معرض الفن التشكيلي في «بدارو» يرسم صورة الحنين بألوان قزحية

إسماعيل فقيه (بيروت) 06 يناير 2018

صورة ملونة كبيرة بألوان (القزح) والفرح امتدت واسعة وشاملة في وسط بيروت، وتحديداً في شارع «بدارو»، حيث نظمت «لجنة تجار بدارو» بالتعاون مع بلدية بدارو، «مهرجان الفرح»، على مدى يومين متتاليين. وتميز هذا المهرجان بـ «معرض الفن التشكيلي المباشر ــ سيمبوزيوم»، الذي شاركت فيه نخبة من الفنانين والفنانات، وأشرفت على تنظيمة الفنانة ميراي حداد.


لوحات متعددة ومتنوعة ابتكرها الفنانون في الهواء الطلق. وانفرد كل فنان وفنانة برسم ما يجيش في باله من صور المدينة والإنسان. وبعد نهاية اليوم الأول، تراءت الصور وتجسدت أعمال اللوحات المبتكرة، وظهرت كل لوحة بدلالات وصور مختلفة ومشغولة بهدوء البال والنظر، مصانة بصفاء الروح.

لوحات ليست كسواها من اللوحات رسمها المشاركون، فهناك لوحات حملت نبض المدينة، ولوحات رفعت لون المسافة الجميلة، ولوحات غاصت عميقاً في بحر المعنى، ولوحات قالت وعي الزمن بألوان صارخة... لوحات توحدت في بناء المعنى، وجسدته وفق أصول التعبير اللوني. وتقول الفنانة ميراي حداد: «إن أهمية ما سعينا إليه في هذا المعرض، إظهار صورة الإنسان بما يمثل من وعي الحياة. فالرسم واللون والشكل والتعابير التشكيلية اللونية ودلالاتها، تشكل حالة قائمة وموجودة، لكنها حالة ــ تتمثل في الوعي الباطني لكل فرد فينا، ويأتي هذا المعرض ليشكل ما يشبه النبضة التي تكشف سر هذا الصمت الدفين في أعماق الإنسان، ألا وهو هذا الجمال الذي نعيشه ونعيش في كنفه، في حياتنا داخل زمننا. لذلك، كان لا بد من أشكال تتجسد في المشهد اليومي، ليتراءى فيها الآخر، ويتحسس عن كثب، حقيقة هذا الجمال القائم في (الخفاء) الجميل».

الفنانة التشكيلية الزميلة غنى حليق، شاركت في المعرض ورسمت كسواها من المشاركين، لوحة أرست فيها معالم حياة هادئة وذكية، تجلت بابتكار صورة المرأة على هيئة متجددة، وتوضح حليق: «ربما كانت المرأة هي الوجه الأهم الذي يمكننا من خلاله التعبير عن معنى الحياة وجمالها. لذلك، اخترت ابتكار صورة متجددة للمرأة بما تمثل من جمال يساهم في تفسير جمال الحياة نفسها».

الفنان المشارك في المعرض موشيغ قرة وارطانيان، قدم مجموعة من لوحاته وابتكر لوحة تمثل سلام الحياة والإنسان، ويقول: «لقد اخترت الإنسان في لوحتي كصورة حاضرة ودائمة وتمثل معنى الحياة واستمراريتها». 

الفنانة رانية أحمد رسمت المكان، حاولت أن تستحضر ذاكرة المدينة والقرية بصور من البال، «جسدتها بأشكال من المدية والقرية، التي عشت فيها وعرفتها عن قرب وبحميمية».

الفنان عارف منيمنة، اللبناني العائد من أميركا والمشارك في المعرض، يقول: «المدينة هنا جميلة، وهي جميلة أكثر وعن حق وحقيقة، ويتجلى هذا الجمال في تلك الوجوه والأيادي والألوان المتشابكة، والتي ترسم وتوحد وتربط معنى الجمال بالإنسان».

الفنانة فدا يونس، رسمت العيون التي ترى الحياة بفرح كبير: «العين الذكية هي التي ترى سر السعادة في وعي الحياة. وبدوري، أحاول وأسعى الى كل هذا الصخب، لتجسيده في دائرة الشكل واللون».

لوحات كثيرة رسمها الفنانون، وكل فنان وفنانة عبّر بطريقته وبأسلوبه عما يجيش في لوحته، وأجمعت الآراء لدى هؤلاء على أنها أفكار تسعى الى تمتين جمال الوعي في الروح التي يتحرك الإنسان في داخلها ويواصل حياته بما هو قائم ومتجدد».

واختتم المعرض بتقديم شهادات تقدير للفنانين المشاركين، قام بتقديمها لهم وزير السياحة، وسط احتفال مميز ولافت، جذب أبناء المنطقة والمدينة.