نساء قديرات في مواقع السلطة

جولي صليبا 11 مارس 2018

تزداد يوماً بعد يوم أعداد النساء اللواتي يشاركن في الحياة السياسية ويؤدّين أدواراً بارزة فيها ويتبوّأن أعلى المناصب. يتمتع هؤلاء النساء عموماً بالكثير من الذكاء والحنكة، إضافة طبعاً إلى الخبرة والطموح. إلا أن أعداد النساء في مواقع السلطة لا تزال ضئيلة نسبياً في عالم يطغى عليه الرجال. في ما يأتي لمحة عن بعض النساء العربيات والعالميات اللواتي نجحن في خوض غمار الحياة السياسية وتركن بصمة رائعة فيها.


شمّا المزروعي وزيرة شؤون الشباب في الإمارات وأصغر وزيرة في العالم
تم تعيين الشابة شمّا المزروعي، 22 عاماً، وزيرة لشؤون الشباب لتكون بذلك أصغر وزيرة في العالم وتطيح كلاً من وزير الخارجية النمسوي سباستيان كورتس الذي حاز هذا اللقب عندما تولّى منصبه وهو في السابعة والعشرين من عمره، وعايدة الحاج التي تولت وزارة التعليم في السويد وهي في سنّ السادسة والعشرين.
شمّا المزروعي تحمل شهادة ماجستير في السياسات العامة مع مرتبة الشرف من جامعة أوكسفورد في بريطانيا، وكانت أول طالبة إماراتية تفوز بمنحة رودز للقيادات الشابة في العمل الحكومي.
تحمل المزروعي أيضاً شهادة دبلوم متقدّم في الشراكات المتعددة القطاعات من جامعة نيويورك، وشهادة البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف العليا من جامعة نيويورك.

لبنى بنت خالد القاسمي أول وزيرة إماراتية
إنها أول إماراتية عُيّنت وزيرةً للاقتصاد والتخطيط عام 2004، ثم أُعيد تعيينها وزيرةً للتجارة الخارجية عام 2007. وفي العام 2013 تم تعيينها وزيرةً للتنمية والتعاون الدولي. وفي شباط/فبراير 2016 تم تعيينها وزيرة دولة للتسامح.
لبنى هي ابنة أخ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، تحمل شهادة بكالوريوس في الكمبيوتر وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال، ودكتوراه فخرية في العلوم، القانون، والاقتصاد.
شغلت لبنى منصب المدير المسؤول عن إدارة أنظمة المعلومات في سلطة موانئ دبي والمنطقة الحرّة لجبل علي لأكثر من سبعة أعوام، ثم تسنّمت العديد من المناصب الإدارية الرفيعة إلى أن انضمت إلى الحكومة الاتحادية كوزيرة للاقتصاد عام 2004.

نورية الصبيح وزيرة التربية والتعليم العالي في الكويت
نورية الصبيح هي ثاني وزيرة في تاريخ الكويت بعد معصومة المبارك. إنها صاحبة فكرة النظام الثانوي الموحد. تحمل شهادة بكالوريوس في الآداب والتربية من جامعة الكويت عام 1975، ودبلوم في التربية عام 1976.
بدأت حياتها المهنية في وزارة التربية كمدرّسة لمادة التاريخ، ثم أصبحت مديرة مدرسة، وبعدها مراقبة للشؤون التعليمية، ومديرة إدارة التنسيق ومتابعة التعليم. تم تعيينها وزيرةً للتربية والتعليم العالي في دولة الكويت عام 2007 باعتبارها الشخص المناسب في المكان المناسب.

ديلما روسيف رئيسة البرازيل
هي سياسية برازيلية والرئيسة السادسة والثلاثون للبرازيل من كانون الثاني/يناير 2011 وحتى آب/أغسطس 2016.
كانت روسيف عضواً في حزب العمال البرازيلي، وتم تعيينها عام 2005 وزيرةً لشؤون الرئاسة من جانب الرئيس لولا دا سيلفا، لتصبح أول امرأة تتولّى هذا المنصب. ثم كُلّفت تشكيل الحكومة بعد استقالة عدد من الأسماء الكبرى بسبب فضيحة فساد هزّت البلاد.
ترشّحت لرئاسة البرازيل عام 2010 وفازت بنسبة 58 في المئة من إجمالي الأصوات، وتسلّمت المنصب رسمياً في بداية العام 2011.
تجدر الإشارة إلى أن ديلما هي ابنة مهاجر بلغاري، وناضلت في شبابها ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي في البرازيل.

أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية
تشغل أنغيلا ميركل حالياً منصب المستشارة الألمانية، وهي أيضاً زعيمة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي. كانت في السابق عالمة أبحاث، وتحمل شهادة دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية. دخلت غمار الحياة السياسية بعد ثورات 1989، وخدمت لفترة وجيزة كنائبة للمتحدث باسم أول حكومة منتخبة ديموقراطياً في ألمانيا الشرقية عام 1990.
تسلّمت ميركل العديد من المناصب السياسية (مثل وزيرة المرأة والشباب، وزيرة البيئة، والأمين العام لحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي) قبل أن تصبح أول زعيمة للحزب بعد عامين إثر فضيحة التبرعات التي أطاحت فولفغانغ شويبله.
تعتبر ميركل حاكمة الأمر الواقع لزعامة الاتحاد الأوروبي، واعتبرتها مجلة «فوربس» أقوى امرأة في العالم، وهو أعلى تصنيف حققته امرأة في التاريخ.

الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش
الشيخة حسينة واجد سياسية بنغالية ورئيسة وزراء بنغلاديش الحالية. إنها البنت الكبرى للشيخ مجيب الرحمن، أول رئيس لجمهورية بنغلاديش. كانت رئيسة حزب «رابطة عوامي»، أحد الأحزاب السياسية الرئيسة في بنغلاديش.
في العام 1996، أصبحت رئيسة للوزراء بعد فوز حزبها في الانتخابات التشريعية. إلا أن حزبها مُني بهزيمة كبيرة في انتخابات العام 2001.
وُجّهت إلى الشيخة حسينة تهمة الابتزاز والتحريض على القتل في العام 2007، وأصدر القضاء مذكرة توقيف بحقها. عادت إلى بلادها عام 2007 ثم غادرت إلى الولايات المتحدة لتعود إلى بنغلاديش مجدداً في العام 2008 وتقود حزبها في الانتخابات في مسعىً لتولّي رئاسة الوزراء مرة أخرى. حقّق الحزب يومها فوزاً تاريخياً، وعادت الشيخة حسينة إلى رئاسة الوزراء.

تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية
تيريزا ماي سياسية بريطانية تشغل منصب رئاسة الوزراء البريطانية منذ 13 تموز/يوليو 2016 خلفاً لديفيد كاميرون. إنها ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارغريت ثاتشر، وثالث بريطاني يتولى هذا المنصب من دون انتخابات رسمية.
وُلدت تيريزا في إيستبورن، ساسكس، وراودها حلم السياسة منذ سنّ الثانية عشرة. بدأت مسيرتها المهنية في الاقتصاد، وعُرف عنها كرهها للأضواء والظهور الإعلامي. في العام 1986، انخرطت ماي في الحياة السياسية بعد انتخابها مستشارةً في حزب المحافظين. جرى من ثم انتخابها نائبةً محافظة، وبعدها النائبة العامة لحزب المحافظين، وكانت بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب.
شغلت ماي مناصب عدة في حزب المحافظين، وتولّت منصب وزيرة الداخلية بين أيار/مايو 2010 وتموز/يوليو 2016 قبل أن تختارها اللجنة الداخلية لحزب المحافظين لتولّي رئاسة الوزراء بعد انسحاب منافسها.

الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار
الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تحمل شهادة ماجستير في التاريخ السياسي من جامعة شيفيلد في إنكلترا، وشغلت منصب الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني في وزارة الإعلام البحرينية. تم تعيينها وزيرةً للثقافة والإعلام لتصبح أول وزيرة للإعلام والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي العام 2010 تم تعيينها وزيرةً للثقافة بعد فصل الإعلام عن الثقافة. في شباط/فبراير 2015 تم تعيينها رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار.
طوّرت قطاع الثقافة وفتحت شراكة بين قطاع الثقافة والمؤسسات المالية والمصرفية. أسّست وأدارت مجموعة من المراكز الثقافية والبيوت الفنية، واختارتها مجلة «فوربس» بين أقوى 50 شخصية عربية.