المصمّمة واستشارية المظهر أفنان زغبي أزياء استثنائية بأسعار تنافسية

عزيزة نوفل (جدة ) 22 أبريل 2018

التميز وتقديم صورة كاملة للمظهر العصري، كانا الهدف الذي سيّرها نحو النجاح على صعيد الموضة والأزياء، وبمبلغ زهيد وبخطوات صغيرة ومتقاربة صعدت سلّم الطموح، وطوّرت ذاتها على الصعيدين المهني والأكاديمي لتبني لشغفها أعمدة وأسساً أهّلتها لتكون مصمّمة وخبيرة مظهر ذات طابع خاص. إنها المصمّمة أفنان زغبي التي انطلقت مسيرة نجاحها من إمكانيات بسيطة ليلمع اسمها في عالم الموضة والأزياء في المملكة...


«الكاجوال» الغريب كان بصمتي التي نجحت فيها

- الاهتمام بنفسك ومظهرك كان نقطة التحول في مسارك من عالم الإدارة والاقتصاد الى عالم الأزياء والمظهر، كيف كانت خطواتك الأولى في عالم الموضة؟ 
في البداية كنت أصمّم بنفسي قطع الملابس التي أرتديها، وبتكلفة معقولة لأبدو في مظهر جذّاب ولافت، وهو ما لم يكن متوافراً في السوق، فتميزت في أكثر من مناسبة وذُهل الجميع من حولي بإمكانياتي وذوقي الرفيع، وزاد الإلحاح على توسيع نطاق عملي، لأجد نفسي أصمّم  للعائلة والصديقات إلى أن حققت الشهرة في هذا المجال، وأكثر ما ميّزني في بداياتي هو تصميمي لقطع «الكاجول» الغريبة.

- التخطيط خلال هذه السنوات كيف تطور ليرفع من سقف طموحاتك وتوقعاتك؟
أهتم كثيراً بالتخطيط، فلا يمكن أن يمر يوم من دون أن أخطّط له، ومن هذا المنطلق تمكنت من تخطّي الصعوبات التي واجهتني في البداية، والتي كانت تحتّم عليّ التوفيق ما بين الدراسة والعمل وتطوير ذاتي أكاديمياً على صعيد تصميم الأزياء، تبعاً لحاجتي. وذلك بعدما وصلت الى مرحلة وجدت نفسي فيها عاجزة عن الخروج من نطاق «الكاجول» وفساتين الأعراس. وبغض النظر عن المعلومات التي حصلت عليها من دراستي الأكاديمية لهذا المجال، إلا أن الإضافة الحقيقية كانت في تعزيز ثقتي بنفسي لأكون أكثر جرأةً وأرفع من سقف طموحاتي وتوقعاتي التي ما زلت أخطّط لها بقوة.

- فكرتك التي دخلت بها المنافسة في عالم التصميم والتي تقوم على صنع قطع تُلبس بأكثر من طريقة، هي فكرة اقتصادية ومميزة في الوقت ذاته، فكيف تحكّمت بزمامها؟
دراستي لمجال الإدارة والاقتصاد كان لها بالغ الأثر فيّ كمصمّمة، وهذا ما دفعني للتفكير بطرق تُبرزني على ساحة التنافس، فاخترت التركيز على مبدأ السعر المنافس، وكثيراً ما كنت أجد سيدات يشعرن بالندم لدفعهن مبالغ طائلة على قطع ملابس ارتدينها لمرة واحدة أو اثنتين، ولعل ذلك جعلني لا أفكر بزيادة المبيعات أو العائد المادي بمقدار حرصي على مضاعفة عدد العملاء والزبائن الراضين، فالأمر بالنسبة إليّ شغف وحب، ولهذا كنت في تصاميمي أحاول دائماً البحث عن أسلوب مبتكر يجعل القطعة قابلة للارتداء بأكثر من طريقة، إما من طريق إضافات أو من خلال إتاحة الفرصة لإحداث تغييرات في القطعة مستقبلاً، وتحديداً في فساتين الأعراس.


كثرة الآراء تجعل الزبونة متردّدة وهذا أكبر تحدٍ أواجهه

- الأقمشة والقصّات والتطريزات، كيف تطورت معك وحاكت الموضة، ولأي فئة تصمّمين؟
مما لا شك فيه أن الدراسة والممارسة المستمرة صقلتا مهاراتي وجعلتاني مُلمّة بكل جوانب الخياطة والتطريز وأُجيد التعامل مع الأقمشة. ما زلت مستمرة في تطوير مهاراتي لتنفيذ التصميم الذي يناسب الزبونة من دون الالتزام بصيحات الموضة، وأعتبر نفسي من المصمّمات الاستثنائيات اللواتي يقدّمن قطعاً تناسب معظم الطبقات، بحيث إنني أهتم بإمكانيات الزبونة المادية، التي من خلالها يتم تحديد نوعية القماش وموعد التسليم ليلائم العميلة من النواحي كافة.

- إلهامك وطريقتك في التصميم علامَ يعتمدان، وما المراحل التي تمر بها كل قطعة؟
الإلهام وطريقة التصميم يختلفان في كل مرة، فتارةً أستلهم من أشكال في الطبيعة، وتارةً أخرى أجد نفسي وخصوصاً في القطع «الكاجول» أرتجل فأقص القطع وأنفّذها لتشكل تصميماً غريباً ولافتاً، في حين يختلف أسلوبي في تصميم فساتين العرائس بحيث يمر بمراحل عدة بدءاً برسم التصميم التقليدي، وصولاً إلى إعداد صورة ثلاثية الأبعاد للتصميم، كما يهمّني رأي الزبونة ومعرفة ما ترغب به من قصّات  قبل البدء بالتصميم.

- كونك مصمّمة قد تصادفين الكثير من الشخصيات المُتعِبة مثل المتردّدة والمتطلّبة... كيف تتعاملين مع هذه الصعوبات؟
في الحقيقة، ومن خلال عملي على مدى سنوات، تمرّست في إقناع الزبونة ونجحت في كسب ثقتها، فسواء كانت العميلة متطلبة أو مترددة أو حتى كثيرة الاطّلاع على الموضة، لا يشكل كل هذا تحدياً بالنسبة إليّ، ولكن الصعوبة تكمن أحياناً بتأثر الزبونة برأي أختها أو صديقتها أو والدتها، فأجدُني في جو من البلبلة والتشويش وتضارب الآراء، ولا أتمكن من التركيز على العميلة وما ترغب به فعلاً.


جذب العين إلى مَواطن الجمال هو أسلوبي

- انتقلت من عالم تصميم الأزياء إلى مجال استشارات المظهر، هل ما تملكينه نابع من خبرة في السوق وأذواق السيدات أم له خلفية أكاديمية، وما التطور الذي تشهدينه في هذين المجالين؟
المبدأ الذي أتمسّك به يقضي بأن تكون كل مصمّمة خبيرة مظهر وليس العكس، وقد درست هذا المجال بعد تخصّصي في الأزياء. فدراسة تصميم الأزياء تقتضي الإلمام بعدد من المستويات المهمة في المظهر، فتتم دراسة شكل الأجسام وتكوينها والخدع البصرية وغيرها من الأمور التي تُعدّ أساسية في استشارات المظهر. وهنا أودّ أن أنوّه بأنني قبل دراستي للأزياء، كنت أهتم بهذا المسار وأقرأ الكثير عنه وأقدّم نصائح عملية على قنوات التواصل الاجتماعي، وبفضل من الله نجحت في هذا المجال، وكان هناك إقبال كبير على الاستشارات، وزاد عدد المستفيدات، وذلك بسبب اتّباعي خطة مختلفة عن السائد وتسير بعكس التيار، ففي استشاراتي للمظهر لم أركّز على إخفاء عيوب الجسم بمقدار تعمّدي إبراز نقاط الجمال والقوة لدى الزبونة وجذب العين إليها، مما عزّز الثقة بيني وبين عميلاتي اللواتي أصبحن يعتمدن على ذوقي ونظرتي، سواء على صعيد الاستشارات أو طلب التصاميم.

- مَن أكثر السيدات حاجةً إلى إعادة ترتيب المظهر في رأيكَ، وما الأسس التي يُبنى عليها تغيير مظهر ناجح؟
أعتقد أن أحوج النساء الى تغيير المظهر، المرأة التي مرت بأزمة عاطفية سيئة، تليها المرأة العاملة التي تعيش ضغوطاً في العمل والمنزل، فالتغيير في المظهر يؤثّر إيجاباً في نفسية المرأة، وأنا على يقين بأن معظم السيدات لديهن فكرة عن تغيير مظهرهن، ولكن التغيير لا يعتمد فقط على الأشياء الملموسة والمرئية، بل يشمل أموراً كثيرة مثل تبديل العطور المعتادة، واتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة حتى في حال عدم الرغبة بإنقاص الوزن، كذلك يُعتبر الاهتمام بالبشرة من الأمور المهمة والتي أصبحت لها حلول وإجراءات سريعة النتائج، فالإلمام بالجوانب الداخلية مع الجوانب الخارجية في المظهر من قص الشعر وصبغه وتغيير طريقة وضع الماكياج وأسلوب الملابس... كل هذه تجعل المرأة أكثر ارتياحاً، وتقوّي ثقتها في نفسها.


أُخطّط لإصدار ماركة للملابس «الكاجوال»

- ما النتائج التي تلمسينها في السيدات من خلال عملك معهن في استشارات المظهر؟
لمست من خلال عملي في هذا المجال ردود فعل إيجابية، جعلت العميلات أكثر تفاؤلاً وثقة بمظهرهن، إضافة إلى تعرفّهن على طريقة الشراء الصحيحة بأقصر وقت وأقلّ مجهود، وذلك من خلال فهم العميلة لنفسها وطبيعة جسمها وما يناسبها من خيارات.

- كخبيرة مظهر، إلامَ تطمحين، وهل تفكرين بتأليف الكتب أو عمل برامج «يوتوبية» أو تلفزيونية؟
لا أحبّذ تأليف الكتب ليقيني بأن الكتابة ليست مجرد سردٍ للمعلومات أو تدوينها، بل تعتمد على الحوار المتبادل، وأحاول قدر الإمكان الظهور على قنوات التواصل الاجتماعي لأتفاعل مع الناس، وحالياً أُعدّ برنامجاً على «يوتيوب» وكذلك على التلفزيون، وستكون فكرته مختلفة عن الفكرة الرائجة في عالم تغيير المظهر، بحيث لن أُقدّم البرنامج بأسلوب ممتع فحسب، بل ستهدف فكرته إلى تثقيف المرأة وتوعيتها حول جسمها ونقاط قوّتها وتوثيق ارتباطها بما تمتلكه من مقومات.

- كيف سهّلت على الزبونات سبل الوصول الى القطع التي تصمّمينها، وهل من خطط مستقبلية على صعيد التصميم؟
قطعي متوافرة في السوق، فلي ثلاثة محال في مراكز تجارية معروفة في مدينة جدّة، وأُخطّط لإصدار «ماركة» تجارية تُعنى بالملابس «الكاجوال»، وأهدف من خلالها إلى تصميم قطع مميزة وفريدة بسعر منافس وتكون في متناول الجميع، كما أسعى للتوفيق ما بين جلساتي الاستشارية كخبيرة مظهر، تصاميمي في «البوتيك» وعملي على تطوير هذه «الماركة».