طفلك يشكو: إنه الربيع والواجبات المدرسية مملّة!

29 أبريل 2018

يبدو العام الدراسي طويلاً بالنسبة إلى التلميذ الصغير، خصوصًا مع نهاية الفصل الثاني من العام، حين يصبح النهار طويلاً وتفتر حماسته للدرس، ويرغب في اللعب والمرح والسهر، فيما الواجبات المدرسية تنتظره وكأنها تقول له: «أنا هنا عليك إنجازي!».
وأمام تكاسل التلميذ في إنهاء واجباته، قد تشعر الأم أيضًا بأنّ قواها خائرة ولا طاقة لها على المواجهة اليومية، وبالتالي قد تغض النظر عن تكاسل طفلها، أو يحدث العكس فتجد نفسها في مواجهة يومية، فالفصل الثاني من العام الدراسي يتطلب جهدًا مضاعفًا، سواء كانت نتائج امتحان الفصل الأوّل جيدة أو متدنية.
فالجهد الذي يبذله التلميذ في هذا الفصل سوف يحدّد مصيره الأكاديمي، أي إما الترفّع أو الرسوب، وهذا أمر لا يمكن تلقّفه. ولتفادي هذا التكاسل والتذمّر من الفروض المدرسية، هذه بعض النصائح التي تساعد الأم على احتفاظ طفلها بحماسته للمدرسة حتى نهاية العام.


لا تدعيه يستسلم
صحيح أن الطقس جميل والكل يرغب في المرح، ولكن هذا لا يعني أبدًا أن هذا هو الوقت المناسب للاستسلام والتكاسل: بل على الوالدين الاستمرار في تشجيع طفلهما وإتاحة الفرصة له سواء كانت نتائج علامات امتحانه الفصلي جيدة أم لا. وفي المقابل تعتبر الاختبارات الأسبوعية مصدرًا رئيسيًّا للإجهاد لدى العديد من التلامذة الأطفال.
لذا، على الأهل الطلب من طفلهم التحدّث عن مخاوفه، ومساعدته في إيجاد الحلول على أفضل وجه وتشجيعه على استعمال الموارد المتاحة: المدرسه، رفاقه، معلماته...

تقييم الجهود بدل العلامات
يتفق الجميع على أن الحب الذي يكنّه الوالدان لابنهما لا علاقة له بعلاماته المدرسية. لذا على الأهل طمأنة طفلهما من هذه الناحية، والشرح له أن المهم هو الجهد الذي يبذله يوميًا للمحافظة على مستواه الأكاديمي إذا كانت علاماته جيدة، الجهد الذي يبذله ليحسّن أداءه إذا كانت علاماته متدنيّة.
فالنتائج غير مهمة إذا كان يقوم بكل ما في وسعه، وأنهم فخورون بالمجهود الذي يبذله. ومن المهم تهنئته على تقدّمه وإن كان بطيئًا. كما يمكن الأهل مكافأته على الجهد الذي يقدمه.

التنظيم
من المهم أن يعلّم الوالدان الطفل كيفية إدارة وقته، ويضع برنامجًا يلتزم به. ما هي مواعيد الاختبارات الأسبوعية، والعمل الذي سيتم تقديمه؟ متى تكون النشاطات اللامنهجية؟ كم من الوقت سيستغرق لتقديم عمل جيد أو اجتياز الامتحان؟ من الأفضل التخطيط لوقت أطول في وقت قصير.
وبالتالي، إذا بالغ في تقدير الوقت اللازم، فسيحصل على بضع ساعات من الحرية، وتكون لديه الفرصة للاستمتاع بنهاره الربيعي الطويل.

تغيير روتين فترة الواجبات المنزلية والدروس
لا شيء أسوأ من الروتين لتقويض حافز التلميذ على الدرس. لذا فبعض من الخيال الصغير والمرح في هذا الروتين اليومي الإلزامي سيسمح للعائلة بأكملها بالحفاظ على دوافعها... وروحها المرحة. في ما يأتي بعض الاقتراحات البسيطة والممتعة.

• تعلّم الكلمات والمفردات من طريق اللعب. مثلاً، لعبة «سكرابل» التي تحفز على تأليف كلمات ومفردات.

• مراجعة جداول الجمع والطرح والضرب أو القسمة من خلال اللعب.

• ربط دروس الجغرافيا بالواقع. مثلاً، أثناء التنزّه يمكن الأم أن تبيّن له معنى المناطق الساحلية والشرق والغرب، أو من طريق المواقع السياحية الإلكترونية.

• درس التاريخ من طريق زيارة المتاحف والأماكن الأثرية. فهناك الكثير في محيط الطفل يمكن ربطه بما يتعلمه في المدرسة، وعلى الأم أن تجد الطريقة المناسبة لتحفيز ابنها على ذلك.

                                           

النوم بما فيه الكفاية
حتى لو كان الطقس جيداً والنهار أطول، يجب أن يبقى وقت النوم على حاله. النوم الجيد في الليل ضروري للذاكرة والتركيز. وغالبًا تواجه الأم مشكلة في إقناع ابنها بالذهاب إلى النوم. ولكن عليها الإصرار وإن لم يغطّ الطفل في النوم مباشرة، فهو مجرد أن يذهب إلى فراشه في الموعد الذي اعتاده، سوف يجعله يخضع في النهاية.
يمكن الأم أيضًا ممارسة تمارين الاسترخاء مع الطفل أو إسماعه موسيقى هادئة. في البداية سوف تواجه صعوبة، ولكن تدريجًا سيعتاد الطفل الذهاب إلى الفراش في الوقت المحدّد. وعندما ينهي واجباته المدرسية، ويقوم بالنشاطات اللاصفية ويمارس الرياضية، سوف يشعر بالتعب، وبالتالي سينام في الوقت المحدّد.

بعض المرح
الذهاب إلى المدرسة ليس متعة، خاصة للطلاب الذين يعانون. هل أتم طفلك للتو مهمة صعبة أو تمكّن من الاستمرار في التركيز لمدة 45 دقيقة؟ الآن هو وقت الاستمتاع: الرقص في غرفة المعيشة، اللعب بالوسائد، الخروج في نزهة على الدرّاجة الهوائية...

تعديل ديكور غرفة النوم وتزيينها
من المهم أن يشعر الطفل بتبدّل الفصول في شكل ممتع، ما يحفّزه على متابعة أدائه المدرسي بشكل جيد. لذا يمكن الأم أن تعدّل في ديكور غرفة نوم طفلها كأن تضيف الستائر المزهرة وكذلك شراشف السرير، كما يمكن تزيين المكتب الذي يدرس عليه كأن تضع باقة من الزهر الربيعي، أو تزوّده بقرطاسية جديدة موضوعها الربيع. هناك الكثير من الأفكار التي يمكن الأم ابتكارها في هذا المجال بحسب شخصية ابنها.        

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة