المعالجة بالـSophrology

الخوف, ألم / آلام الظهر, شخصية , القدرة على التركيز, سوفرولوجيا

07 أغسطس 2012

ليس الدواء الحل دائماً لكل المشاكل التي يمكن أن نواجهها. صحيح أن كلاً منا يتعرض في العمل أو في الدراسة أو في ظروف الحياة المختلفة لحالات من القلق أو الخوف ومنها ما يصل إلى الهلع والهواجس التي يستحيل السيطرة عليها.
كثيرة هي الظروف التي تضعنا في حالة نفسية من هذا النوع فلا نجد مهرباً منها. لهذه الحالات حل بتقنية المعالجة بالسوفرولوجيا Sophrology التي يعمد الاختصاصي فيها إلى التركيز على الاسترخاء الفكري والجسدي للشخص المعني وتعليمه طرق السيطرة على النفس في الظروف التي يمكن أن تسبب له الهلع أو الخوف أو الألم، وذلك بطريقة علمية مدروسة.
اختصاصية التغذية اللبنانية دانيال نجم المتخصصة في الـSophrology تتحدث عن هذه التقنية التي قد يلجأ إليها الطالب قبل الإمتحان أو الحامل قبل الولادة أو السياسي أو الرياضي أو أي شخص يتعرض لقلق أو خوف قبل استحقاق معين أو يعاني هواجس في ظروف خاصة.

- كيف يمكن تعريف الـSophrology؟
ظهرت السوفرولوجيا للمرة الأولى عام 1960 مع ألفونسو كايسيدو، وهي عبارة عن تقنية تدعو إلى الاسترخاء الفكري والجسدي وتُعتمد في مجالات عدة.

- ما المجالات التي يمكن تطبيقها فيها؟
تطبق الـSophrology في كل المجالات أو الظروف التي يبرز فيها التوتر أو القلق أو ما شابه. قد نعتمدها في حال حصول تغيير في الحياة أو بهدف التحضير الفكري للرياضيين قبل مباراة أو منافسة وللسياسيين وللأشخاص الذين يعانون مشاكل في النوم وأرق وهواجس معينة.
يمكن اللجوء إليها مع طلاب المدارس قبل الإمتحانات أو في مجال الأعمال أو مع الأطباء ومع الحوامل تحضيراً لعملية الإنجاب أو مع النساء اللواتي يلجأن إلى تقنية التلقيح الاصطناعي أو حتى بعد الولادة.

- على ماذا ترتكز المعالجة بالسوفرولوجيا؟
تركز على تحويل الألم أياً كان نوعه إلى شيء إيجابي من خلال جلسات متعددة وتمارين تقوم على الاسترخاء الجسدي والفكري. في جلسات السوفرولوجيا نعمل على شقين الأول جسدي والثاني معنوي.
فمن الناحية الجسدية نركز على طريقة التنفس وعلى ارتخاء العضلات. أما من الناحية النفسية فنركز على تغيير النظرة إلى مسبب حالة الهلع أو القلق أو الخوف للشخص.
نعمل في الجلسات على زيادة ثقة الشخص بنفسه ونعمل على أمور تتعلّق بالذاكرة. لكن لا بد من التوضيح أن السوفرولوجيا لا تلغي سبب المشكلة، بل النتائج الجسدية الناتجة عنها فيتعلّم السيطرة عليها.
لا نعالج أساس المشكلة ولا نلغيها بل هي تقنية تسمح بالسيطرة على النفس وحسن التعامل مع النتائج الجسدية للهلع أو القلق أو الخوف من أمور معينة.

- من أين تنطلق جلسة السوفرولوجيا؟
ننطلق في الجلسة من حديث مع الشخص المعني حول هواياته وما يحبه وما يزعجه وما يخيفه. فالجلسة الأولى تنطلق من معلومات عن الشخص يتحدث فيها عما يزعجه وعن سبب مجيئه وإلى أين يريد الوصول.
ولمساعدته أعمد في العلاج إلى وضعه في الظرف الذي يزعجه تحديداً وأحاول أن أبعد انتباهه عن النقطة المزعجة في الوقت نفسه بزيادة قدرته على السيطرة على النفس لديه في الوضع الذي يكون فيه. مع الإشارة إلى أن البعض يعيشون الوضع أمامي إلى أقصى الحدود لكن مرة بعد مرة تتطور الأمور إيجاباً.
وألفت إلى أن كل جلسة تختلف من شخص إلى آخر ولا نجد حالتين متشابهتين في طريقة المعالجة. ولا تكون الجلسة لمجموعة إلا للحوامل.

- هل من أشخاص لا تنجح معهم طريقة المعالجة؟
تنجح التقنية مع الكل شرط ألا يعاني الشخص مرضاً نفسياً.

- هل لها آثار جانبية على أشخاص معينين؟
ليس في السوفرولوجيا أي خطر أو ضرر. إذ يمكن لأي كان اللجوء إليها من الأطفال ابتداءً من سن 7 سنوات إلى الكبار في السن.
لكن لا ينصح بها للأطفال الذين هم دون سن 7 سنوات لأنهم لن يعرفوا أصلاً تطبيق ما يقال لهم والتفكير بالطريقة التي يتم التحدث فيها معهم.
لكن حتى الشخص المقعد يمكن أن يعالج بالسوفرولوجيا دون أن يكون في ذلك أي أذى أو خطر.

- ما الدور الذي تلعبه السوفرولوجيا مع الحامل؟
تعتبر السوفرولوجيا مفيدة للحامل بشكل خاص نظراً إلى التمارين التي تعطى لها والتي تسمح بالتحكم في آلام الولادة. كما أنها تساعد ليخرج الطفل بأقل قدر ممكن من الضرر.

- ما عدد الجلسات التي يحتاجها كل شخص؟
يراوح عدد الجلسات المطلوب بين 6 و10 جلسات. والبعض لا يحتاج إلى أكثر من 6 جلسات.

- هل تجرى الجلسات يومياً؟
تجرى الجلسات بمعدل واحدة في الأسبوع. لكن عند الحاجة، لا مانع من إجراء جلسة كل يومين أو ثلاثة.

- هل من عوامل معينة تسمح بالحصول على نتيجة فضلى؟
بقدر ما يكون الشخص مرتاحاً أكثر من الناحية النفسية يكون عدد الجلسات التي يحتاجها أقل .

- هل تتأثر فعالية جلسات العلاج بطبيعة الشخص المعني وشخصيته؟
يمكن أن تتجاوب أي شخصية أو نفسية بالطريقة نفسها.

- ما نوع التمارين التي يتم التركيز عليها في الجلسة؟
تركز التمارين على طريقة التنفس وعلى الاسترخاء. وفي الوقت نفسه، تعطى تمارين للشخص ويطلب منه القيام بها في المنزل.
فعند القيام بها يومياً تكون الفائدة كبرى والتجاوب أفضل. كلّها تركز على طريقة التنفس.
أما الجلسات، ففي القسم الأول منها نركز على الاسترخاء الدينامي بالتمارين، وفي القسم الثاني يكون الشخص نائماً ليسترخي بكامل جسمه وعضلاته. في هذه الأثناء أكلمه عما يزعجه وأضعه في الظرف الذي يعتبر مصدر إزعاج وخوف له.


أولى الخطوات باتجاه السوفرولوجيا

أطلق ألفونسو كايسيدو مفهوم السوفرولوجيا عام 1960 معتبراً إياها إبنة الطب التي تسمح بدرس النفس الإنسانية وترتكز على تمارين الاسترخاء المطلق. وتأخذ التقنية في الاعتبار شخصية الإنسان وتمايزه بحيث تختلف الطريقة في التطبيق بين حالة وأخرى.
وقد انطلقت السوفرولوجيا في الاتجاه الإجتماعي بعدما كانت في مرحلة طبية بحتة، عام 1977. وظهر المنحى الاجتماعي والمعالجة الاجتماعية في السوفرولوجيا عام 1980.