صابر الرباعي : هذا رأيي في كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب

محمود الرفاعي (القاهرة) 06 يناير 2018

خلال وجوده في القاهرة لإحياء حفلة ختام مهرجان الموسيقى العربية، التقت «لها» النجم التونسي صابر الرباعي، فتحدّث عن حقيقة تنازله عن المقابل الماديّ لهذه الحفلة، واستعداده لطرح ألبوم جديد يغنّي فيه بأكثر من لهجة. كذلك تكلم صابر الرباعي عن تجربته في الموسم الماضي من «ذا فويس»، واللقاء الذي كان يتمنّاه، ورأيه في كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب.


- كيف تقيّم حفلتك الغنائيّة الكبيرة التي أحييتها أخيراً في دار الأوبرا المصرية ضمن فعاليّات مهرجان الموسيقى العربية؟
كانت حفلة أكثر من رائعة، فإدارة مهرجان الموسيقى العربية حمّلتني مسؤولية كبيرة، بتكليفي إحياء حفلة ختام المهرجان، وأحمد الله أنني كنت على مقدار المسؤولية، وقدمت لمدة ساعتين أجمل الأغاني، التي أمتعت كل الحاضرين، ففي الحفلة لم أغنِّ الأغنيات المصرية فقط، بل قدمت الأغنيات الطربية والتونسية أيضاً، وهنا لا بد لي من أن أشكر الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة المهرجان، والدكتورة جيهان مرسي مديرة المهرجان، وأتمنى أن تتكرر الدعوة مرة أخرى، فأنا يسعدني الغناء على مسرح دار الأوبرا المصرية.

- هل تنازلت عن المقابل المادي لهذه الحفلة؟
الغناء من أرقى أنواع الفنون، وأنا أحبّه كثيراً، كما أن لا علاقة لجودة الغناء بالأمور المادية. وفي رأيي، الغناء على مسرح دار الأوبرا المصرية شرف كبير لأي فنان عربي، كما أن هناك اختلافاً كبيراً بين الغناء في المهرجانات والمسارح الكبيرة في دولنا العربية، وبين الحفلات العامة والتي هي في الأصل حفلات تجارية. فالغناء في دار الأوبرا ليس ضرباً تجارياً، والفن لا يُقاس بالمادة، وقد غنّيت في دار الأوبرا استناداً إلى القيمة المعنوية، وبهدف تقديم فن راقٍ للجمهور الذي سيحضر الحفلة. وللعلم، أنا على استعداد دائم للتنازل عن أجري كاملاً ما دمت سأقدّم فناً جيداً ومحترماً، ولكن لا بد لي من أن أضع شروطي، ومنها مثلاً في حفلة دار الأوبرا المصرية الأخيرة، أنني أحببت أن يقود الفرقة الموسيقية المايسترو هاني فرحات، وألا يكون جميع أعضاء الفرقة مصريين.

- لماذا اتُّهمتَ بعدم الغناء في مصر طوال الفترة الماضية؟
أنا مطرب، ولا شأن لي بتنظيم الحفلات في مصر أو غيرها من الدول العربية. أعشق مصر، وأحب الغناء فيها، وحين يُعرض عليَّ الغناء في ربوعها أُرحّب على الفور، لكن طوال الفترة الماضية لم أتلقَّ أي دعوة رسمية للغناء فيها، وحين تم اختياري للمشاركة في حفلة ختام مهرجان الموسيقى العربية لم أتردّد للحظة في الموافقة، فالغناء في مصر شرف كبير لي، وسبق أن أحييت حفلات رائعة في القاهرة، وأتمنى أن أتلقى المزيد من الدعوات للغناء في مصر.

- عدت الى الغناء من خلال أغنيتك السينغل «جرحي ما شفي»، ما السبب؟
أكثر ما أحببته في الأغنية أنها أبعدتني قليلاً عن أجواء الأغنية الرومانسية التي اعتدت طوال السنوات الماضية تقديمها لجمهوري، وقد فضّلت أن أؤدي الأغنية الحزينة التي تحمل بعض الأوجاع والآلام، وهذه ليست المرة الأولى التي أقدّم فيها هذا اللون الغنائي، فقد قدّمته من قبل في أغنية «خلّص تارك طفّي نارك». وللعلم، بمجرد أن عرض عليَّ الشاعر مازن ضاهر والملحن فضل سليمان الأغنية، أحببتها ووجدتها تليق بصوتي، فوافقت فوراً عليها، وتولّى الموزع عمر صباغ توزيعها، كما رغبت في أن أقدّم أشكالاً غنائية جديدة ومختلفة، لئلا يتم حصر أعمالي الفنية في نوع غنائي واحد.

- ما سبب طرحك القليل من الألبومات الغنائية في الفترة الماضية؟
نعيش اليوم في زمن مغاير تماماً للزمن الذي شهد بداياتنا الفنية، فالإنتاج الغنائي في تسعينيات القرن الماضي كان في أوجّ ازدهاره، في ظل انتشار العشرات من الشركات الكبرى. أما حالياً فنعاني أزمة كبيرة، ونواجه مشاكل عدة في الإنتاج وصعوبة في تحقيق الأرباح، مما أثّر كثيراً في شركات الإنتاج الموسيقية في الوطن العربي، وقد أغلق عدد كبير منها أبوابه، إضافة إلى أننا نعيش في عصر الإنترنت والتكنولوجيا السريعة، وأصبحت السوشال ميديا تسيطر على عقول الناس جميعاً، فبات لزاماً علينا أن نواكب هذا التطور ونتقدم بتقدّمه، ولذلك صارت الأغنيات «السينغل» تنطق بلسان هذا العصر، وقد حاولنا أن نقدم عدداً كبيراً منها، وبعضها حقق نجاحاً باهراً مع الجمهور، وأرى أن الأغنية «السينغل» هي الأفضل حالياً، لكونها تضاهي الألبوم في سرعة الانتشار، كما أن تكلفتها أقل وطريقة تسويقها أسهل.

- ومتى سيُطرح ألبومك الغنائي الجديد؟ وما الأعمال التي سيتضمنها؟
أعمل منذ فترة على ألبوم غنائي، وأفكر جدياً في ضم الأغنيات الجديدة وتلك التي طرحتها طوال العامين الماضيين إليه، لكن حالياً يصعب عليَّ أن أحدّد موعداً لطرحه، لأنني ما زلت أعمل عليه، ونظراً لأنني لم أحدّد موعداً بعد فسأسعى جاهداً لإصدار أغنيات «سينغل» إلى أن يحين موعد طرحه. أما عن الأعمال التي سيتضمنها ألبومي، فأنا أحب دائماً أن يكون ألبوماً كاملاً ومتنوعاً، يضم كل اللهجات العربية التي اعتدت تقديمها لجمهوري، ومنها الأغنية المصرية والتونسية واللبنانية، وأتعاون في الألبوم مع نخبة من كبار الشعراء والملحنين والموزعين في العالم العربي.

- هل أنت راضٍ عن وضع الأغنية العربية اليوم؟
علينا أن نعترف بأن أحوال الفن في الوطن العربي تشبه إلى حد كبير الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الأمة العربية، ولكن على الجميع أن يسعى ويقدّم أفضل ما عنده كي ينهض الفن من كبوته، كما على الفنان أن يكون أقوى من الظروف الصعبة المحيطة به، فلا يقلّل من أعماله، بل يعمل على زيادتها.

- ما ردّك على الفنان العراقي همّام الذي طلب أن يغنّي معك ديو؟
همّام صوت رائع وجميل، وهو فنان عراقي موهوب، وأنا أدرك جيداً أن العراق موطن الأصوات الرخيمة، ولطالما قدّم لنا عظماء في الأغنية العربية مثل كاظم الساهر وآخرين، وبصفتي فناناً لا أرفض الفكرة، ولا بد لي من أساعد الأصوات الجديدة والواعدة، وآمل أن يجمعني عمل فني بهمّام أو أي صوت آخر في الوطن العربي. وكأجيال متلاحقة، علينا أن نمد يد العون لكل من يحتاج المساعدة، خاصة أن كلاً منا قطع أشواطاً طويلة في طريق الشهرة والنجاح.

- شاركت في برنامج المواهب الغنائية «ذا فويس»، هل تنوي خوض التجربة مرة أخرى؟
كانت تجربة رائعة ومثمرة، سعدت خلالها بالتعاون مع كبار نجوم الغناء العربي، أمثال كاظم الساهر وعاصي الحلاني وشيرين عبدالوهاب، وقدمنا خلال المواسم الثلاثة الماضية نخبة من الشباب الموهوبين الذين ملأوا الساحات الغنائية بأصواتهم الجميلة، وأتمنى التوفيق لأعضاء لجنة التحكيم في الموسم الجديد، خاصة أن فكرة البرنامج جميلة ومختلفة عن باقي البرامج الأخرى. أما بالنسبة الى خوض التجربة مرة أخرى، فلا أنوي ذلك أبداً، أقلّه في الوقت الحاضر، حيث إنني حالياً لا أفكر إلا في تسجيل أغنيات ألبومي الجديد، والتحضير لتصوير كليب آخر، وإحياء الحفلات الغنائية في عدد من الدول العربية.

- هل صحيح أنك صرحت بأن قناة mbc لم تحترم لجنة «ذا فويس» القديمة؟
أحترم القنوات والمؤسسات الإعلامية الكبرى كافة، وما قصدته في كلامي هو أنه ليس أجمل من أن تلتقي اللجنة القديمة لبرنامج «ذا فويس» بلجنته الجديدة، ويكون اللقاء مثمراً، ويظهر الفنانون المشاركون في البرنامج بأبهى صورة.

- ما رأيك في الأزمة التي تعرضت لها أخيراً الفنانة شيرين عبدالوهاب وقرار إيقافها عن الغناء في مصر؟
شخصياً، أحب شيرين وأحترمها، وأرى أن ما يحدث معها فيه تحامل وقسوة شديدة عليها. الجميع يعرف أن شيرين فنانة عفوية، تحب بلدها وقد شاركت باسم مصر في عشرات المحافل العربية والدولية، لذا لا أحب أن نقسو عليها بسبب زلّة لسان. ربما أنني لا أعلم بتفاصيل المشكلة، ولا أريد أن أعرفها، وقد قرأت الخبر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أفضّل حلّ الأزمة بعقلانية، وتقصّي الحقيقة قبل اتخاذ قرار بإيقافها عن الغناء، فشيرين من أقوى الأصوات في الوطن العربي.

- ما تفاصيل اللقاء الذي جمعك أخيراً بالرئيس التونسي السبسي؟
اللقاء مع سيادة الرئيس التونسي حضره عدد كبير من المبدعين والفنانين التوانسة، ودار الحوار حول موضوعات خاصة بالفن والسياسة والثقافة، وكان دوري أن أوصل صوت الفنانين التونسيين، وأؤكد أن تونس منبع الفن والإبداع، وأشدّد على أهمية الثقافة في الحياة العامة، لأن الثقافة والفنون مرآة الشعوب، وأتمنى من كل قلبي أن تسعد تونس وكل الدول العربية وتزدهر.

- ماذا فعلت بعد أن تأهّل المنتخب التونسي لبطولة كأس العالم؟
قبل المباراة المصيرية أمام المنتخب الليبي، زرت المعسكر الخاص بالمنتخب رفقة المدير الفني نبيل معلول، وشاهدت المباراة، والحمد لله تحقق الانتصار، وأستعد لتحضير أغنية خاصة للمنتخب لمؤازرته في بطولة كأس العالم التي ستُقام في روسيا العام المقبل.


أفضل...

- ما الأكلات التي تفضلها؟
أحب الطعام اللبناني، أما طبقي المفضل فهو شوربة العدس، تليها المسقعة والأرز.

- ما الهواية التي تحب ممارستها في أوقات فراغك؟
الرياضة.

- من هو فنانك المفضل؟
 كاظم الساهر.