"القهوة" مشروب الجمال.. رغم الاتهامات

03 مارس 2018

آمنة منصور


تُعتبر القهوة، المشروب الساخن الأكثر شعبية في العالم، وهي تُشكل بالنسبة للبعض مصدرًا للنشاط في الصباح، أو استراحة لتجديد الحيوية في منتصف اليوم. وغالبًا ما تكون مساحة للقاء وديّ مع صديق، أو حبيب، كما تُعد للبعض، هي المكافأة "المُعتبرة"، لما بذلوه من مجهود.

وتقترن القهوة، وفق التقاليد اليومية للشخص، معتبرين إياها بأنها تمنح محتسيها سلامًا وسكينة تمكّنهم من متابعة الأمسية بهدوء، أو الخلود إلى النوم في راحة.

ولن يكون مستغربًا القول، أن القهوة رفيقة آخرين في محطات وأوقات متفرّقة من اليوم، وهؤلاء غالبًا ما يصفون أنفسهم بـ"مدمني القهوة".

شُبهات لا أكثر

تُبنى كل "الشبهات" التي تلاحق القهوة على مادة الكافيين وآثارها، فهي مصدرٌ أساسيٌ لها. ووفق المتعارف عليه حول هذه المادة، انتشرت على مدى سنوات معلومات ليس لها أساس علمي، ونتيجة تداولها، تحوّلت إلى قناعات راسخة مفادها، "أن القهوة مضرّة بالصحة!". وتُعد أبرز المعلومات المغلوطة المتعلقة بالقهوة، ويُروِّج لها من خلال تعبير "الإدمان عليها".

ورغم أن القهوة بما تحويه من كافيين، تعد مشروب منبّه، وباعتياد المرء عليه (فنجاناً تلو الآخر) يُصبح روتينًا يوميًا لا يُفوّت، إلا أن التحرّر من هذا الإدمان ليس بالأمر الصعب، وهو ما لا يُقارن أساسًا بأي إدمان آخر، قد يُصيب المرء في صحّته، أو سمعته، فيحكم على واقعه ومستقبله.

صحيًّا، يُشاع أن القهوة تتسبب بهشاشة العظام، وهو ما قد يكون صحيحًا، إذا ما كان تناول المشروب بكميات كبيرة جدًا، ولم يُعوّض هذا الاستهلاك المبالغ فيه، بكميات أخرى من الكالسيوم.

وحال تم شرب القهوة بالكمية المقبولة (3 فناجين يوميًا) سيكون الخوف من مخاطرها غير ذي معنى، وهو ما أشار إليه، المتخصص في الصحة العامة بجامعة ساوثهامبتون في بريطانيا، روبن بول، خلال البحث الذي نشرته دورية "بي. إم. جيه" الطبية البريطانية، بأن احتساء القهوة يبدو آمنًا في نطاق أنماط الاستهلاك المعتادة.



وأظهرت الدراسة، التي أعدها روبن، وفريق عمله، أنه عند ارتباط تناول القهوة بتراجع خطر الوفاة بجميع الأسباب، والإصابة بأمراض القلب، وجد أن خطر الوفاة المبكرة، يكون أقل بين من يتناولون ثلاثة أقداح منها يوميًا.

وتوصل باحثون من جامعة جون هوبكنز الأميركية، إلى فوائد للقهوة على مستوى الذاكرة، حيث تم دراسة تأثير الكافيين على الذاكرة، من دون الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى تعزز قدرات الدماغ، ووجدوا أن هذه المادة تعزز بعض الذكريات لنحو 24 ساعة تقريبًا من شرب القهوة.

ويُعد من أبرز الاتهامات الموجهة، للقهوة، هو تسببها في الأرق، والدحض هنا يرتكز إلى أن الجسم يمتصّ الكافيين بسرعة، ويتخلّص منه بسرعة أيضًا، خلال فترة تتراوح ما بين 5 إلى 7 ساعات. ما يعني أن شرب القهوة صباحًا لن يؤثر على انتظام النوم، أما من اعتادوا على شرب القهوة في المساء، فهم يخلدون إلى النوم بعد احتسائها مباشرة دون أي شعور بالأرق.

فوائد جمالية

بالنسبة للبعض لا تعدو القهوة كونها مشروبًا ساخنًا، بينما لآخرين مسحوقاً جمالياً يُستخدم بالشرب، أو بتوزيعه على البشرة مباشرة.



وحسب دراسة قامت بها إحدى العلامات التجارية المعروفة، فشرب فنجان من القهوة في الصباح، يحفّز إفراز الكولاجين في البشرة، فتبدو أكثر مرونةً وإشراقًا. وبالنظر إلى ما تحتويه من مواد مضادة للأكسدة تفوق الكميات الموجودة في الخضار والفاكهة، تُكافح القهوة التجاعيد، وتؤخر ظهورها، وتصلح الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.

ووفقًا للدراسة، فهي توفر 60 في المئة، من حاجة الجسم لمضادات الأكسدة إذا ما تم تناولها باعتدال. من هنا نجد أن الكافيين يدخل في صناعة العديد من كريمات "محاربة" التجاعيد، والقضاء على الهالات السوداء، الناتجة عن الإجهاد، أو التقدم بالعمر.

"شد البشرة، ومعالجة الترهل، وحماية البشرة من الالتهاب وإحمرار الجلد، التخفيف من ظهور السيلوليت عبر تجفيف الخلايا الدهنية". هي فوائد أخرى للقهوة أكدتها أبحاث قامت بها جامعة ساو بولو، قائلة "إن تطبيق كريم البشرة الذي يحتوي على الكافيين يقلل من السيلوليت بنسبة 17في المئة".

ومن فوائدها أيضا، استخدام بقاياها لتقشير الوجه، ما يُساعد في إزالة الشوائب عن البشرة وتفتيحها، أو لسكبه على الشعر، مما يعزز من لونه البُنيّ فيظهر أكثر كثافة ولمعانًا.

تلك الفوائد العديدة و"المغمورة"، لم تتمكن بعد، من مقارعة الاتهامات المنتشرة حول القهوة، ولكن تلك الاتهامات لم تتمكن مع ذلك من "نسف" مكانة المشروب البني في مختلف المجتمعات.