برامج موضة

من عاصمة الموضة ميلانو: Project Runway me يدخل خزانة عفاف جنيفان ويُقلّب صفحات الذكريات

ميشال زريق (بيروت) عزيزة نوفل (جدة ) 03 فبراير 2018

إلى ميلانو دُرّ... هكذا انطلقت الحلقة العاشرة من برنامج Project Runway في نسخته العربيّة، مع ست مصمّمي أزياء عرب يحلمون بالعالميّة وتحقيق شهرة واسعة واكتساب خبرة من عرّاب البرنامج المصمّم اللبناني العالمي إيلي صعب، ومن ضيوف البرنامج، ولكنّ المفارقة في الحلقة العاشرة، أنّ الضيفة كانت من أهل البيت... عارضة الأزياء التونسية العالمية والإعلامية عفاف جنيفان التي فتحت خزانتها وقلّبت مع المصمّمين ومقدّمة البرنامج فاليري أبو شقرا صفحات الذكريات في مرحلتيّ الطفولة والمراهقة في أكثر مدينة عشقتها... ميلانو.


من خزانة عفاف جنيفان
في الأسابيع الأخيرة، المنافسة بين المصمّمين باتت أصعب، والتحدّيات بدت أكثر تعقيداً وتتطلّب الكشف عن القدرة الإبداعية لكلّ واحد، ولا شكّ في أنّ الرحلة إلى ميلانو لها طعمٌ مختلف، حيث كان في انتظار المصمّمين تحدٍّ جديد، وهو أحد أصعب التحديات التي خاضوها خلال مسيرتهم في البرنامج. عفاف جنيفان كانت في استقبالهم، لتشرح لهم عن طبيعة التحدي المتمثل في إعادة تصميم فساتين ارتدتها في الماضي، صمّمتها لها خصيصاً مجموعة من أشهر المصمّمين العالميين، إذ قدّمت لكل منهم قطعة من القطع المعروضة في خزانتها، وطُلِبَ منهم إعادة صياغتها وتصميمها من جديد بطريقة عصرية ومبتكرة.
المصمّمون عاشوا سحر إيطاليا وزاروا بعض الأماكن السياحية في العاصمة والتي شكّلت بالنسبة إليهم مصدر وحي وإلهام لتقديم تصاميم مبتكرة، وكانت لهم الفرصة في زيارة أحد أهم المشاغل في إيطاليا، والذي سبق واحتضن عدداً من المصمّمين العالميّين، وأعطيت لهم 12 ساعة فقط لإنجاز التصاميم. وفي Palazzo del Senato، قدّم المصمّمون الستة عرض أزياءٍ على منصّة Project Runway ME بحضور لجنة التحكيم (إيلي صعب وعفاف جنيفان ويسرا) والتي لم تكن متساهلةً في حكمها، وقد أجمعت على أنّ تصميم ميخائيل شمعون هو الأفضل، فيما اعتبرت أنّ تصاميم زينو ودانة وعبد الحنين كانت الأسوأ.

نصف النهائيات في ميلانو
فوز ميخائيل في التحدّي العاشر لم يمنحه الحصانة التي غابت عن مرحلة نصف النهائيات، في حين أنّ زينو الذي خرج من المنافسة في نهاية الحلقة، لم يستطع الاستفادة من الحصانة التي حصل عليها الأسبوع الفائت، فقد بدّل فستانه بفستانٍ كان مع ساهر عوكل ولكنّه لم يكن مرتاحاً في العمل على القماش الذي اختاره، وعلّق على خروجه بالقول: «أخرج مرفوع الرأس، وأنا فخور بنفسي وسأعود إلى بيتي وعملي بكل حماسة وقوة».
وفي خطوة واحدة قبل النهائيات، سيزور المشتركون الخمسة الذين وصلوا إلى الحلقة الحادية عشرة (ساهر عوكل، دانة الزمان، ميخائيل شمعون، زبيدة عكاري، عبد الحنين راوح) العاصمة البريطانية لندن، حيث المقرّ الرئيس لدار إيلي صعب.

شخصيتها القوية وثقتها بنفسها ظهرتا في أولى الحلقات
باللون الأبيض الناصع وبالتصاميم البسيطة الهادئة، أبهرت أعضاء لجنة التحكيم، مكونةً لنفسها بصمة عُرفت بها خلال فترة وجودها في البرنامج.
المصمّمة اللبنانية زبيدة عكاري، 29 سنة، بدأت خطواتها في الأزياء منذ أن كانت طفلة تختار ملابسها وتبدّل ملابس أصدقائها على النحو الذي يعجبها ويستهويها، وعاشت سنوات عمرها العشرين الأولى في أوروبا، عائدة بعدها إلى وطنها الأم لتدرّس تصميم الأزياء وتفتتح بعد تخرّجها مشغلاً في مدينة بيروت، ومن ثم في مسقط رأسها مدينة طرابلس.
ورغم كونها أوروبية النشأة، فضّلت زبيدة المشاركة في النسخة العربية من البرنامج، موضحةً أن الدعم والإمكانات كانت عالية جداً في المسابقة وحفزتها طوال فترة بقائها في البرنامج. وتعتقد أنه وبالإضافة إلى تميز اللون والأسلوب اللذين اتبعتهما، عُرِفَت أيضاً بثقتها بنفسها وبقوة شخصيتها التي فُسّرت على نحو خاطئ من بعض المشاهدين، وهذا لا ينفي وجود تشجيع ودعم كبير لها من جماهير وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تدعو كل من يرى في نفسه الموهبة والقوة والعزيمة إلى الالتحاق بالبرنامج في الموسم المقبل.

الرسم كان بوابته لتخطّي عسر القراءة
كان ولا يزال يرى حسّه من خلال الصور، وعبّر عن مكنوناته بالرسم ليفجّر مواهبه في عمر صغير ويشارك في عدد من المسابقات الوطنية وينال شهادات تقدير من الدولة.
المصمّم اللبناني ميخائيل شمعون، 27 سنة، والمقيم في محافظة جبل لبنان، اكتسب خبرته في التصميم من خلال دراسته في معهد كفاءات الفنار وحصوله على شهادة في تصميم الأزياء، ليباشر عمله في عمر لا يتجاوز الـ15 سنة، عند عدد من المصمّمين اللبنانيين، ويجعل لنفسه خلفية واسعة في مجال الخياطة والتصميم والشك والتطريز، ويتعلم كيفية إبراز التصميم ليتناسب مع شكل جسم المرأة ومنحنياته في شكل هندسي.
عانى ميخائيل بصمت من مشكلة الـ Dyslexia، التي تعني عسر القراءة، والتي كان يخجل منها وجعلته متردداً في مسألة التحاقه بالبرنامج، لكنه وبتشجيع ممن حوله تحدّى نفسه وخاض تجربته، مستفيداً من الخبرات والنصائح التي قُدّمت له في البرنامج. ويرى ميخائيل أن الصعوبة كانت تكمن في ضيق الوقت، الذي كان أحياناً يحول بينه وبين الاهتمام ببعض التفاصيل في تصاميمه، ما جعله غير راضٍ تمام الرضا عن بعض القطع قبل ظهورها على المسرح. ويشير ميخائيل إلى أن مشاريعه المستقبلية مرتبطة ببعضها البعض، وستكون أولى مجموعاته مستوحاة من الطبيعة والثقافة بطريقة فنية غير معهودة، والبرنامج بالنسبة إليه بداية المشوار الذي سيحاول جاهداً بعده تقديم الأفضل له ولبلده.