وائل جسار: نعيش عصر الأغنية وليس النجم

هنادي عيسى 10 فبراير 2018

يُعدّ وائل جسار المطرب اللبناني الأول في مصر لجهة الانتشار الواسع الذي حققه. ورغم أن الكلام حول جسار أثار جدلاً كبيراً، لكن الواقع يؤكد أن هذه هي الحقيقة. في المقابل، اختار جسار أن يعتمد سياسة إصدار الأغنيات المنفردة بدلاً من طرح ألبوم كامل.
وفي هذا السياق، كشف في حواره مع «لها»، الأسباب التي دفعته الى انتهاج هذه السياسة، كما تحدّث عن جديده في عالم الفن وطبيعة علاقته بزملائه.


- أحييت أكثر من حفلة مطلع العام الجديد وهذا دليل نجاح، كيف تصف انطلاقة 2018 بالنسبة إليك؟
يبدو أنها ستكون سنة رائعة، وعدا عن الحفلات التي أحييتها أواخر العام الماضي وليلة رأس السنة، لي ارتباطات فنية عدة، سواء في مصر أو لبنان أو أبو ظبي، وأستعد للقيام بجولة غنائية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا في آذار/مارس المقبل.

- هل يمكننا القول إنك المطرب اللبناني الأول في مصر، رغم أن هذا الكلام أثار بلبلة بين زملائك؟
إذا قلت إنني المطرب اللبناني الأول في مصر «ستخرب الدنيا». لذا فلندع الناس يقيّمون فنّي، ولئلا يُفهم كلامي بأنه غرور وتكبّر. وحدها الأرقام والحفلات ومحبّة الناس في مصر التي تؤكد الحقائق.

- طرحت أغنية منفردة بعنوان «سنين الذكريات»، هل وجدت هذا النهج في إصدار الأغنيات مجدياً؟
هذا الأسلوب في طرح الأغاني هو بالفعل مجدٍ، لأنه بالنسبة إليّ يُبقي الفنان على تواصل مع جمهوره، ذلك أن في إمكانه طرح أغنية كل ثلاثة أشهر وتأخذ حقها من الانتشار والنجاح، خاصة أن التحضير لألبوم كامل يستغرق سنة ونصف السنة، ومن المحتمل أن تنجح منه أغنية أو اثنتين لا أكثر، لذا من الأجدى إطلاق عمل فني كل ثلاثة أو أربعة أشهر ليأخذ حقه من الانتشار، بالترافق مع دعم إعلامي وإعلاني واسع، وبذلك يكون المطرب قد قدّم لجمهوره حوالى خمس أغنيات ناجحة في السنة.

- لكن من الممكن أن يُصدر الفنان أغنية منفردة ولا تنجح، وهكذا تكون الخسارة فادحة، بينما لو طرح ألبوماً كاملاً لجعل جمهوره يختار الأغنية التي يحبّها.
لا شك في أن أذواق الناس مختلفة، لكن من واجب الفنان أن يقدّم عملاً فنياً جيداً، كلاماً ولحناً وتوزيعاً، وإذا توافرت الظروف فهو حتماً سيلقى الانتشار المطلوب.
وقد قدّمت أغنيات مثل «استقالة حبي» و»بتسألني» و»انتبه ع حالك» وحققت نجاحاً باهراً ونِسب مشاهدة عالية على موقع «يوتيوب»، فضلاً عن أن الجمهور يطالبني بغنائها في الحفلات والمهرجانات التي أحييها.

- هل صحيح أنك تحضّر حالياً ثلاث أغنيات جديدة؟
أحضّر حالياً أغنية باللهجة البيضاء، واثنتين باللهجة المصرية، وكما أسلفت سأصدر أغنية منفردة كل فترة.

- في العام الماضي ظهرت مرتين على شاشة lbci، الأولى في برنامج «لهون وبس»، والثانية ليلة رأس السنة مع مجموعة من النجوم، كيف تصف علاقتك بهذه المحطة، خاصة أننا لم نشاهدك يوماً في برنامج «ستار أكاديمي» مثلاً؟
لا مشاكل لي مع إدارة lbci، فأنا أكنّ لهم كل الاحترام، وهم يبادلونني بالمثل، لكن ربما كانت للقائمين على برنامج «ستار أكاديمي» مشكلة معي... الله أعلم.

- ظهرت مع مروان خوري ليلة رأس السنة، وكانت الأجواء والأصداء أكثر من رائعة، هل من تعاون فني قريب بينكما؟
بالفعل، سيجمعني ومروان خوري قريباً عملٌ فني، وسنتفق على وضع الأسس لأغنية مميزة تناسب صوتي.

- قبل سنوات عاتبك الراحل ملحم بركات على عدم غنائك باللهجة اللبنانية، لنسمعك تتغنّى بعدها بأكثر من عمل لبناني، هل وجدت أنه كان على حق أم ندمت على خطوتك هذه؟
لا أندم أبداً، ولطالما صرّحت أنني سأغنّي باللهجة اللبنانية حالما أجد الأغنية التي تناسبني، وكان ذلك قبل أن يلومني الموسيقار ملحم بركات. علماً أن الملحنين والشعراء اللبنانيين كانوا يضعونني في خانة الأغنية المصرية، لذلك لم أكن أحظى بأغنية باللهجة اللبنانية، لكن حين أدّيت «جرح الماضي» ونجحت، كرت السُّبحة وبدأ صنّاع الأغنية ينجزون أعمالاً خاصة بي باللهجة اللبنانية وتليق بخامة صوتي، ومنذ أربع سنوات وأنا أقدّم اللون اللبناني فقط. علماً أنه يشرّفني الغناء باللهجة المصرية وأي لهجة عربية أخرى.

- هل تقدّم على المسارح المصرية أغنياتك اللبنانية؟
بالطبع، أقدّم أغنياتي باللهجة اللبنانية، وكل الحاضرين يردّدونها معي.

- لوحظ أخيراً غياب المطربين اللبنانيين عن المهرجانات الكبيرة التي تُقام في دول الخليج العربي، فهل لأن هؤلاء فقدوا وهجهم في الخليج؟
إبعاد الفنانين اللبنانيين عن المهرجانات الكبيرة التي تُقام في دول الخليج، سياسة متّبعة من أشخاص معينين، إنما كل الشعوب العربية تحترم الفنان اللبناني وتقدّره. وشخصياً، حين أسافر إلى أي بلد خليجي أو عربي، أُستقبل بحفاوة.

- ألا يزال الفنان اللبناني يملك قاعدة جماهيرية واسعة في الخليج؟
من المستحيل ألا تكون للفنان اللبناني جماهيرية واسعة في دول الخليج، ذلك أن محبّته راسخة في قلوب العرب جميعاً.

- يُقال إن شبّاك التذاكر الخاص بالفنان اللبناني في عالم الاغتراب قد تقلّص حجمه، واحتلّ نظيره السوري مركز الصدارة؟
احترم الفنانين السوريين، لكن بصمة النجم اللبناني موجودة، ولا شيء يزعزع مكانته عند جمهوره في كل أنحاء العالم.

- مضت 17 سنة على احترافك الغناء، وإذا نظرنا الى الساحة الفنية العربية نلحظ غياباً لنجوم جدد، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن السبب الرئيس لغياب نجوم جدد عن الساحة الغنائية العربية في السنوات الأخيرة، يعود إلى الفنان نفسه.
مثلاً، الذي يتخرّج في برنامج للهواة، يكون بذلك قد وُضع على أول السكّة، لكن النجم ليس صوتاً فقط، بل هو يحتاج الى إدارة جيدة، وعليه أن يتمتع بالذكاء وقوة الحضور، وبالتالي يُحسن اختيار أعماله، أي عليه أن يثابر ويبذل جهداً ذاتياً للوصول الى النجومية.

- كيف تؤثّر الحروب الدائرة في الدول العربية في عدم ظهور نجوم جدد؟
لا شك في أن للحروب تأثيراً سلبياً، لكننا في المجمل نعيش في عصر الأغنية وليس في عصر النجوم. ومثال على ذلك، أغنية «3 دقات» التي جعلت صاحبها المغنّي «آبو» يتصدّر المشهد، وكانت هناك عوامل عدة ساهمت في نجاح هذه الأغنية، منها مشاركة الفنانة يسرا وعدد من النجوم في الكليب، إضافة إلى تسويقها في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، وبناء على هذا كله بدأنا نسمع بـ «آبو» وأغنيته الجميلة.

- ماذا تقول عن أغنية «إلعب يلا» التي حققت انتشاراً واسعاً؟
نجاح أغنية «إلعب يلا» دليل على ما قلته من أننا نعيش في عصر الأغنية الضاربة، علماً أننا إذا سألنا الناس عمّن يقدّم هذه الأغنية، نجد عدداً قليلاً يعرف أن أوكا وأورتيغا هما صاحباها.

- كيف يمكن المطرب معرفة ما إذا كانت أغنيته ستنجح؟
نجاح أي أغنية هو أولاً توفيق من الله، يأتي بعده تقبّل الناس لأي أغنية.

- إذا نظرنا إلى أغنية «المعلم» لسعد لمجرد نجد أنه لم يقدّم بعدها أغنية توازيها في النجاح، هل الحظ يلعب دوره في مثل هذا النجاح؟
عندما تكون الأغنية متكاملة العناصر، كلاماً ولحناً وتوزيعاً، ويرافقها دعم إعلامي وإعلاني، فهي حتماً ستحقق النجاح. وبالنسبة إلى سعد لمجرد، أتمنى أن يتخطّى محنته، وهو لو قدّم أغنيته الجديدة خارج الإطار الذي يعيش فيه منذ سنة تقريباً فربما كانت حققت نجاحاً مدوياً.

- هل لا يزال لدى الملحنين والشعراء العرب إبداع أم أن إبداعهم هذا نضب، والساحة بحاجة الى جيل جديد؟
إذا فكرنا بهذه الطريقة، نقول حينها «على الدنيا السلام». نحن نثق ثقة عمياء بالملحنين والشعراء العرب الذين لديهم فائض من العطاء.

- ألا تبحث عن جيل جديد كي يضفوا نكهة جديدة على مسيرتك الفنية؟
بل أنا من يبحث عن الجيل الجديد لأتعامل معه، وأغنية «سنين الذكريات» كتبها نور الحسن وهو مؤلف جديد على الساحة الفنية، وحين أُعجبت بكلمات الأغنية، أخذتها منه بلا أدنى تردد، كما أن ملحنها هو أحمد بركات، ومسيرته لا تزال قصيرة في عالم التلحين.

- كيف تصف علاقتك بزملائك الفنانين في لبنان، وهل لك صداقات أم أنها مجرد علاقات عابرة؟
النجم راغب علامة أخ وصديق عزيز، وعاصي الحلاني ووليد توفيق ومروان خوري من أكثر الفنانين قرباً مني، وأُحبّهم كثيراً.

- هل سبّب لك اسم «وائل» مشكلة إذ يخلط الجمهور أحياناً بينك وبين وائل كفوري؟
الله يعطي كل إنسان رزقه ويرسل له محبيه، ووائل كفوري نجم كبير في الوطن العربي وله معجبوه وأدعو الله أن يزيد عددهم. والحمد الله، أنا موجود على الساحة الفنية العربية.

- ماذا عن علاقتك مع ابن قريتك ملحم زين؟  
ملحم زين أخي وحبيب قلبي، وعندما نجتمع تكون الجلسة مغمورة بالفرح والضحك.