عمليات ما بعد إنقاص الوزن وتنسيق القوام...
العناية بالجسم, تخفيف / تخفيض الوزن, مشكلة / مشاكل نفسية, الوزن الزائد, خسارة الوزن, طبيب الجلد, الدهون, أمراض نفسية, الكآبة, فقدان الوزن, عملية شد البطن, تقلصات عضلية
29 نوفمبر 2011الدكتور خالد الزهراني: التراكمات الدهنية تحرم المريض التمتع بجسم متناسق
أوضح استشاري الجراحات التجميلية والحاصل على الزمالة الأميركية في صقل القوام وتشكيل الجسم الدكتور خالد الزهراني، أن عمليات التجميل ما بعد انقاص الوزن هي في أهمية جراحات إنقاص الوزن لأنها تعيد الثقة الى المريض، وتجعله أكثر توازناً.
وقال: "عمليات ما بعد إنقاص الوزن عبارة عن مجموعة من العمليات الخاصة التي تجرى لمن فقد كمية كبيرة من الوزن، سواء كان ذلك ناتجاً عن إتباع حمية معينة أو نتيجة إجراء جراحي كعملية تصغير المعدة، أو تحويل المسار. تهدف هذه العمليات إلى الحصول على قوام متناسق وذلك عن طريق التخلص من الجلد المترهل والدهون المتراكمة".
ولفت إلى أن من أهم المناطق التي تجرى فيها هذه العمليات الذراعان، الصدر، البطن، أسفل الظهر، الأرداف، الفخذان، والوجه.
وعن الحالات التي يمكن أن تخضع لهذا النوع من العمليات أضاف: "يمكن إجراء عمليات تنسيق القوام لغالبية مرضى فقدان الوزن عند توافر الشروط التالية:
- أن تكون الصحة العامة جيدة، ذلك أن الأمراض المزمنة كالسكري والضغط تزيد احتمال حدوث المضاعفات بعد العملية.
- ثبات الوزن لمدة لا تقل عن ستة أشهر، لأن الاستمرار في نزول الوزن بعد إجراء عمليات تنسيق القوام يؤدي إلى فقدان للنتائج.
- أن يكون المريض غير مدخن.
- أن يتبع المريض أسلوب حياة صحياً وحمية متوازنة".
الفرق بين الشد الحزامي وعمليات شد البطن
بالإضافة إلى الفروقات التقنية أثناء إجراء العملية، هناك فروقات أخرى اذ إن عمليات شد البطن تجرى عادة لإصلاح الضعف في جدار البطن والتخلص من الترهلات الجلدية الناتجة عن الحمل والولادة المتكررين.
أما عمليات الشد الحزامي فتجرى في الغالب لمرضى فقدان الوزن وتهدف إلى تحسين القوام وشد الجلد في أسفل البطن والظهر والأرداف مع رفع جزئي للفخذين.
- هل تعتبر عمليات تنسيق القوام آمنة؟
عن مدى فاعلية هذه الجراحات وأمانها قال الزهراني: "الفاعلية والأمان يتوقفان على وجود جراح متخصص وذي خبرة في هذا المجال يستطيع أن يحدد، مثلاً، ما إذا كان المريض الذي خضع في السابق لعملية تحويل للمسار يمكنه الخضوع للعملية وذلك عن طريق إجراء فحوص وتحاليل معينة لا يحتاجها مرضى آخرون كمن فقد الوزن نتيجة لإتباع حمية غذائية. وعموماً يمكن القول إنها من العمليات الآمنة إذا أجراها جراح متخصص وفي مركز ذي تجهيزات عالية".
الدكتور وليد أشقر: عملية ما بعد إنقاص الوزن هي تعديل للمظهر المترهل
من جهته، قال استشاري طب التجميل في مركز الطب الدولي الدكتور وليد أشقر: "غالبا ما تجرى العملية تحت التخدير التام، علماً أن بعض المرضى لا يمكن إجراؤها لهم لإصابتهم بأمراض مزمنة معينة".
وأضاف:" من الممكن أن يصاب المريض بالالتهابات الجلدية، والفطرية، فضلا عن التسلخات الجلدية الناتجة عن الحجم الزائد. وتظهر الترهلات نتيجة نقص الألياف المرنة، وحدوث تغير في التركيب الجلدي سواء بعد إنقاص الوزن، أو نتيجة الحمل والولادة، أو إجراء عملية في المعدة".
وأوضح أن عمليات شد الترهلات تتعامل مع طبقات الجلد العلوية والطبقة الدهنية تحت الجلد وصولا إلى الغشاء الخارجي للعضلة، بينما في عمليات شد البطن فإنه يفضل خياطة الترهل العضلي.
وشدد على ضرورة متابعة الحالة مع الطبيب الذي أجرى الجراحة لأنه الأكثر دراية بعمله، ولكن هذا لا يمنع أن يتواصل المريض مع طبيب آخر.
الجانب النفسي
تحدثت الاختصاصية النفسية والمعالجة بالاسترخاء سماح هتان عن أهمية هذه العمليات الجراحية في تعزيز الثقة بالنفس للحالة خصوصا إذا صاحبت العملية التجميلية حالة من الاضطراب أيا كان نوعه بسبب الشكل الخارجي للمريض: "أكثر الأعراض النفسية شيوعاً هو عدم الرضا عن الذات الذي يؤدي إلى الشعور بالكآبة، والقلق، وبانعدام الجاذبية، وانخفاض المهارات الإجتماعية، وخصوصاً في مجال العمل، والغضب والإتكال الزائد على الآخرين، وانخفاض في تقدير الذات".
ولفتت إلى أن التوقعات غير الواقعية الناتجة عن العمليات التجميلية تصيب الأشخاص بالإحباط وعدم الرضا عن النتائج. وأضافت: "على سبيل المثال رغبة المريض في أن يصير جسمه شبيهاً بجسم أحد المشاهير.
هنا على الطبيب أن يشرح للمريض كل شيء بواقعية. والواقعيون تجاه حاجاتهم وتوقعاتهم هم المرشحون الأنسب للعمليات التجميلية".
ومن ناحية العلاج النفسي للمصابين بالبدانة قالت: "الحل في مساعدتهم على ادراك ما الذي يحدث في حياتهم، وعدم شعورهم بالأمان، أو الحب، ربما هو العمل، أو العلاقة الأسرية، أو العلاقة مع الزوج(ه)، أو مسألة الجنس، أو الحياة ككل".
ولفتت إلى أن العمليات التجميلية ضرورة نفسية، بدنية وصحية. "فعلى سبيل المثال هناك من استطاع إنقاص وزنه ما يقارب ٩٠ كيلو جراماً فكانت شدة الترهل تعوقه عن الحركة، وممارسة الرياضة، وكان يجد حرجا شديدا في ممارسة حياته، وبعد إجراء العمليات اللازمة له أصبح أكثر حركة واستمتاعا وثقة بالنفس" ونبّهت إلى ضررورة ممارسة الرياضة التي لها دور فعال ومهم في علاج الاضطرابات النفسية وخاصة القلق والاكتئاب، فهي تساعد على الترويح عن النفس وإخراج الطاقات السلبية، وفي حالات فقدان الوزن تساعد على التوازن الانفعالي والثقة بالنفس لتجاوز الأزمة واكتساب مرونة للجسم".
السمنة هي مرض العصر، خاصة في الدول المتقدمة التي تتوافر فيها وسائل الراحة. ومعلوم أن السمنة تؤدي إلى أمراض مزمنة كالسكري، الضغط، التهاب المفاصل، وأمراض القلب.
هذه المشاكل الصحية هي ما يدفع مرضى السمنة إلى السعي للتخلص من الدهون الزائدة بواسطة الحمية، والرياضة، أو عمليات إنقاص الوزن.
وهناك دافع آخر مهم للتخلص من الدهون ألا وهو الرغبة في الحصول على جسم رشيق ومتناسق، ووراء هذه الرغبة توجد دوافع اجتماعية ونفسية، وصحية أيضاً.
يفاجأ كثير من المرضى ممن نجحوا في التخلص من الوزن الزائد بوجود ترهلات جلدية بالإضافة إلى تكتلات دهنية لم تستجب لمجهود المريض في التخلص من الوزن الزائد.
«لها» التقت عددا من استشاريي الجراحة التجميلية للحديث عن هذا الجانب وأهم العمليات الجراحية لتنسيق القوام بعد إنقاص الوزن. إضافة إلى الحديث عن الجانب النفسي للمريض.
الدكتور هيثم جمجوم: هذه الجراحة مهمة جدا بعد انقاص الأوزان الكبيرة
قال استشاري الجراحة التجميلية في مستشفى الحرس الوطني في جدة الدكتور هيثم جمجوم إن هذه العمليات مهمة جدا لأصحاب الأوزان الكبيرة: "الأوزان الكبيرة ليس لها علاقة بالرقم، بل بنسبة الوزن إلى الطول. فإن كانت هذه النسبة فوق الثلاثين تكون الحالة تعاني السمنة، وإن كانت النسبة من أربعين وما فوق فهي تعاني سمنة مفرطة.
وعند وصول المرضى الى النسب العالية من السمنة يعمل كثر منهم على التخلص من أوزانهم الزائدة إما عن طريق الرياضة، أو حتى التدخل الجراحي.
في البداية تكون خسارة الوزن كبيرة ومتسارعة، ومن ثم تصبح تدريجية. وبعد ثبات الوزن لدى المريض بثلاثة أشهر والتأكد من سلامة الجسم الذي يكون خسر معادن وبروتينات وسوى ذلك، على الطبيب الجلوس مع الحالة ومعرفة الوضع النفسي والصحي العام لها، ومن ثم إصدار قرار العملية".
وأضاف جمجوم أن العملية تقسم ثلاث مراحل: الذراعان والصدر، وبعد ثلاثة أشهر البطن مع الظهر، وبعد ثلاثة أشهر الفخذان والساقان.
وأوضح أن هذه المراحل المتفرقة تكون ضرورية بين كل عملية وأخرى حتى يرتاح الجسد من إنهاك العملية السابقة، مضيفا:" العملية الواحدة تستغرق ما يقارب الست ساعات، وهذا ما يجعل من الضروري الفصل بين كل عملية وأخرى خصوصا أن الجسد يكون تحت التخدير الكامل".