الصورة النمطية للجلسات النسائية...النميمة سيدة الموقف وسيرة الرجال حاضرة دائما

06 مارس 2018

مما لا شك فيه أن المرأة العربية ما زالت تواجه قوالب عدة من الصور النمطية التي تغطي كافة حياتها، الامر الذي يجبر المرأة أحياناً على الانخراط في هذه القوالب التي وضعت لها.

هبة عبيدات


يتفق العديد من الشباب والمسنين بأن النساء عند اجتماعهن تحاك الكثير من المؤامرات، التي منها ما يتعلق بحياتهن الأسرية، ومنها ما يطال علاقات الآخرين. وهذه الصورة النمطية ما زال العديد من الشباب يتوارثونها في ظل استمرار تلقينها من قبل أسر عديدة.

أبرز ما يدور في ذهن الرجل لدى رؤيته لجلسات نسائية هو إن حديثهن في أمور لا تهم المجتمع، وتقتصر على "القيل والقال"، والمشاكل العائلية، وآخر الموديلات في الأسواق وغيرها من القضايا.

ومع ذلك، يرى البعض أن الصورة النمطية تختلف أيضاً باختلاف لقاءات النساء. فاللقاءات والاجتماعات التي تشمل النساء العاملات في الشأن العام تنطبع بصورة نمطية تتبلور بأن هذه اللقاءات تضم نوعية من النساء يعتقدن بأنهن أفضل من المجتمع، وينظرن  الى الآخرين نظرة فوقية.

في المقابل تتمثل الصورة النمطية عن الجلسات التي تضم نساء غير عاملات، بأنها جلسات تتمحلور حول نقاش الأمور التي لا تشغل الرأي العام  والتي تقتصر على النميمة و"القيل والقال".

وفي كلا الحالتين تبقى الصورة النمطية سيدة الموقف في النظرة لأي لقاءات نسائية.

سهى أحمد (اسم مستعار) تؤكد أن حياة المرأة في المجتمعات العربية ما زالت نمطية فهي أم أو زوجة أو ربة منزل، وهو ما ينعكس على أحاديثها بشكل أو بآخر.

وتذهب بعض الفتيات في الحديث عن الجلسات النسائية إلى تأكيد عبارة "تختلف الوجوه والقصص واحدة".

ورغم ذلك، لا يرى البعض أن اللقاءات النسائية تختلف عن لقاءات الرجال في المنطقة العربية. فهي اجتماعات لا تضر ولا تنفع، حيث أن الجلسات الاجتماعية تأتي لملء الفراغ، في ظل خلو المجتمعات العربية من اطر الاهتمام بالشان العام وتراجع معدلات القراءة.

الأمينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة في الأردن سلمى النمس، ترى أن المشكلة تكمن في الأدوار التي فرضها المجتمع على المرأة والتي تفاقم وضعها بدل أن تحسُنِه. فلا تزال المسلسلات التلفزيونية تعزز فكرة الصورة النمطية للمرأة، بأنها "سيدة المنزل" لتقع لمرأة ذاتها في هذا المطب بالنقاش في المواضيع التي يتوقع منها أن تتحدث بها في الجلسات.

ولا ترى النمس أن هناك مشكلة في نقاش مواضيع حياتية وأسرية في الجلسات النسائية، حيث تبرز في هذه الجلسات حالة تقييم ونقد ذاتي لحياتهن. وتقول "لا أجد أنه من المعيب أن تتحدث المرأة في كل مواضيع الحياة (أطفالها ومدارسهم وحياتهم اليومية)، فالنساء أكثر تنوعاً في نقاشاتهن من الرجال".

وتضيف النمس إن "الواقع السياسي والاقتصادي الآن طغى على أحاديث النساء، وانخرطت به المرأة بشكل أو بآخر، فالنقاش المتبلور في الخوف من المستقبل هو حديث يومي الآن".

المحامية المختصة بشؤون المرأة هالة عاهد تقول: "كثيراً ما توصف الجلسات النسائية بأنها جلسات نميمة ومواضيع تافهة، وبات أي وصف لأي جلسة غير جدية بأنها "جلسة نسوان" والأحاديث بأنها أحاديث نسائية، للتدليل على قلة قيمتها وتفاهتها".

وتضيف عاهد: "هذا الوصف الجائر لكل الجلسات النسائية لا زال أسير النظرة النمطية للنساء واهتماماتهن. ففي حين يرى رجال أن مواضيعهم متعلقة بالسياسة والشأن العام، فإن أحاديث النساء هي حول الطبخ وآخر صيحات الموضة وأهل الزوج. لكن الحقيقة أن أحاديث النساء اليوم انعكاس لما يعشنه، سواء أكان شأناً عاماً أوخاصاً. فلا تخلو أحاديثهن من السياسة والاقتصاد والحب والأبناء، كما لا تخلو مواضيع الرجال منها، أضف اليها الرياضة".

يشار إلى أن عدد النساء العربيات اللاتي حصلن على شهادات جامعية يفوق عدد الرجال، فيما بلغ معدل الإناث إلى الذكور من حيث الالتحاق بالتعليم العالي في المنطقة العربية نسبة 108 في المئة.