مرافقة الرجال للنساء في التسوق .. عذاب

15 مارس 2018

حسام بركات

نوع من الادمان اختصت به المرأة، أو حالة عشق تشعرها بالكثير من الفرح، وهي تعيش تفاصيلها في كل مرة بين ممرات "المولات" وأروقة المحلات.

إنه التسوق..

tالمرأة والتسوق ثنائية قديمة، وهوس التسوق هذا يطال الغالبية العظمى من النساء حول العالم. وتختلف مدة التسوق باختلاف الغرض المنشود والمناسبة التي تتسوق من أجلها، وعلى ضوئها قد تطول المدة الزمنية أو تقصر.

رفيقها في التسوق هي امرأة مثلها، أختها أو أمها أو صديقتها، ما يضفي على التسوق المزيد من المتعة والاثارة، والمزيد من الوقت الذي ستمضيه في الأسواق. ولكن، ماذا لوكان الرفيق رجلاً؟

عذاب من نوع آخر

لسبب أو لآخر، قد يجد الرجل نفسه متورطا في رحلة تسوق مع زوجته أو ابنته، قد تطول مدتها الى ساعات وساعات، فيبدأ صبره بالنفاد، لان مثل هذه الجولات، بحسب الرجل، ماهي الا مضيعة للوقت والمال على حد سواء.

وتمضي ساعات ثقيلة على الرجل وكأنها أيام، في حين أن المرأة تشعر انها جزء من الساعة لا أكثر.

وبحسب دراسة أمريكية أجريت قبل أعوام، "فإن الرجل يبدأ بالشعور بالملل من التسوق بعد مرور 26 دقيقة فقط، بينما تكمل المرأة 6 ساعات من التسوق دون الشعور بملل أو تعب".   



أما وقد وقع المحظور ووجد الرجل نفسه في الفخ بعد 26 دقيقة، وادرك انه يزال أمامه ساعات طوال لانتهاء رحلة العذاب هذه، فانه سيقوم بمحاولات بائسة لتسلية نفسه وتمضية الوقت، وملامحه سيعتليها الكثير من الألم والضجر والمعاناة، تماما كالبؤساء.

وبين الجلوس على حافة الرصيف، واللعب بتطبيقات الهاتف الذكي، أو التوقف في ركن ما والنظر في اللاشيء، الى النوم على أريكة (مريحة كانت أم لا)، يمضي الرجل رحلته التي لا يبدو لها خلاص.

وتحت وطأة الكثير من الأمثلة والنماذج الواضحة، تناولت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور التي لا تكاد تخلو من الغرابة والعفوية، مع الفكاهة، والتي تجسد معاناة الرجل في التسوق مع المرأة.

شنغهاي وجدت الحل

في مركز تجاري في مدينة شنغهاي الصينية، وُضعت بعض الحلول لصالح الرجل المجبرعلى التسوق مع المرأة، حيث زود المركز بحجيرات مخدومة بألعاب الفيديو لتكون ملاذا للرجال الضجرين من التسوق، حتى تنتهي شريكاتهم من عمليات البحث والاختيار والشراء الطويلة.

وفي بيان لشركة "رووو سمارت تكنولوجي" صاحبة الفكرة، أعلنت إنها دشنت الحجيرات التي تعرف باسم "مان بود في مركز غلوبال هابور"، وأنها تلاقي اقبالا شديدا من قبل الرجال.   



كما يمكن لمستخدمي "مان بود" الاستلقاء في مقعد أمامه شاشة كبيرة، وممارسة ألعاب الفيديو وهم في معزل عن ضوضاء التسوق في الخارج، بفضل الجدران الزجاجية الشفافية.

فهل تصل مثل هذه الحجيرات الى الاسواق في الدول العربية، لتنهي واحدة من المشكلات المستعصية في رحلات التسوق؟

المفارقة العجيبة في تسوق الرجل مع المرأة، ان كليهما لا يريد فعل هذا. فلا الرجل تستهويه المحلات التجارية والتجول بين جنباتها، ولا المرأة تفضل أن يكون شريكها في التسوق رجلا، بل على العكس، تفضل ان ترافقها امرأة أخرى تتبادل معها الحديث، عن آخر صيحات الألوان والموضة، أو القيام بها وحدها دون شريك.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"