Home Page

للذكاء العاطفي 5 مجالات

تربية الطفل / الأطفال, رعاية الطفل / الأطفال, طفل / أطفال, الإحباط, عواطف الصغير, الذكاء

29 مايو 2012

«يدرك عمر (5 سنوات) كيف يتخلّص من مشكلة كاد أن يقع فيها، فهو غيّر حديثه بشكل سلس عندما شعر بأن والدته بدأت تغضب منه لأنه كاد أن يتفوّه بكلمة غير لائقة، فغيّر في أحرفها وحافظ على وزنها...».
إنه الذكاء العاطفي الذي يتمتع به عمر ويبدو أن معدّله مرتفع. يعرّف غولمان Goleman الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرّف إلى شعورنا الشخصيّ وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقاتنا مع الآخرين.
ويتحقق ذلك بأن يكون الإنسان قادرًا على حثّ نفسه بإستمرار على مواجهة الإحباطات والتحكّم في النزوات، وتأجيل إحساسه بإشباع هوى النفس وإرضائها، والقدرة على تنظيم حالته النفسية، ومنع الأسى أو الألم من شلّ قدرته على التفكير، وأن يكون قادرًا على التعاطف والشعور بالأمل.
فما هي مجالات الذكاء العاطفي؟ وكيف يمكن الأهل مساعدة طفلهم على تطويرها؟ وما أهميته بالنسبة إلى الطفل؟
«
لها» التقت الإختصاصية في التقويم التربوي لمى بنداق التي أجابت عن هذه الأسئلة وغيرها.

- ما هي المجالات الأساسية للذكاء العاطفي؟
يشمل الذكاء العاطفي خمسة مجالات أساسيّة

 1 أن يدرك الإنسان عواطفه: فإدراك الذات، والتعرّف إلى شعور ما وقت حدوثه، هما الأساس في الذكاء العاطفي، فعدم قدرة الإنسان على إدراك مشاعره الحقيقية والتحكّم فيها يجعله يتصرّف تحت وطأتها. مثلاً عندما يكون الشخص مستاء من فعل ما، ويصبّ جام غضبه على الأشخاص حوله رغم أنهم ليسوا سبب استيائه.

2 إدارة العواطف: وهي القدرة على تهدئة النفس، والتخلّص من القلق، وكبح التهجّم، وسرعة الاستثارة والفشل. إن من يفتقرون هذه المقدرة، يجدون أنفسهم في حالة عراك مستمرة مع الشعور بالكآبة. أما من يتمتعون بها فهم ينهضون من مطبّات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر.

3 تحفيز النفس: أي توجيه العواطف الشخصية في خدمة هدف ما والتفوّق والإبداع أيضًا، لأن التحكّم في الانفعالات أساس مهم لكل إنجاز. مثلاً عندما ينجز الشخص عملاً ما عليه أن يمدح نفسه في عقله، مثلاً أن يقول لنفسه «برافو» لأنني أنجزت هذا الأمر.

4 التعرّف إلى عواطف الآخرين: أو التقمّص الوجداني «Empathy»، وهو القدرة على مشاطرة الآخرين مشاعرهم وتفهّمها. وهو أيضًا القدرة على فهم الحالة الذهنية لشخص آخر وتفهّم مشاعره. فالأشخاص الذين يتمتعون بملكة التقمص الوجداني يكونون أكثر قدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية التي تدل على أن هناك من يحتاج إليهم.

5 توجيه العلاقات الإنسانية: أي تطوير ملكة توجيه مشاعرالآخرين، مثلاً إذا كان الشخص الذي أمامي مزاجه سيئ جدًا، وفي الوقت نفسه أريد منه خدمة أحاول تغيير مزاجه وتوجيهه لينفذ طلبي بشكل سلس. أو مثلا إذا كان أحدهم حزينًا أبدي تعاطفًا معه بدل أن أتجاهل مشاعره وأعبّر عن فرحي وسعادتي في الوقت الذي يشعر هو بالحزن، بل عليّ أن أساعده في تغيير مزاجه ليتحسن.

- هل يمكن تعلّم هذه المهارات؟
تعلّم هذه المهارات ممكن لأن دماغ الإنسان مرن بصورة ملحوظة، وهو دائم التعلّم. كما أن انخفاض القدرات العاطفيّة بصورة موقتة أمر ممكن علاجه، لأن هذا القدرات هي مجموعة من العادات والاستجابات.

- كيف يساعد الذكاء العاطفي الأطفال؟
تنمية الذكاء العاطفي تساعد الطفل، في كل المراحل العمرية، على التكيّف مع الضغوط التي قد تحيط به أو عند تعرّضه للمشاكل الطبيعية للنمو.
فثمة جوانب أساسية للذكاء العاطفي تتمثل في معرفة العواطف واستقبالها والتعبير عنها، بالإضافة إلى محاولة تحقيق هذه الأخيرة وتنمية القدرة على امتلاكها.
والجدير بالذكر أن هامش التطور في الذكاء العاطفي أوسع بكثيرمن هامش التطور في الذكاء العقلي، وأن ثأثير الذكاء العاطفي في نجاح الإنسان أكبر بكثير من تأثير الذكاء العقلي.

- هل يمكن تقسيم الذكاء العاطفي؟
نستطيع تقسيم الذكاء العاطفي قسمين
الأول محوره النفس من خلال الوعي الذاتي Self Awareness أي الثقة بالنفس ومعرفة العواطف وتحديدها، وإدارتها من خلال السيطرة عليها والتحلّي بالمسؤولية، والإحساس الواعي، والتأقلم، والإنجاز، والطموح، والمبادرة.
والثاني محوره المجتمع من خلال التقمّص الوجداني Empathy أي الوعي للتدرج الإجتماعي، والتوجه نحو خدمة المجتمع. وإدارة العلاقات من خلال التأثير على الغير وقيادة المجموعة وبناء العلاقات والعمل والتعاون مع الآخرين.

- ما هي مراحل نمو الذكاء العاطفي عند الأطفال؟
يمرّ نمو الذكاء العاطفي لدى الطفل بمراحل عدّة يمكن تقسيمها حسب المراحل العمرية التالية

من الولادة حتى 18 شهرًا، يتمثل بنمو الثقة عند الرضيع. فالطفل يبدأ خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأولى من حياته بالابتسام عندما يشعر بالاطمئنان والراحة. ونلاحظ أن مظاهر القلق وأعراضه تبدو عليه عندما يكون بصحبة غرباء، ويحاول الطفل حتى سن 18 شهرًا أن يراقب ويقلّد ردود الفعل العاطفية لمن حوله عندما يتفاعلون مع موقف معين.

من 18 شهراً حتى 3 سنوات، يبدأ الطفل خلال هذه المرحلة بالشعور باستقلاليته عن الآخرين. 
كما يميّز بين الطرق الصحيحة والطرق الخاطئة عندما يرغب في الحصول على ما يريده. والطفل الذي لا يتجاوز عمره السنتين لا يعرف سوى كلمات قليلة للتعبير عن عواطفه، إلا أنه عندما يصبح بين الثانية والثالثة فإنه يتمكّن من الحديث والتعبير عن عواطفه ومشاعره. 

 من 3 إلى 5 سنوات، يبدأ الطفل، في هذه المرحلة، بتعلّم وتطوير بعض المهارات الاجتماعية، ويزداد فهمه لمشاعره والأفكار والزمن والعلاقات الاجتماعية واللغة. ويتمكّن من إظهار ذلك من خلال روح الدعابة والفكاهة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى أنه يبدأ بإدراك مشاعر الآخرين. ومن تحديات هذه المرحلة مدى قدرة الطفل على إقامة صداقات مع الأطفال الآخرين.

 من 5 إلى 12 سنة، خلال هذه المرحلة يتعلّم الطفل القواعد والضوابط التي تحكم التصرفات، ومفهوم العدل ووجود الأسرار والقدرة على إخفاء المعلومات بشكل مقصود وإدراكي، واذا سارت هذه المرحلة بشكل طبيعي وسليم، يكون لدى الطفل القدرة على الفهم الجيد لعواطفه ومشاعره والتعبير عنها.

 

هل هناك إختبار لقياس الذكاء العاطفي؟
نعم، فمن خلال إعطاء كل بند من البنود التالية وزن من واحد إلى خمسة كالتالي

1 - معظم الوقت
2 -
غالب الأوقات
3 -
أحياناً
4 -
نادراً
5 -
أبداً تقريباً

 

  • أستطيع التعرف إلى مشاعري وقت حدوثها.
  • أستطيع التحكم والسيطرة على مشاعري وقت حدوثها ووقت الغضب.
  • أستطيع حث نفسي في الإستمرار على مواجهة الإحباط ومهما كانت الظروف.
  • أستطيع أن أكون قادرًا على تحفيز النفس وتحقيق الأهداف مهما كانت الصعاب.
  • أستطيع أن أكون قادرًا على الشعور بالأمل (متفائل).
  • أستطيع التحكم في النزوات وتأجيل إحساسي بإشباع النفس وإرضائها.
  • أستطيع تنظيم حالتي النفسية والتحكم فيها.
  • أستطيع منع الأسى والألم من شل قدرتي على التفكير وتجاوز المحن.
  • أستطيع التواصل مع الجميع ولدي شعبية.
  • أستطيع أن افهم لغة الإشارة أو الجسد عندما يكون الآخر متألمًا ولدي قدرة على التعاطف مع الآخرين.

 

والنتيجة تكون من خلال جمع كل الأجوبة وتحديد مستوى الذكاء العاطفي ضمن التقسيمات التالية.
10 - 20 ذكاء عاطفي مرتفع
20 - 30 ذكاء عاطفي جيد
30 - 40 ذكاء عاطفي محدود
40 - 50 ذكاء عاطفي ضعيف جدًا