إحذر من تناول هذه الأدوية على متن الطائرة

27 مارس 2018

لسبب أو لآخر، يُضطّر البعض لتناول دواء أو أكثر على متن الطائرة، لا سيما خلال الرحلات الطويلة، التي يحلّ خلالها موعد تناول الحبّات او الحقن المعتادة مرة ومرتين وأكثر، فيُضطر المريض إلى الامتثال لتعليمات الطبيب لجهة تناول الدواء في الموعد المحدد، مخافة حدوث أي مضاعفات.
آمنة منصور


ما يغيب عن ركاب الطائرات في كثير من الأحيان، هو أن للسفر ظروفه، التي تجعل من تناول عدد من الأدوية خطرا على سلامتهم ويُهدد حياتهم في الجوّ، حيث تقلّ فرص الإسعاف في غياب الأطباء المختصين، إلا في ما ندر، ليلعب القدر دوره في عملية إنقاذ المرضى فوق الغمام.

جلطات الدم
أي أدوية تسبب مضاعفات للمسافرين في الجوّ؟
سؤال أجاب عنه الصيدلاني نيال ويت، الأستاذ المشارك ومدير برنامج الصيدلة الجامعية في جامعة سيدني، في مقال منشور على موقع The Conversation. ففي خانة الأدوية التي تعرّض حياة المسافرين للخطر، وضع ويت "الأدوية القائمة على الهرمونات"، كاشفاً أن بعض حبوب الحمل تحمل خطر زيادة فرص حدوث جلطات الدم. وحذّر في هذا الإطار من أن الإستروجين وغيره من علاجات الخصوبة القائمة على الهرمون يمكن أن تزيد من هذه الأخطار.
وإذ أشار إلى أن فرص حدوث الجلطة على متن الطائرة تبلغ نحو 1 لكل 5944 رحلة، تحدّث عن ظروف السفر جواً والتي قد تكون سيئة للبعض، ومنها ضيق مجال الحركة، وقلة مستويات الأوكسيجين، وانخفاض معدلات الرطوبة في الهواء، ليُشير إلى أن هذه الأوضاع تزيد من خطر جلطات الدم، لا سيما تخثر الأوردة العميقة (DVT) التي تحدث غالباً في الساقين.
بيت يوضح في المقابل أن حبوب الأسبرين أو أي أدوية مضادة للصفائح الدموية قد تكون خياراً جيداً، في حال كان هذا الخطر قائماً ومتزايداً، لأنها تعمل عن طريق وقف خلايا الدم من الالتصاق.

مفعول عكسي
ثاني الأدوية المدرجة على أنها خطرة على حياة المسافرين، بحسب الصيدلي ويت، هي "الحبوب المنومة". فبرأيه كثر يلجأون إلى الحبوب المنومة لينعموا بقسط من الراحة على متن الطائرة، لأنهم يعجزون عن النوم تلقائياً في الجو وسط الإزدحام وفي ساعات السفر الطويلة. ولسوء الحظ، "يمكن أن تزيد هذه الحبوب من خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، وتقلل من مستويات الأوكسيجين في الدم". ويحذّر ويت من ان هناك اعتقاداً بأن المدخنين والحوامل ومن يعانون من السمنة المفرطة أو خضعوا أخيراً لعملية ما، أكثر عرضة لخطر الإصابة.
في ما يتعلق بـ "مضادات الهيستامين" التي وضعها في الخانة نفسها، يلفت ويت إلى أن بعض الأشخاص يتناولون هذه المضادات للنوم خلال الرحلة كبديل للحبوب المنومة، وهو ما درج على فعله بعض الأهالي لتهدئة أطفالهم، منبهّاً إلى أن "هذا الدواء قد يكون له مفعول عكسي أحياناً، ويزيد بالتالي من النشاط".
علاوةً على ذلك، يحذّر ويت من أن هذا الدواء "يمكن أن يسبب ضيقاً في التنفس، وهذا الأمر ليس مثالياً في الأماكن ذات مستويات الأوكسيجين المنخفضة".

حبوب "مقلقة"
وإذا كان من الشائع تناول أولئك الذين يخشون المرتفعات حبوباً مضادة للقلق للتخفيف من حدّة القلق والشعور بالإسترخاء خلال الرحلة الجوية، فإن الكابتن والمعالج توم بون، المتخصص برهاب الطيران، يؤكد أن هذه الأدوية غير مجدية، ويذهب أبعد من ذلك حين يحذّر من "أنها تؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل". ولمزيد من الإيضاح يتابع شارحاً: "إن الأدوية المضادة للقلق تزيد من الحساسية تجاه ضوضاء الطائرة وحركتها، وتؤثر على ذاكرة الأشخاص كما تسبب الإدمان".

.. ولكن
تناول الأدوية المذكورة لا يعني أن ليس بإمكان المريض صعود الطائرة والتنقل جوّاً، فكثر يفعلون ويصلون إلى وجهتهم سالمين. وما تم الحديث عنه هو احتمالية الإصابة، علماً بأن الخطر يزداد إذا كان المسافر يُعاني أصلاً من مرض السكري وأمراض القلب أو السكتات الدماغية، وفي هذه الحال عليهم سؤال الطبيب قبل الطيران.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"