الأمهات العازبات

القانون والمرأة, حقوق المرأة, مقابلة, هموم المرأة, يوم المرأة العالمي, مساواة الرجل والمرأة, المرأة العربية / نساء عربيات, الأم والطفل, قضية / قضايا المرأة, الأمهات العازبات , جمعية مريم ومرتى, ميرنا منصور

05 أكتوبر 2009

هل لايزال من المحرّم التحدث عن الموضوع في الدول العربية؟ هذا ما يبدو في لبنان الى حدّ ما، حيث على سبيل المثال لم تسمح إحدى الجمعيات بإعطاء أي معلومات عن الموضوع وإن عامة... الأم العزباء، كيف تقع في هذه التجربة؟ كيف تخوضها؟ وكيف تتخطاها؟ أسئلة نقلتها «لها» الى جمعية تعنى بهذا الموضوع، هي جمعية «مريم ومرتى» (في عجلتون، قضاء كسروان في جبل لبنان) التي شاركتنا المعلومات العامة مع الحرص على احترام الخط الأحمر لخصوصية الموضوع ولخصوصية كل سيدة معنية. في زيارة الى للجمعية التي يرأسها الأب عبدو أبو خليل، كان لنا لقاء مع المعالجة النفسية ميرنا منصور. وجالت «لها» في أرجاء المركز الجديد الذي افتتحته الجمعية في 24 أغسطس/آب 2009، علماً أنه سمح لنا بالتجوال في المركز لأن السيدات المقيمات كنّ في نزهة على شاطىء البحر وإلا لما كان ذلك مسموحاً منعاً لإحراج السيدات.

- كيف حضنت الجمعية موضوع الأم العزباء؟
لا تنحصر تغطية نشاطات الجمعية التي تأسست في تشرين الثاني/نوفمبر 1999 بموضوع الأم العزباء بل تشمل الكثير من الظواهر الاجتماعية، منها المرأة المعنفة جسدياً ومعنوياً، والمرأة المنبوذة، والصبايا في طريق الدعارة الظرفية، والتعدي الجنسي وسفاح القربى، والسجينات السابقات، والمعرضات للانحراف. وقد تم الاتصال آنذاك (قبل تأسيسها) بالأب أبو خليل لمساعدة امرأة معنفة. من هنا كان تأسيس جمعية تكون البيت الثاني لكل سيدة اضطرّت لمغادرة منزلها للأسباب أعلاه.

- كيف تتعرف الأم العزباء الى وجود الجمعية؟
تنتشر رسالة الجمعية بطرق عدة: أولاً من خلال رعاية مطرانية صربا في جبل لبنان لها، وثانياً عبر المؤسسات الاجتماعية واتحاد حماية الأحداث ومرشدية السجون ووسائل الاعلام. مع الاشارة الى أن الجمعية لم توسع نشاطها في وسائل الاعلام سابقاً الى حين انتقالها الى مركزها الجديد الذي يضم أربعين سريراً بعدما بدأت في منطقة عين الرمانة مع ثمانية أسرّة، ثم في منطقة النقاش مع أربعة عشر سريراً.

- هل من إحصاءات حول أعداد الأمهات العازبات في لبنان؟
ليس لدى الجمعية إحصاءات حول عدد الأمهات العازبات في لبنان، إنما يمكنني القول أنه منذ سنتين استقبلت الجمعية فقط سيدتين، فيما استقبلت في فترات سابقة حوالي سبع سيدات في الوقت نفسه. فلا تواتر دقيقاً أو معيناً حول عدد الأمهات العازبات القادمات الى الجمعية.

- كيف تتراوح أعمار الأمهات العازبات بحسب اطلاعك على الموضوع؟
بين 17 و24 عاماً، وهو معدل عمر صغير.

- ما هو عدد الجمعيات المتابعة للموضوع في لبنان؟
الى حد علمي هو عدد ضئيل ، أظن انه يوجد فقط جمعيتان.

- علامَ يدل هذا العدد؟
لا أتوقع وجود جمعيات اكثر لمتابعة هذا الموضوع في لبنان حيث تطغى العقلية الشرقية ويسود مبدأ الشرف. وقد تختلف هذه النظرة من مجتمع الى آخر داخل لبنان.

- هل من فكرة لدى الجمعية عن هذه الظاهرة في الدول العربية؟
لا يمكنني التحدث عن هذه الظاهرة في الدول العربية لكن الجمعية استقبلت سابقاً أماً عزباء من سورية وأخرى من فلسطين. وكنا في فترة على اتصال مع أم عزباء لبنانية موجودة في دولة توغو الافريقية لكنها عدلت عن المجيء.

- لماذا تقرر الأم العزباء اللجوء الى الجمعية؟
تلجأ الى هذا المكان لأنها تكون منبوذة من الأهل ووالد الطفل والمجتمع، وبالتالي في حاجة الى المساعدة لأنّها لا تملك وحدها وسائل الإستقلاليّة و تحمّل المسؤوليّة.

- وماذا عن دور الجمعية تجاه الأم العزباء؟
تقوم الجمعية بواجباتها من النواحي المختلفة: المادية والاجتماعية والنفسية. فمادياً هي تهتم بفترة علاجها وبمصاريف الولادة. واجتماعياً تسعى الى المتابعة الاجتماعية مع الأهل (أب-أم- والد الطفل- أصدقاء- أقارب) لايجاد صلة وصل والابقاء على هذه الصلة حتى لا تزداد الامور سوءاً. ويتم ذلك بطريقة مهنية لكسب ثقة الطرف الآخر. وقد شهدنا حالة زواج عندما تدخلت الجمعية لتصلح بين أم عزباء وحبيبها فتزوجا. ونفسياً تشعر الجمعية الأم العزباء بالدعم اللازم في وحدتها وتهيئها كي لا تتخذ أي قرار متسرّع يتعلق باحتفاظها بالطفل أو بالتخلي عنه.

كما تتابع في فترة وجودها في المركز دورة تأهيل هي مجبرة على متابعتها بكاملها وان قررت العودة إلى ذويها، فلا تغادر المركز قبل أن تحصل على شهادة «اكتمال مسيرة التأهيل». وتساعدها فترة التأهيل على الاستقلالية وعلى ايجاد فرص عمل حسب مؤهلاتها.

- كيف تساعدونها على اتخاذ قرار الاحتفاظ بالطفل أو التخلي عنه؟
يعود هذا القرار لها وحدها، ونحن لا نتخذ أي جواب صادر عنها كجواب رسمي حتى اليوم الأخير من حملها، فهي تكون في حالة نفسية مضطربة تجعلها تبدل رأيها من يوم الى آخر. وعند اتخاذ القرار تساعدها الجمعية في التنفيذ كالتكفل بالاجراءات اللازمة لانضمام الطفل الى الجمعيات المعنية، أو إجراء معاملات التسجيل إذا قررت الاحتفاظ بالطفل.

- ما هو وضع الأم بعد الولادة؟
في بعض الحالات يشعر الأهل بالحنين أو يعود الحبيب ويقرر الزواج منها، أو قد تلتقي برجل آخر مستعد لتقبل وضعها ويكون ذلك قبل الولادة أو بعدها. أما الأخريات فكما ذكرنا تساعدهن فترة التأهيل التي يخضعن لها على الاستقلالية وتدبير عمل والتكفل بتربية الطفل.

- كيف تكون نفسيتهن عند القدوم الى الجمعية؟
يصلن جميعهن بنفسية محبطة، فهن لا يأتين الا اذا كنّ في مرحلة صعبة جداً، أي بعد نبذهن من جميع المحيطين.

- ممّن يتألف فريق العمل الذي يهتم بالأم العزباء؟ أي إلى ماذا تحتاج لإعادة التأهيل؟
الاختصاصات التي يحتاجها التأهيل وفق ما تراه الجمعية تتوافر في فريق العمل الذي يضم الى مؤسس الجمعية الأب عبدو أبو خليل، المرشدة الاجتماعية التي تعنى بالشأن الصحي والمهني والتعليمي والعائلي، المعالجة النفسية، المرافقات والمربيات المتخصصات اللواتي  يرافقنهن على الأرض في حياتهن اليومية، المرافق الروحي، مع الاشارة الى أن الجمعية تستقبل سيدات من جميع الطوائف، المسؤولة عن الأشغال اليدوية، منشطة إجتماعية، معالجة نفس-حركية تهتم بتناسق الجسم مع العقل.

- كيف تعيش الفتاة الحامل في الجمعية طوال 9 أشهر، ما هو برنامجها؟
البرنامج الذي يطال حالات الأم العزباء كما الحالات المذكورة أعلاه، يتألف من ثلاثة محاور كبيرة:

المحور الفردي، أي التطور الشخصي للمقيمة ويقوم على العلاج النفسي الجماعي أي جلسات استرخاء، وجلسات علاج حركي إضافة الى جلسات من الثقافة العامة ليكتشفن الأنوثة الحقيقية الصحيحة بطريقة معتدلة دون مبالغة. فهن يعتقدن أن الانوثة تعني الاغراء، وفي الوقت نفسه يجب ألا ينظرن الى أنفسهن نظرة دونية. ولدينا مشغل المواهب المتضمن نشاطات من رقص ومسرح ورياضة. كما يشاركن في تنظيف المنزل والطبخ والغسل. وقد ندخل معهن في أدق التفاصيل كالنظافة الشخصية للمرأة فبعضهن يأتين من أماكن لم يعرفن فيها الاستحمام حتى...

المحور الثاني هو التطور العلائقي ويقوم على التحاور وتبادل الرسائل وحضور افلام والمحاورة حولها، والمشاركة في ألعاب توجيهية وزيارت تثقيفية وحلقات توعية على كل الأصعدة الطبية والعائلية لأن هنا تكمن حلقات الفراغ والضعف كأن يعرفن حقهن بالعمل وإدارة علاقة سليمة مع الرجل ومواجهة الأشخاص والتعرف الى الامراض المتناقلة جنسياً والصحة الانجابية، الخ...

أما المحور الثالث فهو المحور التعليمي و المهني، أي محو الأمية واكتساب الثقافة العامة، وهنا يكمن الأساس في تجاوب المقيمة مع البرنامج

- على ماذا يرتكز العمل من أجل إعادة انخراط الأم العزباء في المجتمع بعد تعرضها للنبذ؟
يرتكز العمل على صعيد فردي أي المرافقة الفردية ويتشعب الى 4 محاور: الاجتماعي، النفسي، الروحي، والحياة اليومية (كما ذكرت التفاصيل أعلاه حول دور الجمعية). وعلى صعيد جماعي يتشعب الى 5 جوانب: الجانب العائلي (اصلاح العلاقة بالحبيب والأهل)، والجانب الطبي (نعتمد على شبكة أطباء، ونسعى لتأمين الأدوية إذا لم يتوفر للمقيمة مورد آخر)، والجانب القضائي (ملاحقة الشؤون القانونية)، والجانب المهني (دراسة- لغات- إعادة إنعاش الذاكرة للمثقفات- دورات محو أمية- حصص تعليم)، والجانب الشخصي للمقيمة (درس طاقاتها، إقامة الدورات التدريبية).

- ما هي مراحل التأهيل؟
تخضع الأم لأربع مراحل من أجل استكمال عملية التأهيل، مدة كل منها حوالي الشهرين:

المرحلة الأولى: هي مرحلة الراحة للمقيمة، فتنعزل عن المحيط الخارجي والمجتمع، تفكر بهدوء. هي مرحلة قراءة ذاتية وانخراط في الحياة اليومية.

المرحلة الثانية: هي مرحلة التدخل الفردي أي استكشاف الجمعية للعلاقة مع الأهل، ودرس نقاط القوة والضعف لدى المقيمة، ومحاولة لكي تكتشف نفسها هي أيضاً. وفي هذه المرحلة تخرج يوماً في الاسبوع من المركز.

المرحلة الثالثة: مرحلة بداية الانخراط، مرحلة الدراسة و التنشئة المهنيّة وتأمين العمل اليومي.

المرحلة الرابعة: مرحلة التحضير للانخراط الكلي في المجتمع والاتكال على الذات، بحيث تصبح أكثر حرية في الخروج من المركز.

تستغرق هذه المراحل بين ستة أشهر وسنة وشهرين، وتحصل بنتيجتها المقيمة على «شهادة إكتمال مسيرة التأهيل». إن هذه الشهادات تقوي الجانب المعنوي لديهن وتحفّز المنافسة مع الاشارة الى ان لكل مرحلة شهادة.

- أشرت إلى الجانب القضائي وملاحقة الشؤون القانونية. أي أمور بالتحديد؟
ملاحقة الشؤون القانونية خصوصاً في المحاكم. فمثلاً إذا كانت الأم قاصراً نلتزم بقرارات القاضي مهما كانت الظروف، وقد لا يسمح بأن تخرج من المركز وفق مراحل التأهيل أو إذا جاءت من اتحاد حماية الأحداث قد تخضع لأنظمة معينة...وذلك يتم بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات والجهات الرسمية المعنية. كما أننا نستعين بمحامين متطوعين حسب الحاجة لمتابعة الأمور القانونية في جلسات المحاكم أو في مراجعات تشريعية و أخيراً الإهتمام بتسجيل الطفل قانونيّاً و لو دون زواج شرعي.

- إذا قررت الأم الاحتفاظ بالطفل، كيف يتم تسجيله؟
اذا قررت الأم الاحتفاظ بالطفل، سوف يحمل عند التسجيل إسم الأم وإسم عائلتها بدلاً من إسم الأب. وتجدر الاشارة الى أن الأم تتعرض للعديد من الاهانات من المجتمع في وجه عام لدى التسجيل. إن إجراءات التسجيل صعبة جداً. أما شكل التسجيل فيتم كالآتي: على اخراج القيد العائلي يكتب عبارة «دون زواج شرعي،» أما على اخراج القيد الفردي فيذكر عند اسم الأب الذي يتم اختياره عشوائياً «اسم مستعار».

- ماذا عن الحالة النفسية للولد وما يواجهه في المجتمع؟
بحكم العمر الصغير للجمعية نوعاً ما، لم نتمكن من التحقق من الحالة النفسية للولد عندما يكبر ويفهم هذا الموضوع وما يمكن أن يتعرض له. لكننا نبقى على اتصال مع الأم التي تمر بحالات نفسية متناقضة تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم. وقد تأتي مع الولد الى الجمعية لبضعة أيام لترتاح. لا تتخلى الجمعية عن المقيمة بعد مغادرتها المركز بل يبقى الاتصال مستمراً مع قدامى المركز لمساعدتهن في تخطي أي ضغط نفسي قد يواجههن. وهن مخولات القدوم الى مركز الجمعية بضعة أيام للراحة اذا شعرن بالحاجة الى ذلك. كما نسعى لتسهيل تأمين الحاجات المادية لهن عند اللازم بعد مغادرتهن.

- ما هي أسباب الانجاب أو الحمل خارج مؤسسة الزواج؟
السبب الأساسي في أكثرية الحالات هو التفكك الأسري والمشاكل العائلية. كما أن العائلات ذات المستوى المادي الرفيع ترفض ارسال بناتها الى المراكز الخاصة، وقد تسعى للجوء الى الاجهاض لأن هذه التجربة قد تسيء الى سمعة العائلة.

- وماذا عن العائلات من الحالات الاجتماعية المتدنية؟
في العائلات من المستوى الاجتماعي المتدني يرفض الأهل هذه الحالة في البداية فتأخذ الأم العزباء على عاتقها تحمل الموضوع، ثم قد يرضى الأهل وقد لا يرضون.

- بحسب متابعتك للامهات العازبات عن قرب، لماذا يقررن الاحتفاظ بالطفل وعدم الاجهاض؟
تقرر الأم العزباء الاحتفاظ بالطفل لأن شعور الأمومة يطغى وبالتالي ترفض الاجهاض، خاصة اذا تعدى سنها الثلاثين فتكون في حاجة الى شعور الأمومة، رغم أنها تقع في حيرة كبيرة بين مواجهة المجتمع والأهل وحتى الولد في ما بعد وبين رغبتها في احتفاظها. فهي تعي أن مستقبلها صعب وتفكر بالأمور الآتية: «هذا ابني أو هذه ابنتي لن أتخلى عنهما، هو ثمرة حب يذكرني بشخص أحبه»، الخ... فهي تعيش تسعة أشهر من الحيرة إلا إذا كانت قد قررت مسبقاً  اعطاءه للتبني. نحن نضع أمامها جميع الاحتمالات دون أي تأثير فيها.

- ولماذا يتخذن القرار بالتخلي عنه (ما هي الظروف)؟
تتنوع الأسباب، منها الخوف على مستقبلها بوجود الطفل كعبء، أو صغر سنّها و عدم القدرة النفسيّة والماديّة على تحمّل المسؤوليّة وحدها، أو الضغط العائلي والإجتماعي الكبير في رفض الطفل ( تهديد، عزلة، الخ...)

- هل يمكن أن تقرر الاجهاض خلال وجودها في الجمعية؟
لا تساعد الجمعية أبداً على الاجهاض، لا بل نميل الى مساعدتها لما فيه مصلحة الطفل دون إظهار ذلك مباشرة. ونحن نساعد على إنجاز معاملات التسجيل اذا رغبت في الإحتفاظ به...

- كيف تؤمن الجمعية حاجات المقيمات؟
تدعم وزارة الشؤون الاجتماعية أفراد الجمعية، إضافة إلى مساعدات عينية أو مادية من مؤسسات أو أفراد من لبنان وخارجه، أو من خلال تبني أفراد مقيمة في المركز أي التكفل بجميع مصاريفها.

- ما هي المشاكل التي تعيق عمل الجمعية في معالجة حالات الأم العزباء؟
المشاكل التي تواجه الجمعية هي العلاقة مع الأهل الذين يهمنا تعاونهم وقد لا نلقاه دائماً. إضافة الى الصعوبة في معاملات تسجيل الولد، مع الاشارة الى أن هذه المعاملات يجب أن تبدأ فوراً بعد الولادة، وإلا برزت عراقيل كثيرة تمدّ فترة التسجيل الى ثلاث أو أربع سنوات فيصبح من الصعب دخول الولد المدرسة في السن الطبيعية مثلاً... فعندما يتأخر طلب التسجيل تتغير وجهة التحقيقات والاستجوابات. والمشكلة الاضافية هي انخراط الأم في المجتمع، فمن الصعب وجودها وحيدة في المجتمع مع الولد دون شريك، ومن الصعب إيجاد شريك يتقبل وضعها. كما يصعب ايجاد عمل لها وقد يرفض البعض توظيف حالات معينة.

 أم عزباء: أتحمّل العبء وحدي

حين إعداد هذه المقابلة كانت الجمعية تستقبل أماً عزباء واحدة، أجابت عن بعض أسئلة «لها» خطياً وذلك بعد استشارتها الجمعية فأبدت رغبتها في الاجابة. هي شهادة أم عزباء قاصر كانت في السجن، أرسلت الى مركز الجمعية بعد الولادة من أجل تأمين حماية الطفلة عبر تأهيل الأم، مع الاشارة الى أن الجمعية زوّدتنا بالورقة بخط يد الأم فكانت الأجوبة الآتية:

- ما الظروف التي أدت بك الىأن تكوني أماً عزباء؟
(لم تجب عن هذا السؤال).

- كيف تعرفت الى الجمعية؟
من خلال السجن

- ما الذي تقدمه المؤسسات الأهلية وتفتقدينه في المجتمع؟
تقدم المؤسسة أولاً: السكن، العلاج النفسي، اللغة الانكليزية، الكمبيوتر، المشغل، الخياطة والاشغال اليدوية والألعاب الترفيهية والألعاب الثقافية والرحلات الى المناطق الاثرية وأيضاً إعادة التأهيل للانخراط في المجتمع.

- هل برأيك أنه من السليم أن تحرّم الأمومة على العزباء؟
كلا، لأنه إذا وقع الأهل في الخطأ لا يجوز أن يتحمل الطفل ذلك، لا بد له أن يعيش حياة طبيعية.

- لماذا قررت الاحتفاظ بالطفل؟ وكيف ترين مستقبله؟ كيف ستؤمنين له هذا المستقبل؟
قررت الاحتفاظ بالطفل لأن من حق ابنتي أن تعيش قرب أمها، وأرى مستقبلها طبيعياً كأي طفل وسأعمل لأؤمن لها كل حاجاتها.

- كيف يتم تسجيل الولد؟
يتم تسجيل الولد بإسمي.

- كيف كان التأثير النفسي عليك؟
كان سلبياً وايجابياً معاً. سلبي لأن تسجيل الولد لا يكون كبقية الاولاد وإيجابي لأنني اطمأنيت لحقه في العيش معي.

- كيف تتحملين وحدك أعباء تنشئة الطفل؟
أتحمل العبء وحدي من خلال عملي وتأمين مصاريف ابنتي واتكالي على نفسي.

- هل تتوقعين أي انعكاس سلبي على نفسية الولد في المستقبل؟
نعم أتوقع انعكاساً سلبياً ولكنني أحاول أن أشرح لها بطرق مبسطة، على مراحل، ما جرى حتى لا تتعرض لصدمة تؤذي نفسيتها.