Home Page

المراهقة...

مستحضرات التجميل, المهرجان القومي للمسرح المصري, مراهقة / مراهقات, التوتر, حب الشباب, الأنوثة , شخصيّة المراهق, غذاء المراهق, ألم / آلام جسدية, الشعور بالتعب, سن المراهقة, مشاهد عنف, قصص الرعب, كيلوغرام

06 يونيو 2011

تنظر مهى إلى نفسها في المرآة باحثة عن عيوب، تتأمل جسدها وتقرر الخضوع لحمية تخلّصها من كيلوغرامات وهمية. أما إيمان فقد أصبحت المرآة المجهر اليومي الذي يدلّها على البثور المخبأة في بشرة وجهها ويتحوّل النظر في المرآة معركة جمالية بين إيمان والبثور فتكثر مساحيق التجميل لتخفيها، لكنها تبدو لها كأنها تتحدّاها لتشوه صورة وجهها الجميل.


يبدو المظهر عند المراهقة من المسائل المهمة التي تشغل بالها. فهي بدأت تشعر بأنوثتها، وتحمّر وجنتاها كلّما سمعت إطراءً من الآخرين، وأصبح اهتمامها بشكلها الخارجي أولوية في حياتها. تقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها وتتأكد من أنها تبدو في أجمل صورة.

من المعلوم أن صورة الجسد المتحوّل تدخل في صميم قلق المراهق عمومًا بغض النظر عمّا إذا كان ذكرًا أو أنثى، إلى درجة أن الجسد يصبح عند بعضهم شيئًا غريبًا عنه، فيشعر بوطأة هذه التحوّلات السريعة التي تحدث لجسده الذي يطرح نفسه أمامه، يتحدّاه ويقاومه ويقلقه. فينصب قلق المراهق على القامة والوزن والشكل العام والوجه والأنف ويتساءل كيف سيكون شكله، هل سيكون جميلاً أم قبيحًا، هل سيكون طويلاً أم قصيرًا سمينًا أم نحيلاً؟... وهذا ما يدفع به إلى مراقبة وجهه وجسده في المرآة.
ويبرز هذا السلوك عند الإناث أكثر من الذكور، وربما يعود السبب إلى اختلاف الاهتمامات التي يحفز الأهل  أبناءهم المراهقين الذكور على القيام بها، كممارسة نشاط رياضي.  فضلاً عن أن نظرة المجتمع المعاصر  تفرض على البنت أن تكون جميلة.
فمن الملاحظ راهناً الاهتمام المبالغ بمظهر الفتاة «الباربي» الجميلة التي تحاصر المراهقة كيفما وجهت عينيها، فتجدها في البرامج التلفزيونية والصحف والمجلات وفي الطريق حيث تنتشر اللوحات الإعلانية التي تعكس صورة المرأة الجميلة الأقرب إلى الكمال. ومن الطبيعي إذًا أن تنشغل البنت المراهقة أكثر من المراهق الذكر بشكلها وهندامها ولياقة جسمها وجمال وجهها.

وترافق هذه التغيّرات الجسدية تغيرات نفسية فكرية تُسبب للمراهق الكثير من الاضطرابات التي يعبّر عنها بسلوك إما عدواني أو فوضوي وإما فكاهي مبالغ فيه.لذا فمن المألوف أن ينقلب سلوك المراهق بحدة، ويتغيّر بسرعة بين الحزن والسعادة وبين الحماقة والذكاء وبين الخجل والوقاحة. يعكس هذا التناقض في المشاعر ما يخالجه من قلق وتوتر، يصل أحيانًا إلى شعور بالمرض.
ويشير الاختصاصيون إلى أن على الأهل ألا يستخفّوا بهذه المظاهر وإن لم تكن خطيرة، ويحاولوا قدر استطاعتهم مساعدة ابنهم أو ابنتهم المراهقة شرط أن يعرفوا المدخل، فالمراهق عمومًا يدافع عن حديقة أسراره ويحكم إيصاد بابها أمام كل من يحاول اختراقها.


ومن المظاهر العامة للمراهقة القلقة التي يمكن معالجتها

الشعور الدائم بالتعب
يأتي المساء وينفر المراهق من الذهاب إلى النوم في وقت مبكر، رغم شعوره بالتعب الدائم الذي يعود إلى نموه الجسدي، وبالتالي يظهر على شكل مرض مثل الرشح.
- ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
عليهم ألا يفرضوا عليه الذهاب إلى سريره مبكرًا، فإيقاعه البيولوجي تغير والنوم فترته أطول ولكنه ليس عميقًا. ومع ذلك على الأهل أن ينصحوه بالتخلي عن مشاهدة التلفزيون والذهاب إلى فراشه وقراءة كتاب، وتقليص نشاطاته الترفيهية.

الشعور بالتوتر والانهيار عند البنت
تتسكع في المنزل من دون هدف، تركز على هيئة كئيبة في مظهرها وتتهرب ومن اتصال صديقاتها.
- ماذا على الأم فعله؟
عليها أن تطلب من ابنتها بلطف أن تسرّ لها ما في قلبها كأن تقول لها: «ليس لديك رغبة في الخروج اليوم؟» فإذا لم تجب عن السؤال على الأم أن تعيد السؤال لاحقًا، بأن تقول لها أنه من حقّها كأم أن تقلق عليه.
وفي المقابل على الأم أن تتأكد أن علاقتها بأصدقائها جيّدة، فالمراهق المحاط بأصدقاء جيدين يتمكن من تخطي الصعاب التي يواجهها في الحياة بشكل أفضل.


يعاني من حب الشباب
يظهر حب الشباب عند المراهق بين الثانية عشرة والثالثة عشرة، ورغم أنه لا يظهر بكثرة عند بعض المراهقين، فإنهم يشعرون بالإحباط لدى ظهوره.
- ماذا على الأهل فعله؟ 
أن يفسّروا لابنهم أن ظهور حب الشباب مشكلة لدى كل المراهقين قد تطول لكنها تختفي نهائيًا بعد فترة. لذا عليهم مساعدتهم في اختيار مستحضر لمعالجة المشكلة، وإظهار تفهمهم لقلقه وتوتره بسبب البثور التي تجتاح وجهه، فبذلك يشعر بأن أهله يفهمونه، وبالتالي يشعر بالراحة.

لديها عقدة
تجد البنت نفسها طويلة جدًا أو قصيرة جدًا مقارنة بصديقاتها، ولا تجرؤ على ارتداء ما ترتديه صديقاته بسبب شكلها الكاريكاتوري بحسب ظنها.
- ماذا على الأم فعله؟
من المعلوم أنه يصعب على المراهق عمومًا التكيف مع التحوّلات الجسدية وتقبّلها.
وفي هذه الحالة يمكن الأم أن تعرض على ابنتها جلسة تجميلية في صالون التجميل أو مرافقتها لشراء الملابس إذا رغبت البنت في أخذ رأي والدتها، كما يمكن أن تقترح عليها المشاركة في المسرحيات المدرسية أو مزاولة رياضة ضمن فريق. ومن الضروري أن تتحدث الأم إلى ابنتها عما تمر به وأن تؤكد لها أن شعورها بعقدة المظهر عابر. ومع مرور الوقت سوف تصبح أكثر ثقة بنفسها.

القرمشة طوال الوقت
لا تتوقف عن التهام ألواح الشوكولا، وفتح باب الثلاّجة لتأكل ما يطيب لها.
- ماذا على الأم فعله؟
أن تسألها ما إذا كانت تشعر بالضجر. لأنه غالبًا ما يكون الضجر سبب تناول المراهقة كميات كبيرة من الطعام لا سيما الحلوى والشوكولا. لذا يمكن الأم أن تعرض عليها أكل الطعام الصحي كاليوغورت والفاكهة، شرط ألا تترك لديها انطباعًا بأنها تراقبها طوال الوقت، فهذا يزيد المشكلة. 

لديه بعض الكيلوغرامات الزائدة
يركز المراهق على بعض الكيلوغرامات الزائدة خصوصًا عند منطقة البطن ويرفض الذهاب إلى البحر بسببها وبالتالي لقاء أصدقائه.
- ماذا على الأهل فعله؟
لا يجوز إخضاعه لحمية قاسية من دون استشارة طبية، فهو في هذه السن في حاجة إلى الغذاء لينمو ويشب. لذا يجدر بالأهل أن ينصحوه باستشارة طبيب تغذية يعطيه الإرشادات الغذائية الصحية ونظام حمية يحافظ على نموه الجسدي. كما ينبغي على الأهل أن يشجعوه على مزاولة نشاط رياضي مما يشعره بالثقة بنفسه وبشكله الجديد.

مشاهدة أفلام العنف والرعب
لا تقتصر مشاهدة أفلام العنف والرعب على المراهقين الذكور، بل هناك العديد من الفتيات يملن إليها، فالمرأة في الأفلام بدأت تظهر بصورة البطلة الجميلة التي لا تقهر. إذاً العنف ظاهرة طبيعية في مرحلة المراهقة ما لم يتعدّ حدود المشاهدة، لكنه يصير خطراً عندما يلاحظ الأهل تماهي ابنهم المفرط ببطله الذي يقلّده في مظهره وطريقة كلامه وأسلوب حياته ولجوئه إلى العنف لحل المشكلات التي تواجهه.
- ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
عليهم أن يتنبهوا إلى الأمر ويساعدوا ابنهم على التخلص من هذا التماهي، بمناقشته ليعرفوا الأسباب الذي تدفعه إلى هذا السلوك. فربما كان السبب الخجل أو الخوف، فأحياناً يتحول المراهق من شخص مسالم إلى شخص عنيف بسبب صدمة أو إهانة أو ملاحظة ساخرة من أستاذه أو أترابه أو حتى أهله أنفسهم، فتكون ردة فعله العنيفة ستاراً يخفي وراءه ضعفه.

وينصح الاختصاصيون الأهل الذين يلاحظون تمادي ابنهم في السلوك العنيف بأن يوجهوه نحو ممارسة الرياضة التي تساعده على تفريغ كبته في طريقة سوية.  ويحذّرون من أن الاضطراب في العلاقة بين الأهل والمراهق قد يدفعه إلى البحث عن شخص غريب خارج محيط المنزل وربما كان هذا الغريب غير جدير بالثقة ويشجعه على التمادي في ارتكاب الأخطاء إلى درجة الانحراف.