أيتها الجدة... تذكّري أنك ملهمة أحفادك

رعاية الطفل / الأطفال, المهرجان القومي للمسرح المصري, الأم والطفل, صحة الطفل / الأطفال, طفل / أطفال, الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البح, ماجدة الرومي, طهو الطعام

19 مارس 2013

«أريد المبيت عند جدتي... لا أريد العودة إلى البيت... جدتي احكي لي كيف التقيت جدي...كيف كانت والدتي عندما كانت في سنّي!»... لا تزال الجدّة صندوق الأسرار والوسيط الذي يربط الأحفاد بماضي أهلهم عندما كانوا في سنّهم... كم مرّة نجد طفلاً أو مراهقًا يضحك عندما تخبره جدّته عن مقالب والده أو والدته ويطلب منها أن تعيد له الحكاية.
إنها الجدّة التي تغيّرت صورتها المعاصرة فلم تعد تلك العجوز التي لا يمكنها مشاركة أحفادها، أطفالاً كانوا أو مراهقين، نشاطاتهم وتساعدهم في حل مشكلاتهم.
فكم مرة نلتقي جدة تصحب أحفادها إلى المسرح أو إلى المطعم، أو تنصح حفيدتها في اختيار ملابسها أو أنهما تذهبان إلى صالون تصفيف الشعر نفسه... تجاعيد الجدّة تحوّلت رموزًا لتجربة الحياة والأجوبة الموثوقة عن الأسئلة التي يطرحها الأحفاد.
في مقابل هذه الصورة الجميلة والعصرية للجدّة المعاصرة التي عرفت كيف تكسب حب أحفادها واهتمامهم، هناك جدّات يشعرن أحيانًا بأنهن غير قادرات على كسب ود أحفادهن رغم أنهن يفعلن المستحيل.

                                          
 استثمري نفسك
ليس سرًا، إذا أردتِ أن تكوني معروفة كجدّة بشكل كامل، ولكن عليك استثمار هذه الصفة. لذا لا تتردّدي في اقتراح المساعدة في الإهتمام بالأحفاد أثناء غياب والديهم، أو حلّ مشكلات في التنظيم، ولكن انتبهي من الوقوع في فخ اجتياح خصوصية عائلة ابنك أو ابنتك، وعليك تجنّب الإنتقاد السلبي في تربية الأحفاد أو التدخل في المشكلة التي تحدث بين الزوجين... بل عليك أن تبدي دائمًا رأيًا محايدًا وتعطي نقدًا بناءً.

 احتفظي بلياقتك البدنية
كم هو رائع بالنسبة إلى الأحفاد أن يكون لديهم جدة نشيطة تصحبهم لركوب الدرّاجة أو التنزّه في الحديقة العامة. لذا من الضروري أن تحتفظي بلياقتك البدنية، ولتحقيق ذلك عليك اتباع مبدأين أساسيين: ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، وحمية غذائية متوازنة.

 راهني على تحضيرك مأدبة طعام
كلنا لا ننسى مذاق وجبة الغداء اللذيذة التي كانت تحضرها جدّاتنا أيام العطلة الأسبوعية حين كنا نجتمع في دارتها. لذا فلا تترددي أيتها الجدّة في إعادة تأهيل مواهبك في تحضير الوجبات اللذيذة وتحضير وصفات خاصة بك ويحبّها أحفادك.
وكذلك يمكنك أن تجعلي أحفادك يشاركونك في تحضير بعض الوجبات أو ترتيب المائدة.
وإذا رغب حفيدك أو حفيدتك بتحضير وجبة تعلّمها ففي إمكانك أن تعرضي عليه تحضيرها في مطبخك، وتكوني مساعدته.

 أديري المنافسة
هناك واقع لا يمكن للجدّة أن تتغاضى عنه أو تتجاهله وهو أن أحفادها لديهم جدة لأبيهم وجدة لأمهم ، والمشكلة أن الأحفاد يميلون أحيانًا إلى المقارنة بينهما، فنسمع حفيدًا يقول مثلاً «قالب الحلوى الذي تحضّره جدتي (لأمي) أطيب بكثير من الذي تحضّره جدتي (لوالدي)».
عندما تسمعين أيتها الجدة هذا التعليق عليك ألا تدخلي في لعبة المزايدة لتكوني الرقم واحد في قلب حفيدك فهذا لن ينفع، بل عليك أن تستفيدي من الاختلافات بينك وبين الجدّة الثانية وتكونا متكاملتين، ولا تنسي التعاون مع الجدة الأخرى وتقديم المساعدة لأحفادكما. فجدتان معًا في آن واحد أفضل من واحدة.

 قدّمي هدّية صنعتها بيديك
ليس من المفيد إغداق الألعاب البلاستيكية أو ألعاب الفيديو على الأحفاد، فقد لاحظت الدراسات الإجتماعية الحديثة أن النشاطات الخلاّقة مثل الأشغال اليدوية والتريكو عادت إلى واجهة اهتمامات الجيل الجديد من الأحفاد ويفضّلون الهدايا اليدوية الصنع على الهدايا الإلكترونية، لأنها تشكّل بالنسبة إليهم ذكرى يحتفظون بها حين يكبروا، لذا ليس أجمل من أن تهدي الجدة حفيدتها لوحة صنعتها بيدها أو بلوزة تريكو حاكتها أو شال طرّزته.

 كوني مواكبة للتكنولوجيا
صحيح أنه من الجميل أن تكوني جدّة تشارك أحفادها في نشاطاتهم الترفيهية وتهتم بهم وتمنحهم الحنان والعاطفة، ولكن هذا لا ينفي أن تكوني جدّة مواكبة لتكنولوجيا العصر لا سيّما في مجال الإتصالات... فأحفادك من كبيرهم إلى صغيرهم يستعملها بسهولة ولا ضير في أن تسألي حفيدك أن يعلّمك استعمالها فهذا يقرّبه منك، وعندما تعرفين كيفية استعمالها، لا تترددي في إرسال رسائل هاتفية، أو كتابة رسالة إلكترونية طريفة إلى أحفادك، أو يكون لك صفحة فيسبوك تشاطرين أحفادك آرائهم، وكم يسعدون عندما تضعين لهم علامة «لايك» أو تعلّقين على نص نشروه...

 كوني الشخص الموثوق به
يحتاج الأحفاد لا سيّما المراهقين منهم إلى أذن تسمعهم، لا إلى أذن تحاكمهم على أفعالهم، يحتاجون إلى شخص يسدي إليهم النصائح الرشيدة، خصوصًا في المسائل التي لا يتجرأون مناقشتها مع أهلهم.
لذا يمكنك ايتها الجدّة لعب هذا الدور، وتكوني متوافرة عندما يسألك حفيدك إذا كان لديك وقت للإستماع إليه.
وحاولي ألا تفشي سرّه لوالديه وإذا كانت المشكلة التي أخبرك عنها تحتاج إلى رأي والديه شجّعيه على التحدّث إليهما وكوني معه خلال هذه اللحظة لمساندته.

 كوني الوسيط
في إطار الثقة نفسه الذي أنت فيه، فإن نظرتك من الخارج إلى العائلة، تضع تجربتك ومعرفتك لأبنائك وأحفادك في مركز الوسيط الأمثل لحلّ المشكلات التي تنشأ بينهم.
إضافة إلى أن لديك التجربة التي لا يمكن الإستغناء عنها لتصويب الأمور إلى الإتّجاه الصحيح. وكما ذكرنا سابقًا أيتها الجدّة عليك أن تكوني الوسيط الموضوعي الذي لا يكون منحازًا إلى أي طرف من الأطراف، حتى تعززي ثقة أبنائك وأحفادك بك.