البساطة تصنع الجمال وتزيد المكان رحابة واتساعاً

روزي الخوري (بيروت) 21 أبريل 2018

مساحة جمالية مفعمة بألوان نضرة تشعّ حياة وأناقة وألقاً، تشبه مدينة دبي بعصريتها ومواكبتها للتطور والحياة. فقد حاول المهندس أنطونيو مينوتيللي على امتدادها أن يجعل هذه الفيللا أكثر اتساعاً بفضل ابتكاراته الهندسية المميزة والفريدة.


هذا المسكن هو فيللا في مدينة دبي مقسّمة إلى طبقتين. صحيح أنّ المساحات متوسطة في كلتا الطبقتين، إلا أنّه بفضل حنكة المهندس أنطونيو مينوتيللي من Issarch Atelier del Design استطاع أن يجعلها أكثر رحابة واتساعاً.
لذا لم يُدخل الأثاث والأكسسوارات بكثرة إلى المنزل، وإن وجدت فهي في مكانها المناسب والضروري. وخدمةً لهذا الهدف، استعان في تصاميمه بالألوان الزاهية وطعمّها بلون فرِح. وهذا المزيج بين اللونين البيج والأخضر الزاهي أدخل الى المسكن كماً من النور والراحة النفسية، حتى بدا المكان أكثر رومانسية ومشعاً بالنضارة.

الصالون عبارة عن مقعد كبير متصل الأجزاء وعصري الطراز من ماركة عالمية من القطن باللون البيج. وعليه توزّعت أرائك مخملية بلون البيج المائل إلى الذهبي، وهو ما أضفى لمسة أناقة وفخامة وتماشى مع بعض الطاولات الصغيرة التي توزّعت في الزوايا، من المعدن الزهري المذهّب.
وفي الوسط تطالعنا طاولة مستديرة من الزجاج ارتكزت على قواعد من الخشب بلونه الطبيعي، تماشياً مع بقية الخشب المستخدم في المنزل. وعلى جدار الصالون، عُلّقت قطعة فنيّة عبارة عن مرايا مقطّعة إلى مربّعات متنافرة.
أما غرفة الطعام المقابلة للصالون فبدت في غاية الجمال والبساطة والعصرية. طاولة مستديرة من خشب طبيعي ارتكزت على قاعدة بيضاء وحولها المقاعد من البلكسي الفاخر، وهي مزيج من اللونين الأبيض والأسود.
وعلى الطاولة مجموعة زهريات باللون الأبيض فيها شتول خضر تذكّر باللمسة المميّزة التي طبعت المنزل. وفوق الطاولة ثريا من الحديد المذهّب تفرّعت منها ثلاث مستديرات من الزجاج الكريستال الذي زاد المكان إشعاعاً وأناقةً.

أما اللمسة الفريدة التي أعطت هذه الفيللا هويتها الخاصة فكانت في الستائر التي انسدلت أمام الواجهات الزجاج العديدة من الفوال الأبيض، والجانبان من القماش الأخضر.
وفي هذه الطبقة ركن خاص بجهاز التلفزيون اتّسم بألوان أكثر دفئاً، خصوصاً في القطعة الخشب التي لعبت دور خزانة على شكل دروسوار بلونها الأسود، ويعلوها جهاز التلفزيون.
ويقابل هذا الركن مقعد كبير ووثير من الجلد الأسود والخشب الزاهي اللون، وآخر أصغر حجماً يفيد للاسترخاء. وإلى جانبهما طاولة متعددة الاستعمالات تضمّ في قسمها الأسفل مجموعة كتب.
أمّا التميّز الهندسي فبدا واضحاً على جدار التلفزيون حيث عُلّقت عليه مجموعة كريات من المعدن تقابلها في الأسفل جهاز إضاءة مستدير ارتكز على قاعدة أضاءت زاوية هذا الركن.

على مقربة، درج من الباركيه يقودنا إلى الطبقة العلوية حيث توزّعت غرف النوم الثلاث. الألوان الزاهية للخشب والقماش زادتها نوراً، خصوصاً أنّ واجهات زجاجية كبيرة تشغلها. واللافت هو موقع السرير المواجه لها، فما إن تُفتح الستائر حتى تدلف السماء بزرقتها إلى الأرجاء.
الغرف الثلاث شغلتها أسرّة كبيرة الحجم وصُمّمت كأنها ماستر. واحدة تبعت ألوان الصالون من الخشب الطبيعي خلف السرير والمكتب المقابل والمقاعد من القماش الأخضر. أمّا الغرفة الثانية فبدت متجانسة الألوان أكثر، إذ طبعها اللون البيج في الخشب والقماش. واللافت فيها هو اللوحة خلف السرير، موشّاة برسوم الطبيعة مع لمسة خضراء، وقد وضعت داخل إطار من الخشب. وبدت متشابهة من حيث التصميم مع الغرفة الأولى التي وضع فيها مكتب قبالة السرير من الخشب الطبيعي أيضاً.

أما الغرفة الثالثة فاختلفت عن باقي الأجزاء، إذ أدخل المهندس مينوتيللي إليها اللون الأزرق، واستخدمه في قماش ظهر السرير وبعض الأرائك، أما الجوانب والأرض فمن الخشب الطبيعي. وقد ازدان السرير باللونين الأبيض والرمادي الزاهي.

ولا بدّ في ختام هذه الجولة من التوقّف عند تفاصيل الحمّام: مغسلتان خارجيتان تتبعان غرفتَي النوم والملابس، على شكل أسطوانتين، استلقتا على الأرض مباشرة لتنسدل المياه في داخلهما من قسطلين تدليا من السقف. وخلفهما الغرفة المخصّصة للاستحمام، جدرانها الخارجية من الزجاج والداخلية من الرخام الموشّى بألوان داكنة راوحت بين البني والأسود. 

البساطة تصنع الجمال حقاً. وهذه القاعدة ترسخت لدينا أكثر بعد الجولة التي قمنا بها في أرجاء هذه الفيللا التي زادت الأناقة والدقة من تفاصيلها الجمالية، وأضفت عليها العصرية ميزة الراحة النفسية والرومانسية التي ينشدها ساكنوها.        

CREDITS

تصوير : أنطونيو سابا