"ست الحبايب" ألفها شاعرها في ساعتين وتعيش منذ 60 عاماً

21 مارس 2018


في 21 آذار(مارس) من كل عام نحتفل بعيد الأم، وهو اليوم الذي صار مرتبطا بأغنية صارت بمثابة النشيد الوطني لهذا اليوم، وهي "ست الحبايب" التي غنتها المطربة الراحلة فايزة أحمد، وصارت كلماتها محفوظة ومتوارثة لأجيال، حيث قدمت بعدها العديد من الأغنيات ولم تحظ أغنية بنفس شهرتها أو تأثيرها الوجداني. وقد يرجع ذلك لصدق كلماتها وتفرد معانيها رغم بساطة كلماتها.
وتعكس الأغنية علاقة شديدة الخصوصية بين الشاعر الذي صاغ كلماتها بوالدته، وهو الشاعر المبدع حسين السيد، حسبما تروى ابنته حامدة السيد في تصريحات صحافية: "كانت علاقة والدي بجدتي شديدة التميز والخصوصية، وكانت تسكن معنا في نفس العمارة، حيث أصر والدي على استئجار شقة مجاورة لنا، لتقيم فيها، وأذكر أنه دائما في يوم الأحد، يوم إجازتي من المدرسة، كان يرسلني لأجلس مع "تيتة" حتى ينتهي من عمله، ودائما ما كان يعطيني علبة فيها أربع سجائر، لانها كانت مدخنة، وورقة تحمل كلمة "صباح الفل على ست الحبابيب"، وكانت هذه الورقة أعظم هدية لها من والدي"
.
علا الشافعي

الشاعر الغنائي حسين السيد

"ست الحبايب يا حبيبه .. يا أغلى من روحى ودمي.. يا حنينه وكلك طيبة.. يا رب يخليكي يا أمي.. زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي، ولسه برضه دلوقتى بتحملي الهم بدالي، أنام وتسهري وتباتي تفكري، وتصحي من الآذان وتيجي تشقري.. يا رب يخليكي يا أمي .. يا ست الحبايب يا حبيبة"

على مدار أكثر من 60 عاما تصدرت الأغنية التي كتبها حسين السيد ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وتغنت بها المطربة فايزة أحمد ، لتكون هي الهدية الأولي في عيد الأم، سواء بترديد كلماتها، أو الاستماع إليها. أما من فقد والدته، فكلمات تلك الأغنية كفيلة بأن تدخله في نوبة من البكاء والحزن، وكذلك من يعيش في الغربة بعيدا عن الأم والأهل. والمفارقة أن تلك الأغنية لم تستغرق من مؤلفها سوى ساعتين فقط بحسب رواية ابنته الكبرى.


حامدة حسين السيد


تقول الدكتورة حامدة حسين السيد: "ولدت أغنية ست الحبايب سنة 1958 عندما قرر كل من الكاتبين الصحافيين مصطفى وعلى أمين عمل عيد للأم لتكريمها، وفضلا أن تكون هناك أغنية مصاحبة لهذا اليوم وتعبر عن مشاعر كل ابن تجاه والدته. وبالفعل استعانا بوالدي والموسيقار محمد عبد الوهاب لعمل هذه الأغنية. وخلال 48 ساعة، كانت الأغنية قد أصبحت جاهزة للإذاعة، فكان والدي كلما كتب "كوبليه" يتصل بالموسيقار عبد الوهاب ويخبره به، والأخر يقوم بتلحينه فوراً، فالكلمات بسيطة واللحن عذب، فكانت مثل السهل الممتنع حقاً".

حامدة التي تحتفظ بكل كتابات والدها الشاعر حسين السيد، حيث كان يدون كل قصائده في أجندات وكراسات، تعكف حاليا على إنجاز كتاب عن حياته وقصائده، المعروف منها والمجهول، وتؤكد "أن هذا هو حلم حياتها الذي تسعي لانجازه، لانه أقل شيء يقدم لوالدها الشاعر العظيم والمتنوع الإنتاج بشكل يبهر من يتابع مشوار حياته".

وتؤكد حامدة السيد "أن هناك قصة تتنشر على مواقع التواصل الإجتماعى عن أغنية ست الحبايب مخالفة تماما للقصة الحقيقة. ورغم جمال القصة المنتشرة إلا أنه يجب أن أذكر أنها ليست حقيقية. فهناك من يقول أن سبب تأليف الأغنية أن والدي يوم عيد الأم كان في زيارة لوالدته، وعندما وصل إلى باب المنزل تذكر أنه لم يشترِ هدية لوالدته، فتواردت كلمات الأغنية إلى خاطره فوراً لينظمها في أبيات ويلقيها على مسامعها، لتكون عوضاً عن هدية عيد الأم، وبعدها قام عبد الوهاب بتلحينها لتذاع في عيد الأم ، لكن الحقيقة أنه لم يكن قبل "ست الحبايب" عيد للاحتفال بالأم".

وعن والدة الشاعر حسين السيد الذي أهدى للأمهات أجمل أغنية في عيدهن تقول حمدة: "كانت جدتي فخرية بهاء الدين سيدة راقية وأنيقة، أصلها تركي، أنجبت بنتين ووالدي، وهو الابن الوحيد، فكانت طلباته مجابة عندها، وكانت تقوم بتدليله بكلمة "ست الحبايب" رغم أنه ولد، وهي الكلمة التي شكلت مفتاحا للأغنية التي لا تزال تعيش حتى الان".

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"