرئيسي لها. علماً أن المدخن لا يتأذى وحده، بل التدخين السلبي يلعب دوراً مهماً أيضاً في الإصابة. كذلك يلعب دوراً أساسياً في الإصابة بأنواع أخرى من السرطان. وبالتالي نظراً لوجود علاقة مباشرة بين الإصابة بالسرطان والتدخين، يشكل الامتناع عن التدخين خطوة أساسية ضمن إجراءات الوقاية الأولية من المرض. أما الوقاية الثانوية فتقضي بالخضوع للفحوص الروتينية كالفحص الشعاعي للثدي سنوياً وفحص الحزازة السنوي. هذا إضافةً إلى اللقاح المتوافر للوقاية من سرطان عنق الرحم.

- هل يمكن عدم الإصابة بالمرض في حال توافر العامل الجيني والعوامل الخارجية المسببة في الوقت نفسه؟
في حال وجود استعداد جيني أو وراثي للإصابة بالمرض، يرتفع خطر الإصابة بنسبة ملحوظة في حال وجود العوامل الخارجية في الوقت نفسه. فتوافر العامل الجيني والعوامل الخارجية يسهّل الإصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال، في ما يتعلّق بسرطان الثدي نسبة 5 إلى 7 في المئة منه هي وراثية، وفي حال وجود عوامل أخرى كالسمنة وألا تكون المرأة قد أرضعت وغيرهما، يزداد الخطر.

- هل من أنواع معينة من السرطان تصعب معالجتها اكثر؟.
في الواقع، تعتبر معالجة السرطان صعبة في كل الحالات، لكن تزداد الصعوبة عندما يتم اكتشاف المرض في مرحلة متقدمة . إذ يتم تحديد مرحلة المرض بحسب حجم الورم والغدد اللمفاوية ونسبة انتشاره. ومع تقدمه تزداد صعوبة العلاج ويتم العمل على إطالة عمر المريض أكثر من معالجته. أما في حال اكتشافه في مرحلة مبكرة فيكون احتمال الشفاء أكبر.

- هل من أنواع معينة من السرطان تنتشر أكثر من غيرها؟
ثمة أنواع تنتشر أكثر من غيرها كسرطان الدم والسرطان اللمفاوي. وفي الوقت نفسه تشفى بسرعة كبرى. أما سرطان الثدي فلا ينتشر بسرعة بشكل عام.

- هل من أنواع معينة يرتفع احتمال عودتها بعد الشفاء منها وتحتاج إلى مراقبة أكثر؟
في السرطان، لا نتحدث عن شفاء إلا بعد مرور 5 سنوات من انتهاء العلاج. لذلك، يحتاج المريض إلى الصبر وإلى متابعة حالته بانتظام وإجراء الفحوص اللازمة.

لا للتدخين...لا للسرطان
أظهرت ست دراسات أجرتها ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي أن علب السجائر الخالية من أي رسوم أو صور تبدو أقل جاذبية من الناحية الإعلانية. وفي الوقت نفسه يسمح تقديم علبة سجائر بيضاء بسيطة بالتركيز على التحذيرات الصحية عليها. لذلك تعمل المنظمة البلجيكية لمكافحة السرطان مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة السرطان على نشر علب السجائر البسيطة الخالية من أي رسوم في الأسواق باعتبار أنه ليس مسموحاً التسويق بهذا الشكل لمنتج مسبب للسرطان. وبالتالي ستُنزع كل العبارات والرسوم والألوان التي تزيد جاذبية العلبة وتسوّق لها باستثناء ماركة سجائر. في المقابل سف توضع عبارة تحذيرية من أضرار التدخين على الصحة. ويشكل هذا الإجراء المنطقي والفاعل خطوة مهمة في مكافحة التدخين والحد من انتشاره خصوصاً بين المراهقين والشباب.