'زمن الليل'

ليانة بدر, حرارة المكان, على مر الزمان, كأس دبي العالمي

26 مايو 2009

الشاعرة: ليانة بدر

الناشر: دار الساقي، الطبعة الأولى

قبل رحيل الشاعر الكبير محمود درويش بفترة وجيزة، كتبت الشاعرة الفلسطينية ليانة بدر إهداء كتابها إلى شاعر فلسطين والعروبة وكأنها كانت تعلم أنّ درويش سيرحل حتى قبل أن يقرأ كلماتها تلك «تحية إلى الشاعر الكبير محمود درويش، أخاً وصديقاً ومعلماً الذي أنار بشفافيته المبدعة أرواحنا جميعاً فقد تمتّعت هذه النصوص بتعليقاته الذكية والمهتمّة ولولا دهشته السعيدة بها لربّما ظلّت مثل نصوص كثيرة أخرى منزوية في ملفاتها»...

يتضمّن ديوان «زمن الليل» أكثر من 75 قصيدة وزّعتها الشاعرة على ستة محاور: «بوابات» و«سراج الغولة» و«حواجز» و«أزمنة» و«تقاسيم» و«أوقات». وكما هو واضح من عناوين الفصول الستة، الأزمنة والأمكنة هما حجرا الأساس في قصائد ليانة بدر التي تنتقل بخفّة من «الحواجز» إلى «الحدائق» ومن زمن «العلماء» إلى زمن «شهرزاد والشاطر حسن»... فالزمن «كالماء» يسيل ويمضي والمكان يتحوّل إلى «شجرة لوز يسكنها اليمام». وارتأت الشاعرة أن تهرب من المدينة إلى الطبيعة لتصبح «أخت الشجرة» ولتصافح «خدّ النسيم» وتتأمّل «السماوات». ورغم عشقها الدائم إلى بيروت ويافا وأريحا إلاّ أنها ترفض الحديث عن المدن فتقول:

«لا تحدّثني عن روما

فقد تعبت من أسودها

حين تلتهم الرجال.

ولا عن قنوات «فينيسيا»

حيث القوارب جدائل أمل

تهتزّ في قلوب النساء.

ولا تقل مصر

التي انجلى الغبار عن منافذها

وحطّ على العيون

وفوق الجباه.

ولا مدينة أخرى

وأخرى...

ولا بيروت.

تهلهلت المدن

وعمّت الرتوق ثناياها..."