Home Page

نوم عميق

قلّة النوم, التدخين, مراهق / مراهقون, اضطرابات النوم, صحة الطفل / الأطفال, طفل / أطفال, السرير, عدم التدخين, غطاء السرير, الإرهاق, قلة النوم, مشكلة / مشاكل الذاكرة, الشعور بالإرهاق, مرحلة المراهقة

04 مايو 2009

يتحدث الأهل كثيرًا عن موضوع تنظيم وقت الدراسة. فغالباً ما تدور أحاديث الأمهات حول بقاء أبنائهن يدرسون حتى ساعات متقدّمة من المساء، فنسمع والدة تقول مثلاً: «يسلم لي عمر استيقظ صباح اليوم وعلامات الإرهاق تبدو عليه فهو لم ينل قسطًا وافرًا من النوم»، ووالدة أخرى تقول: «ريما تتأخر في إنجاز واجباتها وتذهب إلى المدرسة مرهقة و لا تستطيع التركيز في الصف خصوصًا فترة بعد الظهر». والكلمة السرية في الأحاديث لحل معضلة التركيز والنجاح المدرسي والنشاط الجسدي هي النوم، فقلّته تنتج عنها كل هذه المشكلات وغيرها.

أجريت أخيراً دراسة علمية حول الإيقاع البيولوجي لجسم الإنسان بهدف ضبط التفاعل بين استعمالات الوقت المدرسي والساعة البيولوجية عند الأطفال والمراهقين. إذ أن مسألة تنظيم وقت الدرس والتي غالبًا لا يتقيد بها التلامذة تؤثر سلبًا في الإيقاع الطبيعي لجسم الطفل والمراهق وقد تؤدي إلى عواقب سلبية على المستويين الصحي والتعليمي. فالتلميذ حين يتأخر في إنجاز دروسه حتى ساعات متقدّمة من الليل فإن ذلك يؤثر في صحته لأنه يذهب إلى سريره في وقت متأخر وبالتالي لن ينال قسطًا وافرًا من النوم، مما يؤثر في أدائه المدرسي في اليوم التالي.

 

عند الطفل
من المعلوم أن للنوم وظيفة أساسية وهي إيجاد التوازن في السلوك الإنساني. ومواجهة صعوبة في النوم في شكل متكرر تؤثر في السلوك اليومي للطفل الذي قد يصبح عنيفاً خلال النهار بسبب قلة النوم . فالإيقاع البيولوجي للجسم  يتعدّل بحسب إيقاع اليقظة والنوم. وهو يتطور بشكل منظم  بين المرحلة التي يكون الإنسان جنينًا في رحم أمه ومرحلة المراهقة، ولكن في الوقت نفسه يوجد اختلاف كبير في هذا التطور تبعًا للسن والشخص نفسه. وهكذا فنحن نتحدث عن طفل يحتاج إيقاعه البيولوجي إلى عدد كبير من ساعات النوم، وآخر يكفيه  عدد ساعات قليلة وقد تكون  هذه الحاجة الفائضة إلى النوم إما عند ساعات الصباح أو ساعات المساء.  وهكذا يوصي الخبراء بالسماح للطفل بأخذ قيلولة وعدم اقتصارها على القيلولة التي يحوزها في الحضانة. وأشاروا أيضًا  إلى ضرورة أن يحوز الطفل ساعات نوم سعيدة عددها تسع فضلاً عن إلزامه بروتين مواقيت نوم واستيقاظ يومي.

تتبدّل النشاطات الفكرية للطفل، أي الأداء والانتباه، خلال ساعات النهار. وبشكل عام فإن المواقيت المناسبة للنشاطات الذهنية تكون إما عند الصباح أو منتصف فترة بعد الظهر، ولكن هناك اختلاف يعود إلى سن الطفل والمرحلة المدرسية. واحترام هذه المواقيت ضروري ليس فقط لتطوير أداء الطفل المدرسي، بل للقيام بالنشاط الرياضي أو بنشاطات أخرى. وغالبًا ما تظهر اضطرابات النوم في سلوك الطفل خلال اليوم، فهو إما يكون مفرط الحركة أو فوضوي السلوك. 

وعمومًا يشدّد الاختصاصيون على ضرورة أن ينال الطفل ساعات نوم كافية، فالنوم يساعد على تنشيط الذاكرة. ويحذرون في الوقت نفسه من جلوس الطفل إلى التلفزيون مدة طويلة وخصوصاً قبل موعد نومه. فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة ساعة أو أكثر قبل ذهابهم إلى النوم لا ينامون في شكل عميق. مما يسبب لهم نومًا متقطعًا يؤثر في سلوكهم فيصبحون أكثر عصبية وتوتراً مما يؤثر سلباً في أدائهم المدرسي. كما يسبب تناول وجبة طعام قبل النوم أرقاً، وكذلك تناول المشروبات الغازية والشاي. فهناك بعض الأمهات، خصوصاً خلال فصل الشتاء، يسقين أطفالهن الشاي مساءً ليشعروا بالدفء. ومن المعروف أن الشاي يحتوي على مادة التايين التي تسبب أرقًا، كما يجب عدم تناول فيتامين C  أو الـ Multivitamins  والشوكولا خلال المساء.

وفي المقابل هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تقول بأن النوم الكثير يؤدي إلى زيادة الطول وهذا ليس صحيحاً، فقد أكدت الدراسات والأبحاث الطبية أن لا علاقة بين النوم وزيادة الطول.

وينصح الاختصاصيون الأم التي تواجه صعوبة في إلزام طفلها بالذهاب إلى النوم بأن تصحبه إلى السرير وتقرأ له قصة جميلة وأن تؤكد له أنه ليس مجبراً على النوم ولكنه يحتاج إلى الراحة والهدوء. فإذا أحس بجدية أمه وأنه محتاج إلى النوم سوف ينام من دون مشاجرة.

 

ماذا عن المراهق الذي من الصعب إلزامه بمواقيت محددة للنوم؟
أثبتت دراسة طبية أن المراهقين الذين يواجهون صعوبة في النوم يعانون إما من توتر أو أنهم يدخنون. لذا فإن معالجة التوتر والإقلاع عن التدخين يساعدان في شعور المراهق بالاسترخاء والحاجة إلى النوم. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن نوع الغذاء يسبب أرقًا. لذا ينصح الاختصاصيون تجنب تناول العشاء قبل فترة قصيرة من موعد النوم والابتعاد عن الوجبات المشبعة بالدهون وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية. وينبغي الالتزام بموعد محدد للنوم والاستيقاظ، وممارسة التمارين الرياضية خلال النهار أو التنزه في الهواء الطلق، كما من الضروري ألا يبالغ في تدفئة غرفة النوم فدرجة الحرارة يجب ألا تتعدى ال18 درجة مئوية.

كما يشير الاختصاصيون إلى أن ذاكرة جيدة تعني نومًا عميقًا، فقدرات الذاكرة تتطور خلال ساعات الثلاث الأولى للنوم الليلي. وغالباً ما يعمد المراهقون إلى السهر حتى ساعات الصباح الأولى خلال فترة الامتحانات ظنًا أنهم يفعلون الصواب لينجحوا في امتحاناتهم، بينما تؤكد الدراسات الطبية أن السهر يؤدي إلى اضطراب في الذاكرة، والتلميذ عندما يذهب إلى الامتحان في اليوم التالي يشعر بالإرهاق والتعب، كما أن ذاكرته غالبًا ما تخونه في الإجابة عن الأسئلة التي يكون قد درس حلولها في الليلة الفائتة. إذًا السهر قبل يوم لا يفيد بل على العكس يتعب قدرات الذاكرة. لذا ينصح الاختصاصيون التلميذ المراهق بأن يكون مستعدًا لامتحاناته قبل الامتحان بأيام، ويحاول الاسترخاء والنوم ليلة الامتحان باكرًا وبشكل عميق كي يتسنى لذاكرته إعادة ترتيب المعلومات في ذهنه وتنظيمها.

ويشير الاختصاصيون إلى أنه صحيح من الصعب على الأهل التحكم في ساعات نوم المراهق إلا أن في إمكانهم إلزام ابنهم بقوانين منزلية محددة. فمن المعلوم أن المراهق يمضي ساعات طويلة أمام الإنترنت يتحادث مع أصدقائه أو أنه يسهر عند صديقه خصوصًا المراهق الذكر، في هذه الحال على الأهل أن يلزموه بقوانين لا تقبل المساومة مثلا تحديد ساعات  الجلوس إلى الإنترنت فإذا تجاوزها المراهق ففي إمكانهم إلغاء الاشتراك.

وأخيرًا على الأهل أن يساعدوا ابنهم المراهق في تجاوز مرحلة القلق التي يعيشها خلال هذه المرحلة الانتقالية والتي تسبب له توترًا بسبب التغيرات الجسدية وتوقه إلى الاستقلالية وتحديد هويته المستقلة، فهذه الأسباب مجتمعة قد تسبب له أرقًا أو اضطرابات في النوم. وبالنقاش والحوار الهادئ يستطيع المراهق تخطي هذه المرحلة بسلام، فيعرف ما هو في مصلحته وما يضر به.

 

إرشادات عامة لسلامة طفلك أثناء النوم

  • لا تسمحي لأي شخص بالتدخين في غرفة طفلك .
  • أبقي طفلك دافئاً، لكن ليس شديد الدفء، واحرصي على أن تبقى حرارة غرفة النوم معتدلة.
  • اسألي طبيب الأطفال هل يجوز أن يبقى مولودك معتمراً قبعته أثناء النوم بعد عودتك من المستشفى.
  • لا تضعي بطانية أو لحافاً تحت طفلك أو فوقه، فقد يتسبب ذلك بإرباك حركة طفلك وإعاقته إضافة إلى كونه مصدراً لاحتمال خطر الاختناق. وبدل ذلك ألبسي طفلك بيجاما نوم مبطنة لتدفئته إذا كانت حرارة الغرفة تسمح بذلك.
  • لا تتركي طفلك ينام قرب النافذة أو الستائر.
  • ألبسي طفلك بيجاما مناسبة لمقاسه ومقاومة للهب. لا للثياب الكبيرة الفضفاضة.
  • لا تتركي ألعاباً محشوة أو وسادات في سرير طفلك.
  • لا تدعي طفلك ينام على سطح ناعم كالوسادة أو فراش مائي أو كرسي مصنوع من القماش أو فراش ذي وسادة مرتفعة أو من الإسفنج أو جلد خروف أو فراش من الريش. يجب أن ينام الطفل فقط على فراش صلب مزوّد بشرشف ناعم خالٍ من الطيّات محكم الربط حول الفراش.

 

هناك أسباب عدة لاضطرابات النوم عند الطفل منها:

  • قد يكون الجو العام للمدرسة غير ملائم للطفل أو طرق التعليم فيها لا تراعي شخصية الطفل وقدراته الفكرية. مثلاً إذا كان مستوى استيعاب الطفل أقل من أقرانه والمعلّمة لا تأخذ في الاعتبار هذا الأمر وتعامل كل التلامذة بالطريقة نفسها، مما يسبب له قلقاً وتوتراً. أو إذا كان الطفل ضعيف البنية وخجولاً وهناك قرين له يخاف منه.
  • القلق من العلامات المدرسية.
  • القلق من خلافات الأهل التي قد يظن الطفل أنه السبب في ذلك مما يشعره بالذنب والتوتر.
  • أن يكون الطفل قد اعتاد على الفوضى في مواعيد النوم. وغالباً ما يحدث ذلك مع الطفل الذي اعتادت أمه منذ أن كان رضيعاً على اصطحابه معها في زيارات مسائية، فهذا الطفل لم يعتد على موعد محدد للنوم.
  • أن تفرض الأم وقتاً للنوم لا يناسب الطفل.
  • قدوم مولود جديد، فيشعر الطفل بأن أهله قد يتخلون عنه، وعدم النوم أفضل وسيلة ليبقى مصدر اهتمامهم.
  • القلق من التبوّل، فالطفل عندما يتخلّى عن الحفاض قد يصبح الخوف من التبوّل الليلي هاجسه خصوصاً إذا كانت الأم  تعاقبه على تبليل فراشه.