في غزة...نساء يمارسن اليوغا هرباً من واقع مرير

05 أبريل 2018

جهاد عويص


أخيراً، شقّت رياضة "اليوغا" طريقها في غزة، وافتتحت مجموعة من الفلسطينيات مركزاً خاصاً للنساء لممارسة "اليوغا"، تَسْعين من خلاله إلى تدريب غيرهن على مواجهة ضغوطات الحياة، والصعوبات التي تعترض طريقهن.

ويعتبر المركز فرصة للكثير من النساء للهرب من واقعهن القاهر في غزة، في ظل أوضاع معيشية واقتصادية سيئة يمر بها سكان القطاع، وتشتد وطأتها في الأشهر الأخيرة، مع تزايد وتيرة الأزمات التي تعصف بالغزّيين، ومعاناتهم. 


داخل مساحة مُغلقة، تقود أمل خيال، عدداً من السيدات الفلسطينيات، تُدربهن على حركات "الـيوغا". يُمددن أطرافهن مرّة، ويَسرحن بعقولهن مرّات أخرى. وجُل همهن الهروب من صدمات العيش الصعب في غزة، عبر رياضة تعرف تحقيق ذلك لممارسيها.

تقول أمل، التي تُدرس اليوغا في مركز رياضي مؤقت، وتدير النشاطات النسائية لمؤسسة خيرية إيطالية، في تصريحات لـ "رويترز": نحن نحاول تحويل الأنشطة الجسدية إلى أنشطة تمكنهن من تفريغ كل الضغوطات التي يشعرن بها، وأن يشكلن كسيدات شبكة دعم نفسي لبعضهن البعض".

وأوضحت أمل، أن بعض المشاركات ينخرطن في علمية التدريس، حيث يتوقع أن يخرج منهن 19 معلمةً لـ"اليوغا"، بينما 13 أخريات سيدرسن تعليم الحيل المستخدمة في السيرك.

ويشكو الفلسطينيون من غياب الأماكن الترفيهية في غزة إلى حد كبير، كما أن النساء لا يجدن مراكز خاصة للترفيه عنهن. ويعتبر البحر، الممتد على طول الجهة الغربية من قطاع غزة، متنفساً وحيداً للغزّيين، رغم تلوثه بالمياه العادمة أخيراً.

وتقول صفد المصري، المنضمة لصف اليوغا حديثاً: "اليوغا منحت جسدي شعوراً إيجابياً، إنه يعاني من طاقة سلبية تولدت بفعل الواقع الذي نعيشه في غزة، أصبحت أمارسها يومياً كي تُخرجني من ضغوطات الحياة".

وكتبت هبة البطراوي عبر صفحتها على "تويتر": "إن أكثر الرياضات التي داومت على ممارستها منذ الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، هي اليوغا، لقد وفرت لي دعماً نفسياً كبيراً". 



"اليوغا" تُناسب غزة

وتقول تقارير عدة إن "اليوغا" رياضة للعقل والجسد والروح، ولها فوائد جمّة، إذ تعمل على زيادة تدفق الدم داخل عضلات الجسم، وتُحارب السموم، وتزيد من قوة الأربطة، وترفع من نسبة ليونة الجسم، إضافة إلى إعادة الحيوية لجسم الإنسان، وتُأخير الشيخوخة، وتُحافظ على صحة القلب، ومعدل ضغط الدم.

ولأن سكان قطاع غزة يعيشون وضعاً نفسياً لا يتقبلونه في ظل واقع الأزمات التي لا تنتهي، قد تجد رياضة "اليوغا" أصدقاء لها. وتقول الدراسات المتفرقة إنها تعمل على تحسين الجانب النفسي، وتقليل العدوانية، وتحسن الذاكرة والتركيز، وترفع نسبة الوعي، كما تُعدل المزاج وتَزيل الاكتئاب والهّم.