Home Page

غبطة الطفل وتوتره...

رعاية الطفل / الأطفال, الخوف, قضية / قضايا الطفل / الأطفال, التوتر, الأم والطفل, طفل / أطفال, محمد علي فرحات, مفاجأة

09 يناير 2013

«تنظر سميرة إلى مولودها بحنان، تدهشها ابتسامته، عندما تحضنه وهو يبكي، يهدأ بمجرّد أن تقول له، حبيبي أنت جائع!».
هذا المولود الصغير يفهم ما تقوله والدته، فمنذ يومه الأوّل في هذه الحياة لديه قدرة على التعبير عن مشاعره.
لذا فهو يستعمل لغته الخاصة: حركات في وجهه وجسمه الصغير وكذلك يستعمل صوته. فكيف يمكن الرضيع وصف مشاعره وهو لا يتكلّم؟!
يحدّد اختصاصيو علم نفس الطفل تسع إشارات رئيسية وغريزية عند الطفل الرضيع يعبّر من خلالها عن مشاعره.
فهناك استجابات لكل أنواع المثيرات الداخلية، كالألم والجوع، والخارجية كالضجة والروائح... وتقسم هذه الإشارات إلى فئتينإشارات الغبطة التي تعكس الحاجة والفرح والمفاجأة.
إشارات التوتر التي تعكس الغضب والخوف والخجل والإضطراب والنفورفماهي علامات كل فئة؟


إشارات الغبطة
يستعمل الطفل الرضيع إشارات الغبطة ليعبّر عن إنجذابه إلى كل ما هو رائع من حوله وإلى كل ما يكتشفه في محيطه. وهذه الإشارات تظهر السرور الذي يشعر به الرضيع الذي أتى إلى الحياة. ومن السهل ملاحظتها وكل أم تستطيع تحديدها.

الإهتمامات
يكون الطفل الرضيع مأخوذًا بكل ما هو حوله، فرموشه تتحرك بسرعة إما للأعلى أو الأدنى، وثغره مفتوح قليلاً، لا تغفل عيناه عن الأشياء التي تجذبه.
ففي إمكانه إدارة رأسه، ورؤية جسده، ويوجّه رأسه إلى الأشياء التي تثير تساؤله، وإذا كان في إمكانه الدبدبة أو المشي فيتوجه إليها، فاهتمامات الطفل يمكن أن تتطوّر عن طريق الإثارة.


.1 الفرح
يتحدد الفرح بطرق مختلفة عند الطفل. فهو يضحك، ويبتسم، ووجنتاه تتحركان وعيناه تلمعان. وغالبًا ما يصدر نوعًا من الأصوات الحادة وضجيج ابتهاج.

.2 المفاجأة
يبدو حاجبا الطفل مرفوعين وعيناه واسعتين وجفناه منخفضين، وثغره يأخذ شكل حرف O، ويمكنه أن يدير رأسه أو جسمه باتجاه مصدر المفاجأة.

.3 إشارات التوتر
 تمثّل إشارات التوتّر وسيلة دفاع ومقاومة عند الطفل الرضيع. فهو يستعمل هذه الإشارات كي يلفت إنتباه والديه إلى إحتياجاته وحزنه. وأسباب هذا التوتر قد يكون الجوع، أو الضجيج أو مذاقاً غير لذيذ.

.4 الإضطراب
تظهر إشارة الإضطراب بالبكاء وبحاجبين مقوسين، وشفتين مزموتين ودموع وصراخ. فيبدو الطفل مهتاجًا أو منطويًا على نفسه. وتتغير قسمات وجهه، ويحرك يديه بقوة، ويمكن أن يلقي أي شيء أمامه، وقد يزداد الإضطراب ليصبح قلقًا.

.5 الغضب
يظهر غضب الطفل بتقطيب حاجبيه، وبزم الشفتين أو إرجاعهما إلى الخلف بطريقة تظهر أسنانه.
أما وجه الطفل فيكون محمرًا، ويصغر حجم عينيه، وينقبض فكّاه، وتتصلب شرايين رقبته وعضلاتها. يمكن الطفل أن يبكي ويصرخ ويضرب أو يرفس بقدميه أو يعض، ويصبح متجهّم الوجه منطويًا على نفسه ونظرته غاضبة.

.6 الخوف
يظهر من خلال عيني الطفل اللتين تتسعان وتكبران، وتصبح بشرته شاحبة وجسمه بارداً ويتصبب عرقه، ويمكن أن يرتجف وجهه ويداه وقدماه أيضًا.
وقد يبدو الطفل هادئًا جدًا أو العكس يبدأ بالصراخ. فيما تكون رد فعل المولود الجديد إما الإنطواء أو النوم.

.7 الخجل
عندما يشعر الطفل بالخجل يخفض جفنيه، وكتفيه، وتبدو عضلات وجهه ورقبته مرتخية، ورأسه منحنياً، وقد يحمّر وجهه.

.8 النفور من المذاق أو القرف
عندما لا يحب الطفل مذاق طعام يغلق شفتيه بقوة، ويبصق الطعام أو حتى يتقيأه.

.9 النفور
يظهر النفور عند الطفل عندما يشم رائحة كريهة، فيبدو عابس الوجه وشفته العلوية مقلوبة وأنفه مرفوعاً، ويقاوم الرائحة الكريهة برفع رأسه نحو الأعلى أو إدارته إلى الجهة الأخرى.


ماذا على الأم أن تفعل
المشاعر التي ينقلها الطفل إلى أمّه، تسمح لها بالتواصل معه. لذا عليها أن تتنبه إلى هذه الإشارات وألا تهملها. ولكي تتجاوب معه يمكنها مثلاً أن تعيد إشارته بالصوت، كأن تقول له عندما يقطّب حاجبيه: «أنت زعلان».
فتعبير الأم الكلامي يسمح للطفل بفهم معنى الشعور الذي ينتابه. وبغض النظر عن كون الإشارات إيجابية أو سلبية على الأم تشجيع طفلها على التعبير ولكن بطريقة واقعية، وعليها أن تحاول تعزيز إشارات الفرح والغبطة لديه.
ومهما كانت أسباب إشارات الطفل على الأم أن تكون حذرة ومتنبّهة إلى إشارات التوتر، من أجل تعزيز نمو الطفل، وعليها أن تترجم إنفعالاته بالكلمات التي تعبر عن الشعور الذي ينتابه، ولفظها بصوت مرتفع.